طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


من يعبث بأمن الخليج ولماذا؟!


هذه القباحة التي تجلت بتفجير مسجد في الكويت، وهتك دماء مسلمين يصلون في رمضان، لا يمكن ان تبرر بمسوغ ديني ولا مذهبي، فهذه قباحة تسرق اسم الله، من اجل سفك دماء المسلمين الابرياء. هل هي حقاً داعش وحدها، ام هو ذاك «العقل المركزي» لداعش الذي يدير التنظيم، ويغرر بالاف المقاتلين الاغبياء، اتكاء على نصوص تم تأويلها من الموروث الديني، وتلوينها مثلما يريدون؟! من هو «العقل المركزي» لداعش، هذا هو السؤال الواجب ان نبحث عنه، الذي يريد جر المنطقة الى حرب مذهبية، بحيث يقتل المسلم مسلما آخر، وهكذا ستتوالى ردود الفعل، داعش تذبح من جهة، والحشد الشعبي في العراق يذبح من جهة، وكل تنظيم سني، مقابله تنظيم شيعي، والكل يختطف المنطقة الى جهنم الحمراء، والكل يريد اقناعك انه الوحيد الذي يعمل مع الله دون غيره. داعش او «العقل المركزي» الذي يديرها بدأ يلعب في دول الخليج، لتثويرها من الداخل وجرها الى الخراب والفوضى، وبعد عمليات مساجد السعودية، هاهي الكويت، ودول الخليج الاخرى مهددة، بذات الطريقة، اذ يكفينا مجنون واحد يكبر في رمضان او غير رمضان، ليجر بلدا كاملا الى الخراب، مجنون واحد، يعتقد انه بقتله لمسلمين تحت اي مبرر او فتوى، سيدخل الجنة، متناسيا الفتن التي خلفه، والتي تسبب فيها، ومعتبرا ان المساجد التي يتم هدمها ونسفها لا قيمة لها. حادثة الكويت هزت العرب والمسلمين اكثر من بقية الحوادث، لان الكويت واهلها، لا يتدخلون في الصراعات المذهبية، فلماذا يتم تثوير الكويت من الداخل على اساس مذهبي، ومن هو المستفيد حقا في تجهيز الكويت لتفجيرها من الداخل؟! منذ عام 2003 والحرب الدينية والمذهبية تتصاعد، مساجد السنة ومساجد الشيعة، مقامات واضرحة، وكلام مذهبي قذر يتم تراشقه بين الجميع، والطرف الثالث الذي يلعب في المنطقة عبر هؤلاء معروف، ولديه ادواته من العلماء والكتب والموروث والمبررات، لكي يحرق المنطقة على يد ابنائها، فنقتل بعضنا البعض، مسلمين ومسيحيين، عربا واكرادا، سنة وشيعة، دروزا وغير دروز، والمتواليات وراء بعضها البعض، وما زلنا في البداية. هذا يعني ان على بقية دول الخليج ان تفتح عينها جيدا، لان هناك من يريد مد الحرب المذهبية اليها، وهذه الحرب شهدناها في سورية والعراق، والمساعي لمدها للسعودية والكويت تقول ان المساعي ستتواصل من اجل مدها الى بقية دول الخليج، فحيثما هناك سنة وشيعة، هناك نار وبنزين، وطرف ثالث يريد اشعال الفتن، والوسيلة داعش او غيرها، لا فرق، فالمهم هناك ادوات لا احد يعرف الى من تنتسب فعليا، ومن تخدم فعليا في نهاية المطاف؟! حين قيل لعلماء الاسلام الاجلاء والموثوقين ان عليهم الخروج والتنبيه من الضلالات التي تم حشوها في كتب الموروث الديني، وتنقية هذه الموروث من الاسرائيليات والدسائس لم يسمع احد، وها نحن نقول اليوم، ان الكارثة مازالت في بدايتها، وامن الخليج مهدد برمته، تحت رماح الحرب المذهبية، والذي يقرأ التغريدات في مواقع التواصل الاجتماعي يعرف كم هناك من احتفال بالقتل والدم، لدى جمهور يتخفى خلف اسماء مستعارة، تؤشر على جبن عميق؟! من السهل اليوم، ان يقول البعض ان النظام السوري او العراقي يذبحان السنة، ومن الطبيعي ان يأتي من يذبح من الشيعة، ومن السهل ان يقول البعض الاخر اليوم، ان التنظيمات السنية المتطرفة من القاعدة والنصرة وداعش وغيرها تذبح من الشيعة، ومن الطبيعي ان يأتي من يذبح السنة، ردا على ذلك، لكننا ننسى في غمرة ذلك كله، ان المسلمين يموتون بيد بعضهم البعض، والمنطقة تأكل بعضها البعض، والاغلب ان كل هذا يحركه عقل صهيوني بأدوات مسلمة، لان اسباب الخراب والتثوير متوفرة في التاريخ والكتب القديمة وفي غياب العدالة والقانون عن هذه المنطقة، وفي الثارات النائمة بين السنة والشيعة، التي يتم ايقاظها من غفوتها. دول الخليج امام حالة طوارئ قصوى، لان حادثة الكويت تحديدا تدق ناقوس الخطر، على بقية الدول الآمنة والمستقرة، وعلى الجميع، فتح عيونهم جيدا، لان المشكلة قد لا تكمن في شعوبهم، لكنها قد تكمن في مواطن مجنون او عابر طريق فقد عقله، او زائر خراب، يأتي هذه الدولة او تلك حاملا وصفة الخراب والدمار والدم. لم يعد المشرق العربي صالحا للحياة، لا للسنة ولا للشيعة، لا للمسلمين ولا للمسيحيين، فلمن يراد اخلاؤه وتركه، في حال تم دفعنا لهجرته عنوة.......هذا هو السؤال؟! الدستور

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/234870