طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


الامير الشيخ بشير الغزاوي (1945-1855)


ينتمي الى امراء آل الغزاوي امراء عجلون ( شمالي الاردن) في العهد العثماني اما الامير الشيخ بشير الغزاوي فان نسبه هو : الامير الشيخ بشير بن حسن بن ظاهر بن عبد الله بن يعقوب بن محمد بن يعقوب بن نعيم بن حمدان بن قانصوة بن مساعد بن مسلم بن محمد سعيد الغزاوي ، ولد الامير الشيخ بشير الغزاوي في عام م1855 ، في بلدة'المشارع'في الأغوار الشمالية ،فقد قدمت عشيرة الغزاوية إلى منطقة عجلون في شمال بلاد شرقي الأردن قبل عام 1550 م حيث أن زعيم منطقة لواء عجلون الأمير البدوي محمد سعيد الغزاوي حاول مقاومة السيطرة العثمانية على البلاد في عام 1517 م ، أي في العام التالي لقدوم العثمانيين الأتراك ، وقد تمكنت الدولة من إحباط تمرُّد الأمير الغزاوي إلا أنها أبقت على حكم عائلة الغزاوي في منطقة عجلون ، على جبل عجلون، الذي ضم معظم بلدات شمال الأردن، وقد كان لأمراء الغزاوية صلات وثيقة مع الأمير شهاب الدين في جبل لبنان، وتحولت هذه العلاقة إلى ما يشبه الحلف. وتقول الروايات التاريخية : قسمت الدولة العثمانية بلاد الشام إلى ثلاث سناجق أو ولايات هي ؛ دمشق ، وحلب ، وطرابلس . وكانت شرقي الأردن تتبع لدمشق وقد حكم العثمانيون شرقي الأردن اسميا ، فلم تهتم الدولة إلا بقافلة الحج الشامي . وقد حاول زعيم منطقة لواء عجلون الذي شكل عام 1517م الأمير البدوي محمد سعيد الغزاوي حاول مقاومة السيطرة العثمانية على البلاد وتمرد عليها ، وقد تمكنت الدولة من إحباط تمرد الغزاوي إلا أنها أبقت على حكم عائلة الغزاوي في منطقة عجلون . وعندما أعلن جان بردي الغزالي عام 1520م نفسه سلطانا مستقلا بولاية الشام, بعد موت السلطان سليم ألأول, عارضة ألأمير الغزاوي (ابن مساعد) في عجلون. وفي سنة خمس وثمانين وتسعمائة 985هـ/1577م كان قانصوه بن مساعد بن مسلم الغزاوي أميراً على عجلون والكرك، نحو 15 عاما ، وكان أمير الحاج الشامي، وكان من أحسن الأمراء سيرة، وكان من يحج في زمانه يستريح في سفره، وكانت العرب تطيعه وتخافه، فيحصل للحجاج الأمن والراحة، وهو في نفسه كان حسن النية، وذلك أيام السلطان مراد خان، ووشي به أنه عصى، فورد أمر سلطاني إلى علي باشا ابن علوان نائب الشام بالقبض عليه، فقبض عليه في طريق الحاج عائداً من الحج، ثم أحضر إلى دمشق مع الركب، واستودع القلعة مدة، وذلك في سنة أربع وتسعين وتسعمائة 994هـ/1585م، ثم توجه علي باشا بنفسه، ومعه قانصوه مقيداً، ومعه الأمير منصور بن الفريخ، والأمير علي بن الخرفوش، والأمير عساف، وآخرون من الأمراء، فلما دخل بهم إسلام بول (اسطنبول) رأى السلطان مراد قانصوه هيئته، وشيبته، ونورانيته، فأطلقه مكرماً، وأبقى عليه إمارة الحاج، فرجع إلى الشام، وباشر إمارة الحاج، ثم أعطى سنجق عجلون لرجل من الترك يقال له: أبو سيفين، فلما توجه إلى عجلون عين معه الوزير سنان باشا، وكان يومئذ نائب الشام ماية ينكجري، وأمرهم بالقبض على قانصوه أو قتله، فصار بينهم وبين جماعة قانصوه حرب، فقتل أبو سيفين، ورجع الباقون إلى دمشق، وهرب قانصوه وأولاده، وأعيان جماعته، ثم لما عزل سنان باشا من الوزارة العظمى ثانياً في عاشر شوال سنة تسع وتسعين وتسعمائة 999هـ/1590م ووصل خبر عزله إلى بلاد الشام توجه الأمير قانصوه، ومعه ولده الأمير أحمد إلى الروم، فدخل إلى إسلام بول في خامس عشر ذي الحجة، فحصل له من السلطان مراد خان الرعاية التامة، واستمر ثمة إلى أن توفي سنة ألف 1000هـ/1591م في غرة المحرم، ثم أعطى ولده أحمد نيابة عجلون (الكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة للغزي 1 / 455) وقد اتبعت الدولة سنجق عجلون مباشرة لاستانبول منذ عام 1591م . في العام الذي استبدلت فيه السناجق بالايالات فكانت شرقي الأردن تتبع لايالة شام شريف ، وفي القرن السابع عشر تنازع عجلون والكرك الأمير فخر الدين المعني واحمد باشا الحافظ والي الشام ، واثنين من آل الغزاوي هما الأخوين حمدان بن قانصوه الغزاوي وشقيقه بشير الغزاوي ، فعينت الحكومة العثمانية الأمير البدوي فروخ بن عبد الله عليها . ففي عام 1623م انقسم آل الغزاوي الى قسمين يتنافسان على إمارة عجلون وهما الأمير أحمد بن حمدان بن قانصوه بن ساعد الغزاوي ضد عمه الأمير بشير بن قانصوه بن ساعد الغزاوي ولقد تحالف الأمير أحمد بن حمدان مع الشيخ حسين بن عمرو وتحالف الأمير بشير مع الشيخ رشيد شيخ عرب السردية وكانت الحرب سجالاً بينهم وكان الأمير بشير بن حسن الغزاوي أحد رجالات الحركة الوطنية الأردنية في بدايات القرن العشرين ، وكان من المبادرين إلى دعم الثورة العربية ضد حكومة حزب الإتحاد والترقــًّـي التي كان قادتها من يهود الدونمة ومن الماسونيين فأرسل تسعمائة من فرسان (الغزاوية) الى شمال الجزيرة العربية لينضموا الى جيش الثورة العربية الكبرى ، وشكل فرسانه رافداً مهماً للجيش الفيصلي الشمالي ، وشارك الأمير بشير في المؤتمر الوطني لأهالي لواء عجلون الذي عقد في ديوان الشيخ ناجي العزام في قرية (قم) في 6 ـ 4 ـ 1920 م ونتج عنه تشكيل قوات شعبية من عشائر الشمال الأردني بقيادة الشيخ الشهيد كايد المفلح عبيدات للهجوم على معسكرات الجيش البريطاني والمستوطنات اليهودية في سمخ وتل الثعالب ، وفي (20) نيسان (1920) ، كان الأمير بشير في قلب المعركة بجانب الشيخ كايد العبيدات وكان على مقربة منه حين ارتقى مع اخيه وابن اخيه وثلاثة من ابناء عمومته شهداء يضمخون بدمائهم الأردنية العربية المسلمة الطاهرة أرض فلسطين الطاهرة ، وأثار انعقاد مؤتمر 'قـَـمْ'، بمشاركة مناضلين فلسطينيين، غضب الإنجليز واليهود، فسارع الإنجليز بتحريض من اليهود إلى اعتقال عدد من شيوخ الأغوار في مقدمتهم الشيخ محمد الزيناتي ونقلوهم إلى سجن بيسان، فشنَّ رجالات العشائر هجوما على السجن قاده الأمير بشير الغزاوي وحرَّروا الشيخ محمد الزيناتي ورفاقه، وكان من الطبيعي أن يثير نجاح العشائر الأردنية بتحرير المعتقلين مزيدا من غضب الإنجليز فشنوا عليهم هجوما شاركت فيه الطائرات، وتمكن المناضلون من الانسحاب إلى جبال عجلون، حيث انضمَّ إليهم المزيد من المناضلين، وعندما قام الجنود الإنجليز بإطلاق الرصاص على الفلسطينيين في القدس جمع الأمير بشير الغزاوي قوة من فرسان عشيرته ومن العشائر الاخرى وتوجهوا جميعهم الى القدس ليشاركوا في ثورة البراق وقد شهد له الوزير الأستاذ اكرم زعيتر بهذا الموقف القومي النبيل في مذكراته. ويورد كتاب (القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين 1917 ــ 1948 م) لمؤلفته الباحثة بيان نويهض الحوت اسم الأمير بشير حسن الغزاوي كممثل عن عرب الأغوار الشمالية وغور بيسان في المؤتمر العربي الفلسطيني السادس الذي انعقد في عام 1923 م ، وفي (27) تشرين الثاني (1929) ، بعث الأمير بشير رسالة تضامنية مع الشعب العربي الفلسطيني الى قادة الثورة ، وصف فيها مشاعره القومية تجاه النضال الوطني الذي يخوضه الشعب ضدّ الارهاب البريطاني ، واستنكار قرار محكمة النيابات برئاسة القاضي العسكري البريطاني 'كوري' ونائبة القاضي العسكري'كيت'، الذي أصدر حكم الاعدام بحق 9 من المجاهدين الذين كانوا طليعة الجهاد الفلسطيني ، وفي (5) نيسان (1930) ، شارك الأمير بشير بالوفد الأردني الذي قابل الملك عبدالله الاول: للطلب منه التدخل لدى الإنجليز لإنقاذ 25 مناضلاً فلسطينيناَ من حكم الاعدام ، وكانت سلطة الإنتداب البريطاني ألقت القبض عليهم ونسبت إليهم تهمة قتل العناصر البوليسية من قوات الأمن البريطاني ، وكان الوفد الاردني يتألف من الأمير بشير الغزاوي ، الشيخ مثقال الفايز ، الشيخ هاشم خير ، وقد جاء وفد من فلسطين لنفس الغرض وقابل الملك عبدالله وبحضور الوفد الأردني ، وقد تدخل الملك عبدالله مع الحكومة البريطانية ونجحت وساطته. ويذكر الأستاذ أكرم زعيتر في مذكراته أنه عندما شهدت فلسطين موجة من الهجره اليهودية بالتعاون بين الصهيونية العالمية والحكومة البريطانية ، سار الأمير بشير الغزاوي على رأس مجموعة من المقاتلين بإتجاه مستعمرة (شاسيا) بالقرب من معمل الإسمنت الذي يملكه اليهودي (قيشر) واشتبك مع المستوطنين اليهود في 7 نيسان 1931 وتمَّ قتل ثلاثة من اليهود وتدمير الحافلة التي كانوا يستقلونها وجرح خمسة آخرين وعاد المجاهدون الى قواعدهم بسلام ، وقيل إن الأمير بشير الغزاوي قتل أحد أقارب ملكة بريطانيا في احدى المعارك ضد المحتلين الإنجليز ، وكان ديوان الأمير بشير ملتقى للقادة الوطنيين منهم القائد فوزي القاوقجي والشيخ محمد الاشمر وسعود الخضرة وفوزي جرار. وفي أحد المؤتمرات العربية الذي عقد في القدس ضاق الأمير بشير الغزاوي ذرعا بالخطابات النارية فأخرج مسدسه وأطلق رصاصة دوَّت في القاعة وصرخ بأعلى صوته :'هذا هو الحل الوحيد مع هؤلاء القتلة لا الإستجداء أو الكلام '. وأن الأمير بشير الغزاوي رفض كل إغراءات الانجليز ليوافق على ضمًّ غور الأربعين الى الأراضي الفلسطينية تمهيدا لإعطائها لاحقا لليهود. وفي ايلول 1945 توفي الأمير الشيخ الجليل بشير الغزاوي رحمه الله . وقد عرفت انا كاتب هذه السطور ابنه الشيخ محمود البشير الغزاوي وزرته مرارا في مضافته في بلدة المشارع ، وقد توفي رحمه الله عام 2011 ، ولي صداقة حميمة بابنه السفير المفوض والقنصل الدكتور علي الغزاوي .. وعدد من آل الغزاوي الذين لا يزال بعضهم يحمل لقب ' امير' في جواز سفره الى اليوم .

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/188923