طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


تفكير بصوت عال


ذكرت في مقال سابق قبل ستة شهور رأيي الشخصي باننا قد نكون أمام نتائج خاطئة لوضع مختلف تمثل بنتائج الانتخابات النيابية. أعيد التأكيد على هواجسي تلك استنادا الى الاحداث التاريخية و الفكر الذي يحمله أحد التيارات العقائدية. محور التساؤل الذي اطرحه على نفسي: ماذا لو حدث تفاهم تركي امريكي لتمكين او تعزيز ذلك الحزب العقائدي في دول المنطقة بطريقة شبيهة بالتفاهم الذي حدث سابقا مع الديموقراطيين بحيث يخدم ذلك التيار هضم و تحييد اي رفض شعبي لصالح الحصول على مكاسب في المنطقة في دول متعددة. ألم يحدث ذلك سابقا فما هو الذي يمنع حدوثه مرة أخرى. ما يدفعني لهذا التساؤل الذاتي هو الموقف الضعيف من ذلك الحزب و تياره من دعوة الرئيس الامريكي للتهجير في الوقت الذي يحشد اتباعه اعلاميا و عمليا على قضايا ابسط.

ما زالت قناعتي بأن كل حزب او تنظيم قائم على أساس عقائدي هو باحث و طامح للسلطة و يسعى لذلك اما بالعنف او بالسياسة او بالبراغماتيه و ما الشعارات الاخرى الا للاستهلاك الشعبي و للتحشيد و تصوير ذاته بموقع الضحية العاجز حتى لا يتحمل مسؤولية قراراته و سياسته أمام الشعب الذي تقوده العواطف أكثر من التحليل و المنطق.

هل كان خيار الشعب و غيره اطلاق نار على القدم عندما ظن الجميع أن التيارات العقائدية تغير جلدها و توجهها في الوقت الذي تؤكد الوقائع التاريخية و الدراسات الفكرية و الاجتماعية أن تلك التيارات تستفيد من اللحظة و الظروف لمصالحها الضيقة حتى لو تعارضت مع مصالح الوطن.

سيكتشف الجميع أن تلك الورقة التي اعتقد البعض أنها أداة تخدم التوجهات الوطنية في معارضة اي سياسات تستهدف الاردن، بأن تلك الورقة قد تتحول لورقة ضاغطة لصالح الآخر.

بصراحة كثرة الضربات و الاقصاء و التهميش الذي عانت منه بعض النخب الفكرية التي تعتقد أنها تمتلك رؤية وطنية واضحة قائمة على الانتماء للاردن و الولاء لسيد البلاد تجعلها تصمت او تعبر باستحياء و تورية لانها يوما بعد يوم تفقد البوصلة و يأتي أفراد ليستخدموا تلك النخبة الصغيرة وقود للتقرب لتيارات غير مأمونه.

لذلك فإن ما أطرحه هو فقط تساؤل ذاتي و تفكير بصوت عالي من فرد لا يرغب بأن يكون وقودا مرة أخرى و أن يعاني التهميش و الاقصاء و اكثر من ذلك في الوقت الذي يشعر بمرارة الاقصاء برغم الكفاءة و الانتماء و الولاء و القدرة على طرح رأيه باللغتين العربية و الانجليزية بناءا على تفاصيل التاريخ و القراءة الفكرية لتلك التيارات سواءا العقائدية او التوطينية.

الخص و اقول أن الأصل أن الشعارات و الحشد العاطفي و الشعبوية يقابلها العقلانية و المنطقية و الطرح الثقافي الواعي الذي يصل الى الجماهير من خلال النخب المقبولة اجتماعيا لكن تلك النخب تهتز ثقتها وترتجف اقلامها مع الاستهداف و الاقصاء و التغييب الغير مبرر في وجود الانتماء و الولاء و الكفاءة والشهادات والثقافة.

لكن المخاوف في النفس قائمة من اتفاق جديد لتلك التيارات مع الادارة الامريكية الجديدة التي تتبنى إدارة المصالح و عندها ستكون تلك عامل ضغط اضافي على الوطن و قيادته ما لم تقدم النخب الفكرية لتحاجج تلك التيارات بالفكرة و الثقافة و القلم و بكافة اللغات.

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/909682