طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


لا تقلل من إنجازات غيرك!


كان يحتسي القهوة بينما يقوم بعمله... كان يقضي الكثير من وقته ويبذل قصارى جهده وهو يعمل... فجأة سمع أصوات تهنئة قادمة من ردهة الاستراحة... فنهض وذهب مسرعاً متجهاً نحوها ليعرف سبب هذه التهاني... عندما وصل، أخبره أحد زملائه: أمجاد لما لا تقدم التهنئة لزميلنا يمان، فقد تمت مكافأته من قِبَل المدير لما قدمه من إنجاز في عمله... نظر أمجاد بنظرات الاستهزاء لزميله يمان وقال: ماذا قدم أفضل مما أقدم أنا؟!! فأنا أقضي وقتاً وجهداً في عملي أكثر مما يقضيه هو؟!! على أية حال تهانينا، ربما تملقت أفضل مني... ساد الصمت بين الموظفين، ومن ثم توجه كل منهم إلى مكتبه... بينما اعتلت نظرات الحزن وجه يمان زميل أمجاد... فقد تمكن أمجاد من سرقة سعادة يمان وتحويلها إلى حزن عميق، بعد كلماته التي كانت كالسهام الحارقة والتي وجدت من قلب يمان مستقرا لها.

يا ترى هل كان أمجاد محقًّأ؟؟ ربما... قد يكون أمجاد محقّ في أنه يعمل أكثر منه... لكن دعونا نقول الحق أنه لا يجب أن تُقَلّل من إنجازات غيرك مهما بدت صغيرة أو تكاد لا تُذْكر... فذلك لن يرفع من قَدْرِك أو إنجازاتك... بل على العكس... سيتولد لديك الكثير من مشاعر الغضب.. الحقد.. والضغينة.. والتي قد تقودك إلى أفعال مشينة.. قد تندرج تحت مسمى جرائم في حقك وفي حق غيرك... والتي هي أيضاً إحدى المشكلات المجتمعية المنتشرة بكثرة.. وقد نتطرق لها لاحقاً.

فبدلاً من التقليل من إنجازات الغير وسرقة فرحتهم بها.. لما لا تحول كل تلك المشاعر السلبية التي تشعر بها من حقد.. حسد.. ضغينة.. إلى أخرى إيجابية، كأن تتمنى الخير لغيرك... وتكرس كل وقتك وجهدك لتطوير نفسك وتصحيح عيوبك.. لتصبح غداً أفضل مما أنت عليه اليوم... فَتُقَدّم لحياتك قبل أن تدق ساعتك... وتذكر دوماً بأن تُقَدّر جهود الآخرين حتى تُقَدَّر جهودك... وأن لا تُعوض نَقْصَك باستنقاص الآخرين.

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/656113