طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


تأخر القلب 60 نبضة بعد منتصف الوِحْدَة!


كيف لك أن تفعل ذلك؟! كيف لك أن تذهب بكل هذه البساطة تاركاً روحي خلفك ممزقة.. و وحيدة؟! ألم تعلم أنك كنت رفيق عمري، و أمان قلبي و بهجته؛ الذي لم يعرف طعم الحياة بِحُلْوِها و مُرّها إلا معك؟! لطالما كنت أباهي بك العالم وكأنك أثمن انتصاراتي.. كيف استطعت أن تفرط بالأوقات.. الضحكات.. أحلامنا.. و طموحاتنا، وتجعلها تتسرب من بين أصابعك كحفنة رمل؟! كيف هانت عليك اللحظات التي كان كل منّا يتسابق لإسعاد الآخر؟! تعاهدنا دائماً أن نسند بعضنا إذا ما تعثَّر أحد منّا.. و أن نعاون بعضنا حتى اللحظة الأخيرة.

فجأة.. و بومضة عين.. مَضَيْتَ و لم تكترث بما صَنَعَهُ خنجرك المليء بالكلمات و النقوش المزخرفة بجدار قلبي، الذي أنهكته الندوب و الشروخ حد الموت.. أخبرتك بأكثر شيء يؤلمني يا رفيقي و فَعَلْتَه.. ظننتك الأحن على قلبي، وملاكي الحارس الذي يحميني.. و إِذْ بي اكتشف أنك أنت من يغرس السهام في ظهري.. و يضع الأذى في طريقي بدلاً من أن يميطه.. لطالما سمعت عنك الكثير و الكثير.. لكنني أغلقت قلبي وفكري عن سماع أي كلمة تسيء لك.. ظننتك عزيز الروح و رفيق الدرب، الذي معه سأتخطى أصعب اللحظات.. لم أكن أعلم أنك أنت من أثقل الأيام على قلبي.. فأصبحت الخيبة و الألم هي الرفيق الدائم لقلبي المغدور.. و ما الخيبة إلا عشم، ظننت أنني لا أهون و هنت.

انظر إلى حالي الآن.. كيف لي أن أواسي نفسي، و أن لا يقتلني الندم كلما تذكرت كل تلك المشاعر التي قدمتها لمن لا يستحق؟ّ! قد يجرحني الغريب جرح الساعات.. لكنك أنت جرحتني جرح الأيام و السنين.. و أصبحت وحيداً كأول مرة قبل أن ألتقيك.. فتأخر القلب 60 نبضة بعد منتصف الوِحْدَة.. تلك كانت الكلمات التي قالها يمان لصديقه في رسائله التي لم تصل.. فبقيت طي النسيان.

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/660233