جذور أزمة ترمب السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها أعيدها إلى المربع الأول الى فترة خيانة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون لزوجته هيلاري كلينتون عام 1998 (السيدة الأولى 1993 2001)، وتعرضه لمساءلة برلمانية كادت أن تعصف بحضوره السياسي مبكراً انذاك بعد إنكاره التحرش بموظفة البيت الابيض وقتها Monica Lewinsky . وهو الأمر الذي حرك الشارع الأمريكي، ودفع بترشيح هيلاري وزيرة لخارجية باراك أوباما في فترته الرئاسية 2009 2013 لرد الاعتبار والكرامة لها. وهي التي عملت في مجلس الشيوخ الأمريكي في الأعوام (20012009)، وقفزت لتصبح مرشحة لرئاسة أمريكا عام 2016، ومنافسة للمياردير بالوراثة دونالد ترمب (إبن الملياردير فريد ترمب). و بالإمكان إعادة ما حدث لترمب نهاية العام المنصرم للتو 2020 من تزوير انتخابي من طرف طاقم الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، وجهاز أمريكا الاستخباري المشهور والقوي CIA))، على ما يبدو والعلم عند الله لزمن فضيحة (ووتر غيت) الأكثر شهرة في التاريخ الأمريكي المعاصر، وتزوير الانتخابات، في نهاية ستينيات وبداية سبعينيات القرن الماضي 1968 1972، عندما أصبح ريتشارد نيكسون رئيسا لأمريكا بفوزه على منافسه همفري بنسبة مئوية تراوحت 43% من أصوات الناخبين الأمريكان مقابل 42% لمنافسه، وعبر عملية تزوير رصدها البيت الأبيض بحجم ( 64 ) مكالمة هاتفية، بعد تجسس الحزب الديمقراطي على الجمهوري في مبنى ووترغيت في واشنطن.
ودونالد ترمب رجل أعمال لا علاقة له بالسياسة، لكن أمريكا دولة عظمى تقودها مؤسسات عملاقة مثل (الايباك، والكونغرس، والبنتاغون – الدفاع والاستخبارات ' CIA ' (، وينص دستورها على أن يكون الرئيس مولود في أمريكا، وعمره 35 سنة على الأقل، و مقيم في أمريكا 14 عاما). وسبق لرجل أسود أن خنقه شرطي أبيض في ولاية مينيسوتا بتاريخ 20 ايار2020. واستطاعت إسرائيل - نتنياهو أن تقود أمريكا في عهده بدلا من أن تذهب أمريكا الى إنصاف قضايا العالم العالقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية العادلة عبر إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الشرعية الدولية (242، و 338 )، بعد تخلصيها لنفسها من اللوبي والمسلك الصهيوني الخبيث. وذهبت أمريكا ترمب في عهده وبطريقة بهلوانية، و بالتعاون مع زعيم العنصرية الإسرائيلية و حزب الليكود بنيامين نتنياهو بتاريخ 25 اذار 2019 بالتوقيع على الجولان – الهضبة العربية السورية في واشنطن مستغلة إنشغال سوريا بأزمتها الداخلية . وسبق لإسرائيل أن عملت على ضم الجولان بقانون صدر عن الكنيست بتاريخ 25 ديسمبر 1981، وفي الحالتين ( التوقيع و الضم ) باطلين كونهما صدرا عن كيان احتلالي واستيطاني غير شرعي، وبمساندة دولة عنجهية مثل أمريكا تتصرف فوق القانون وبطريقة الكاوبوي، وتجد آذاناً صاغية للأسف في المقابل في شرقنا العربي وعلى خارطة العالم من زاوية المصالح المشتركة الاقتصادية، ومنها العسكرية والأمنية (اللوجستية). وفي نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح، ولا مخرج أمام إسرائيل إلا بالعودة الى حدود الرابع من حزيران لعام 1967 إذا ما أرادت سلاما شاملا مع العرب وفقا لقرار قمة العرب في بيروت عام 2002، ومبادرة الأمير الملك لاحقا عبد الله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين صاحب الجلالة رحمه الله.
ومنذ تواجد ترمب في موسكو بصفة رجل أعمال، وبعد ذلك عام 2013 أثناء حضوره مسابقة جمال العالم، دارت الإشاعات حول شخصه في الغرب الأمريكي بسبب قربه من روسيا، واحتمال أن تكون الاستخبارات الروسية قد إقتربت منه، وهو بطبيعة الحال محض خيال وفانتازيا. و عندما أصبح رئيسا شرعيا لأمريكا في البيت الأبيض بعد انتخابه بفارق 244 صوتا في الهيئة الانتخابية مقابل 209 أصوات لصالح منافسته هيلاري كلينتون تصاعدت المعلومات و الإشاعات أكثر حول احتمال تدخل موسكو في عملية الانتخابات الأمريكية برمتها، أو عبر العبث برسائل هيلاري الإلكترونية، وهو الذي لم تستطع واشنطن بجناحيها السياسي و الأمني - اللوجستي، و عبر الـ CIA إثباته حتى الساعة.
وتمكن رئيس روسيا الاتحادية - العظمى بوتين من دحض المعتقد الأمريكي الخاطيء بشأن الانتخابات تلك في قمة هلسينكي عام 2019 بدعوة أمريكا للذهاب إلى المحكمة إن لم تكن مقتنعة بعد. ومن الممكن ملاحظة تعاطف موسكو مع ترمب الذي لم يزرها من أن غادرها، وهو الذي لم يتهمها شخصيا بقلب نتيجة الانتخابات لصالحه، وقالها النائب الساخر زعيم الحزب الديمقراطي الروسي فلاديمير جيرنوفسكي بأنه فضل ترمب وقتها، إلا أن ذلك لم يرتق لمستوى التدخل في الانتخابات الأمريكية، وفي المقابل تقف روسيا دائما مع نتيجة صناديق الأقتراع في أمريكا وفي كل العالم، وعلى مسافة واحدة من الحياد .
وتكرر المشهد في أمريكا، وانقلب السحر على الساحر، لا بل وانقلبت أمريكا على ذاتها، و بدأت بالتدريج بالإبتعاد عن إتهام روسيا بالعبث بصناديق الاقتراع عام 2016، وتوجهت لتوجيه إتهام قلب صناديق الاقتراع عام 2020 للداخل الأمريكي من دون الإشارة لأي جهة سياسية أو إستخبارية. وفي آخر مؤتمر صحفي وإعلامي دولي عقده الرئيس الروسي بوتين في موسكو بتاريخ 17 كانون الأول 2020 أجاب على سؤال صحفي اعتبره إستفزازيا لعلاقته بمصير الرئيس السابق دونالد ترمب، وإذا ما كان ممكنا دعوته الى موسكو بصفة لاجئ سياسي. فأجاب بوتين بأن ترمب حصل على نسبة جيدة من الأصوات ووضعه السياسي لن يتأثر، وبأن أمريكا دولة عظمى ولايجوز خلط الأوراق الروسية الأمريكية، وموسكو تراهن على علاقات جيدة مع الرئيس جو بايدن . وفي المقابل أيضا هنا فإن ترمب أخطأ في عهده التصرف مع إيران من خلال إلغاء الاتفاقية النووية معها الموقعة دوليا عام 2015، وشجعها على مواصلة التخصيب النووي لأغراض عسكرية دفينة، وكرر الخطأ مع كوريا الشمالية في موضوعها النووي العسكري، ومع تركيا أوردوغان في موضوع شرائها لترسانة الصواريخ البالستية ) C 400) عام 2020، ومع العرب عام 2017 عبر صفقة سلاح وإقتصاد باهضة الثمن وصلت الى 350 مليار دولار على حساب أرقام التنمية العربية الشاملة . وما حكت بلاده أمريكا روسيا في أكثر من محطة مثل ماله علاقة بإقليم القرم الروسي عام 2014 وإعتباره أوكراني، وواصلت اعتبار جزر الكوريل الروسية يابانية. وما له علاقة بالعرب وإيران وتمرير صفقة القرن وسطهم ماليا وسياسيا، وكان آخرها تحريك السلام الإسرائيلي مع العرب بالقطعة مقابل عدم الطلب من إسرائيل الانسحاب حتى حدود الرابع من حزيران لعام 1967 . وترك إسرائيل تتصرف بما يتعلق بمشروعها الفاشل الذي هدف لضم الغور الفلسطيني وشمال البحر الميت، وهو الذي أفشله الفلسطينيون والأردنيين بإسم العرب، وكان لجلالة الملك عبد الله الثاني ' حفظه الله ' دور الصدارة في مواجهة المشروع المستنكر.
من يستمع لخطاب دونالد ترمب المسجل حول نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة يحزن عليه لأنه تعرض لمظلمة ديمقراطية، وظلم في عقر داره وليس من قبل أي جهة خارجية لوجستية كما جرت العادة . والأرقام الإنتخابية التي أصبحت بحوزة ترمب جلها صحيحة كما يبدو، فلقد فاز في عدة ولايات أمريكية مثل (فلوريدا، وأهايو، وأيوا، وميتشيغان، ويسكونسن، وبنسلفانيا، وجورجيا ) وبفارق كبير، وفجأة، وفي الصباح الباكر تغيرت الأرقام وبقوة لصالح منافسه جو بايدن وحزبه الديمقراطي. و هو الأمر الذي دفع بترمب لأن يزج بشباب حزبة الجمهوري لاقتحام مبنى الكونغرس الأمريكي بتاريخ 7 كانون الثاني 2021 في أعقاب سرقة نتيجته الانتخابية (عينك عينك)، وعلى طريقة ما يجري في شرقنا، لكنها أمريكا أم الديمقراطية أيها السادة ؟ وتمثال الحرية ( statue of liberty) في خليج النيويورك يراقب المشهد!!. وفي المقابل وللحقيقة الواجب قولها هنا فإن الدولة العميقة في أمريكا، أي الـ CIA، واضح بأنها وبالتعاون مع لوبي سياسي ديمقراطي وغيرهم لم تكن لديهم رغبة في أن ينجح ترمب الذي أرجع هيبة أمريكا إلى الوراء خاصة وسط جائحة كورونا، وبعد الخروج عن السيطرة، وبقيت شخصيته توصف عالميا بالكوميدية. ولو رسب ترمب بإرقام طبيعية في الانتخابات ما تم التدخل أمنيا فيها، لكن أمريكا أرادت التغيير رغم سطوة الأوليغارجية (الأثرياء) عندها. ولن يستطيع ترمب البقاء في كرسي البيت الأبيض عبر شن حرب مجنونة على إيران كما يشاع، والقضاء الأمريكي طريقه الوحيدة لإنصاف جولته الانتخابية.
والآن وبعد إقرار نتيجة جو بايدن في الكونغرس الأمريكي، أصبح العالم ينتظر يوم تنصيبه في البيت الأبيض بتاريخ 20 كانون الثاني 2021. ويده على قلبه بانتظار أن تتغير أمريكا بحيث تعزف عن الحرب الباردة، وعن مماحكة دول العالم. وقالها جو بايدن بأنه يحترم الإسلام، وذاهب للإبقاء على معاهدة إيران الدولية النووية 5+1 الموقعة عام 2015 . وها هي روسيا بوتين ومن خلال مؤتمرها الصحفي الأخير تمد يدها لأمريكا بايدن من أجل التعاون على كافة المستويات وفي مقدمتها الاقتصاد، ولترسيخ السلام، ولمكافحة الإرهاب وكورونا معا، ومع المجتمع الدولي.
جذور أزمة ترمب السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها أعيدها إلى المربع الأول الى فترة خيانة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون لزوجته هيلاري كلينتون عام 1998 (السيدة الأولى 1993 2001)، وتعرضه لمساءلة برلمانية كادت أن تعصف بحضوره السياسي مبكراً انذاك بعد إنكاره التحرش بموظفة البيت الابيض وقتها Monica Lewinsky . وهو الأمر الذي حرك الشارع الأمريكي، ودفع بترشيح هيلاري وزيرة لخارجية باراك أوباما في فترته الرئاسية 2009 2013 لرد الاعتبار والكرامة لها. وهي التي عملت في مجلس الشيوخ الأمريكي في الأعوام (20012009)، وقفزت لتصبح مرشحة لرئاسة أمريكا عام 2016، ومنافسة للمياردير بالوراثة دونالد ترمب (إبن الملياردير فريد ترمب). و بالإمكان إعادة ما حدث لترمب نهاية العام المنصرم للتو 2020 من تزوير انتخابي من طرف طاقم الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، وجهاز أمريكا الاستخباري المشهور والقوي CIA))، على ما يبدو والعلم عند الله لزمن فضيحة (ووتر غيت) الأكثر شهرة في التاريخ الأمريكي المعاصر، وتزوير الانتخابات، في نهاية ستينيات وبداية سبعينيات القرن الماضي 1968 1972، عندما أصبح ريتشارد نيكسون رئيسا لأمريكا بفوزه على منافسه همفري بنسبة مئوية تراوحت 43% من أصوات الناخبين الأمريكان مقابل 42% لمنافسه، وعبر عملية تزوير رصدها البيت الأبيض بحجم ( 64 ) مكالمة هاتفية، بعد تجسس الحزب الديمقراطي على الجمهوري في مبنى ووترغيت في واشنطن.
ودونالد ترمب رجل أعمال لا علاقة له بالسياسة، لكن أمريكا دولة عظمى تقودها مؤسسات عملاقة مثل (الايباك، والكونغرس، والبنتاغون – الدفاع والاستخبارات ' CIA ' (، وينص دستورها على أن يكون الرئيس مولود في أمريكا، وعمره 35 سنة على الأقل، و مقيم في أمريكا 14 عاما). وسبق لرجل أسود أن خنقه شرطي أبيض في ولاية مينيسوتا بتاريخ 20 ايار2020. واستطاعت إسرائيل - نتنياهو أن تقود أمريكا في عهده بدلا من أن تذهب أمريكا الى إنصاف قضايا العالم العالقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية العادلة عبر إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الشرعية الدولية (242، و 338 )، بعد تخلصيها لنفسها من اللوبي والمسلك الصهيوني الخبيث. وذهبت أمريكا ترمب في عهده وبطريقة بهلوانية، و بالتعاون مع زعيم العنصرية الإسرائيلية و حزب الليكود بنيامين نتنياهو بتاريخ 25 اذار 2019 بالتوقيع على الجولان – الهضبة العربية السورية في واشنطن مستغلة إنشغال سوريا بأزمتها الداخلية . وسبق لإسرائيل أن عملت على ضم الجولان بقانون صدر عن الكنيست بتاريخ 25 ديسمبر 1981، وفي الحالتين ( التوقيع و الضم ) باطلين كونهما صدرا عن كيان احتلالي واستيطاني غير شرعي، وبمساندة دولة عنجهية مثل أمريكا تتصرف فوق القانون وبطريقة الكاوبوي، وتجد آذاناً صاغية للأسف في المقابل في شرقنا العربي وعلى خارطة العالم من زاوية المصالح المشتركة الاقتصادية، ومنها العسكرية والأمنية (اللوجستية). وفي نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح، ولا مخرج أمام إسرائيل إلا بالعودة الى حدود الرابع من حزيران لعام 1967 إذا ما أرادت سلاما شاملا مع العرب وفقا لقرار قمة العرب في بيروت عام 2002، ومبادرة الأمير الملك لاحقا عبد الله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين صاحب الجلالة رحمه الله.
ومنذ تواجد ترمب في موسكو بصفة رجل أعمال، وبعد ذلك عام 2013 أثناء حضوره مسابقة جمال العالم، دارت الإشاعات حول شخصه في الغرب الأمريكي بسبب قربه من روسيا، واحتمال أن تكون الاستخبارات الروسية قد إقتربت منه، وهو بطبيعة الحال محض خيال وفانتازيا. و عندما أصبح رئيسا شرعيا لأمريكا في البيت الأبيض بعد انتخابه بفارق 244 صوتا في الهيئة الانتخابية مقابل 209 أصوات لصالح منافسته هيلاري كلينتون تصاعدت المعلومات و الإشاعات أكثر حول احتمال تدخل موسكو في عملية الانتخابات الأمريكية برمتها، أو عبر العبث برسائل هيلاري الإلكترونية، وهو الذي لم تستطع واشنطن بجناحيها السياسي و الأمني - اللوجستي، و عبر الـ CIA إثباته حتى الساعة.
وتمكن رئيس روسيا الاتحادية - العظمى بوتين من دحض المعتقد الأمريكي الخاطيء بشأن الانتخابات تلك في قمة هلسينكي عام 2019 بدعوة أمريكا للذهاب إلى المحكمة إن لم تكن مقتنعة بعد. ومن الممكن ملاحظة تعاطف موسكو مع ترمب الذي لم يزرها من أن غادرها، وهو الذي لم يتهمها شخصيا بقلب نتيجة الانتخابات لصالحه، وقالها النائب الساخر زعيم الحزب الديمقراطي الروسي فلاديمير جيرنوفسكي بأنه فضل ترمب وقتها، إلا أن ذلك لم يرتق لمستوى التدخل في الانتخابات الأمريكية، وفي المقابل تقف روسيا دائما مع نتيجة صناديق الأقتراع في أمريكا وفي كل العالم، وعلى مسافة واحدة من الحياد .
وتكرر المشهد في أمريكا، وانقلب السحر على الساحر، لا بل وانقلبت أمريكا على ذاتها، و بدأت بالتدريج بالإبتعاد عن إتهام روسيا بالعبث بصناديق الاقتراع عام 2016، وتوجهت لتوجيه إتهام قلب صناديق الاقتراع عام 2020 للداخل الأمريكي من دون الإشارة لأي جهة سياسية أو إستخبارية. وفي آخر مؤتمر صحفي وإعلامي دولي عقده الرئيس الروسي بوتين في موسكو بتاريخ 17 كانون الأول 2020 أجاب على سؤال صحفي اعتبره إستفزازيا لعلاقته بمصير الرئيس السابق دونالد ترمب، وإذا ما كان ممكنا دعوته الى موسكو بصفة لاجئ سياسي. فأجاب بوتين بأن ترمب حصل على نسبة جيدة من الأصوات ووضعه السياسي لن يتأثر، وبأن أمريكا دولة عظمى ولايجوز خلط الأوراق الروسية الأمريكية، وموسكو تراهن على علاقات جيدة مع الرئيس جو بايدن . وفي المقابل أيضا هنا فإن ترمب أخطأ في عهده التصرف مع إيران من خلال إلغاء الاتفاقية النووية معها الموقعة دوليا عام 2015، وشجعها على مواصلة التخصيب النووي لأغراض عسكرية دفينة، وكرر الخطأ مع كوريا الشمالية في موضوعها النووي العسكري، ومع تركيا أوردوغان في موضوع شرائها لترسانة الصواريخ البالستية ) C 400) عام 2020، ومع العرب عام 2017 عبر صفقة سلاح وإقتصاد باهضة الثمن وصلت الى 350 مليار دولار على حساب أرقام التنمية العربية الشاملة . وما حكت بلاده أمريكا روسيا في أكثر من محطة مثل ماله علاقة بإقليم القرم الروسي عام 2014 وإعتباره أوكراني، وواصلت اعتبار جزر الكوريل الروسية يابانية. وما له علاقة بالعرب وإيران وتمرير صفقة القرن وسطهم ماليا وسياسيا، وكان آخرها تحريك السلام الإسرائيلي مع العرب بالقطعة مقابل عدم الطلب من إسرائيل الانسحاب حتى حدود الرابع من حزيران لعام 1967 . وترك إسرائيل تتصرف بما يتعلق بمشروعها الفاشل الذي هدف لضم الغور الفلسطيني وشمال البحر الميت، وهو الذي أفشله الفلسطينيون والأردنيين بإسم العرب، وكان لجلالة الملك عبد الله الثاني ' حفظه الله ' دور الصدارة في مواجهة المشروع المستنكر.
من يستمع لخطاب دونالد ترمب المسجل حول نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة يحزن عليه لأنه تعرض لمظلمة ديمقراطية، وظلم في عقر داره وليس من قبل أي جهة خارجية لوجستية كما جرت العادة . والأرقام الإنتخابية التي أصبحت بحوزة ترمب جلها صحيحة كما يبدو، فلقد فاز في عدة ولايات أمريكية مثل (فلوريدا، وأهايو، وأيوا، وميتشيغان، ويسكونسن، وبنسلفانيا، وجورجيا ) وبفارق كبير، وفجأة، وفي الصباح الباكر تغيرت الأرقام وبقوة لصالح منافسه جو بايدن وحزبه الديمقراطي. و هو الأمر الذي دفع بترمب لأن يزج بشباب حزبة الجمهوري لاقتحام مبنى الكونغرس الأمريكي بتاريخ 7 كانون الثاني 2021 في أعقاب سرقة نتيجته الانتخابية (عينك عينك)، وعلى طريقة ما يجري في شرقنا، لكنها أمريكا أم الديمقراطية أيها السادة ؟ وتمثال الحرية ( statue of liberty) في خليج النيويورك يراقب المشهد!!. وفي المقابل وللحقيقة الواجب قولها هنا فإن الدولة العميقة في أمريكا، أي الـ CIA، واضح بأنها وبالتعاون مع لوبي سياسي ديمقراطي وغيرهم لم تكن لديهم رغبة في أن ينجح ترمب الذي أرجع هيبة أمريكا إلى الوراء خاصة وسط جائحة كورونا، وبعد الخروج عن السيطرة، وبقيت شخصيته توصف عالميا بالكوميدية. ولو رسب ترمب بإرقام طبيعية في الانتخابات ما تم التدخل أمنيا فيها، لكن أمريكا أرادت التغيير رغم سطوة الأوليغارجية (الأثرياء) عندها. ولن يستطيع ترمب البقاء في كرسي البيت الأبيض عبر شن حرب مجنونة على إيران كما يشاع، والقضاء الأمريكي طريقه الوحيدة لإنصاف جولته الانتخابية.
والآن وبعد إقرار نتيجة جو بايدن في الكونغرس الأمريكي، أصبح العالم ينتظر يوم تنصيبه في البيت الأبيض بتاريخ 20 كانون الثاني 2021. ويده على قلبه بانتظار أن تتغير أمريكا بحيث تعزف عن الحرب الباردة، وعن مماحكة دول العالم. وقالها جو بايدن بأنه يحترم الإسلام، وذاهب للإبقاء على معاهدة إيران الدولية النووية 5+1 الموقعة عام 2015 . وها هي روسيا بوتين ومن خلال مؤتمرها الصحفي الأخير تمد يدها لأمريكا بايدن من أجل التعاون على كافة المستويات وفي مقدمتها الاقتصاد، ولترسيخ السلام، ولمكافحة الإرهاب وكورونا معا، ومع المجتمع الدولي.
جذور أزمة ترمب السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها أعيدها إلى المربع الأول الى فترة خيانة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون لزوجته هيلاري كلينتون عام 1998 (السيدة الأولى 1993 2001)، وتعرضه لمساءلة برلمانية كادت أن تعصف بحضوره السياسي مبكراً انذاك بعد إنكاره التحرش بموظفة البيت الابيض وقتها Monica Lewinsky . وهو الأمر الذي حرك الشارع الأمريكي، ودفع بترشيح هيلاري وزيرة لخارجية باراك أوباما في فترته الرئاسية 2009 2013 لرد الاعتبار والكرامة لها. وهي التي عملت في مجلس الشيوخ الأمريكي في الأعوام (20012009)، وقفزت لتصبح مرشحة لرئاسة أمريكا عام 2016، ومنافسة للمياردير بالوراثة دونالد ترمب (إبن الملياردير فريد ترمب). و بالإمكان إعادة ما حدث لترمب نهاية العام المنصرم للتو 2020 من تزوير انتخابي من طرف طاقم الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، وجهاز أمريكا الاستخباري المشهور والقوي CIA))، على ما يبدو والعلم عند الله لزمن فضيحة (ووتر غيت) الأكثر شهرة في التاريخ الأمريكي المعاصر، وتزوير الانتخابات، في نهاية ستينيات وبداية سبعينيات القرن الماضي 1968 1972، عندما أصبح ريتشارد نيكسون رئيسا لأمريكا بفوزه على منافسه همفري بنسبة مئوية تراوحت 43% من أصوات الناخبين الأمريكان مقابل 42% لمنافسه، وعبر عملية تزوير رصدها البيت الأبيض بحجم ( 64 ) مكالمة هاتفية، بعد تجسس الحزب الديمقراطي على الجمهوري في مبنى ووترغيت في واشنطن.
ودونالد ترمب رجل أعمال لا علاقة له بالسياسة، لكن أمريكا دولة عظمى تقودها مؤسسات عملاقة مثل (الايباك، والكونغرس، والبنتاغون – الدفاع والاستخبارات ' CIA ' (، وينص دستورها على أن يكون الرئيس مولود في أمريكا، وعمره 35 سنة على الأقل، و مقيم في أمريكا 14 عاما). وسبق لرجل أسود أن خنقه شرطي أبيض في ولاية مينيسوتا بتاريخ 20 ايار2020. واستطاعت إسرائيل - نتنياهو أن تقود أمريكا في عهده بدلا من أن تذهب أمريكا الى إنصاف قضايا العالم العالقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية العادلة عبر إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الشرعية الدولية (242، و 338 )، بعد تخلصيها لنفسها من اللوبي والمسلك الصهيوني الخبيث. وذهبت أمريكا ترمب في عهده وبطريقة بهلوانية، و بالتعاون مع زعيم العنصرية الإسرائيلية و حزب الليكود بنيامين نتنياهو بتاريخ 25 اذار 2019 بالتوقيع على الجولان – الهضبة العربية السورية في واشنطن مستغلة إنشغال سوريا بأزمتها الداخلية . وسبق لإسرائيل أن عملت على ضم الجولان بقانون صدر عن الكنيست بتاريخ 25 ديسمبر 1981، وفي الحالتين ( التوقيع و الضم ) باطلين كونهما صدرا عن كيان احتلالي واستيطاني غير شرعي، وبمساندة دولة عنجهية مثل أمريكا تتصرف فوق القانون وبطريقة الكاوبوي، وتجد آذاناً صاغية للأسف في المقابل في شرقنا العربي وعلى خارطة العالم من زاوية المصالح المشتركة الاقتصادية، ومنها العسكرية والأمنية (اللوجستية). وفي نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح، ولا مخرج أمام إسرائيل إلا بالعودة الى حدود الرابع من حزيران لعام 1967 إذا ما أرادت سلاما شاملا مع العرب وفقا لقرار قمة العرب في بيروت عام 2002، ومبادرة الأمير الملك لاحقا عبد الله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين صاحب الجلالة رحمه الله.
ومنذ تواجد ترمب في موسكو بصفة رجل أعمال، وبعد ذلك عام 2013 أثناء حضوره مسابقة جمال العالم، دارت الإشاعات حول شخصه في الغرب الأمريكي بسبب قربه من روسيا، واحتمال أن تكون الاستخبارات الروسية قد إقتربت منه، وهو بطبيعة الحال محض خيال وفانتازيا. و عندما أصبح رئيسا شرعيا لأمريكا في البيت الأبيض بعد انتخابه بفارق 244 صوتا في الهيئة الانتخابية مقابل 209 أصوات لصالح منافسته هيلاري كلينتون تصاعدت المعلومات و الإشاعات أكثر حول احتمال تدخل موسكو في عملية الانتخابات الأمريكية برمتها، أو عبر العبث برسائل هيلاري الإلكترونية، وهو الذي لم تستطع واشنطن بجناحيها السياسي و الأمني - اللوجستي، و عبر الـ CIA إثباته حتى الساعة.
وتمكن رئيس روسيا الاتحادية - العظمى بوتين من دحض المعتقد الأمريكي الخاطيء بشأن الانتخابات تلك في قمة هلسينكي عام 2019 بدعوة أمريكا للذهاب إلى المحكمة إن لم تكن مقتنعة بعد. ومن الممكن ملاحظة تعاطف موسكو مع ترمب الذي لم يزرها من أن غادرها، وهو الذي لم يتهمها شخصيا بقلب نتيجة الانتخابات لصالحه، وقالها النائب الساخر زعيم الحزب الديمقراطي الروسي فلاديمير جيرنوفسكي بأنه فضل ترمب وقتها، إلا أن ذلك لم يرتق لمستوى التدخل في الانتخابات الأمريكية، وفي المقابل تقف روسيا دائما مع نتيجة صناديق الأقتراع في أمريكا وفي كل العالم، وعلى مسافة واحدة من الحياد .
وتكرر المشهد في أمريكا، وانقلب السحر على الساحر، لا بل وانقلبت أمريكا على ذاتها، و بدأت بالتدريج بالإبتعاد عن إتهام روسيا بالعبث بصناديق الاقتراع عام 2016، وتوجهت لتوجيه إتهام قلب صناديق الاقتراع عام 2020 للداخل الأمريكي من دون الإشارة لأي جهة سياسية أو إستخبارية. وفي آخر مؤتمر صحفي وإعلامي دولي عقده الرئيس الروسي بوتين في موسكو بتاريخ 17 كانون الأول 2020 أجاب على سؤال صحفي اعتبره إستفزازيا لعلاقته بمصير الرئيس السابق دونالد ترمب، وإذا ما كان ممكنا دعوته الى موسكو بصفة لاجئ سياسي. فأجاب بوتين بأن ترمب حصل على نسبة جيدة من الأصوات ووضعه السياسي لن يتأثر، وبأن أمريكا دولة عظمى ولايجوز خلط الأوراق الروسية الأمريكية، وموسكو تراهن على علاقات جيدة مع الرئيس جو بايدن . وفي المقابل أيضا هنا فإن ترمب أخطأ في عهده التصرف مع إيران من خلال إلغاء الاتفاقية النووية معها الموقعة دوليا عام 2015، وشجعها على مواصلة التخصيب النووي لأغراض عسكرية دفينة، وكرر الخطأ مع كوريا الشمالية في موضوعها النووي العسكري، ومع تركيا أوردوغان في موضوع شرائها لترسانة الصواريخ البالستية ) C 400) عام 2020، ومع العرب عام 2017 عبر صفقة سلاح وإقتصاد باهضة الثمن وصلت الى 350 مليار دولار على حساب أرقام التنمية العربية الشاملة . وما حكت بلاده أمريكا روسيا في أكثر من محطة مثل ماله علاقة بإقليم القرم الروسي عام 2014 وإعتباره أوكراني، وواصلت اعتبار جزر الكوريل الروسية يابانية. وما له علاقة بالعرب وإيران وتمرير صفقة القرن وسطهم ماليا وسياسيا، وكان آخرها تحريك السلام الإسرائيلي مع العرب بالقطعة مقابل عدم الطلب من إسرائيل الانسحاب حتى حدود الرابع من حزيران لعام 1967 . وترك إسرائيل تتصرف بما يتعلق بمشروعها الفاشل الذي هدف لضم الغور الفلسطيني وشمال البحر الميت، وهو الذي أفشله الفلسطينيون والأردنيين بإسم العرب، وكان لجلالة الملك عبد الله الثاني ' حفظه الله ' دور الصدارة في مواجهة المشروع المستنكر.
من يستمع لخطاب دونالد ترمب المسجل حول نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة يحزن عليه لأنه تعرض لمظلمة ديمقراطية، وظلم في عقر داره وليس من قبل أي جهة خارجية لوجستية كما جرت العادة . والأرقام الإنتخابية التي أصبحت بحوزة ترمب جلها صحيحة كما يبدو، فلقد فاز في عدة ولايات أمريكية مثل (فلوريدا، وأهايو، وأيوا، وميتشيغان، ويسكونسن، وبنسلفانيا، وجورجيا ) وبفارق كبير، وفجأة، وفي الصباح الباكر تغيرت الأرقام وبقوة لصالح منافسه جو بايدن وحزبه الديمقراطي. و هو الأمر الذي دفع بترمب لأن يزج بشباب حزبة الجمهوري لاقتحام مبنى الكونغرس الأمريكي بتاريخ 7 كانون الثاني 2021 في أعقاب سرقة نتيجته الانتخابية (عينك عينك)، وعلى طريقة ما يجري في شرقنا، لكنها أمريكا أم الديمقراطية أيها السادة ؟ وتمثال الحرية ( statue of liberty) في خليج النيويورك يراقب المشهد!!. وفي المقابل وللحقيقة الواجب قولها هنا فإن الدولة العميقة في أمريكا، أي الـ CIA، واضح بأنها وبالتعاون مع لوبي سياسي ديمقراطي وغيرهم لم تكن لديهم رغبة في أن ينجح ترمب الذي أرجع هيبة أمريكا إلى الوراء خاصة وسط جائحة كورونا، وبعد الخروج عن السيطرة، وبقيت شخصيته توصف عالميا بالكوميدية. ولو رسب ترمب بإرقام طبيعية في الانتخابات ما تم التدخل أمنيا فيها، لكن أمريكا أرادت التغيير رغم سطوة الأوليغارجية (الأثرياء) عندها. ولن يستطيع ترمب البقاء في كرسي البيت الأبيض عبر شن حرب مجنونة على إيران كما يشاع، والقضاء الأمريكي طريقه الوحيدة لإنصاف جولته الانتخابية.
والآن وبعد إقرار نتيجة جو بايدن في الكونغرس الأمريكي، أصبح العالم ينتظر يوم تنصيبه في البيت الأبيض بتاريخ 20 كانون الثاني 2021. ويده على قلبه بانتظار أن تتغير أمريكا بحيث تعزف عن الحرب الباردة، وعن مماحكة دول العالم. وقالها جو بايدن بأنه يحترم الإسلام، وذاهب للإبقاء على معاهدة إيران الدولية النووية 5+1 الموقعة عام 2015 . وها هي روسيا بوتين ومن خلال مؤتمرها الصحفي الأخير تمد يدها لأمريكا بايدن من أجل التعاون على كافة المستويات وفي مقدمتها الاقتصاد، ولترسيخ السلام، ولمكافحة الإرهاب وكورونا معا، ومع المجتمع الدولي.
التعليقات
دونالد ترمب الحائر
طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور
اظهار التعليقات
دونالد ترمب الحائر
جذور أزمة ترمب السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها أعيدها إلى المربع الأول الى فترة خيانة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون لزوجته هيلاري كلينتون عام 1998 (السيدة الأولى 1993 2001)، وتعرضه لمساءلة برلمانية كادت أن تعصف بحضوره السياسي مبكراً انذاك بعد إنكاره التحرش بموظفة البيت الابيض وقتها Monica Lewinsky . وهو الأمر الذي حرك الشارع الأمريكي، ودفع بترشيح هيلاري وزيرة لخارجية باراك أوباما في فترته الرئاسية 2009 2013 لرد الاعتبار والكرامة لها. وهي التي عملت في مجلس الشيوخ الأمريكي في الأعوام (20012009)، وقفزت لتصبح مرشحة لرئاسة أمريكا عام 2016، ومنافسة للمياردير بالوراثة دونالد ترمب (إبن الملياردير فريد ترمب). و بالإمكان إعادة ما حدث لترمب نهاية العام المنصرم للتو 2020 من تزوير انتخابي من طرف طاقم الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، وجهاز أمريكا الاستخباري المشهور والقوي CIA))، على ما يبدو والعلم عند الله لزمن فضيحة (ووتر غيت) الأكثر شهرة في التاريخ الأمريكي المعاصر، وتزوير الانتخابات، في نهاية ستينيات وبداية سبعينيات القرن الماضي 1968 1972، عندما أصبح ريتشارد نيكسون رئيسا لأمريكا بفوزه على منافسه همفري بنسبة مئوية تراوحت 43% من أصوات الناخبين الأمريكان مقابل 42% لمنافسه، وعبر عملية تزوير رصدها البيت الأبيض بحجم ( 64 ) مكالمة هاتفية، بعد تجسس الحزب الديمقراطي على الجمهوري في مبنى ووترغيت في واشنطن.
ودونالد ترمب رجل أعمال لا علاقة له بالسياسة، لكن أمريكا دولة عظمى تقودها مؤسسات عملاقة مثل (الايباك، والكونغرس، والبنتاغون – الدفاع والاستخبارات ' CIA ' (، وينص دستورها على أن يكون الرئيس مولود في أمريكا، وعمره 35 سنة على الأقل، و مقيم في أمريكا 14 عاما). وسبق لرجل أسود أن خنقه شرطي أبيض في ولاية مينيسوتا بتاريخ 20 ايار2020. واستطاعت إسرائيل - نتنياهو أن تقود أمريكا في عهده بدلا من أن تذهب أمريكا الى إنصاف قضايا العالم العالقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية العادلة عبر إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الشرعية الدولية (242، و 338 )، بعد تخلصيها لنفسها من اللوبي والمسلك الصهيوني الخبيث. وذهبت أمريكا ترمب في عهده وبطريقة بهلوانية، و بالتعاون مع زعيم العنصرية الإسرائيلية و حزب الليكود بنيامين نتنياهو بتاريخ 25 اذار 2019 بالتوقيع على الجولان – الهضبة العربية السورية في واشنطن مستغلة إنشغال سوريا بأزمتها الداخلية . وسبق لإسرائيل أن عملت على ضم الجولان بقانون صدر عن الكنيست بتاريخ 25 ديسمبر 1981، وفي الحالتين ( التوقيع و الضم ) باطلين كونهما صدرا عن كيان احتلالي واستيطاني غير شرعي، وبمساندة دولة عنجهية مثل أمريكا تتصرف فوق القانون وبطريقة الكاوبوي، وتجد آذاناً صاغية للأسف في المقابل في شرقنا العربي وعلى خارطة العالم من زاوية المصالح المشتركة الاقتصادية، ومنها العسكرية والأمنية (اللوجستية). وفي نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح، ولا مخرج أمام إسرائيل إلا بالعودة الى حدود الرابع من حزيران لعام 1967 إذا ما أرادت سلاما شاملا مع العرب وفقا لقرار قمة العرب في بيروت عام 2002، ومبادرة الأمير الملك لاحقا عبد الله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين صاحب الجلالة رحمه الله.
ومنذ تواجد ترمب في موسكو بصفة رجل أعمال، وبعد ذلك عام 2013 أثناء حضوره مسابقة جمال العالم، دارت الإشاعات حول شخصه في الغرب الأمريكي بسبب قربه من روسيا، واحتمال أن تكون الاستخبارات الروسية قد إقتربت منه، وهو بطبيعة الحال محض خيال وفانتازيا. و عندما أصبح رئيسا شرعيا لأمريكا في البيت الأبيض بعد انتخابه بفارق 244 صوتا في الهيئة الانتخابية مقابل 209 أصوات لصالح منافسته هيلاري كلينتون تصاعدت المعلومات و الإشاعات أكثر حول احتمال تدخل موسكو في عملية الانتخابات الأمريكية برمتها، أو عبر العبث برسائل هيلاري الإلكترونية، وهو الذي لم تستطع واشنطن بجناحيها السياسي و الأمني - اللوجستي، و عبر الـ CIA إثباته حتى الساعة.
وتمكن رئيس روسيا الاتحادية - العظمى بوتين من دحض المعتقد الأمريكي الخاطيء بشأن الانتخابات تلك في قمة هلسينكي عام 2019 بدعوة أمريكا للذهاب إلى المحكمة إن لم تكن مقتنعة بعد. ومن الممكن ملاحظة تعاطف موسكو مع ترمب الذي لم يزرها من أن غادرها، وهو الذي لم يتهمها شخصيا بقلب نتيجة الانتخابات لصالحه، وقالها النائب الساخر زعيم الحزب الديمقراطي الروسي فلاديمير جيرنوفسكي بأنه فضل ترمب وقتها، إلا أن ذلك لم يرتق لمستوى التدخل في الانتخابات الأمريكية، وفي المقابل تقف روسيا دائما مع نتيجة صناديق الأقتراع في أمريكا وفي كل العالم، وعلى مسافة واحدة من الحياد .
وتكرر المشهد في أمريكا، وانقلب السحر على الساحر، لا بل وانقلبت أمريكا على ذاتها، و بدأت بالتدريج بالإبتعاد عن إتهام روسيا بالعبث بصناديق الاقتراع عام 2016، وتوجهت لتوجيه إتهام قلب صناديق الاقتراع عام 2020 للداخل الأمريكي من دون الإشارة لأي جهة سياسية أو إستخبارية. وفي آخر مؤتمر صحفي وإعلامي دولي عقده الرئيس الروسي بوتين في موسكو بتاريخ 17 كانون الأول 2020 أجاب على سؤال صحفي اعتبره إستفزازيا لعلاقته بمصير الرئيس السابق دونالد ترمب، وإذا ما كان ممكنا دعوته الى موسكو بصفة لاجئ سياسي. فأجاب بوتين بأن ترمب حصل على نسبة جيدة من الأصوات ووضعه السياسي لن يتأثر، وبأن أمريكا دولة عظمى ولايجوز خلط الأوراق الروسية الأمريكية، وموسكو تراهن على علاقات جيدة مع الرئيس جو بايدن . وفي المقابل أيضا هنا فإن ترمب أخطأ في عهده التصرف مع إيران من خلال إلغاء الاتفاقية النووية معها الموقعة دوليا عام 2015، وشجعها على مواصلة التخصيب النووي لأغراض عسكرية دفينة، وكرر الخطأ مع كوريا الشمالية في موضوعها النووي العسكري، ومع تركيا أوردوغان في موضوع شرائها لترسانة الصواريخ البالستية ) C 400) عام 2020، ومع العرب عام 2017 عبر صفقة سلاح وإقتصاد باهضة الثمن وصلت الى 350 مليار دولار على حساب أرقام التنمية العربية الشاملة . وما حكت بلاده أمريكا روسيا في أكثر من محطة مثل ماله علاقة بإقليم القرم الروسي عام 2014 وإعتباره أوكراني، وواصلت اعتبار جزر الكوريل الروسية يابانية. وما له علاقة بالعرب وإيران وتمرير صفقة القرن وسطهم ماليا وسياسيا، وكان آخرها تحريك السلام الإسرائيلي مع العرب بالقطعة مقابل عدم الطلب من إسرائيل الانسحاب حتى حدود الرابع من حزيران لعام 1967 . وترك إسرائيل تتصرف بما يتعلق بمشروعها الفاشل الذي هدف لضم الغور الفلسطيني وشمال البحر الميت، وهو الذي أفشله الفلسطينيون والأردنيين بإسم العرب، وكان لجلالة الملك عبد الله الثاني ' حفظه الله ' دور الصدارة في مواجهة المشروع المستنكر.
من يستمع لخطاب دونالد ترمب المسجل حول نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة يحزن عليه لأنه تعرض لمظلمة ديمقراطية، وظلم في عقر داره وليس من قبل أي جهة خارجية لوجستية كما جرت العادة . والأرقام الإنتخابية التي أصبحت بحوزة ترمب جلها صحيحة كما يبدو، فلقد فاز في عدة ولايات أمريكية مثل (فلوريدا، وأهايو، وأيوا، وميتشيغان، ويسكونسن، وبنسلفانيا، وجورجيا ) وبفارق كبير، وفجأة، وفي الصباح الباكر تغيرت الأرقام وبقوة لصالح منافسه جو بايدن وحزبه الديمقراطي. و هو الأمر الذي دفع بترمب لأن يزج بشباب حزبة الجمهوري لاقتحام مبنى الكونغرس الأمريكي بتاريخ 7 كانون الثاني 2021 في أعقاب سرقة نتيجته الانتخابية (عينك عينك)، وعلى طريقة ما يجري في شرقنا، لكنها أمريكا أم الديمقراطية أيها السادة ؟ وتمثال الحرية ( statue of liberty) في خليج النيويورك يراقب المشهد!!. وفي المقابل وللحقيقة الواجب قولها هنا فإن الدولة العميقة في أمريكا، أي الـ CIA، واضح بأنها وبالتعاون مع لوبي سياسي ديمقراطي وغيرهم لم تكن لديهم رغبة في أن ينجح ترمب الذي أرجع هيبة أمريكا إلى الوراء خاصة وسط جائحة كورونا، وبعد الخروج عن السيطرة، وبقيت شخصيته توصف عالميا بالكوميدية. ولو رسب ترمب بإرقام طبيعية في الانتخابات ما تم التدخل أمنيا فيها، لكن أمريكا أرادت التغيير رغم سطوة الأوليغارجية (الأثرياء) عندها. ولن يستطيع ترمب البقاء في كرسي البيت الأبيض عبر شن حرب مجنونة على إيران كما يشاع، والقضاء الأمريكي طريقه الوحيدة لإنصاف جولته الانتخابية.
والآن وبعد إقرار نتيجة جو بايدن في الكونغرس الأمريكي، أصبح العالم ينتظر يوم تنصيبه في البيت الأبيض بتاريخ 20 كانون الثاني 2021. ويده على قلبه بانتظار أن تتغير أمريكا بحيث تعزف عن الحرب الباردة، وعن مماحكة دول العالم. وقالها جو بايدن بأنه يحترم الإسلام، وذاهب للإبقاء على معاهدة إيران الدولية النووية 5+1 الموقعة عام 2015 . وها هي روسيا بوتين ومن خلال مؤتمرها الصحفي الأخير تمد يدها لأمريكا بايدن من أجل التعاون على كافة المستويات وفي مقدمتها الاقتصاد، ولترسيخ السلام، ولمكافحة الإرهاب وكورونا معا، ومع المجتمع الدولي.
التعليقات