طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


وصفي


لماذا يتحسس رؤساء الوزارات من ذكر إسم (وصفي التل) ..وإجراء بعض المقارنات معه ...؟ أنا شخصيا لا أعرف , ولكني كنت معتادا في أي لقاء مع رئيس وزراء على حشر إسم وصفي في المداخلات... وصفي لم يسجن صحفيا أو حزبيا, في حكومته حرق كل الملفات ..وفتح صفحة جديدة مع اليسار , مع الإعلام ...مع المجتمع .... وصفي كان نسمة شمال هبت للجنوب , نسمة سكرى لشدة عذوبتها جرحت خد العاشق... وصفي ...حين يرتدي الشماغ , كان صورة وطن ...راقبوا وجه تضاريسه تشبه تضاريس البلد , ووعورة جبالنا ...وقلبه مثل سهل حوران , والعيون كركية ..واليد التي توقع على القرار لم تكن مرتجفة أو خائفة , كانت من صوان المفرق.. وصفي ...كان , رجلا بكل ما يحمل الموقف من دم ....كان فلاحا وحنونا على الزيتونات التي زرعها بيده وظلت شاهدة , على الحب في منزله أطراف الكمالية .. وصفي هو الذي , كان يقيس نبض القلب ويعرف حجم الأردن في دفقة ..الدم لدى كل شاب أردني ...احتضن جورج حداد وطارق مصاروه , وأطلق لهم عنان الكلمة والموقف...احتضن الفقراء في أطراف إربد والكرك , وصاغ من القلب بندقية ومن العيون قذيفة , وجعل الأغنية رسالة ...ووحد بين كل الجهات , لم يكن فئويا ولم يكن جهويا أو طائفيا ...كان وطنا , من الحب والورد والنار ... وصفي ...(شارب حليب سباع) ..وذاك ليس مثلا ,ولكنه واقع ينطبق على مساره وحياته، والعمر الذي غادره شابا ...فمن مقاتل في جيش الإنقاذ إلى مزارع ..ثم رئيس ثم شهيد , كان أسدا في شبابه ..وقابل الرصاص بصدره ...بطولاته لم تكن على الورق وحياته , كما وصفها عرار ...(ودرب الحر يا وصفي كدربك غير مأمون ) ....قلي أيها الرجل من أي طينة جبلوك , وكيف سلبت منا القلب والفؤاد وكيف اخترت اسمك بين العمالقة فقط ؟ وصفي ...وقف , عندما جثموا ..تصدى عندما هربوا ...وظل حينما انهزموا ..لم يشعر أردنيا في زمنه بالجوع , لم ...يمرر ما يريدون , لم تنعطف سبابة على زناد بندقية ....إلا إيمانا بالبلد , ووفاء لفلسطين ....لم يناور , لم يكذب ..,لم يخذل الجدائل ولا العيون السود في عجلون , وجرش والرمثا ومعان ... شكرا أيها الشهيد ...أنت لم تضع اسمك في كتاب العمالقة فقط , ولكنك منحتنا وحدة القياس للحق وقوة الخير والإيمان ...ومنحتنا كل ما يعطي الكلمات , شرعية , وقوة .. وسنبقى نذكر اسمك في كل مقال وكل صباح، وكل وجع، وكل رشة رذاذ على بطن عمان , وكل مناسبة , وكل صحوة فؤاد ....علهم , يتوبون ...علهم. الرأي

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/227407