طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


معضلة المؤسسات الأردنية في الحوارات الهدامة


كثير منا ينظر إلى المؤسسات الأردنية والقائمين عليها من المسؤولين الذين يعتبرون صفوة المجتمع الفكرية بخبرتهم التي يجب أن تكون موجهة لصالح المجتمع والشعب الأردني، ولكننا نقف حائرين على أبواب التقدم وأبواب الحضارات الراقية، وعلى أبواب النجاحات الدولية، ويرجع ذلك إلى الأفلام الهندية والمشاكسات الاستعراضية التي نراها بين متخذي القرار في المؤسسات الأردنية، فلا نرى أحد يسمع أو يفهم الأخر، بل وللأسف المكنون اللغوي اللطيف شبه معدوم، فعند أي حوار ترى الأيدي الممتدة على بعضها البعض ومخزون الكلمات البذيئة والنابية يتم تداولها وكأنها مفخرة لغوية، ونجد التهديدات والتوعد لبعضنا البعض، ونريد بعدها مجتمع راقي وجيل مربى على قيم أخلاقية عالية، كيف نريد ذلك ونحن نرى تصرفات وكأننا ليسوا بمؤسسات راقية أو كراسي قرارات، إلى متى سيبقى سيدنا ينتظر الرُقي من المسؤولين، متى سوف يحذون حذوه بالخلق الطيب والكلمة اللينة، والحوار الهادف البناء السامي الذي يتبعه تطبيق عملي.

إننا بحاجة إلى دورات تأهيلية لأغلب المسؤولين في فنون الحوار، وسعة الصدر والحلم للطرف الآخر، ودورات في كيفية إعطاء وقت لسماع الآخرين وتفهم وجهات النظر، إننا بحاجة إلى برامج إعلامية هادفة توعي المسؤول كيف يستخدم كلمات طيبة وبناءة وهادفة بدل الكلمات البذيئة، بحاجة إلى أن نعلمه كيف أن الأيدي وضعت للمصافحة والثناء لا للضرب والتراشق بالأدوات المكتبية.

كمواطنة أردنية أطالب الدولة الأردنية باستحداث ميثاق سلوكيات المسؤولين ليعرفوا من خلاله طرق وأساليب التعامل مع المواطنين ومع بعضهم البعض، أصبحنا بدل أن ننتظر قرار ناتج عن اجتماعات نرى فيديو فكاهي يحتوي ضرب وشتم ورشق بعلب السجائر والأقلام والمياه، وربما أيضا إطلاق العيارات النارية.

فمتى سوف نجد بالأردن مثال يحتذى للمسؤولية ينير درب الأجيال القادمة.

ولا يسعني إلا أن أقول اتقوا الله أولا بهذا الشعب أيها المسؤولين.

واتخذوا من منهاج الهاشميين انموذجا في التعامل مع البشر، فإنهم أكاديمية في الأخلاق والتعامل والانجاز.

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/370201