طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


تحقيق الشهرة السياسية في الاردن


لقد كتبت في مقال سابق عبر موقع صحيفة عمون الالكتروني الغراء انه لا يوجد منتج سياسي اردني بنكهة اردنية تحاكي الواقع السياسي الاردني بعمق وواقعية. اكررها اليوم مرة اخرى واقولها بكل صراحة ان المنتج السياسي الاردني هو مُقلد بالكامل ولا يوجد فيه اية لمسة ابداع اردنية الا لمن رحم ربي! فقد اصبح الهدف الرئيس من اية منتج سياسي اردني سواء كان فردي او مؤسسي هو تحقيق شهرة سياسية معينة على حساب إما الدولة الاردنية ورموزها او الحكومة الاردنية وشخوصها من اجل تحقيق غايات شخصية اقلها الشهرة السياسية على حساب الوطن وذلك من خلال استغلال بعض شبكات التواصل الاجتماعي وبإيحاء من الشخص او الجهه السياسية صاحبة العلاقة. وهنا لا بد من الاشارة الى ان هناك فساد حكومي ويوجد ملفات فساد واشخاص فاسدين ولكن كل ذلك لا يبرر ما يجري على الساحة الاردنية من حالة انفلات سياسي فكري هدفة الرئيس امتطاء موجه هامش الحرية الموجود في الدولة الاردنية التي 'تكبّر عقلها' عند التعاطي مع هذه الحاله ولا تنجر خلف مراهقات سياسية غير ناضجة سواء كانت مراهقات سياسية فردية او حزبية. في كل دول العالم ان التسويق السياسي، سواء للافراد او للاحزاب او الفعاليات السياسية، يتبع استراتيجيات ووسائل اتصال سياسية فعّالة من خلال تبني برامج سياسية ممنهجة عند معارضة سياسات حكومية معينة وليس مراهقات ومهاترات سياسية تعمل على مهاجمة 'الدولة' وليس 'الحكومة'. اي ان الغالبية العظمى ممن يعملون على تسويق انفسهم سياسياً في الاردن لا يتبنون برامج فعّالة وبديلة وواقعية وقابلة للتطبيق وانما العمل على انتقاء قضايا سياسية داخلية التي هي بالاصل جدلية وتبنيها كوسيلة تسويق واتصال سياسي من اجل خلق حالة من الاثارة لدى الشارع الاردني والتي لا تدوم اكثر من ساعات معدودة كما هو الحال في مأكولات الوجبات السريعة! لكن اريد ان اعترف ان هناك ابداع اردني 100% في حقل التسويق السياسي وذلك باعطاء وصفة سريعة وغير مكلفة ويمكن تصديرها للعالم لتحقيق الشهرة السياسية على الطريقة الاردنية من خلال قيام شخصية او جهة سياسية او حزبية معينة بمهاجمة الدولة او تنبى قضية جدلية من اجل تحقيق مكاسب على ظهر الدولة الاردنية. وهنا اود الاشارة الى ان الحكومات الاردنية المتعاقبة قد ارتكبت اخطاء فادحة في السابق ولا تزال ترتكب لغاية الان من خلال اتباع بعض 'سياسات الاحتواء' والعمل على تعيين اشخاص مناكفين او محسوبين على جهات مناكفة في مواقع قيادية متقدمة في الصف الاول مما اعطى اشارة واضحة للكثيرين وفهموها بطريقة خاطئة وهي 'ناكف الحكومة تحصل على موقع متقدم' والشواهد كُثر على ذلك. انني اعتقد ان هدف الحكومات من تعيين هؤلاء هو اعطاء اشارة واضحة لمختلف فئات المجتمع الاردني حول استعداد الحكومة للانفتاح والتعاطي معهم ضمن ضوابط واجندات وطنية بحتة ولكن الرسالة لم فهمها بهذا الشكل. ايضاً، المُحرّك الاساسي لمعظم من يسعون لتحقيق الشهرة السياسية على الطريقة الاردنية هو ملفات الفساد الموجودة وهذا صحيح ولكن اليس نحن جزء رئيسي من منظومة الفساد الموجودة؟ لماذا نحتج فقط عندما يمس الفساد مصالحنا الشخصية؟ انني لا أُعمم هنا ولكن لدينا العديد من الشواهد على ذلك؟ فعندما يكون هناك واسطات لتنجيح طالب راسب في مساق جامعي هنا يتم تفصيل مقياس الفساد وفقاً لما هو مطلوب، فاذا تم قبول الواسطة فان استاذ الجامعة يعتبر 'محترم وابن ناس' واذا لم قبولها فانه 'لئيم' ولا يحترم الناس. وعليه، فان هناك العديد والعديد من حالات الفساد التى نشترك فيها كافراد بدون ان يكون لدينا مناصب رسمية، فماذا سيكون الحال لو كُل منا استلم المنصب الذي يطلبه؟ وختاماً، اود الاشارة الى ان احد اسباب الانفلات الفكري السياسي غير المسؤول في الاردن هو المدعو الربيع العربي ولكن من افضل ثمارة وفوائدة على الاردن ومكوناتة هي كشف الربيع العربي وبشك صريح لـ 'معدن' و 'جوهر' الكثيرين من اصحاب الوجوه المتعددة والمزيفة التي كنا نعتقد يوما ما انها شيئ اخر. وعليه، تحقيق الشهرة السياسية ليس من خلال الاساءة للدولة الاردنية ورموزها او الحكومة وشخوصها وانما بالعمل الجاد فقط. ارحمونا عاد. والله من وراء القصد

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/189549