طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


غزة .. صبرك وصمودك لن تقوى عليهما إسرائيل


ما حدث أمس في غزة من مجزرة راح ضحيتها أكثر من 400 شهيد أغلبهم من الأطفال والنساء، الكتابة عنه سياسيا تأخذنا لتفاصيل كثيرة، تبدأ وتنتهي عند السعي الإسرائيلي بعد إيقاف الحرب، ففي ايقافها ما لا يريده نتنياهو، كونه سيضعه في مآزق كثيرة، ما يجعل من عودة الحرب أو استئنافها هي لصالح اليمين الإسرائيلي المتطرف، ولصالح نتنياهو على حساب شعب بل على حساب منطقة.

أمّا في الحديث عما حدث أمس في غزة إنسانيا وأخلاقيا، حقيقة نحتاج لغة خاصة بأحرف تنبض دما وروحا، حتى نتمكن من قول ما شعرنا ونشعر به منذ ساعات الصباح الباكر ليوم رمضان الـ 18، رمضان الذي تجاوزت خصوصيته إسرائيل وارتكبت مجزرتها أمس ودمرت عائلات ومسحت عائلات بالكامل، وأكملت كوارثها في القطاع الذي يعيش بوضع كارثي غير مسبوق، ما حدث أمس من مجزرة بل مجازر الحديث عنه في جانبه الإنساني والأخلاقي وحتى القانوني يدمي القلوب، وعلى مرأى عيون العالم ودون أن تأخذ إسرائيل بأي اتفاقات أو مباحثات، القتها خلف مصالحها ونفّذت جريمتها.

جريمة يوم الثامن عشر من رمضان، حتما سيسجلها التاريخ بحروف تحكي وتبكي ليست حروفا عادية، وليست حروفا جافة، ليست لغة خشبية، سيسجلها بكلمات خاصة ترويها دموع أطفال غزة وصرخات نسائها، وآلام شعب عاش حربا مدمرة لأكثر من 15 شهرا، لتعاود إسرائيل مجازرها عليه من جديد باستشهاد أكثر من 400 شهيد وشهيدة بيوم واحد، أقسم أنها جريمة غير مسبوقة لم يشهدها تاريخ البشرية، ماذا سيكتب عنكم التاريخ يا أهل غزة، فلبطولاتكم وتضحياتكم ونضالكم وصمودكم قصص ووقائع لا تروى ولا تدوّن كونها أكبر من كل اللغات وأعظم من كل المشاعر والعطاءات الوطنية.

جريمة إسرائيل يوم الثامن عشر من رمضان، وفي تكرار التاريخ مسؤولية، فهو رمضان أيها المحتل، الذي اغتالت خلاله أرواح أطفال ونساء وشيوخ وهم صائمون، هذه الجريمة بشنها غارات متفرقة على مناطق متعدد في قطاع غزة، مدانة ويجب أن يجد المجتمع الدولي كما طالب الأردن أمس ما يلزم إسرائيل على ضرورة الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار بجميع مراحله، ودون ذلك سيحدث ما حذر منه الأردن من مغبة تفجر الأوضاع في المنطقة، ما حدث يجب ألا يمر مرور النسيان، ما حدث يجب أن تحاسب عليه إسرائيل، ويجب أن تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار، وأن تلتزم بكافة مراحله، وأن تتوقف عن جرائمها التي تصرّ على الاستمرار عليها دون توقف، بل على العكس بإصرار وبمزيد من العنف، وكأن يمينها المتطرف لم يعد يرى تفاصيل الواقع إلاّ بنظارة سوداء تخفي عنه كل الحقائق وتكبّر له مصالح فقط بعيدا عن أي أمور أخرى!!!

لن أبحث بلغتي عن مفردات تصف ما حدث أمس، الذي هو أكبر من مجزرة، وأخطر من جريمة، وأعنف من الكوارث، كوني لن أجد، ما حدث أبكى قلوبنا، نعم غزة سمعنا صراخك، وسمعنا آلامك وأنين ماضيك وحاضرك، فقد بكيناكِ وبكينا أطفالك ونساءك، أوجعت قلوبنا واستصرخت أصواتنا من حناجرنا لأن نقول نحن معك بقلوبنا ومشاعرنا وسعينا الجاد لأن تكوني بخير، ربما اليوم أو يوم غد، أو بعد ذلك، هو يوم آت فصبرك وصمودك لن يذهب مع هبوب رياح إسرائيل، صبرك وصمودك لن تقوى عليهما إسرائيل، التي لم تدرك حتى الآن أن غزة مختلفة.

الدستور

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/910444