طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


د.البطوش يكتب: المراجعات المطلوبة


ينبغي إعادة النظر بما تقدمه منابر التوجيه والتعليم والتثقيف للشباب من أنشطة وأفكار واتجاهات، قبل أن نوجه اللوم لهم لما يصدرمنهم من سلوكيات، وما يحملونه من أفكار، وما يمارسونه من عنف في الملاعب والجامعات والشوارع.. تقرع حادثة النشاط المسيء في نادي الوحدات أجراس الخطر والتحذير منبهة لما يجري في المؤسسات التربوية والدينية والشبابية والخيرية والثقافية والإعلامية، وضرورة مراجعة الأنشطة والبرامج والأفكار والقيم التي تقدمها لمرتاديها، فإذا كان مطلوباً أن نحارب الغذاء الفاسد المُقدم للبطون؛ فالأولى والأهم محاربة الغذاء الفاسد الذي يُقدم للعقول! فعبر هذه المؤسسات وأنشطتها تتسلل الى العقول الناشئة القيم والاتجاهات والأفكار العنصرية أو المتطرفة أو الإلحادية.


مؤسف هذا النوع من الثقافة المريضة التي يقدمها نادي اردني للشباب في هذا الشهر الفضيل! فما الرسالة التي تريد ادارة النادي زرعها في عقول الشباب وضمائرهم؟! ولماذا نلومهم عندما نسمع هتافاتهم على المدرجات ، ونشاهد سلوكاتهم ضد المنشآت ورجال الأمن؟ أعتقد أن اتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية في حق ادارة نادي الوحدات تشكل جزءاً من الإجراءات المطلوبة لمواجهة هذا التخريب لعقول الشباب والإفساد لضمائرهم الذي تمارسه أندية ومؤسسات أخرى أيضاً، لكن ما هو أهم فتح الباب لمراجعات شاملة لأشكال التخريب الفكري والثقافي كلها التي تمارس اتجاه الناشئة والمجتمع برمته.


ويبقى القول أننا شعب واحد موحد في مواجهة الفتنة والغباء والجهل، وأن جمهور نادي الوحدات يرفض هذا العبث كما يرفض من جماهير جميع الأندية بل وكافة الاردنيين والأردنيات، وأن قضية فلسطين قضية كل عربي ومسلم وانسان حرّ في هذا العالم.

وأن دراسة موثقة للتاريخ تكشف الدور الاردني المشرف نحو فلسطين وقضيتها، وهو دور ليس بحاجة للدفاع عنه كل ما نعق ناعق ، كما تكشف دور غياب العقل والخلق في الاساءة لقضية فلسطين، ولعل أكثر من غيّب العقل والخلق في تاريخ القضية الفلسطينية هم قيادات وزعامات وشخصيات وفصائل مسكوت عنها، لم يتطرق لها هذا النشاط المسيء!! بالتأكيد فإن اللجوء للقضاء مسار مهم ، ومراجعة التخريب الصامت الذي يجري تحت السطح في بلدنا مسار آخر هام وضروري.

*نائب سابق في مجلس النواب


جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/318696