طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


وطن على وتر مشدود


لطالما جرى الحديث عن تقييم الدراما الاردنية بأشكالها المتعددة الكوميدية والميلودرامية بما فيها الدراما المأساوية والموسيقية وكان فحوى الحديث دائما يدور حول مقولة ان الاردن برغم تقدمه في كثير من مناحي الريادة على المستوى العربي الا ان الدراما الاردنية ما زالت تحبو على قدميها ولم تتطور منذ فيلم 'صراع في جرش' ، الذي كان اول عثراتنا في مجال السينما 'الدراما' فعندما نشاهد ما يصنعه اخوتنا في سوريا ومصر والمغرب وتونس والكويت وغيرها من مسلسلات تاريخية واجتماعية تغوص في عمق الواقع العربي ومجتمعه وتشدنا للحظات في انجذاب عاطفي واشتباك ذهني مع احداث المسلسل او الفيلم لا نجد في الدراما الاردنية الا بعض المسلسلات البدوية التي سجلنا فيها ريادة وتقدم لم يستمر على نفس الوتيرة اما في غير هذا النوع من المسلسلات فما زلنا نقدم الرديء والهابط فاذا كان مسلسلا اجتماعيا يجري تصويره في شقة ويتصنع كثيرا من الممثلين مواقف لا يأخذ بجديتها اطفال الروضة ولا يستوعبها متوسطي الذكاء لما تحمله من تناقض واستغراب فمثلاً تذهب سيدة بالثوب القصير والاذرع المكشوفة لتحمل الصوبة لإصلاحها ،هذا المشهد يثير الاستغراب ولم يدر بخلد المخرج ان موسم الشتاء يستوجب لباسا اكثر كثافة ودفئاً وكذلك الامر عندما تستقبل اماً ابنها العائد بعد تخرجه من اوروبا لتستقبله بسلام برؤوس الاصابع ولا تضمه او تقبله ، وربما يأخذ المخرج الظروف الاجتماعية والخادشة للحياء فاذا كان الوضع كذلك فلماذا نلجأ الى صناعة الدراما وافلام السينما ؟! وحتى في المسلسلات البدوية عندما تظهر 'العنود' بالمدرقة البدوية وتنتعل الكعب العالي وتضع احمر الشفاه 'الفاقع'.

اقتضى الموضوع هذه المقدمة لنتحدث عن ما نشاهده في رمضان و ابرز ما لفت انتباهنا هو برنامج ساعة كوميديا الذي تقدمه قناة رؤيا هذه القناة التي حازت على قطاع كبير من الاعجاب والمتابعة نظراً لبرامجها الهادفة والشيقة كبرنامج 'نبض البلد' و 'برنامج منهج' وغيرها ، الا انه وعلى قول المثل 'الحلو ما بكمل' فقد تورطت هذه القناة التي نحبها ببرنامج ساعة كوميديا وبالذات مسلسل 'وطن على وتر' الذي اثار حفيظتنا وحقق خيبة امل ، فبغض النظر عن الكلمات البذيئة والرديئة التي ينطق بها ممثلي المسلسل وما لهذا من تأثير سلبي على المشاهد وبالذات الناشئة من ابنائنا ، والتي لم تغب عن كثير من النقاد والمتابعين ، الا ان الأهم هو الحبكة الهزيلة والساذجة لفكرة الحلقة والاشياء الغير المعقولة والتي لا تحمل مضمونا ولا هدفا ولا تضحكنا فعدا عن الشتائم الموجهة بين الممثلين ببعضهم البعض او حلقة اللهجات التي تعبر عن لهجة الناس المشاهدين حيث لم يدرك بطل المسلسل الفكاهي الغير المبدع انه يعرض مسلسلاً اردنياً وانه ليس في لبنان او سوريا وانه يعرض هذا المسلسل للمشاهدين في المدن والقرى الأردنية وانه يجب ان يكون مفهوما باللغة واللهجة لهؤلاء الأردنيين المتابعين.

لا شك ان مسلسل 'وطن على وتر' نجح في انزال مفهوم الكوميديا الهادفة خفيفة الظل الى مهزلة وتهريج لا معنى له ومبالغة واستجداء الضحكة وربما تحصل هذه الضحكة ولكن على بلاهتنا وندمنا على قضاء دقائق لمتابعة هذا الفن الهزيل والرديء والذي لا نفهم مضمونه ومراميه ولغته.

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/462364