طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


بولر ومستقبل غزة


لا بد أن السؤال عن مستقبل غزة وما تخبئه لها الأيام المقبلة يشغل العديد من المهتمين بالشأن الفلسطيني، وفي خضم المباحثات المعقدة بين الكيان المحتل الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية للخروج بصيغة ترضي طرفي المباحثات و حماية قطاع غزة من حرب يتوعدها بها نتنياهو وحكومته المتطرفة، التي تضغط عليه للعودة إلى الحرب وتدمير قدرات حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية ليس من السهولة بمكان وضع حلول قاطعة بشأنها، ومع مماطلة الحكومة الإسرائيلية لتنفيذ مندرجات صفقة السابع عشر من يناير، ووضع العراقيل للتهرب من تطبيقها، خشية الانسحاب الكامل من القطاع وإعلان الوقف الدائم لإطلاق النار.

انفجار الغضب الإسرائيلي بعد تسريب مباحثات مباشرة بين المبعوث الأمريكي لملف الرهائن آدم بولر وحركة المقاومة الإسلامية حماس، وقد ترجمته حكومة نتنياهو بالاحتجاج لدى عدد من النواب الجمهوريين في مجلس الشيوخ على البيت الأبيض، حيث رأت فيها مفاوضات تمت وراء ظهرها، والغضب نابع من التخوف الذي تبديه حكومة الاحتلال الإسرائيلي، أنه في حال تقدم مباحثات تحرير أسرى مزدوجي الجنسية من قطاع غزة، من شأنه أن يزيد ضغط الشارع الإسرائيلي خاصة عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، وازدياد حدة هجوم المعارضة الإسرائيلية على نتنياهو وحكومته، و استباق الولايات المتحدة الأمريكية والقيام بمباحثات مباشرة مع حركة حماس، سيما وأنها مصنفة لديها كمنظمة إرهابية، يقدم نظرة متقدمة ومرنة لكيفية التعامل مع ملف ' الرهائن' في قطاع غزة، ويضع حكومة نتنياهو في الزاوية ويحرجها أمام الإعلام العبري والشارع الإسرائيلي والمعارضة، لإجبارة على العودة إلى طاولة المفاوضات والشروع في البدء بمفاوضات المرحلة الثانية، و ما يترتب عليها من انسحاب شامل للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة وإعلان وقف دائم لإطلاق النار، وهذا ما لا يريده رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ووزراء الكابينيت المتطرفين كسموتريتش وزير المالية ووزير الطاقة و وزيرة المستوطنات الإسرائيلية.

حلم إعادة إنشاء المستوطنات الإسرائيلية في غزة لا يزال يداعب مخيلة المستوطنين الإسرائيليين، وتلاشي هذا الحلم يعد بمثابة خسارة فادحة لمعنى النصر المطلق الذي وصفه نتنياهو كهدف جوهري من الحرب الوحشية على قطاع غزة. و في العودة إلى الحديث عن مستقبل غزة، لا يمكن أن يفصل عن الاستمرار في مفاوضات وقف إطلاق النار، و عدم عودة الحرب مرة أخرى، وتقديم ضمانة دولية للجم دولة الاحتلال عن الاعتداء على غزة، وتحييد نواياه التوسعية في الضفة الغربية وقطاع غزة فمستقبل قطاع غزة مرهون بمدى قدرة الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي على تشكيل دعم قوي لإسناد غزة، والضغط على الإدارة الأمريكية وفق المصالح المشتركة لفرض رؤية السلام العادل للقضية الفلسطينية.

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/909783