طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


«جنازة» لكل مواطن


لا أخاف على وطني حتى لو تضاعفت المديونية أضعافا مضاعفة، فغدا إن جاء صندوق النقد الدولي مهددا ومتوعدا بالحجز فأهلا وسهلا بهم _ يشربون قهوتهم _ واذا وجدوا شيئا في الاردن باسم الاردن 'مبارك عليهم' !! ولست قلقا على وطني إن توافقنا على قانون انتخاب أم لم نتوافق، لانه لو تم إعطاؤنا صوتا، او اثنين، او حتى عشرة لن نختلف، لأن النتيجة في جميع الاحوال ستكون واحدة: من نضعهم في الصناديق ليسوا هم من نجدهم تحت القبة.. لذلك قبل أن ننجز قانونا توافقيا يجب علينا أن نجد شيخا مغربيا يكشف لنا عن أن ما صنعوا عبر الخامس عشر، والسادس عشر، والسابع عشر 'كيد ساحر' !! ولم أعد مهتما بعودة الكردي من عدم عودته.. فان لم يعد في عهد حكومة النسور، سيعود يوم الحشر، كون على أرض بلادنا ستجتمع يوم الحساب الأقوام الصالحة مع الأقوام الفاسدة !! ولم أعد خائفا من قدوم 'داعش' ، كون اليوم او غدا ستتجمع فواتير الكهرباء ولن أستطيع دفعها، فإن دخل الخليفة إما أنه سيجدني نائما أو مسبحا، طالما جميع الاجهزة الكهربائية التي ينبعث منها الشياطين وتشغلنا دائما عن العمل الصالح لا تعمل، وسيقول لي: بارك الله فيك أخ صالح، وسأقول له فورا: اللعنة على 'طوووووووووط' الفاسدين الظلمة، فيصدر فورا قرارا بتعييني أميرا للحارة !! ما يرعبني اليوم، هو أن أقف بسيارتي على الاشارة الضوئية ولا أنتبه بأنها أصبحت 'خضراء' ، فيزمر لي أحدهم صارخا : اطلع ياحمار.. فلا أتحمل هذه الكلمة الجارحة، فأنزل من سيارتي فقط لأبدي له عتبي، فلا أجد إلا وقد تسرع وأسمع من حولي 'الطيخ طاخ'، فتكون نتيجة 'عتبي' بان دعا لي الأحبة: اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة !! ما يرعبني اليوم، هو أن أقف في الدور لأشتري لاولادي خبزا، فيأتي بارد وجه ولا يعطي الواقفين احتراما، ويتجاوزنا جميعا، وحين أقول له: يا أخ مش شايف 'الدور' ، فتكون آخر الكلمات التي أسمعها في الدنيا وأنا أخوووووك يااااااااااااااا 'طاخ' ، وبدل أن يشاهد هو 'الدور' جعلني أنا من يشاهد عذاب القبر !! ما يرعبني اليوم، أن أغادر منزلي صباحا طالبا أن يكون الغداء 'باميا' _ وأثناء ساعات النهار لا تدري من أين يأتيك 'جهد البلا' .. فتعود الى منزلك محمولا على الاكتاف وقد غدت الباميا 'منسفا' لأهل الفقيد !! مرعبة حوادث القتل، مرعبة أسباب القتل، مرعبة سهولة القتل، مرعبة طريقة القتل !! لا تقولوا لي إن السبب عدم تطبيق عقوبة الاعدام.. بل قولوا لي: متى عبأ القاتل غازا ؟!! متى اشترى القاتل حليبا ؟! متى دفع القاتل فاتورة الكهرباء ؟! متى تحرك القاتل بسيارته الفارغة من البنزين ؟!! متى أمن القاتل لأطفاله الدواء ؟! متى آخر مرة هجم فيها القاتل على رف دكان ؟!! طالما أنتم جهابذة العصر في التنظير والحساب، لماذا كلما ارتفع عجزكم زاد عدد قتلانا ؟!! ولماذا كلما ارتفعت مديونيتكم زاد عدد قتلانا ؟! ولماذا كلما زادت أسعاركم زاد عدد قتلانا ؟!! واضح للعيان بشائر النصر في معركة تحرير الاسعار: المديونية لم تنقص فلسا واحدا، وأرملة أردنية في كل ثانية، وجنازة لكل مواطن 'بجح' الثاني ؟!! (العرب اليوم)

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/212283