عندما زار السادات عام/1977/ القدس المحتلة ، وبعدما وقع اتفاق كامب ديفيد ، اعتقد القادة الاسرائيليون أن الأمور ستسير حسب إرادتهم في المنطقة . وذلك بالانفراد بكل دولة عربية لتحقيق سلام معها. وبالتالي يمكن استبعاد الفلسطينيين من الصراع العربي الاسرائيلي بدمجهم تدريجياً في البلدان العربية المجاورة لفلسطين ، وتهجير جزء كبير من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة نحو هذه البلدان.
استفاق العالم على وضع جديد لم يكن في الحسبان ،كانت ثورة الحجارة هي الوسيلة الأخيرة لإجبار ' اسرائيل' على الاعتراف بمنظمة التحرير وبرنامجها الذي يقترح إقامة دولة فلسطينية فوق الأراضي المحتلة.
وتحوّلت ثورة الحجارة إلى مشهد يومي يصحو وينام عليه الاسرائيليون والرأي العام العالمي. وتعالت الأصوات بأن القمع ليس حلاً، بل إن طاولة المفاوضات هي الكفيلة بحل مشكلة الشعب الفلسطيني، وأيضاً مشكلة اسرائيل الشعب الذي تحول من شعب الله المختار إلى شعب الله المحتار!!
ترددت في عام /1993/إشاعات وأخبار متناثرة في بعض الصحف العالمية عن لقاءات سرية تجري بين الاسرائيليين ومنظمة التحرير في عواصم غربية. واستيقظ العالم على بيان يعلن الاعتراف المتبادل بين المنظمة واسرائيل من خلال اتفاق سلام اسرائيلي – فلسطيني 'اتفاق أوسلو' ، واتفاق المبادئ في البيت الأبيض الأمريكي تحت رعاية /بيل كلينتون، وحسني مبارك / وبين /عرفات وأبو مازن/من جهة،و / رابين وبيريز/ من جهة أخرى.
تشكلت الهوية الفلسطينية خارج ما يُعرف بالدولة ، بعكس الهويات العربية الأخرى. غير أن تلك الهوية التي بدأت تبرز بشكل ملحّ منذ الستينات في الداخل وفي الشتات، لا تزال تحتاج إلى دولة لكي تتمكن في صناعة وطن وكيان مستقل. وبما أن الفلسطنيين لم يعرفوا طوال تاريخهم ما يسمى بالدولة الحديثة، فإنهم سوف يظلون يسكنون في المنطقة الرمادية الوسطى التي تقع بين الدولة والمنفى وبين الاستقرار والشتات.
لقد تخطى الفلسطينيون وهم يعلنون دولتهم المستقلة في الجزائر عام/1988/حاجزاً صعباً، غير أنهم لم يتمكنوا وهم يعلنون عن تشكيل تلك الدولة في غزة عام/1993/عن تخطي زمن الشتات السياسي. ولكن الفلسطيني ذلك الرقم الصعب وضع نفسه بجدارة في معادلة الشرق الأوسط ، وأنه استطاع عبور منتصف الطريق فقط.
من الثورة إلى الدولة, كانت المسافة طويلة جداً وشاقة جداً. وحين دقت ساعة الواقعية، وتوزيع الاستحقاقات ، لم يكن هناك ما يشجع حتى أكثر المتهالكين على المضي نحو تلك التسوية، سوى أن العرب قد انتقلوا إلى مرحلة أخرى من تاريخهم. فلا أحد يستطيع أن يؤكد حتى هذه اللحظة أن مأساة الشعب الفلسطيني قد انتهت بمجرد الاعلان عن سلطة محلية لا تملك الأرض ولا المال ، ولا القرار بعودة الذين في الشتات .فالشعب الفلسطيني لن يكون قادراً على جمع نفسه، حتى وإن أصبحت الدولة الفلسطينية مستقلة وقائمة، لأن اسرائيل لا تريد أن يعود هؤلاء من رحلة المنفى لأن الأرض الفلسطينية لا تتسع لكل هذا العدد. فهل كانت الدولة الفلسطينية( أضيق من الفكرة )والقول للشاعر محمود درويش؟ وهل لاتزال الخيمة الفلسطينية أوسع من الدولة؟.
إن الدولة الفلسطينية حتى وإن كانت موجودة على الورق أكثر مما هي موجودة على الأرض، فلن يمنع مجيئها عناد الصهاينة، فالمرحلة الأخيرة لقيامها ، هي التي يفترض فيها أن تقود إلى تحديد الوضع النهائي وإن حدود هذه الدولة هي حدود الأراضي التي احتلتها اسرائيل في حزيران عام /1967/. أما المستوطنات التي أقيمت على أراضي الضفة الغربية، فيمكن دمجها في الدولة الفلسطينية ، وإذا ما رفضوا فما عليهم إلا أن يغادروا . هذا هو موقف السلطة الفلسطينية من المستوطنين).
يؤكد الفلسطينيون ان عاصمة الدولة الفلسطينية سوف تكون القدس الشرقية. لكن الاسرائيليين يرددون بأن العاصمة يمكن أن تكون أية مدينة أخرى ، ويقال حسب أحد المسؤولين الفلسطينين فقد تمت سّراً دراسة بعض الحلول القانونية من جانب الطرفين :-
- التأكيد على سيادة اسرائيل على القدس، على أن تفوض لسلطة دولية تتولى الاشراف على بعض نقاط المدينة المقدسة، حيث يفترض وجود المركز الرئيسي للدولة الفلسطينية ولو رمزياً مع تأمين علاقاتها مع بقية فلسطين.
- توسيع مدينة القدس، ثم توضع القدس الكبرى تحت مجلس بلدي موحد يختار أعضاؤه من السكان على قاعدة النسبية. بعد ذلك تتخذ السلطة الفلسطينية من ضاحية أبو ديس عاصمة . ولكن الدول العربية تقول بأن شرق القدس هو جزء لا يتجزأ من الأراضي العربية المحتلة ، لذلك توجبت عودته تحت الحكم العربي.
إن المعاهدات ليست نهاية المطاف ، بل هي البداية ،ومن المحتمل في كل مرة أن تؤدي معاهدات السلام إلى الحرب. فالإسرائيليون هم الذين اختاروا توقيع الاتفاقيات لتفتيت القضية المركزية، وتفتيت المقاومة ، وتفتيت الجهود العربية.
أما المشروع الأمريكي الجديد الذي يبشر به كيري ، فليس إلا استمرار للمناورات الأمريكية ، فالمشروع يطرح حلاّ قائماً على وجود دولتين في فلسطين للإسرائيليين و الفلسطينيين ولكن عندما ندخل بالتفاصيل فإن مشروع الدولة الفلسطينية خال من مضمون مقومات الدولة الفلسطينية المستقلة . فلا حق بالعودة ولا سيادة على الحدود ، ولا القدس عاصمة لها.فهي دولة مفرغة من مواصفات الدولة الموصوفة بالقانون الدولي . ِوباختصار هي دولة ولكن على الورق .
نائب
حسن عجاج عبيدات
عندما زار السادات عام/1977/ القدس المحتلة ، وبعدما وقع اتفاق كامب ديفيد ، اعتقد القادة الاسرائيليون أن الأمور ستسير حسب إرادتهم في المنطقة . وذلك بالانفراد بكل دولة عربية لتحقيق سلام معها. وبالتالي يمكن استبعاد الفلسطينيين من الصراع العربي الاسرائيلي بدمجهم تدريجياً في البلدان العربية المجاورة لفلسطين ، وتهجير جزء كبير من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة نحو هذه البلدان.
استفاق العالم على وضع جديد لم يكن في الحسبان ،كانت ثورة الحجارة هي الوسيلة الأخيرة لإجبار ' اسرائيل' على الاعتراف بمنظمة التحرير وبرنامجها الذي يقترح إقامة دولة فلسطينية فوق الأراضي المحتلة.
وتحوّلت ثورة الحجارة إلى مشهد يومي يصحو وينام عليه الاسرائيليون والرأي العام العالمي. وتعالت الأصوات بأن القمع ليس حلاً، بل إن طاولة المفاوضات هي الكفيلة بحل مشكلة الشعب الفلسطيني، وأيضاً مشكلة اسرائيل الشعب الذي تحول من شعب الله المختار إلى شعب الله المحتار!!
ترددت في عام /1993/إشاعات وأخبار متناثرة في بعض الصحف العالمية عن لقاءات سرية تجري بين الاسرائيليين ومنظمة التحرير في عواصم غربية. واستيقظ العالم على بيان يعلن الاعتراف المتبادل بين المنظمة واسرائيل من خلال اتفاق سلام اسرائيلي – فلسطيني 'اتفاق أوسلو' ، واتفاق المبادئ في البيت الأبيض الأمريكي تحت رعاية /بيل كلينتون، وحسني مبارك / وبين /عرفات وأبو مازن/من جهة،و / رابين وبيريز/ من جهة أخرى.
تشكلت الهوية الفلسطينية خارج ما يُعرف بالدولة ، بعكس الهويات العربية الأخرى. غير أن تلك الهوية التي بدأت تبرز بشكل ملحّ منذ الستينات في الداخل وفي الشتات، لا تزال تحتاج إلى دولة لكي تتمكن في صناعة وطن وكيان مستقل. وبما أن الفلسطنيين لم يعرفوا طوال تاريخهم ما يسمى بالدولة الحديثة، فإنهم سوف يظلون يسكنون في المنطقة الرمادية الوسطى التي تقع بين الدولة والمنفى وبين الاستقرار والشتات.
لقد تخطى الفلسطينيون وهم يعلنون دولتهم المستقلة في الجزائر عام/1988/حاجزاً صعباً، غير أنهم لم يتمكنوا وهم يعلنون عن تشكيل تلك الدولة في غزة عام/1993/عن تخطي زمن الشتات السياسي. ولكن الفلسطيني ذلك الرقم الصعب وضع نفسه بجدارة في معادلة الشرق الأوسط ، وأنه استطاع عبور منتصف الطريق فقط.
من الثورة إلى الدولة, كانت المسافة طويلة جداً وشاقة جداً. وحين دقت ساعة الواقعية، وتوزيع الاستحقاقات ، لم يكن هناك ما يشجع حتى أكثر المتهالكين على المضي نحو تلك التسوية، سوى أن العرب قد انتقلوا إلى مرحلة أخرى من تاريخهم. فلا أحد يستطيع أن يؤكد حتى هذه اللحظة أن مأساة الشعب الفلسطيني قد انتهت بمجرد الاعلان عن سلطة محلية لا تملك الأرض ولا المال ، ولا القرار بعودة الذين في الشتات .فالشعب الفلسطيني لن يكون قادراً على جمع نفسه، حتى وإن أصبحت الدولة الفلسطينية مستقلة وقائمة، لأن اسرائيل لا تريد أن يعود هؤلاء من رحلة المنفى لأن الأرض الفلسطينية لا تتسع لكل هذا العدد. فهل كانت الدولة الفلسطينية( أضيق من الفكرة )والقول للشاعر محمود درويش؟ وهل لاتزال الخيمة الفلسطينية أوسع من الدولة؟.
إن الدولة الفلسطينية حتى وإن كانت موجودة على الورق أكثر مما هي موجودة على الأرض، فلن يمنع مجيئها عناد الصهاينة، فالمرحلة الأخيرة لقيامها ، هي التي يفترض فيها أن تقود إلى تحديد الوضع النهائي وإن حدود هذه الدولة هي حدود الأراضي التي احتلتها اسرائيل في حزيران عام /1967/. أما المستوطنات التي أقيمت على أراضي الضفة الغربية، فيمكن دمجها في الدولة الفلسطينية ، وإذا ما رفضوا فما عليهم إلا أن يغادروا . هذا هو موقف السلطة الفلسطينية من المستوطنين).
يؤكد الفلسطينيون ان عاصمة الدولة الفلسطينية سوف تكون القدس الشرقية. لكن الاسرائيليين يرددون بأن العاصمة يمكن أن تكون أية مدينة أخرى ، ويقال حسب أحد المسؤولين الفلسطينين فقد تمت سّراً دراسة بعض الحلول القانونية من جانب الطرفين :-
- التأكيد على سيادة اسرائيل على القدس، على أن تفوض لسلطة دولية تتولى الاشراف على بعض نقاط المدينة المقدسة، حيث يفترض وجود المركز الرئيسي للدولة الفلسطينية ولو رمزياً مع تأمين علاقاتها مع بقية فلسطين.
- توسيع مدينة القدس، ثم توضع القدس الكبرى تحت مجلس بلدي موحد يختار أعضاؤه من السكان على قاعدة النسبية. بعد ذلك تتخذ السلطة الفلسطينية من ضاحية أبو ديس عاصمة . ولكن الدول العربية تقول بأن شرق القدس هو جزء لا يتجزأ من الأراضي العربية المحتلة ، لذلك توجبت عودته تحت الحكم العربي.
إن المعاهدات ليست نهاية المطاف ، بل هي البداية ،ومن المحتمل في كل مرة أن تؤدي معاهدات السلام إلى الحرب. فالإسرائيليون هم الذين اختاروا توقيع الاتفاقيات لتفتيت القضية المركزية، وتفتيت المقاومة ، وتفتيت الجهود العربية.
أما المشروع الأمريكي الجديد الذي يبشر به كيري ، فليس إلا استمرار للمناورات الأمريكية ، فالمشروع يطرح حلاّ قائماً على وجود دولتين في فلسطين للإسرائيليين و الفلسطينيين ولكن عندما ندخل بالتفاصيل فإن مشروع الدولة الفلسطينية خال من مضمون مقومات الدولة الفلسطينية المستقلة . فلا حق بالعودة ولا سيادة على الحدود ، ولا القدس عاصمة لها.فهي دولة مفرغة من مواصفات الدولة الموصوفة بالقانون الدولي . ِوباختصار هي دولة ولكن على الورق .
نائب
حسن عجاج عبيدات
عندما زار السادات عام/1977/ القدس المحتلة ، وبعدما وقع اتفاق كامب ديفيد ، اعتقد القادة الاسرائيليون أن الأمور ستسير حسب إرادتهم في المنطقة . وذلك بالانفراد بكل دولة عربية لتحقيق سلام معها. وبالتالي يمكن استبعاد الفلسطينيين من الصراع العربي الاسرائيلي بدمجهم تدريجياً في البلدان العربية المجاورة لفلسطين ، وتهجير جزء كبير من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة نحو هذه البلدان.
استفاق العالم على وضع جديد لم يكن في الحسبان ،كانت ثورة الحجارة هي الوسيلة الأخيرة لإجبار ' اسرائيل' على الاعتراف بمنظمة التحرير وبرنامجها الذي يقترح إقامة دولة فلسطينية فوق الأراضي المحتلة.
وتحوّلت ثورة الحجارة إلى مشهد يومي يصحو وينام عليه الاسرائيليون والرأي العام العالمي. وتعالت الأصوات بأن القمع ليس حلاً، بل إن طاولة المفاوضات هي الكفيلة بحل مشكلة الشعب الفلسطيني، وأيضاً مشكلة اسرائيل الشعب الذي تحول من شعب الله المختار إلى شعب الله المحتار!!
ترددت في عام /1993/إشاعات وأخبار متناثرة في بعض الصحف العالمية عن لقاءات سرية تجري بين الاسرائيليين ومنظمة التحرير في عواصم غربية. واستيقظ العالم على بيان يعلن الاعتراف المتبادل بين المنظمة واسرائيل من خلال اتفاق سلام اسرائيلي – فلسطيني 'اتفاق أوسلو' ، واتفاق المبادئ في البيت الأبيض الأمريكي تحت رعاية /بيل كلينتون، وحسني مبارك / وبين /عرفات وأبو مازن/من جهة،و / رابين وبيريز/ من جهة أخرى.
تشكلت الهوية الفلسطينية خارج ما يُعرف بالدولة ، بعكس الهويات العربية الأخرى. غير أن تلك الهوية التي بدأت تبرز بشكل ملحّ منذ الستينات في الداخل وفي الشتات، لا تزال تحتاج إلى دولة لكي تتمكن في صناعة وطن وكيان مستقل. وبما أن الفلسطنيين لم يعرفوا طوال تاريخهم ما يسمى بالدولة الحديثة، فإنهم سوف يظلون يسكنون في المنطقة الرمادية الوسطى التي تقع بين الدولة والمنفى وبين الاستقرار والشتات.
لقد تخطى الفلسطينيون وهم يعلنون دولتهم المستقلة في الجزائر عام/1988/حاجزاً صعباً، غير أنهم لم يتمكنوا وهم يعلنون عن تشكيل تلك الدولة في غزة عام/1993/عن تخطي زمن الشتات السياسي. ولكن الفلسطيني ذلك الرقم الصعب وضع نفسه بجدارة في معادلة الشرق الأوسط ، وأنه استطاع عبور منتصف الطريق فقط.
من الثورة إلى الدولة, كانت المسافة طويلة جداً وشاقة جداً. وحين دقت ساعة الواقعية، وتوزيع الاستحقاقات ، لم يكن هناك ما يشجع حتى أكثر المتهالكين على المضي نحو تلك التسوية، سوى أن العرب قد انتقلوا إلى مرحلة أخرى من تاريخهم. فلا أحد يستطيع أن يؤكد حتى هذه اللحظة أن مأساة الشعب الفلسطيني قد انتهت بمجرد الاعلان عن سلطة محلية لا تملك الأرض ولا المال ، ولا القرار بعودة الذين في الشتات .فالشعب الفلسطيني لن يكون قادراً على جمع نفسه، حتى وإن أصبحت الدولة الفلسطينية مستقلة وقائمة، لأن اسرائيل لا تريد أن يعود هؤلاء من رحلة المنفى لأن الأرض الفلسطينية لا تتسع لكل هذا العدد. فهل كانت الدولة الفلسطينية( أضيق من الفكرة )والقول للشاعر محمود درويش؟ وهل لاتزال الخيمة الفلسطينية أوسع من الدولة؟.
إن الدولة الفلسطينية حتى وإن كانت موجودة على الورق أكثر مما هي موجودة على الأرض، فلن يمنع مجيئها عناد الصهاينة، فالمرحلة الأخيرة لقيامها ، هي التي يفترض فيها أن تقود إلى تحديد الوضع النهائي وإن حدود هذه الدولة هي حدود الأراضي التي احتلتها اسرائيل في حزيران عام /1967/. أما المستوطنات التي أقيمت على أراضي الضفة الغربية، فيمكن دمجها في الدولة الفلسطينية ، وإذا ما رفضوا فما عليهم إلا أن يغادروا . هذا هو موقف السلطة الفلسطينية من المستوطنين).
يؤكد الفلسطينيون ان عاصمة الدولة الفلسطينية سوف تكون القدس الشرقية. لكن الاسرائيليين يرددون بأن العاصمة يمكن أن تكون أية مدينة أخرى ، ويقال حسب أحد المسؤولين الفلسطينين فقد تمت سّراً دراسة بعض الحلول القانونية من جانب الطرفين :-
- التأكيد على سيادة اسرائيل على القدس، على أن تفوض لسلطة دولية تتولى الاشراف على بعض نقاط المدينة المقدسة، حيث يفترض وجود المركز الرئيسي للدولة الفلسطينية ولو رمزياً مع تأمين علاقاتها مع بقية فلسطين.
- توسيع مدينة القدس، ثم توضع القدس الكبرى تحت مجلس بلدي موحد يختار أعضاؤه من السكان على قاعدة النسبية. بعد ذلك تتخذ السلطة الفلسطينية من ضاحية أبو ديس عاصمة . ولكن الدول العربية تقول بأن شرق القدس هو جزء لا يتجزأ من الأراضي العربية المحتلة ، لذلك توجبت عودته تحت الحكم العربي.
إن المعاهدات ليست نهاية المطاف ، بل هي البداية ،ومن المحتمل في كل مرة أن تؤدي معاهدات السلام إلى الحرب. فالإسرائيليون هم الذين اختاروا توقيع الاتفاقيات لتفتيت القضية المركزية، وتفتيت المقاومة ، وتفتيت الجهود العربية.
أما المشروع الأمريكي الجديد الذي يبشر به كيري ، فليس إلا استمرار للمناورات الأمريكية ، فالمشروع يطرح حلاّ قائماً على وجود دولتين في فلسطين للإسرائيليين و الفلسطينيين ولكن عندما ندخل بالتفاصيل فإن مشروع الدولة الفلسطينية خال من مضمون مقومات الدولة الفلسطينية المستقلة . فلا حق بالعودة ولا سيادة على الحدود ، ولا القدس عاصمة لها.فهي دولة مفرغة من مواصفات الدولة الموصوفة بالقانون الدولي . ِوباختصار هي دولة ولكن على الورق .
نائب
حسن عجاج عبيدات
التعليقات
مشروع كيري .. "دولة فلسطينية ولكن على الورق !!"
طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور
اظهار التعليقات
مشروع كيري .. "دولة فلسطينية ولكن على الورق !!"
عندما زار السادات عام/1977/ القدس المحتلة ، وبعدما وقع اتفاق كامب ديفيد ، اعتقد القادة الاسرائيليون أن الأمور ستسير حسب إرادتهم في المنطقة . وذلك بالانفراد بكل دولة عربية لتحقيق سلام معها. وبالتالي يمكن استبعاد الفلسطينيين من الصراع العربي الاسرائيلي بدمجهم تدريجياً في البلدان العربية المجاورة لفلسطين ، وتهجير جزء كبير من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة نحو هذه البلدان.
استفاق العالم على وضع جديد لم يكن في الحسبان ،كانت ثورة الحجارة هي الوسيلة الأخيرة لإجبار ' اسرائيل' على الاعتراف بمنظمة التحرير وبرنامجها الذي يقترح إقامة دولة فلسطينية فوق الأراضي المحتلة.
وتحوّلت ثورة الحجارة إلى مشهد يومي يصحو وينام عليه الاسرائيليون والرأي العام العالمي. وتعالت الأصوات بأن القمع ليس حلاً، بل إن طاولة المفاوضات هي الكفيلة بحل مشكلة الشعب الفلسطيني، وأيضاً مشكلة اسرائيل الشعب الذي تحول من شعب الله المختار إلى شعب الله المحتار!!
ترددت في عام /1993/إشاعات وأخبار متناثرة في بعض الصحف العالمية عن لقاءات سرية تجري بين الاسرائيليين ومنظمة التحرير في عواصم غربية. واستيقظ العالم على بيان يعلن الاعتراف المتبادل بين المنظمة واسرائيل من خلال اتفاق سلام اسرائيلي – فلسطيني 'اتفاق أوسلو' ، واتفاق المبادئ في البيت الأبيض الأمريكي تحت رعاية /بيل كلينتون، وحسني مبارك / وبين /عرفات وأبو مازن/من جهة،و / رابين وبيريز/ من جهة أخرى.
تشكلت الهوية الفلسطينية خارج ما يُعرف بالدولة ، بعكس الهويات العربية الأخرى. غير أن تلك الهوية التي بدأت تبرز بشكل ملحّ منذ الستينات في الداخل وفي الشتات، لا تزال تحتاج إلى دولة لكي تتمكن في صناعة وطن وكيان مستقل. وبما أن الفلسطنيين لم يعرفوا طوال تاريخهم ما يسمى بالدولة الحديثة، فإنهم سوف يظلون يسكنون في المنطقة الرمادية الوسطى التي تقع بين الدولة والمنفى وبين الاستقرار والشتات.
لقد تخطى الفلسطينيون وهم يعلنون دولتهم المستقلة في الجزائر عام/1988/حاجزاً صعباً، غير أنهم لم يتمكنوا وهم يعلنون عن تشكيل تلك الدولة في غزة عام/1993/عن تخطي زمن الشتات السياسي. ولكن الفلسطيني ذلك الرقم الصعب وضع نفسه بجدارة في معادلة الشرق الأوسط ، وأنه استطاع عبور منتصف الطريق فقط.
من الثورة إلى الدولة, كانت المسافة طويلة جداً وشاقة جداً. وحين دقت ساعة الواقعية، وتوزيع الاستحقاقات ، لم يكن هناك ما يشجع حتى أكثر المتهالكين على المضي نحو تلك التسوية، سوى أن العرب قد انتقلوا إلى مرحلة أخرى من تاريخهم. فلا أحد يستطيع أن يؤكد حتى هذه اللحظة أن مأساة الشعب الفلسطيني قد انتهت بمجرد الاعلان عن سلطة محلية لا تملك الأرض ولا المال ، ولا القرار بعودة الذين في الشتات .فالشعب الفلسطيني لن يكون قادراً على جمع نفسه، حتى وإن أصبحت الدولة الفلسطينية مستقلة وقائمة، لأن اسرائيل لا تريد أن يعود هؤلاء من رحلة المنفى لأن الأرض الفلسطينية لا تتسع لكل هذا العدد. فهل كانت الدولة الفلسطينية( أضيق من الفكرة )والقول للشاعر محمود درويش؟ وهل لاتزال الخيمة الفلسطينية أوسع من الدولة؟.
إن الدولة الفلسطينية حتى وإن كانت موجودة على الورق أكثر مما هي موجودة على الأرض، فلن يمنع مجيئها عناد الصهاينة، فالمرحلة الأخيرة لقيامها ، هي التي يفترض فيها أن تقود إلى تحديد الوضع النهائي وإن حدود هذه الدولة هي حدود الأراضي التي احتلتها اسرائيل في حزيران عام /1967/. أما المستوطنات التي أقيمت على أراضي الضفة الغربية، فيمكن دمجها في الدولة الفلسطينية ، وإذا ما رفضوا فما عليهم إلا أن يغادروا . هذا هو موقف السلطة الفلسطينية من المستوطنين).
يؤكد الفلسطينيون ان عاصمة الدولة الفلسطينية سوف تكون القدس الشرقية. لكن الاسرائيليين يرددون بأن العاصمة يمكن أن تكون أية مدينة أخرى ، ويقال حسب أحد المسؤولين الفلسطينين فقد تمت سّراً دراسة بعض الحلول القانونية من جانب الطرفين :-
- التأكيد على سيادة اسرائيل على القدس، على أن تفوض لسلطة دولية تتولى الاشراف على بعض نقاط المدينة المقدسة، حيث يفترض وجود المركز الرئيسي للدولة الفلسطينية ولو رمزياً مع تأمين علاقاتها مع بقية فلسطين.
- توسيع مدينة القدس، ثم توضع القدس الكبرى تحت مجلس بلدي موحد يختار أعضاؤه من السكان على قاعدة النسبية. بعد ذلك تتخذ السلطة الفلسطينية من ضاحية أبو ديس عاصمة . ولكن الدول العربية تقول بأن شرق القدس هو جزء لا يتجزأ من الأراضي العربية المحتلة ، لذلك توجبت عودته تحت الحكم العربي.
إن المعاهدات ليست نهاية المطاف ، بل هي البداية ،ومن المحتمل في كل مرة أن تؤدي معاهدات السلام إلى الحرب. فالإسرائيليون هم الذين اختاروا توقيع الاتفاقيات لتفتيت القضية المركزية، وتفتيت المقاومة ، وتفتيت الجهود العربية.
أما المشروع الأمريكي الجديد الذي يبشر به كيري ، فليس إلا استمرار للمناورات الأمريكية ، فالمشروع يطرح حلاّ قائماً على وجود دولتين في فلسطين للإسرائيليين و الفلسطينيين ولكن عندما ندخل بالتفاصيل فإن مشروع الدولة الفلسطينية خال من مضمون مقومات الدولة الفلسطينية المستقلة . فلا حق بالعودة ولا سيادة على الحدود ، ولا القدس عاصمة لها.فهي دولة مفرغة من مواصفات الدولة الموصوفة بالقانون الدولي . ِوباختصار هي دولة ولكن على الورق .
نائب
حسن عجاج عبيدات
التعليقات