سبق وان تناولت في الحديث الاوضاع في اقليم كردستان العراق على أثر اجراء استفتاء الاستقلال فيه وما تبعه من مواقف وتصريحات لدول الجوار وهي إيران وتركيا وسوريه بالإضافة الى الحكومة العراقية، وما تضمنته تلك التصريحات من تهديدات باستخدام القوة العسكرية لأفشال هذه المحاولة بالإضافة الى القيام ببعض التحركات العسكرية على الحدود. وتساءلت هل ستقوم هذه الدول بحربها على اقليم كردستان بذاتها وبطريقه مباشره او انها ستقوم بذلك عن طريق أطراف أخرى وبالوكالة. وكنت اقصد بذلك مليشيات الحشد الشعبي والتنظيمات الشيعية الإيرانية المسلحة مثل فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني بقياده الجنرال قاسم سليماني بالإضافة للمتطوعين الايرانيين للقتال الى جانب تنظيمات الحشد الشعبي العراقية. ولم يكن في مخيلتي ان هذه الحرب بالوكالة سوف تكون بين الأكراد أنفسهم ومن خلال احزابهم وتنظيماتهم المتنافسة والمتصارعة. ولهذا الصراع قصة : ففي عام ١٩٤٦ تم تشكيل الحزب الوطني الكردستاني برآسة الزعيم الكردي مصطفى البارزاني وكان جلال الطالباني من مؤسسي الحزب المذكور حيث كان عضواً في اللجنة المركزية لهذا الحزب. وقد خاض هذا الحزب معارك مسلحة مع السلطات المركزية في بغداد بهدف الاستقلال وبدعم مباشر من إيران واسرائيل ودعم امريكي . وقد استمرت حركه التمرد الكردية المسلحة لشهر آذار عام ١٩٧٥ حيث تم توقيع اتفاقيه الجزائر والتي وقع عليها نائب الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين وشاه إيران محمد رضا بهلوي والتي عقدت بإشراف رئيس الجمهورية الجزائرية آنذاك هواري بومدين. بعد ان قدمت العراق تنازلات لإيران في شط العرب مقابل تخلي إيران عن الاكراد ووقف تمردهم. وقد غادر مصطفى البرزاني على اثرها المنطقة الى الولايات المتحدة الأمريكية الى ان توفي في عام ١٩٧٩ . الا انه ونتيجة توقيع اتفاق الجزائر فقد حصلت حركه انشقاق في الحزب الديمقراطي الكردستاني وتم تشكيل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني كحزب علماني لبرالي واصبح جلال طالباني رئيساً لهذا الحزب وكل من كوسرت رسول علي وابراهيم صالح نواباً للرئيس . كما كان المدعو نوشيروان مصطفى من قيادات هذا الحزب . وكان المركز الرئيسي لهذا الحزب في محافظه السليمانية الممتدة على الحدود الإيرانية العراقية . وقد كانت العلاقة بين الحزبين يسودها التوتر والخلاف وتم تغذيه هذا الخلاف بسبب تدخل دول الجوار والنظام في بغداد . وفي العام ١٩٩٤ وقعت حرب اهليه بين الحزبين قام خلالها الاتحاد الوطني بالاستعانة بالقوات الإيرانية ضد خصمه الحزب الديمقراطي والذي استعان بقوات صدام حسين . وقد استمرت الاشتباكات بين الحزبين حتى عام ١٩٩٨ حيث تم عقد اتفاقيه سلام بينهما في واشنطن وبرعاية أمريكية . وفي العام الذي يليه توفي مصطفى البرزاني وتولى ابنه مسعود رأسه الحزب الديمقراطي . وعندما بدأت القوات الأمريكية والبريطانية حربهما الثانية ضد العراق بتاريخ ١٩ آذار عام ٢٠٠٣ قدمت لهما قوات البشمركه المساعدة الى ان تم احتلال مدينه بغداد في الاول من أيار من نفس العام . وفِي عام ٢٠٠٥ تم انتخاب جلال الطالباني كرئيس للجمهورية العراقية فيما تم انتخاب البارزاني كرئيس لإقليم كردستان في تقاسم للسلطة بينهما ، في حين عين كوسرت رسول علي نائباً لرئيس الجمهورية وإبراهيم صالح رئيساً لديوان الإقليم وهما من قيادات حزب الاتحاد الوطني . وفِي عام ٢٠٠٩ حصل انشقاق داخل حزب الاتحاد الوطني قام به نوشيروان مصطفى حيث استقال من الحزب وشكل حزب التغيير أو حركه كوران وهو حزب علماني معارض للتحالف ما بين الحزب الديمقراطي وحزب الاتحاد الوطني ويدعوا للتجديد ومحاربه الفساد واستطاع في الانتخابات التشريعية للإقليم عام ٢٠١٣ ان يحقق نجاحاً بارزاً بحصوله على أربعه وعشرين مقعداً في برلمان الإقليم متفوقاً على حزب الاتحاد الوطني . بالإضافة لهذه الأحزاب الثلاثة فقد ظهرت عده احزاب كرديه أهمها حزب الاتحاد الإسلاميين والذي يمثل جماعه الاخوان المسلمين . وحزب الجماعة الإسلامية الكردستانية . هذا وبرغم حاله السلام التي سادت بين الحزبين الديمقراطي والوطني فقد كان الاول اقرب الى تركيا وكانت تجمع ما بين البارزاني وأردوغان علاقات جيده وكانت تتواجد قوات تركيه في اماكن سيطرته بحجه تدريب قوات البشمركه على السلاح ولمواجهه تنظيم داعش وبالحقيقة للتصدي لأعضاء حزب للعمال الكردستاني . فيما تربط حزب الاتحاد الوطني علاقات جيده في ايران . وعندما مرض جلال طالباني ولَم يعد يستطيع قياده حزبه تولى هذه المهنة بصورة مؤقتة كوسرت رسول علي وكذلك الامر بعد وفاته بالرغم من حصول صراع على السلطة داخل هذا الحزب ما بين جناح يقف على رأسه كوسرت رسول وابراهيم صالح . وجناح يقف على رأسه ارمله جلال الطالباني وأفراد عائلته والمقربين منه . وعندما طرح مسعود البارزاني وحزبه مشروع الاستفتاء على الدستور عارضه بذلك كل من حزب الاتحاد الوطني / جناح الطالبانيون وحزب التغيير والجماعة الإسلامية . علماً ان معارضتهم تنصب على التوقيت وليس على الفكرة بل على أساس ان التوقيت غير مناسب . وعندما اصر البارزاني وحزبه وبعض الأحزاب الأخرى الصغيرة على اجراء الاستفتاء رغم معارضه العالم له وإجرائه وإعلان نجاحه فقد حصل شرخ كبير داخل الأحزاب الكردية في للإقليم قامت دول الجوار وحكومة بغداد باستغلاله أحسن استغلال لمحاربه البارزاني ومشروعه الاستقلالي بالوكالة عنها . وكانت البداية زياره خاطفه قام بها الجنرال قاسم سليماني لمحافظه السليمانية حيث سيطرة حزب الاتحاد وحزب التغيير . وفي اليوم التالي اجتاحت القوات العراقية وتدعمها مليشيات الحشد الشعبي ومليشيات تركمانيه محافظه كركوك (التأميم ) وسط انسحابات شامله لقوات البشمركه من أمامها . وخلال اربع وعشرين ساعه كانت كامل المحافظة المتنازع عليها ما بين حكومة بغداد والاكراد قد وقعت تحت سيطرة القوات العراقية . ثم انتقلت هذه القوات والمليشيات التابعة لها لتجتاح المواقع التي كانت قد سيطرت عليها قوات البشمركه بعد عام ٢٠٠٣ نتيجة اما انسحاب القوات العراقية منها بعد الغزو العراقي او بعد احتلال الموصل من قبل داعش وذلك في محافظات نينوى وصلاح الدين وديالي والتي اعتبرها اقليم كردستان انها اصبحت من مناطق نفوذه . وهنا بدأت تتبين خيوط ما حدث . فقد نجح قاسم سليماني في اقناع حزب التغيير وقسم من حزب الاتحاد الوطني بالانسحاب من هذه المناطق وتسليمها للجيش العراقي . على ان لا تدخل هذه القوات محافظات حلبجه والسليمانية وارابيل وداهوك وهي المحافظات التي تتكون منها منطقه الحكم الذاتي للأكراد بموجب ما قررته الحكومة العراقية وبشكل منفرد عام ١٩٧٥ . وقد اثار هذا التصرف خلافاً شديداً داخل الصف الكردي . ففي حين اعلن مسعود البارزاني ان ما حصل ليله السادس عشر من تشرين الاول هو خيانة عظمى ، انكر ذلك جناح حزب الاتحاد الوطني الموالي لعائله الطالباني بزعامة زوجته هيرو ابراهيم . في حين اعلن الجناح الآخر من هذا الحزب والذي يقوده كل من كوسرت رسول وبرهم صالح عن تشكيل جناح داخل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني باسم مركز القرار منتقدين سياسه الحزب الحالية ومطالبين بعقد مؤتمر عام للحزب قريباً . واخذ هذا الجناح ينسق مع حزب البارزاني . فيما وقف اعضاء حزب التغيير مواقفاً حاداً من البارزاني وحكومته وحزبه وحملوه مسؤوليه كل ما حصل وطالبوا بتنازله عن رآسة الاقليم واستقالة حكومته وتشكيل حكومة انقاذ وطني لحين اجراء انتخابات تشريعية ورآسية جديده وتشكيل حكومة جديده للإقليم . اما الأحزاب الإسلامية فقد وقف حزب الاتحاد الاسلامي ( اخوان مسلمين ) الى جوار البارزاني وحزبه والاستفتاء . فيما وقف حزب الجماعة الإسلامية الكردستانية الى جانب حزب التغيير في رفضه للاستفتاء والمطالبة باستقالة البارزاني . وهنا تجدر الإشارة الى ان البارزاني كان قد انتخب رئيساً للإقليم عام ١٩٩٥ وتم تجديد انتخابه عام ١٩٩٩ وعندما انتهت ولايته الثانية عام ٢٠١٣ وبسبب الأوضاع هناك لم تجري انتخابات جديده وقام برلمان الإقليم بالتمديد له لمده سنتين . وفِي عام ٢٠١٥ قام البارزاني بتجميد عمل البرلمان وظل يماس صلاحيات الرآسية دون سند دستوري . ولكن بعد ان دعا للاستفتاء ، فقد قام بدعوه البرلمان للانعقاد . وبعد الاستفتاء ونتيجته عدم إمكانية اجراء انتخابات. رآسية ونتيجة للانقسامات التي حصلت فقد قرر البرلمان تجميد أنشطه البارزاني . وبتاريخ ٢٩ / ١٠ / ٢٠١٧عقد اجتماع للبرلمان جرى به توزيع صلاحيات البارزاني ما بين السلطة التشريعية والقضائية والتنفيذية وتجميد منصب رئاسة الإقليم لمده ثمانية أشهر . وقد ألقى البرزاني كلمه قال فيها ان الشعب الكردي لا صديق له الا الجبال وانه سوف يبقي علاقته في البشمركه . ويمكن ان يفهم من هذا انه سوف يلجأ الى اُسلوب جديد لممارسه سلطته في اداره شؤون الإقليم استنادا لشرعيه جبال الإقليم وقوات البشمركه بحث يبقى هو قائداً شعبياً للبلاد كما كان يسعى دائماً وكما كان يهدف من وراء الاستفتاء . ومكرراً الحالة القذافية حين أعلن القذافي تنازله عن الحكم واعتباره قائداً للثورة ، وبهذه الصفه مارس حكماً مطلقاً في ليبيا . ولَم يعجب هذا الامر احزاب المعارضة في الإقليم ورفضت قضيه توزيع الصلاحيات وطالبت باستقالة الحكومة وتشكيل حكومة إنقاذ وطني تشرف على انتخابات رآسية وتشريعية جديدة. ولا زال الخلاف مستمراً ولا زال الوضع في الإقليم مفتوحاً على كل الاحتمالات ولا زالت القوات العراقية الرسمية تقف على حدود الإقليم تنتظر ما سوف تنتهي اليه الصراعات الكردية الكردية . في حين ان القوات التركية مشغولة بما يجري في سوريه وتنتظر ما سوف تستقر عليه الأوضاع في اقليم كردستان العراق لعلها تحقق غاياتها دون ان تخسر علاقتها مع الصديق مسعود البارزاني . في حين ان ايران وبعد ان نجح قاسم سليماني بأن يقلب الصراع الى صراع كردي كردي فقد بادرت الى فتح بعض المعابر بينها وبين السليمانية في دعم واضح لجناح حزب الاتحاد وحزب التغيير فيهما .
سبق وان تناولت في الحديث الاوضاع في اقليم كردستان العراق على أثر اجراء استفتاء الاستقلال فيه وما تبعه من مواقف وتصريحات لدول الجوار وهي إيران وتركيا وسوريه بالإضافة الى الحكومة العراقية، وما تضمنته تلك التصريحات من تهديدات باستخدام القوة العسكرية لأفشال هذه المحاولة بالإضافة الى القيام ببعض التحركات العسكرية على الحدود. وتساءلت هل ستقوم هذه الدول بحربها على اقليم كردستان بذاتها وبطريقه مباشره او انها ستقوم بذلك عن طريق أطراف أخرى وبالوكالة. وكنت اقصد بذلك مليشيات الحشد الشعبي والتنظيمات الشيعية الإيرانية المسلحة مثل فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني بقياده الجنرال قاسم سليماني بالإضافة للمتطوعين الايرانيين للقتال الى جانب تنظيمات الحشد الشعبي العراقية. ولم يكن في مخيلتي ان هذه الحرب بالوكالة سوف تكون بين الأكراد أنفسهم ومن خلال احزابهم وتنظيماتهم المتنافسة والمتصارعة. ولهذا الصراع قصة : ففي عام ١٩٤٦ تم تشكيل الحزب الوطني الكردستاني برآسة الزعيم الكردي مصطفى البارزاني وكان جلال الطالباني من مؤسسي الحزب المذكور حيث كان عضواً في اللجنة المركزية لهذا الحزب. وقد خاض هذا الحزب معارك مسلحة مع السلطات المركزية في بغداد بهدف الاستقلال وبدعم مباشر من إيران واسرائيل ودعم امريكي . وقد استمرت حركه التمرد الكردية المسلحة لشهر آذار عام ١٩٧٥ حيث تم توقيع اتفاقيه الجزائر والتي وقع عليها نائب الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين وشاه إيران محمد رضا بهلوي والتي عقدت بإشراف رئيس الجمهورية الجزائرية آنذاك هواري بومدين. بعد ان قدمت العراق تنازلات لإيران في شط العرب مقابل تخلي إيران عن الاكراد ووقف تمردهم. وقد غادر مصطفى البرزاني على اثرها المنطقة الى الولايات المتحدة الأمريكية الى ان توفي في عام ١٩٧٩ . الا انه ونتيجة توقيع اتفاق الجزائر فقد حصلت حركه انشقاق في الحزب الديمقراطي الكردستاني وتم تشكيل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني كحزب علماني لبرالي واصبح جلال طالباني رئيساً لهذا الحزب وكل من كوسرت رسول علي وابراهيم صالح نواباً للرئيس . كما كان المدعو نوشيروان مصطفى من قيادات هذا الحزب . وكان المركز الرئيسي لهذا الحزب في محافظه السليمانية الممتدة على الحدود الإيرانية العراقية . وقد كانت العلاقة بين الحزبين يسودها التوتر والخلاف وتم تغذيه هذا الخلاف بسبب تدخل دول الجوار والنظام في بغداد . وفي العام ١٩٩٤ وقعت حرب اهليه بين الحزبين قام خلالها الاتحاد الوطني بالاستعانة بالقوات الإيرانية ضد خصمه الحزب الديمقراطي والذي استعان بقوات صدام حسين . وقد استمرت الاشتباكات بين الحزبين حتى عام ١٩٩٨ حيث تم عقد اتفاقيه سلام بينهما في واشنطن وبرعاية أمريكية . وفي العام الذي يليه توفي مصطفى البرزاني وتولى ابنه مسعود رأسه الحزب الديمقراطي . وعندما بدأت القوات الأمريكية والبريطانية حربهما الثانية ضد العراق بتاريخ ١٩ آذار عام ٢٠٠٣ قدمت لهما قوات البشمركه المساعدة الى ان تم احتلال مدينه بغداد في الاول من أيار من نفس العام . وفِي عام ٢٠٠٥ تم انتخاب جلال الطالباني كرئيس للجمهورية العراقية فيما تم انتخاب البارزاني كرئيس لإقليم كردستان في تقاسم للسلطة بينهما ، في حين عين كوسرت رسول علي نائباً لرئيس الجمهورية وإبراهيم صالح رئيساً لديوان الإقليم وهما من قيادات حزب الاتحاد الوطني . وفِي عام ٢٠٠٩ حصل انشقاق داخل حزب الاتحاد الوطني قام به نوشيروان مصطفى حيث استقال من الحزب وشكل حزب التغيير أو حركه كوران وهو حزب علماني معارض للتحالف ما بين الحزب الديمقراطي وحزب الاتحاد الوطني ويدعوا للتجديد ومحاربه الفساد واستطاع في الانتخابات التشريعية للإقليم عام ٢٠١٣ ان يحقق نجاحاً بارزاً بحصوله على أربعه وعشرين مقعداً في برلمان الإقليم متفوقاً على حزب الاتحاد الوطني . بالإضافة لهذه الأحزاب الثلاثة فقد ظهرت عده احزاب كرديه أهمها حزب الاتحاد الإسلاميين والذي يمثل جماعه الاخوان المسلمين . وحزب الجماعة الإسلامية الكردستانية . هذا وبرغم حاله السلام التي سادت بين الحزبين الديمقراطي والوطني فقد كان الاول اقرب الى تركيا وكانت تجمع ما بين البارزاني وأردوغان علاقات جيده وكانت تتواجد قوات تركيه في اماكن سيطرته بحجه تدريب قوات البشمركه على السلاح ولمواجهه تنظيم داعش وبالحقيقة للتصدي لأعضاء حزب للعمال الكردستاني . فيما تربط حزب الاتحاد الوطني علاقات جيده في ايران . وعندما مرض جلال طالباني ولَم يعد يستطيع قياده حزبه تولى هذه المهنة بصورة مؤقتة كوسرت رسول علي وكذلك الامر بعد وفاته بالرغم من حصول صراع على السلطة داخل هذا الحزب ما بين جناح يقف على رأسه كوسرت رسول وابراهيم صالح . وجناح يقف على رأسه ارمله جلال الطالباني وأفراد عائلته والمقربين منه . وعندما طرح مسعود البارزاني وحزبه مشروع الاستفتاء على الدستور عارضه بذلك كل من حزب الاتحاد الوطني / جناح الطالبانيون وحزب التغيير والجماعة الإسلامية . علماً ان معارضتهم تنصب على التوقيت وليس على الفكرة بل على أساس ان التوقيت غير مناسب . وعندما اصر البارزاني وحزبه وبعض الأحزاب الأخرى الصغيرة على اجراء الاستفتاء رغم معارضه العالم له وإجرائه وإعلان نجاحه فقد حصل شرخ كبير داخل الأحزاب الكردية في للإقليم قامت دول الجوار وحكومة بغداد باستغلاله أحسن استغلال لمحاربه البارزاني ومشروعه الاستقلالي بالوكالة عنها . وكانت البداية زياره خاطفه قام بها الجنرال قاسم سليماني لمحافظه السليمانية حيث سيطرة حزب الاتحاد وحزب التغيير . وفي اليوم التالي اجتاحت القوات العراقية وتدعمها مليشيات الحشد الشعبي ومليشيات تركمانيه محافظه كركوك (التأميم ) وسط انسحابات شامله لقوات البشمركه من أمامها . وخلال اربع وعشرين ساعه كانت كامل المحافظة المتنازع عليها ما بين حكومة بغداد والاكراد قد وقعت تحت سيطرة القوات العراقية . ثم انتقلت هذه القوات والمليشيات التابعة لها لتجتاح المواقع التي كانت قد سيطرت عليها قوات البشمركه بعد عام ٢٠٠٣ نتيجة اما انسحاب القوات العراقية منها بعد الغزو العراقي او بعد احتلال الموصل من قبل داعش وذلك في محافظات نينوى وصلاح الدين وديالي والتي اعتبرها اقليم كردستان انها اصبحت من مناطق نفوذه . وهنا بدأت تتبين خيوط ما حدث . فقد نجح قاسم سليماني في اقناع حزب التغيير وقسم من حزب الاتحاد الوطني بالانسحاب من هذه المناطق وتسليمها للجيش العراقي . على ان لا تدخل هذه القوات محافظات حلبجه والسليمانية وارابيل وداهوك وهي المحافظات التي تتكون منها منطقه الحكم الذاتي للأكراد بموجب ما قررته الحكومة العراقية وبشكل منفرد عام ١٩٧٥ . وقد اثار هذا التصرف خلافاً شديداً داخل الصف الكردي . ففي حين اعلن مسعود البارزاني ان ما حصل ليله السادس عشر من تشرين الاول هو خيانة عظمى ، انكر ذلك جناح حزب الاتحاد الوطني الموالي لعائله الطالباني بزعامة زوجته هيرو ابراهيم . في حين اعلن الجناح الآخر من هذا الحزب والذي يقوده كل من كوسرت رسول وبرهم صالح عن تشكيل جناح داخل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني باسم مركز القرار منتقدين سياسه الحزب الحالية ومطالبين بعقد مؤتمر عام للحزب قريباً . واخذ هذا الجناح ينسق مع حزب البارزاني . فيما وقف اعضاء حزب التغيير مواقفاً حاداً من البارزاني وحكومته وحزبه وحملوه مسؤوليه كل ما حصل وطالبوا بتنازله عن رآسة الاقليم واستقالة حكومته وتشكيل حكومة انقاذ وطني لحين اجراء انتخابات تشريعية ورآسية جديده وتشكيل حكومة جديده للإقليم . اما الأحزاب الإسلامية فقد وقف حزب الاتحاد الاسلامي ( اخوان مسلمين ) الى جوار البارزاني وحزبه والاستفتاء . فيما وقف حزب الجماعة الإسلامية الكردستانية الى جانب حزب التغيير في رفضه للاستفتاء والمطالبة باستقالة البارزاني . وهنا تجدر الإشارة الى ان البارزاني كان قد انتخب رئيساً للإقليم عام ١٩٩٥ وتم تجديد انتخابه عام ١٩٩٩ وعندما انتهت ولايته الثانية عام ٢٠١٣ وبسبب الأوضاع هناك لم تجري انتخابات جديده وقام برلمان الإقليم بالتمديد له لمده سنتين . وفِي عام ٢٠١٥ قام البارزاني بتجميد عمل البرلمان وظل يماس صلاحيات الرآسية دون سند دستوري . ولكن بعد ان دعا للاستفتاء ، فقد قام بدعوه البرلمان للانعقاد . وبعد الاستفتاء ونتيجته عدم إمكانية اجراء انتخابات. رآسية ونتيجة للانقسامات التي حصلت فقد قرر البرلمان تجميد أنشطه البارزاني . وبتاريخ ٢٩ / ١٠ / ٢٠١٧عقد اجتماع للبرلمان جرى به توزيع صلاحيات البارزاني ما بين السلطة التشريعية والقضائية والتنفيذية وتجميد منصب رئاسة الإقليم لمده ثمانية أشهر . وقد ألقى البرزاني كلمه قال فيها ان الشعب الكردي لا صديق له الا الجبال وانه سوف يبقي علاقته في البشمركه . ويمكن ان يفهم من هذا انه سوف يلجأ الى اُسلوب جديد لممارسه سلطته في اداره شؤون الإقليم استنادا لشرعيه جبال الإقليم وقوات البشمركه بحث يبقى هو قائداً شعبياً للبلاد كما كان يسعى دائماً وكما كان يهدف من وراء الاستفتاء . ومكرراً الحالة القذافية حين أعلن القذافي تنازله عن الحكم واعتباره قائداً للثورة ، وبهذه الصفه مارس حكماً مطلقاً في ليبيا . ولَم يعجب هذا الامر احزاب المعارضة في الإقليم ورفضت قضيه توزيع الصلاحيات وطالبت باستقالة الحكومة وتشكيل حكومة إنقاذ وطني تشرف على انتخابات رآسية وتشريعية جديدة. ولا زال الخلاف مستمراً ولا زال الوضع في الإقليم مفتوحاً على كل الاحتمالات ولا زالت القوات العراقية الرسمية تقف على حدود الإقليم تنتظر ما سوف تنتهي اليه الصراعات الكردية الكردية . في حين ان القوات التركية مشغولة بما يجري في سوريه وتنتظر ما سوف تستقر عليه الأوضاع في اقليم كردستان العراق لعلها تحقق غاياتها دون ان تخسر علاقتها مع الصديق مسعود البارزاني . في حين ان ايران وبعد ان نجح قاسم سليماني بأن يقلب الصراع الى صراع كردي كردي فقد بادرت الى فتح بعض المعابر بينها وبين السليمانية في دعم واضح لجناح حزب الاتحاد وحزب التغيير فيهما .
سبق وان تناولت في الحديث الاوضاع في اقليم كردستان العراق على أثر اجراء استفتاء الاستقلال فيه وما تبعه من مواقف وتصريحات لدول الجوار وهي إيران وتركيا وسوريه بالإضافة الى الحكومة العراقية، وما تضمنته تلك التصريحات من تهديدات باستخدام القوة العسكرية لأفشال هذه المحاولة بالإضافة الى القيام ببعض التحركات العسكرية على الحدود. وتساءلت هل ستقوم هذه الدول بحربها على اقليم كردستان بذاتها وبطريقه مباشره او انها ستقوم بذلك عن طريق أطراف أخرى وبالوكالة. وكنت اقصد بذلك مليشيات الحشد الشعبي والتنظيمات الشيعية الإيرانية المسلحة مثل فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني بقياده الجنرال قاسم سليماني بالإضافة للمتطوعين الايرانيين للقتال الى جانب تنظيمات الحشد الشعبي العراقية. ولم يكن في مخيلتي ان هذه الحرب بالوكالة سوف تكون بين الأكراد أنفسهم ومن خلال احزابهم وتنظيماتهم المتنافسة والمتصارعة. ولهذا الصراع قصة : ففي عام ١٩٤٦ تم تشكيل الحزب الوطني الكردستاني برآسة الزعيم الكردي مصطفى البارزاني وكان جلال الطالباني من مؤسسي الحزب المذكور حيث كان عضواً في اللجنة المركزية لهذا الحزب. وقد خاض هذا الحزب معارك مسلحة مع السلطات المركزية في بغداد بهدف الاستقلال وبدعم مباشر من إيران واسرائيل ودعم امريكي . وقد استمرت حركه التمرد الكردية المسلحة لشهر آذار عام ١٩٧٥ حيث تم توقيع اتفاقيه الجزائر والتي وقع عليها نائب الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين وشاه إيران محمد رضا بهلوي والتي عقدت بإشراف رئيس الجمهورية الجزائرية آنذاك هواري بومدين. بعد ان قدمت العراق تنازلات لإيران في شط العرب مقابل تخلي إيران عن الاكراد ووقف تمردهم. وقد غادر مصطفى البرزاني على اثرها المنطقة الى الولايات المتحدة الأمريكية الى ان توفي في عام ١٩٧٩ . الا انه ونتيجة توقيع اتفاق الجزائر فقد حصلت حركه انشقاق في الحزب الديمقراطي الكردستاني وتم تشكيل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني كحزب علماني لبرالي واصبح جلال طالباني رئيساً لهذا الحزب وكل من كوسرت رسول علي وابراهيم صالح نواباً للرئيس . كما كان المدعو نوشيروان مصطفى من قيادات هذا الحزب . وكان المركز الرئيسي لهذا الحزب في محافظه السليمانية الممتدة على الحدود الإيرانية العراقية . وقد كانت العلاقة بين الحزبين يسودها التوتر والخلاف وتم تغذيه هذا الخلاف بسبب تدخل دول الجوار والنظام في بغداد . وفي العام ١٩٩٤ وقعت حرب اهليه بين الحزبين قام خلالها الاتحاد الوطني بالاستعانة بالقوات الإيرانية ضد خصمه الحزب الديمقراطي والذي استعان بقوات صدام حسين . وقد استمرت الاشتباكات بين الحزبين حتى عام ١٩٩٨ حيث تم عقد اتفاقيه سلام بينهما في واشنطن وبرعاية أمريكية . وفي العام الذي يليه توفي مصطفى البرزاني وتولى ابنه مسعود رأسه الحزب الديمقراطي . وعندما بدأت القوات الأمريكية والبريطانية حربهما الثانية ضد العراق بتاريخ ١٩ آذار عام ٢٠٠٣ قدمت لهما قوات البشمركه المساعدة الى ان تم احتلال مدينه بغداد في الاول من أيار من نفس العام . وفِي عام ٢٠٠٥ تم انتخاب جلال الطالباني كرئيس للجمهورية العراقية فيما تم انتخاب البارزاني كرئيس لإقليم كردستان في تقاسم للسلطة بينهما ، في حين عين كوسرت رسول علي نائباً لرئيس الجمهورية وإبراهيم صالح رئيساً لديوان الإقليم وهما من قيادات حزب الاتحاد الوطني . وفِي عام ٢٠٠٩ حصل انشقاق داخل حزب الاتحاد الوطني قام به نوشيروان مصطفى حيث استقال من الحزب وشكل حزب التغيير أو حركه كوران وهو حزب علماني معارض للتحالف ما بين الحزب الديمقراطي وحزب الاتحاد الوطني ويدعوا للتجديد ومحاربه الفساد واستطاع في الانتخابات التشريعية للإقليم عام ٢٠١٣ ان يحقق نجاحاً بارزاً بحصوله على أربعه وعشرين مقعداً في برلمان الإقليم متفوقاً على حزب الاتحاد الوطني . بالإضافة لهذه الأحزاب الثلاثة فقد ظهرت عده احزاب كرديه أهمها حزب الاتحاد الإسلاميين والذي يمثل جماعه الاخوان المسلمين . وحزب الجماعة الإسلامية الكردستانية . هذا وبرغم حاله السلام التي سادت بين الحزبين الديمقراطي والوطني فقد كان الاول اقرب الى تركيا وكانت تجمع ما بين البارزاني وأردوغان علاقات جيده وكانت تتواجد قوات تركيه في اماكن سيطرته بحجه تدريب قوات البشمركه على السلاح ولمواجهه تنظيم داعش وبالحقيقة للتصدي لأعضاء حزب للعمال الكردستاني . فيما تربط حزب الاتحاد الوطني علاقات جيده في ايران . وعندما مرض جلال طالباني ولَم يعد يستطيع قياده حزبه تولى هذه المهنة بصورة مؤقتة كوسرت رسول علي وكذلك الامر بعد وفاته بالرغم من حصول صراع على السلطة داخل هذا الحزب ما بين جناح يقف على رأسه كوسرت رسول وابراهيم صالح . وجناح يقف على رأسه ارمله جلال الطالباني وأفراد عائلته والمقربين منه . وعندما طرح مسعود البارزاني وحزبه مشروع الاستفتاء على الدستور عارضه بذلك كل من حزب الاتحاد الوطني / جناح الطالبانيون وحزب التغيير والجماعة الإسلامية . علماً ان معارضتهم تنصب على التوقيت وليس على الفكرة بل على أساس ان التوقيت غير مناسب . وعندما اصر البارزاني وحزبه وبعض الأحزاب الأخرى الصغيرة على اجراء الاستفتاء رغم معارضه العالم له وإجرائه وإعلان نجاحه فقد حصل شرخ كبير داخل الأحزاب الكردية في للإقليم قامت دول الجوار وحكومة بغداد باستغلاله أحسن استغلال لمحاربه البارزاني ومشروعه الاستقلالي بالوكالة عنها . وكانت البداية زياره خاطفه قام بها الجنرال قاسم سليماني لمحافظه السليمانية حيث سيطرة حزب الاتحاد وحزب التغيير . وفي اليوم التالي اجتاحت القوات العراقية وتدعمها مليشيات الحشد الشعبي ومليشيات تركمانيه محافظه كركوك (التأميم ) وسط انسحابات شامله لقوات البشمركه من أمامها . وخلال اربع وعشرين ساعه كانت كامل المحافظة المتنازع عليها ما بين حكومة بغداد والاكراد قد وقعت تحت سيطرة القوات العراقية . ثم انتقلت هذه القوات والمليشيات التابعة لها لتجتاح المواقع التي كانت قد سيطرت عليها قوات البشمركه بعد عام ٢٠٠٣ نتيجة اما انسحاب القوات العراقية منها بعد الغزو العراقي او بعد احتلال الموصل من قبل داعش وذلك في محافظات نينوى وصلاح الدين وديالي والتي اعتبرها اقليم كردستان انها اصبحت من مناطق نفوذه . وهنا بدأت تتبين خيوط ما حدث . فقد نجح قاسم سليماني في اقناع حزب التغيير وقسم من حزب الاتحاد الوطني بالانسحاب من هذه المناطق وتسليمها للجيش العراقي . على ان لا تدخل هذه القوات محافظات حلبجه والسليمانية وارابيل وداهوك وهي المحافظات التي تتكون منها منطقه الحكم الذاتي للأكراد بموجب ما قررته الحكومة العراقية وبشكل منفرد عام ١٩٧٥ . وقد اثار هذا التصرف خلافاً شديداً داخل الصف الكردي . ففي حين اعلن مسعود البارزاني ان ما حصل ليله السادس عشر من تشرين الاول هو خيانة عظمى ، انكر ذلك جناح حزب الاتحاد الوطني الموالي لعائله الطالباني بزعامة زوجته هيرو ابراهيم . في حين اعلن الجناح الآخر من هذا الحزب والذي يقوده كل من كوسرت رسول وبرهم صالح عن تشكيل جناح داخل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني باسم مركز القرار منتقدين سياسه الحزب الحالية ومطالبين بعقد مؤتمر عام للحزب قريباً . واخذ هذا الجناح ينسق مع حزب البارزاني . فيما وقف اعضاء حزب التغيير مواقفاً حاداً من البارزاني وحكومته وحزبه وحملوه مسؤوليه كل ما حصل وطالبوا بتنازله عن رآسة الاقليم واستقالة حكومته وتشكيل حكومة انقاذ وطني لحين اجراء انتخابات تشريعية ورآسية جديده وتشكيل حكومة جديده للإقليم . اما الأحزاب الإسلامية فقد وقف حزب الاتحاد الاسلامي ( اخوان مسلمين ) الى جوار البارزاني وحزبه والاستفتاء . فيما وقف حزب الجماعة الإسلامية الكردستانية الى جانب حزب التغيير في رفضه للاستفتاء والمطالبة باستقالة البارزاني . وهنا تجدر الإشارة الى ان البارزاني كان قد انتخب رئيساً للإقليم عام ١٩٩٥ وتم تجديد انتخابه عام ١٩٩٩ وعندما انتهت ولايته الثانية عام ٢٠١٣ وبسبب الأوضاع هناك لم تجري انتخابات جديده وقام برلمان الإقليم بالتمديد له لمده سنتين . وفِي عام ٢٠١٥ قام البارزاني بتجميد عمل البرلمان وظل يماس صلاحيات الرآسية دون سند دستوري . ولكن بعد ان دعا للاستفتاء ، فقد قام بدعوه البرلمان للانعقاد . وبعد الاستفتاء ونتيجته عدم إمكانية اجراء انتخابات. رآسية ونتيجة للانقسامات التي حصلت فقد قرر البرلمان تجميد أنشطه البارزاني . وبتاريخ ٢٩ / ١٠ / ٢٠١٧عقد اجتماع للبرلمان جرى به توزيع صلاحيات البارزاني ما بين السلطة التشريعية والقضائية والتنفيذية وتجميد منصب رئاسة الإقليم لمده ثمانية أشهر . وقد ألقى البرزاني كلمه قال فيها ان الشعب الكردي لا صديق له الا الجبال وانه سوف يبقي علاقته في البشمركه . ويمكن ان يفهم من هذا انه سوف يلجأ الى اُسلوب جديد لممارسه سلطته في اداره شؤون الإقليم استنادا لشرعيه جبال الإقليم وقوات البشمركه بحث يبقى هو قائداً شعبياً للبلاد كما كان يسعى دائماً وكما كان يهدف من وراء الاستفتاء . ومكرراً الحالة القذافية حين أعلن القذافي تنازله عن الحكم واعتباره قائداً للثورة ، وبهذه الصفه مارس حكماً مطلقاً في ليبيا . ولَم يعجب هذا الامر احزاب المعارضة في الإقليم ورفضت قضيه توزيع الصلاحيات وطالبت باستقالة الحكومة وتشكيل حكومة إنقاذ وطني تشرف على انتخابات رآسية وتشريعية جديدة. ولا زال الخلاف مستمراً ولا زال الوضع في الإقليم مفتوحاً على كل الاحتمالات ولا زالت القوات العراقية الرسمية تقف على حدود الإقليم تنتظر ما سوف تنتهي اليه الصراعات الكردية الكردية . في حين ان القوات التركية مشغولة بما يجري في سوريه وتنتظر ما سوف تستقر عليه الأوضاع في اقليم كردستان العراق لعلها تحقق غاياتها دون ان تخسر علاقتها مع الصديق مسعود البارزاني . في حين ان ايران وبعد ان نجح قاسم سليماني بأن يقلب الصراع الى صراع كردي كردي فقد بادرت الى فتح بعض المعابر بينها وبين السليمانية في دعم واضح لجناح حزب الاتحاد وحزب التغيير فيهما .
التعليقات
كردستان العراق الى أين
طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور
اظهار التعليقات
كردستان العراق الى أين
سبق وان تناولت في الحديث الاوضاع في اقليم كردستان العراق على أثر اجراء استفتاء الاستقلال فيه وما تبعه من مواقف وتصريحات لدول الجوار وهي إيران وتركيا وسوريه بالإضافة الى الحكومة العراقية، وما تضمنته تلك التصريحات من تهديدات باستخدام القوة العسكرية لأفشال هذه المحاولة بالإضافة الى القيام ببعض التحركات العسكرية على الحدود. وتساءلت هل ستقوم هذه الدول بحربها على اقليم كردستان بذاتها وبطريقه مباشره او انها ستقوم بذلك عن طريق أطراف أخرى وبالوكالة. وكنت اقصد بذلك مليشيات الحشد الشعبي والتنظيمات الشيعية الإيرانية المسلحة مثل فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني بقياده الجنرال قاسم سليماني بالإضافة للمتطوعين الايرانيين للقتال الى جانب تنظيمات الحشد الشعبي العراقية. ولم يكن في مخيلتي ان هذه الحرب بالوكالة سوف تكون بين الأكراد أنفسهم ومن خلال احزابهم وتنظيماتهم المتنافسة والمتصارعة. ولهذا الصراع قصة : ففي عام ١٩٤٦ تم تشكيل الحزب الوطني الكردستاني برآسة الزعيم الكردي مصطفى البارزاني وكان جلال الطالباني من مؤسسي الحزب المذكور حيث كان عضواً في اللجنة المركزية لهذا الحزب. وقد خاض هذا الحزب معارك مسلحة مع السلطات المركزية في بغداد بهدف الاستقلال وبدعم مباشر من إيران واسرائيل ودعم امريكي . وقد استمرت حركه التمرد الكردية المسلحة لشهر آذار عام ١٩٧٥ حيث تم توقيع اتفاقيه الجزائر والتي وقع عليها نائب الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين وشاه إيران محمد رضا بهلوي والتي عقدت بإشراف رئيس الجمهورية الجزائرية آنذاك هواري بومدين. بعد ان قدمت العراق تنازلات لإيران في شط العرب مقابل تخلي إيران عن الاكراد ووقف تمردهم. وقد غادر مصطفى البرزاني على اثرها المنطقة الى الولايات المتحدة الأمريكية الى ان توفي في عام ١٩٧٩ . الا انه ونتيجة توقيع اتفاق الجزائر فقد حصلت حركه انشقاق في الحزب الديمقراطي الكردستاني وتم تشكيل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني كحزب علماني لبرالي واصبح جلال طالباني رئيساً لهذا الحزب وكل من كوسرت رسول علي وابراهيم صالح نواباً للرئيس . كما كان المدعو نوشيروان مصطفى من قيادات هذا الحزب . وكان المركز الرئيسي لهذا الحزب في محافظه السليمانية الممتدة على الحدود الإيرانية العراقية . وقد كانت العلاقة بين الحزبين يسودها التوتر والخلاف وتم تغذيه هذا الخلاف بسبب تدخل دول الجوار والنظام في بغداد . وفي العام ١٩٩٤ وقعت حرب اهليه بين الحزبين قام خلالها الاتحاد الوطني بالاستعانة بالقوات الإيرانية ضد خصمه الحزب الديمقراطي والذي استعان بقوات صدام حسين . وقد استمرت الاشتباكات بين الحزبين حتى عام ١٩٩٨ حيث تم عقد اتفاقيه سلام بينهما في واشنطن وبرعاية أمريكية . وفي العام الذي يليه توفي مصطفى البرزاني وتولى ابنه مسعود رأسه الحزب الديمقراطي . وعندما بدأت القوات الأمريكية والبريطانية حربهما الثانية ضد العراق بتاريخ ١٩ آذار عام ٢٠٠٣ قدمت لهما قوات البشمركه المساعدة الى ان تم احتلال مدينه بغداد في الاول من أيار من نفس العام . وفِي عام ٢٠٠٥ تم انتخاب جلال الطالباني كرئيس للجمهورية العراقية فيما تم انتخاب البارزاني كرئيس لإقليم كردستان في تقاسم للسلطة بينهما ، في حين عين كوسرت رسول علي نائباً لرئيس الجمهورية وإبراهيم صالح رئيساً لديوان الإقليم وهما من قيادات حزب الاتحاد الوطني . وفِي عام ٢٠٠٩ حصل انشقاق داخل حزب الاتحاد الوطني قام به نوشيروان مصطفى حيث استقال من الحزب وشكل حزب التغيير أو حركه كوران وهو حزب علماني معارض للتحالف ما بين الحزب الديمقراطي وحزب الاتحاد الوطني ويدعوا للتجديد ومحاربه الفساد واستطاع في الانتخابات التشريعية للإقليم عام ٢٠١٣ ان يحقق نجاحاً بارزاً بحصوله على أربعه وعشرين مقعداً في برلمان الإقليم متفوقاً على حزب الاتحاد الوطني . بالإضافة لهذه الأحزاب الثلاثة فقد ظهرت عده احزاب كرديه أهمها حزب الاتحاد الإسلاميين والذي يمثل جماعه الاخوان المسلمين . وحزب الجماعة الإسلامية الكردستانية . هذا وبرغم حاله السلام التي سادت بين الحزبين الديمقراطي والوطني فقد كان الاول اقرب الى تركيا وكانت تجمع ما بين البارزاني وأردوغان علاقات جيده وكانت تتواجد قوات تركيه في اماكن سيطرته بحجه تدريب قوات البشمركه على السلاح ولمواجهه تنظيم داعش وبالحقيقة للتصدي لأعضاء حزب للعمال الكردستاني . فيما تربط حزب الاتحاد الوطني علاقات جيده في ايران . وعندما مرض جلال طالباني ولَم يعد يستطيع قياده حزبه تولى هذه المهنة بصورة مؤقتة كوسرت رسول علي وكذلك الامر بعد وفاته بالرغم من حصول صراع على السلطة داخل هذا الحزب ما بين جناح يقف على رأسه كوسرت رسول وابراهيم صالح . وجناح يقف على رأسه ارمله جلال الطالباني وأفراد عائلته والمقربين منه . وعندما طرح مسعود البارزاني وحزبه مشروع الاستفتاء على الدستور عارضه بذلك كل من حزب الاتحاد الوطني / جناح الطالبانيون وحزب التغيير والجماعة الإسلامية . علماً ان معارضتهم تنصب على التوقيت وليس على الفكرة بل على أساس ان التوقيت غير مناسب . وعندما اصر البارزاني وحزبه وبعض الأحزاب الأخرى الصغيرة على اجراء الاستفتاء رغم معارضه العالم له وإجرائه وإعلان نجاحه فقد حصل شرخ كبير داخل الأحزاب الكردية في للإقليم قامت دول الجوار وحكومة بغداد باستغلاله أحسن استغلال لمحاربه البارزاني ومشروعه الاستقلالي بالوكالة عنها . وكانت البداية زياره خاطفه قام بها الجنرال قاسم سليماني لمحافظه السليمانية حيث سيطرة حزب الاتحاد وحزب التغيير . وفي اليوم التالي اجتاحت القوات العراقية وتدعمها مليشيات الحشد الشعبي ومليشيات تركمانيه محافظه كركوك (التأميم ) وسط انسحابات شامله لقوات البشمركه من أمامها . وخلال اربع وعشرين ساعه كانت كامل المحافظة المتنازع عليها ما بين حكومة بغداد والاكراد قد وقعت تحت سيطرة القوات العراقية . ثم انتقلت هذه القوات والمليشيات التابعة لها لتجتاح المواقع التي كانت قد سيطرت عليها قوات البشمركه بعد عام ٢٠٠٣ نتيجة اما انسحاب القوات العراقية منها بعد الغزو العراقي او بعد احتلال الموصل من قبل داعش وذلك في محافظات نينوى وصلاح الدين وديالي والتي اعتبرها اقليم كردستان انها اصبحت من مناطق نفوذه . وهنا بدأت تتبين خيوط ما حدث . فقد نجح قاسم سليماني في اقناع حزب التغيير وقسم من حزب الاتحاد الوطني بالانسحاب من هذه المناطق وتسليمها للجيش العراقي . على ان لا تدخل هذه القوات محافظات حلبجه والسليمانية وارابيل وداهوك وهي المحافظات التي تتكون منها منطقه الحكم الذاتي للأكراد بموجب ما قررته الحكومة العراقية وبشكل منفرد عام ١٩٧٥ . وقد اثار هذا التصرف خلافاً شديداً داخل الصف الكردي . ففي حين اعلن مسعود البارزاني ان ما حصل ليله السادس عشر من تشرين الاول هو خيانة عظمى ، انكر ذلك جناح حزب الاتحاد الوطني الموالي لعائله الطالباني بزعامة زوجته هيرو ابراهيم . في حين اعلن الجناح الآخر من هذا الحزب والذي يقوده كل من كوسرت رسول وبرهم صالح عن تشكيل جناح داخل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني باسم مركز القرار منتقدين سياسه الحزب الحالية ومطالبين بعقد مؤتمر عام للحزب قريباً . واخذ هذا الجناح ينسق مع حزب البارزاني . فيما وقف اعضاء حزب التغيير مواقفاً حاداً من البارزاني وحكومته وحزبه وحملوه مسؤوليه كل ما حصل وطالبوا بتنازله عن رآسة الاقليم واستقالة حكومته وتشكيل حكومة انقاذ وطني لحين اجراء انتخابات تشريعية ورآسية جديده وتشكيل حكومة جديده للإقليم . اما الأحزاب الإسلامية فقد وقف حزب الاتحاد الاسلامي ( اخوان مسلمين ) الى جوار البارزاني وحزبه والاستفتاء . فيما وقف حزب الجماعة الإسلامية الكردستانية الى جانب حزب التغيير في رفضه للاستفتاء والمطالبة باستقالة البارزاني . وهنا تجدر الإشارة الى ان البارزاني كان قد انتخب رئيساً للإقليم عام ١٩٩٥ وتم تجديد انتخابه عام ١٩٩٩ وعندما انتهت ولايته الثانية عام ٢٠١٣ وبسبب الأوضاع هناك لم تجري انتخابات جديده وقام برلمان الإقليم بالتمديد له لمده سنتين . وفِي عام ٢٠١٥ قام البارزاني بتجميد عمل البرلمان وظل يماس صلاحيات الرآسية دون سند دستوري . ولكن بعد ان دعا للاستفتاء ، فقد قام بدعوه البرلمان للانعقاد . وبعد الاستفتاء ونتيجته عدم إمكانية اجراء انتخابات. رآسية ونتيجة للانقسامات التي حصلت فقد قرر البرلمان تجميد أنشطه البارزاني . وبتاريخ ٢٩ / ١٠ / ٢٠١٧عقد اجتماع للبرلمان جرى به توزيع صلاحيات البارزاني ما بين السلطة التشريعية والقضائية والتنفيذية وتجميد منصب رئاسة الإقليم لمده ثمانية أشهر . وقد ألقى البرزاني كلمه قال فيها ان الشعب الكردي لا صديق له الا الجبال وانه سوف يبقي علاقته في البشمركه . ويمكن ان يفهم من هذا انه سوف يلجأ الى اُسلوب جديد لممارسه سلطته في اداره شؤون الإقليم استنادا لشرعيه جبال الإقليم وقوات البشمركه بحث يبقى هو قائداً شعبياً للبلاد كما كان يسعى دائماً وكما كان يهدف من وراء الاستفتاء . ومكرراً الحالة القذافية حين أعلن القذافي تنازله عن الحكم واعتباره قائداً للثورة ، وبهذه الصفه مارس حكماً مطلقاً في ليبيا . ولَم يعجب هذا الامر احزاب المعارضة في الإقليم ورفضت قضيه توزيع الصلاحيات وطالبت باستقالة الحكومة وتشكيل حكومة إنقاذ وطني تشرف على انتخابات رآسية وتشريعية جديدة. ولا زال الخلاف مستمراً ولا زال الوضع في الإقليم مفتوحاً على كل الاحتمالات ولا زالت القوات العراقية الرسمية تقف على حدود الإقليم تنتظر ما سوف تنتهي اليه الصراعات الكردية الكردية . في حين ان القوات التركية مشغولة بما يجري في سوريه وتنتظر ما سوف تستقر عليه الأوضاع في اقليم كردستان العراق لعلها تحقق غاياتها دون ان تخسر علاقتها مع الصديق مسعود البارزاني . في حين ان ايران وبعد ان نجح قاسم سليماني بأن يقلب الصراع الى صراع كردي كردي فقد بادرت الى فتح بعض المعابر بينها وبين السليمانية في دعم واضح لجناح حزب الاتحاد وحزب التغيير فيهما .
التعليقات