طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


يا كيس يا طاير دربك ع باب الله


' يا كيس يا طاير دربك ع باب الله ' ، هات البشاير وامشي في أرض الله ' ، لا تستغرب عزيزي القارىء إذا تبدل الحال عندنا في الأردن وأصبحنا نغني للأكياس كما كنا نغني للطير ، فمجرد زيارة واحدة لاي منطقة خضراء في ربوع وطني ستكون كفيلة لترى حجم الإستفزاز الذي سيراودك حينما تجد أكياس النايلون وغيرها من المهملات تطير في السماء او على اغصان الشجر ، أو انك ستفاجأ في غمرة الإنهماك في التنسم بهواء الوطن العليل بكيس نايلون فارغ يضرب في منتصف وجهك ، ففي الوقت الذي نفر فيه من كدر الحياة ومشقتها للترويح عن النفس في ربيع بلادي الجميل تخرج من الرحلة بهم وحزن ثقيل على الحال الذي وصلنا إليه في التعامل مع بيئتنا الطبيعية برا وبحرا من اولئك النفر الذين افسدوا علينا جمال الربيع الأخضر في بلادي بأكياس ونفايات مختلفة الأحجام والأسماء تفوق التنوع الطبيعي الجميل في أشجار وأزهار وطني ، شيء يثير الصدمة عندما تشاهد ' فحمة شوي ' سوداء او ' كاسة قهوة سفري ' حلت محلت زهرة الأردن الوطنية الجميلة ' السوسنة السوداء ' ، وان ترى بام عينيك كيس ملون يطير في السماء بدلا من طير الاردن الوطني ' العصفور الوردي السينائي ' ، فأي بشائر تلك التي سيجلبها هذا الإستنزاف في جمال بلادي من الكيس الطاير لتشجيع السياحة والترويح في ربوعه الخضراء خاصة وانه -لله الحمد -بان هنالك أماكن طبيعية خضراء في وطني تفوق بجمالها كثيرا من الأماكن والبلدان في العالم . قد يعترض البعض بأن بعض الأماكن غير مخدومة بتوفير الحاويات الخاصة بالنفايات ويفوت أولئك البعض ان التخلص من النفايات ليست بحاجة 'لجرافات' أو 'ونشات ' لإزالتها بعد التخلص منها ، فعدة أكياس من نفس الأكياس التي نستخدمها لحمل حاجيات الرحلة نستطيع ان نجمع فيها نفاياتنا ونربطها باحكام لنرميها في أقرب حاوية نفايات ، حقا انه من المشين بحق أنفسنا أولا وبحق الوطن ثانيا أنه ما زال الكثير يكتب عن النفايات وآثارها على الوطن وموارده الطبيعية في الوقت الذي نتغنى فيه بالوطن فخرا في عدد المدارس والكليات والجامعات والأغنيات الوطنية ، ومن العار ان تجد علب العصائر والمشروبات المختومة في ' صنع بالأردن ' تلوث ما وهب الله الاردن من طبيعة وجمال خلاب لنخرب بيئتنا بصنع أيدينا وأيدي الطائشين منا والجاهلين بثروة الوطن الطبيعية التي لا تقدر بثمن . إن ما يحصل في الأردن من إستنزاف بموارده الطبيعية نتيجة رمي المهملات حلي بنا أن نعيد النظر في خطابنا التعليمي بالمدارس والوعظي والإرشادي في مساجدنا ودور العبادة لنغرس الإنتماء للوطن بيئيا ، فالبيئة السليمة والمستدامة هي التي تحافظ على مواردنا الطبيعية من الإستنزاف والإنقراض . فإلى كل مواطن أردني شريف غيور على وطنه كن وفيا لبيئتك فبيئتنا الاردنية بمواردها الطبيعية الجميلة الخلابة هي نعمة من الله وهبك إياها الله في وقت يحسدنا الكثيرون عليها فلا تلوثها ولا تفسدها ولا تحول أرضها وبحرها لحاوية ترمي فيها نفاياتك فهي خلقت لتكون موطنا نظيفا يستوعب آلاف الكائنات التي منها ' مرجان ' يعيش تحت الماء وزهرة وطنية اسمها ' السوسنة السوداء ' تزهو في ارضنا الخضراء وطائرا وطنيا ورديا أسمه ' العصفور الوردي السينائي ' يحلق في السماء .

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/190240