طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


الأردن ليس أولا .. و ليس كلنا الأردن


الوطن ليس أيقونة و لا أغنية ولا قصيدة لشاعر ، الوطن أرض و شعب و حكم رشيد ، الوطن ليس خزينة يسرقها المتنفذون ، و لا فريسة يتصارع عليها المتصارعون و لا رئاسات و وزارات لا تعمل ، و لا مؤسسات صدئة لا تمل من إعادة تدوير أنفسها ، الوطن ليس أهازيج و لا دواوين و لا عباءات تتهفهف ، تتسول لقاء أو شرهة أو شهادة حكومية لمشيخة بدون شيخ ، و ختم بدون مختار و شوارب بدون رجل ، الأردن ليس أولا ، لأنه لو كان الأردن أولا لما قذفنا علب المشروبات الفارغة من نوافذ سياراتنا على السيارة التي خلفنا فكسرنا زجاجها و هربنا ، و لو كان الأردن أولا لما تركنا نفايات رحلتنا يوم الجمعة كالبهائم في المكان الذي استمتعنا فيه بالشواء و بالتنزه ، و لو كان الأردن أولا لما قام وزير الأوقاف بتجديد أثاث مكتبه بعشرات الآلاف الدنانير و لتصدق بالمبلغ على الفقراء و المساكين الذين يأكلون من الحاويات .
لو كان الأردن أولا لاستحى وزير أو وزيرة تطوير أداء القطاع العام من نفسه و هو يقبض راتبه لأنه يقبضه حراما و هو أو هي لا يطورون القطاع العام و لا يفعلون شيئا سوى الادعاءات و المزاعم الكاذبة التي لا أثر لها على الأرض ، معاملة واحدة لفتح دكانة أو شركة متواضعة تحتاج إلى واحد و أربعين ختم و توقيع و انشنة ، واحد وأربعين موظفا توظفهم الدولة كي ينجزوا معاملة لدكانة أو شركة متواضعة ، عن أي استثمارات تتحدثون و على الوزير أو الوزيرة أن لا يكذبني لأن لدي من الإثباتات الرسمية و النسخ الأصلية ما يكفي لإثبات ما أقول .
لو كان الأردن أولا لما أضعنا كل الوقت في إعادة اختراع العجلة التي اخترعها الناس منذ آلاف السنين و لقلدنا بعض الدول العربية و ليس الأجنبية حتى لا نتهم بالتجني و المبالغة ، تحدث الملك عن دبي ، قلدوا دبي ياعمي ، في دبي هناك موظفون لا يعرفهم أحد ، يعني مش حاملين أجهزة و يتفشخرون بها أمام الناس من صخر واحد إلى صخر اثنين و من هبل اثنين إلى هبل ثلاث ، موظفون عملهم اليومي ان يراجعوا مع المراجعين في دوائر الحكومة و الدولة و أن يقدموا معاملاتهم و يكتشفوا أين الخلل و يكتبون به تقريرا لاتخاذ اللازم دون أن يدري بهم احد على الإطلاق .
لو كان الأردن أولا لذهب دولة الرئيس إلى بعض البلديات و المؤسسان ليشاهد القرف في المكاتب الحكومية طبعا ما عدا مكتب الرئيس الكبير الذي يكون دائما مكتبا كمكتب وزير أو رئيس وزراء ، و ليطلع على الأداء الحكومي ، قال وزارة تطوير أداء القطاع العام قال ، ياعيب الشوم ، لو كان الأردن أولا لما صرفنا ملايين الدنانير على وضع كاميرات و رادارات للمخالفات بينما الشوارع ممزقة و المطبات بالملايين و الحفر ربما أكثر من ذلك و لصرفنا الأموال على تعبيد الشوارع ، يا رئيس الحكومة لو عثر بغلة في العراق لسأل عمر عنها ، عشرة ملايين بغل يعثرون في الأردن كل يوم ، قحفتم ما في جيوبهم و جوعتم أطفالهم و قعدتموهم على الحصيرة و ما تزالون تسرقونهم كل يوم ثم لا تستحون من صرف ما يجب أن يصرف على الفقراء تصرفونه على أدوات الجباية الممنهجة .
هل تبحثون بكل ما تملكون من قوة عن أسباب تحرضون بها الناس على الدولة ، هل تسكتون عن حالات الانتحار اليومية و ' عاملين حالكو لا من شاف و لا من دري ' حتى تصل الأمور إلى ثورة على الوطن ، هل تضحكون على الشعب أم على الله أم على أنفسكم ، على من تضحكون ، لو كان الأردن أولا لدفعتكم مخافة الله أن تقيموا سرادق و مآدب كثيرة و كبيرة و لكانت قواتنا المسلحة على أتم استعداد لو أمرتموها للقيام بذلك الواجب لإطعام المساكين و الفقراء ، رجل شيبة ختيار يسير وحده في الشارع يوم أمس في الزرقاء و يحدث نفسه بصوت عال دون أن ينتبه أن أحدا م يسير خلفه ، و يقول و هو يضرب كفا بكف ' و الله ما بدري من وين بدي اجيب فطور لهالأولاد اليوم لا حول و لا قوة إلا بالله ' يعني بحكي مع حاله ، هذا لو انتحر ألا تكون الحكومة هي التي قتلته.
الأردن ليس أولا و لا كلنا الأردن ، جعلتم الأردن اردنان ، واحد لأبناء الذوات و أبناء رؤساء الحكومات و بناتهم و انسبائهم و واحد للمواطنين الفقراء المساكين الذين عليهم أن يكونوا دائما جاهزين للحروب و العمل و الحرث و الدرس و للتصفيق و الغناء و الهجيني ، أردن للصوص الذين يقتنصون الفرص و يسرقون على الطالعة و النازلة ، الغنادير و الدواغر و الهوامير و المساخر ، ممن هب و دب الذين لم يتركوا أخضرا و لا يابسا للأردنيين إلا أكلوه ، جعلتم الأردن صالة ترانزيت لقناصي الفرص ، و مزرعة للمهربين و المتملقين و المستوطنين .
الأردن ليس اولا و لا كلنا الأردن ، الأردن لتيارت الفساد و للوزراء الذين لا يعملون و الرؤساء الذين لا يسمعون و لا يقرؤون ، و ليس كلنا الأردن فبعضنا الأردن و بعضنا اللصوص في الأردن.


جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/316919