طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


بين الواجب والإنجاز


بداية ومن قبيل الأمانة العلمية، فإن هذا العنوان مستوحى من حديث مع الصديق المهتم في الشأن الإداري (صالح مريش)، ولأهمية هذا الموضوع وكثرة الخلط بين معنى الكلمتين، فلا بد من الوقوف عندهما والتفريق بينهما.

إذ كثير ما يقابلنا الموظفون وحتى المسؤولون بسرد قائمة من الأعمال اليومية التي قاموا بها مظهرين الفخر بأنها إنجازات يستحقون عليها الثناء، وفي حقيقة الأمر أنها لا يتعدى وصفها بأنها قائمة لمهام روتينية تشكل الحد الأدنى من الواجبات والمتطلبات اليومية التي عليه القيام بها.

فعلى سبيل المثال، لا يعد التزامك بساعات الدوام والمغادرة إنجازا، ولا يعد توزيع المهام على الموظفين، وتوقيع الاجازات والمغادرات ومعاملات المراجعين وحضور الإجتماعات والمؤتمرات والاحتفالات، هذه كلها لا تعد انجازات، والأدهى أن البعض يعد إنجازا سفره لحضور مؤتمر ما، مع أن دوره في هذا المؤتمر لا يتعدى دور المستمع الصامت.

ودليل هذا كله يظهر من خلال الإجابة عن السؤال التالي: هل تم تعيينك أو توليتك منصبا ما، فقط للجلوس وملء المكان الشاغر؟، قطعا لا، فبإمكان أي شخص أن يملأ المكان ويشغل الحيز، ولكن تم ذلك لقيامك على الأقل بما هو فوق الحد الأدنى من المتطلبات الوظيفية أو ما ورد ببطاقة الوصف الوظيفي لهذه الوظيفة، وعليه كل ما ورد ذكره وما لف لفيفه هي قيامك بالحد الأدنى من الواجبات الوظيفية التي تستحق عليها الحد الأدنى أيضا من الراتب المحدد لهذه الوظيفة من غير انتظار لكلمة شكر أو ثناء أو تكريم، حتى أن بعض الشركات وليس (الحكومة) لا تعطي عليه الزيادة السنوية الراتبة.

أما الإنجاز فهو ما يتعدى ذلك إلى الخروج عن مألوف العمل الروتيني، كالإبداع وتبسيط الإجراءات وتخفيض التكاليف وزيادة الأرباح وتعظيم صورة المؤسسة وتجاوز مرحلة الجودة إلى مرحلة التطابق وخلق جو من الألفة والإيجابية في بيئة العمل، وتقديم الأفكار القابلة للتطبيق والإتيان بالجديد، واعتماد المعايير العلمية في منهجية العمل وإدارة المعرفة ومأسسة الإبداع ونحن ذلك.

وبفهم بسيط في عالم الأعمال اليوم، أنه لا يتم تعيين أو ترقية إلا إذا شكل شاغلها قيمة مضافة فكرية أوعملية أو فنية أو إدارية للمؤسسة التي يعمل فيها، والإ لجانب هذا القرار الصواب ولا يليق بمؤسسة تنشد التطور والمنافسة.

وهنا استحضر قانونا اطلق عليه مجازا قانون (السذاجة) وينسب إلى اينشتاين، إذ يقول: (إنه من السذاجة أن تعمل نفس الأشياء بنفس الطريقة وتنتظر نتائج مختلفة).

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/734391