طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


جائحة "جنون ترامب" تنتشر .. وتعديل الدستور الهدف القادم


انتشرت جائحة 'جنون ترامب' في الولايات المتحدة بطريقة تدلل على عدم وجود منهجية سياسية واقتصادية واضحة للحكومة الحالية والتي يتركز دورها في التنفذ نهاراً ما يحلم به ترامب ليلاً، وهذا أمر خطير يبين أن الفكر والنهج السياسي الأمريكي الذي صنعه عباقرة في فن السياسة والاقتصاد على مدى قرون طويلة في طريقه للزوال، لا سيما أن ترامب بعد سيطرة الحزب الديموقراطي على مجلسي الشيوخ والنواب بدأ يعتقد أنه حاكم مطلق فوق المسائلة، ليحاول العبث بالدستور الأمريكي وهو ما يجعلنا نشك أنه سيتبع طرق بعض زعماء الدول بتعديل الفترة الرئاسية وتحويلها لثلاث أو أربع دورات، ليضمن البقاء حتى الموت في منصب بدأ يؤثر سلباً على حياة الشعب الأمريكي وعلى علاقة الدولة بدول ومنظمات العالم بعد أن أصبحت واشنطن واجهة غير شرعية للسيطرة على ثروات الآخرين والدفاع عن كيان الاحتلال وجرائمه.

وفي السياسة الخارجية ثبت للعالم أجمع أن البيت الأبيض يفتقد لأبسط أخلاقيات التعامل مع الآخرين، وظهر الأمر جلياً حين أهان ترامب ضيفه الرئيس الأوكراني وتلاعب ببرتوكول اجتماعهما ثم طرده من واشنطن، وعلى ذات الطريقة الفوقية الباعثة على صناعة الكراهية قام وزير خارجية الولايات المتحدة بطرد سفير جنوب أفريقيا من واشنطن أيضاً، ودوماً يملك المسؤولون في البيت الأبيض الأعذار 'وهي أقبح من ذنب' لتنفيذ أجندات زيادة الفرقة مع دول العالم، فترامب يُريد تأديب أوروبا بزيلنيسكي ووزير خارجيته يبحث عن قص جناح دول العالم الداعمة للقضية الفلسطينية بجنوب أفريقيا ، وبالتالي يضمن صمت الجميع ويتقبلون القرارات الأمريكية على أنها نِعَمٌ لا تُرد وعطايا توجب التذلل لنيل المزيد منها.

والمتتبع للسياسة الأمريكية يجد أن التغيير في النهج الفكري والتنفيذي سيجعل في مرحلة متقدمة العالم في جهة وواشنطن في جهة أخرى، وهذا أمر بدأ يتضح بزيادة أعداد الدول التي لا تأمن غدر وشرور البيت الأبيض الذي اعتاد أصلاً على التخلي عن حلفائه على عكس المعسكر الشرقي الذي يحمي حلفائه حتى الرمق الأخير، وهنا يجب على الدولة العميقة في الولايات المتحدة التنبه لخطورة ترامب على دولته قبل الآخرين ووجوب ضبط تصرفاته وانفعالاته وقراراته، لضمان لقاء واشنطن كقائد للعالم المعتدي وليس الحُر، كون البيت الأبيض لا يدعم إلا الدول المُعتدية ويرفض النضال لأجل الحرية، وأيضاً يتعارض موقف واشنطن مع دول المعسكر الشرقي الداعم للدول الباحثة عن التحرر من الاستعمار، والغريب أن الدول المعتدية والمهاجمة دوماً من حلفاء واشنطن.

آخر الكلام: إذا تحالفت دول العالم وأسقطت هيبة الدولار ستفقد الولايات المتحدة هيبتها وقوتها.

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/909921