طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


إدارة مراكز الإصلاح والتأهيل .. والفكر المتقدم


مؤسساتنا الأمنية تدفعنا دفعا لمحبتها، وتبهرنا بأفكارها، وبعد نظرها، ووعي القائمين عليها، فكل منها قصة نجاح تستحق الوقوف عندها مطولا وأخذ الدروس والعبر.

بالأمس كان لي شرف تناول طعام الإفطار مع مدير إدارة مراكز الإصلاح والتأهيل ومدير مركز اصلاح سواقة، وضباط وضباط صف وأفراد المركز، وقبلها بأيام كانت ذات الدعوة إلى مركز إصلاح وتأهيل الجويدة، وهذه لفتة كبيرة أجلها لأسباب عديدة أهمها أنها تتزامن مع سنة حميدة اتبعتها مديرية الأمن العام وإدارة مراكز الإصلاح والتأهيل على وجه الخصوص تتمثل بدعوة أهالي النزلاء لتناول طعام الإفطار مع ابنائهم النزلاء، وهذه اللفتة الرائعة ليست انسانية نبيلة وحسب، ولا تنم عن خلق راق وحسب، ولكنها تتجاوزه الى ما هو أبعد من ذلك.

ففي تجاذب لأطراف الحديث مع مدير إدارة مراكز الإصلاح والتأهيل و مدير مركز اصلاح سواقه وعدد من الضباط فلقد اطلعت على آفاق جديدة تتجلى فيها حسن القيادة وبعد النظر والرؤية الثاقبة، فعند سؤالي للعميد فلاح المجالي عن كيفية اختيار النزلاء الذين يدعون اهلهم لتناول الإفطار معهم، فكانت الإجابة مفاجئة لي ان مثل هذه المبادرات الإنسانيه تأتي تأكيدا على النهج الإنساني المتبع في التعامل مع هذه الفئه والذي يأتي بتوجيه مستمر من عطوفة مدير الأمن العام اللواء الدكتور عبيدالله المعايطه واضاف ابتداء نستهدف الجميع، ونتطلع الى أن يدعو كل أهله للإفطار والجلوس معه، ولكن من حيث المبدأ نختار أصحاب السلوك الحسن تكريما لهم ومن جانب آخر تحفيزا لزملائهم، ونختار من اولئك الذين ليسوا على تلك السوية للعمل على استيعابهم واحتوائهم.

من زاوية أخرى فأعظم ما حققته في زيارتي هذه هو انتفاء الصورة السلبية والتقليدية للسجين الذي نعتقده بائسا ذليلا في زنزانة ضيقة بالكاد يتنفس أو يرى أشعة الشمس، بل هو (السجين) منتج معطاء مبدع، ففي مركز إصلاح وتأهيل سواقة مئات الأغنام والأبقار، وفيها المعامل والمصانع، لصناعة الألبان والاجبان والمنتجات الغذائية، ومعامل النجارة والحداد والصناعات المختلفة. ولديهم متجر الكتروني، ولهم مشاركات فاعلة ونوعية في المعارض في كل المحافظات، وينشرون مساهماتهم الأدبية والإبداعية في مجلة النزيل، وفي العام الواحد تخرج السجون ما لا يقل عن عشرة نزلاء من الحافظين لكتاب الله.

إدارة السجون تحرص على إشراك النزلاء في دورات نوعية في مختلف الاختصاصات وتمنحهم شهادات معتمدة حتى إذا ما انتهت محكومية أحدهم كان مؤهلا للإنخراط في سوق العمل، وبذلك تكون أيام سجنه أيام عطاء لا أيام ذل وهوان.

فخورون بمؤسسة الأمن العام وبمؤسساتنا الأمنية والعسكرية، كما نحن فخورون بقيادة حكيمة رائدها عبد الله الثاني ابن الحسين وأميرها الحسين بن عبد الله.

حمى الله بلدنا وزاده رفعة ومهابة. والحمد لله رب العالمين

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/909789