تستخدم أوصاف البادية والبدو بصورة خاطئة حتى من قبل أبناء هذه المناطق، فليس كل من يسكنون الصحراء هم بدو وليست كل الصحراء بادية، والقرآن الكريم يشير إلى من يسكنون عمق الصحراء ممن لم يتواصلوا مع الحضارة بالأعراب وينعتهم بالأشد كفراً ونفاقاً، وهم لا يلتزمون بأية حدود لأن الموت الفارغ وغير المتصف بأي معنى يحيطهم من كل الجهات.
البدوي وصف أنتجه الحضر والتجمعات السكانية المختلفة مثل حواضر الجزيرة العربية في مكة ويثرب والطائف، وفي مديح لهرم بن سنان يقول زهير: دع ذا، وعد القول في هرم .. خير البُداة وسيد الحضر
وفي ذات المعنى يقول أبو فراس الحمداني: بَدوتُ وأهلي حاضرون لأنني .. أرى أن داراً لست من أهلها قفر
فالبدوي هو من يبدو لأهل الحضر، ويظهر لهم، ويحتاج لمسيرة يوم وليلة ليكون بينهم، وهو متصل بأسباب المعيشة في المواقع المدنية، وممن ينطبق عليهم تسمية البدو ينطبق على معظم قبائل الأردن القريبة من المدن والقرى المختلفة في البلقاء بينما الأمر في فلطسين يشهد تداخلاً كبيراً لاستيطان القبائل البدوية بين المدن نفسها وليس على هامشها، بينما لا ينطبق وصف البداوة ذاته على قبائل بادية السماوة البعيدة عن مراكز التحضر.
ما مناسبة الحديث؟
لندخل في مصطلح آخر، وستظهر مناسبة الحديث من تلقاء نفسها.. السراة مصطلح أطلق أيضاً على البدو، فمجيئهم ارتبط بالصباح المبكر بعد أن يكونوا ارتحلوا لساعات قد تطول أو تقصر، فالبدوي متآلف ومتعايش مع المقيم، ولكنه يعاني من أزمة الهوية الخاصة التي تجعله بوصفه من أهل الوبر أكثر تعرضاً لغزوات القبائل الصحراوية من غيره، ويدفع ثمناً فادحاً في كل مرة، بينما يعتبره المقيمون أحد أبناء الصحراء ويعاملونه بتخوف وحذر، فهو عالق بين صورتين ذهنيتين، وبعض البدو يحاول أن يهرب من الصورتين فيبدو لطيفاً بصورة تثير الريبة، وبعضهم يستغل هذه النقطة لتحقيق مكاسب التوسط بين موجات التصحر ومراكز التحضر، ولكن هذه الفئات قليلة وهامشية أيضاً.
الأنثروبولوجيا العربية تورطت في رحلات الباحثين والمستكشفين الغربيين التي كانت تفتقر للتمييز الحقيقي بين البدو من سكان حواشي المدن والتجمعات الحضرية وبين الأعراب الموغلين في العيش ضمن الصحراء وشروطها، وكل الدراسات عن المجتمعات البدوية، ووراءها المجتمعات المغلقة على الهوامش الحضرية رثة ورديئة وتحتاج لكثير من المراجعة..
تستخدم أوصاف البادية والبدو بصورة خاطئة حتى من قبل أبناء هذه المناطق، فليس كل من يسكنون الصحراء هم بدو وليست كل الصحراء بادية، والقرآن الكريم يشير إلى من يسكنون عمق الصحراء ممن لم يتواصلوا مع الحضارة بالأعراب وينعتهم بالأشد كفراً ونفاقاً، وهم لا يلتزمون بأية حدود لأن الموت الفارغ وغير المتصف بأي معنى يحيطهم من كل الجهات.
البدوي وصف أنتجه الحضر والتجمعات السكانية المختلفة مثل حواضر الجزيرة العربية في مكة ويثرب والطائف، وفي مديح لهرم بن سنان يقول زهير: دع ذا، وعد القول في هرم .. خير البُداة وسيد الحضر
وفي ذات المعنى يقول أبو فراس الحمداني: بَدوتُ وأهلي حاضرون لأنني .. أرى أن داراً لست من أهلها قفر
فالبدوي هو من يبدو لأهل الحضر، ويظهر لهم، ويحتاج لمسيرة يوم وليلة ليكون بينهم، وهو متصل بأسباب المعيشة في المواقع المدنية، وممن ينطبق عليهم تسمية البدو ينطبق على معظم قبائل الأردن القريبة من المدن والقرى المختلفة في البلقاء بينما الأمر في فلطسين يشهد تداخلاً كبيراً لاستيطان القبائل البدوية بين المدن نفسها وليس على هامشها، بينما لا ينطبق وصف البداوة ذاته على قبائل بادية السماوة البعيدة عن مراكز التحضر.
ما مناسبة الحديث؟
لندخل في مصطلح آخر، وستظهر مناسبة الحديث من تلقاء نفسها.. السراة مصطلح أطلق أيضاً على البدو، فمجيئهم ارتبط بالصباح المبكر بعد أن يكونوا ارتحلوا لساعات قد تطول أو تقصر، فالبدوي متآلف ومتعايش مع المقيم، ولكنه يعاني من أزمة الهوية الخاصة التي تجعله بوصفه من أهل الوبر أكثر تعرضاً لغزوات القبائل الصحراوية من غيره، ويدفع ثمناً فادحاً في كل مرة، بينما يعتبره المقيمون أحد أبناء الصحراء ويعاملونه بتخوف وحذر، فهو عالق بين صورتين ذهنيتين، وبعض البدو يحاول أن يهرب من الصورتين فيبدو لطيفاً بصورة تثير الريبة، وبعضهم يستغل هذه النقطة لتحقيق مكاسب التوسط بين موجات التصحر ومراكز التحضر، ولكن هذه الفئات قليلة وهامشية أيضاً.
الأنثروبولوجيا العربية تورطت في رحلات الباحثين والمستكشفين الغربيين التي كانت تفتقر للتمييز الحقيقي بين البدو من سكان حواشي المدن والتجمعات الحضرية وبين الأعراب الموغلين في العيش ضمن الصحراء وشروطها، وكل الدراسات عن المجتمعات البدوية، ووراءها المجتمعات المغلقة على الهوامش الحضرية رثة ورديئة وتحتاج لكثير من المراجعة..
تستخدم أوصاف البادية والبدو بصورة خاطئة حتى من قبل أبناء هذه المناطق، فليس كل من يسكنون الصحراء هم بدو وليست كل الصحراء بادية، والقرآن الكريم يشير إلى من يسكنون عمق الصحراء ممن لم يتواصلوا مع الحضارة بالأعراب وينعتهم بالأشد كفراً ونفاقاً، وهم لا يلتزمون بأية حدود لأن الموت الفارغ وغير المتصف بأي معنى يحيطهم من كل الجهات.
البدوي وصف أنتجه الحضر والتجمعات السكانية المختلفة مثل حواضر الجزيرة العربية في مكة ويثرب والطائف، وفي مديح لهرم بن سنان يقول زهير: دع ذا، وعد القول في هرم .. خير البُداة وسيد الحضر
وفي ذات المعنى يقول أبو فراس الحمداني: بَدوتُ وأهلي حاضرون لأنني .. أرى أن داراً لست من أهلها قفر
فالبدوي هو من يبدو لأهل الحضر، ويظهر لهم، ويحتاج لمسيرة يوم وليلة ليكون بينهم، وهو متصل بأسباب المعيشة في المواقع المدنية، وممن ينطبق عليهم تسمية البدو ينطبق على معظم قبائل الأردن القريبة من المدن والقرى المختلفة في البلقاء بينما الأمر في فلطسين يشهد تداخلاً كبيراً لاستيطان القبائل البدوية بين المدن نفسها وليس على هامشها، بينما لا ينطبق وصف البداوة ذاته على قبائل بادية السماوة البعيدة عن مراكز التحضر.
ما مناسبة الحديث؟
لندخل في مصطلح آخر، وستظهر مناسبة الحديث من تلقاء نفسها.. السراة مصطلح أطلق أيضاً على البدو، فمجيئهم ارتبط بالصباح المبكر بعد أن يكونوا ارتحلوا لساعات قد تطول أو تقصر، فالبدوي متآلف ومتعايش مع المقيم، ولكنه يعاني من أزمة الهوية الخاصة التي تجعله بوصفه من أهل الوبر أكثر تعرضاً لغزوات القبائل الصحراوية من غيره، ويدفع ثمناً فادحاً في كل مرة، بينما يعتبره المقيمون أحد أبناء الصحراء ويعاملونه بتخوف وحذر، فهو عالق بين صورتين ذهنيتين، وبعض البدو يحاول أن يهرب من الصورتين فيبدو لطيفاً بصورة تثير الريبة، وبعضهم يستغل هذه النقطة لتحقيق مكاسب التوسط بين موجات التصحر ومراكز التحضر، ولكن هذه الفئات قليلة وهامشية أيضاً.
الأنثروبولوجيا العربية تورطت في رحلات الباحثين والمستكشفين الغربيين التي كانت تفتقر للتمييز الحقيقي بين البدو من سكان حواشي المدن والتجمعات الحضرية وبين الأعراب الموغلين في العيش ضمن الصحراء وشروطها، وكل الدراسات عن المجتمعات البدوية، ووراءها المجتمعات المغلقة على الهوامش الحضرية رثة ورديئة وتحتاج لكثير من المراجعة..
التعليقات
ليس كل من سكن الصحراء بدوياً
طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور
اظهار التعليقات
ليس كل من سكن الصحراء بدوياً
تستخدم أوصاف البادية والبدو بصورة خاطئة حتى من قبل أبناء هذه المناطق، فليس كل من يسكنون الصحراء هم بدو وليست كل الصحراء بادية، والقرآن الكريم يشير إلى من يسكنون عمق الصحراء ممن لم يتواصلوا مع الحضارة بالأعراب وينعتهم بالأشد كفراً ونفاقاً، وهم لا يلتزمون بأية حدود لأن الموت الفارغ وغير المتصف بأي معنى يحيطهم من كل الجهات.
البدوي وصف أنتجه الحضر والتجمعات السكانية المختلفة مثل حواضر الجزيرة العربية في مكة ويثرب والطائف، وفي مديح لهرم بن سنان يقول زهير: دع ذا، وعد القول في هرم .. خير البُداة وسيد الحضر
وفي ذات المعنى يقول أبو فراس الحمداني: بَدوتُ وأهلي حاضرون لأنني .. أرى أن داراً لست من أهلها قفر
فالبدوي هو من يبدو لأهل الحضر، ويظهر لهم، ويحتاج لمسيرة يوم وليلة ليكون بينهم، وهو متصل بأسباب المعيشة في المواقع المدنية، وممن ينطبق عليهم تسمية البدو ينطبق على معظم قبائل الأردن القريبة من المدن والقرى المختلفة في البلقاء بينما الأمر في فلطسين يشهد تداخلاً كبيراً لاستيطان القبائل البدوية بين المدن نفسها وليس على هامشها، بينما لا ينطبق وصف البداوة ذاته على قبائل بادية السماوة البعيدة عن مراكز التحضر.
ما مناسبة الحديث؟
لندخل في مصطلح آخر، وستظهر مناسبة الحديث من تلقاء نفسها.. السراة مصطلح أطلق أيضاً على البدو، فمجيئهم ارتبط بالصباح المبكر بعد أن يكونوا ارتحلوا لساعات قد تطول أو تقصر، فالبدوي متآلف ومتعايش مع المقيم، ولكنه يعاني من أزمة الهوية الخاصة التي تجعله بوصفه من أهل الوبر أكثر تعرضاً لغزوات القبائل الصحراوية من غيره، ويدفع ثمناً فادحاً في كل مرة، بينما يعتبره المقيمون أحد أبناء الصحراء ويعاملونه بتخوف وحذر، فهو عالق بين صورتين ذهنيتين، وبعض البدو يحاول أن يهرب من الصورتين فيبدو لطيفاً بصورة تثير الريبة، وبعضهم يستغل هذه النقطة لتحقيق مكاسب التوسط بين موجات التصحر ومراكز التحضر، ولكن هذه الفئات قليلة وهامشية أيضاً.
الأنثروبولوجيا العربية تورطت في رحلات الباحثين والمستكشفين الغربيين التي كانت تفتقر للتمييز الحقيقي بين البدو من سكان حواشي المدن والتجمعات الحضرية وبين الأعراب الموغلين في العيش ضمن الصحراء وشروطها، وكل الدراسات عن المجتمعات البدوية، ووراءها المجتمعات المغلقة على الهوامش الحضرية رثة ورديئة وتحتاج لكثير من المراجعة..
التعليقات