طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


التعددية والمآل .. * رهف قيس المجالي


إن أحادية العين النّاظرة للمجريات و الظروف الإجتماعية و السياسية و غيرها و إمتعاض الإختلاف إنما هو مدعاة للشتات و إعترام الضياع , و مما لا مراء فيه -حسبما أظن- بأن التعددية الفكرية مطلبًا ضروريًا و ساقًا للسير في سبيل الإصلاح و التغيير , و بغيرها سيُخلق مساحة واسعة بين ما هو كائن و بين ما ندّعي بأنه سيكون , و عليه فإن المغالاة في التمركز و التمسك بأحقية فكرة معينة بالسيادة على غيرها , و قيادة الصراع في سبيل إعمالها دون غيرها مما يخالفها , مؤشر بأن آليات العمل برمتها ذات نهايات وبيلة , إذا أننا نسير و لكن للخلف . لقد نُظر سالفًا للتعدد الفكري على أنه أمرًا خاطفًا يمكن تهشيمه بأخس الوسائل , و القضاء عليه بالترهيب و التنفير , و لكنه اليوم صاحب الإعتبار الأَجل و الأصلب , و أن الفكرة التي لا تولد في خضم الإختلاف و التعدد إنما هي فكرة مُعاقة و مُعيقة , فقيرة و غير مُثرية للهدف المروم , إنه ركيزة لإشراك الأطياف المختلفة تحت مظلة واحدة لتصب جلّها في عَين المصلحة المنشودة . إلّا إن إستمرار الحديث عن الإصلاح و توالد العديد من التوجهات التي تدّعي قدرتها على تحقيق تغيير ملموس و تزايد عدد المُنظِّرين الذين يتّخذون الإصلاح محلًا لنظرياتهم تزايدًا حد الإثراب , ما هو إلا دليل على قصور تلك النظريات و الفرضيات و الأحاديث أن هي لم تتجاوز حدودها كَ ' أقوال ' و تُفعَّل حرية و بناء و تقدم لتنصرح حقَّا قدرتها و فاعليتها .

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/260213