عندما تتبرأ القاعدة من «داعش»، وعندما تتبرأ كل الأطراف الداخلية والخارجية منها، فهذا يقودنا إلى النتيجة الحتمية المنحصرة في خيار وحيد أنها صناعة النظام السوري دون أدنى مواربة، بالتعاون مع النظام العراقي، والإيراني، وكانت كل المؤشرات تقود إلى هذه الفرضية منذ إندلاع الأحداث على الأرض السوريّة، من خلال رصد مسارها، ومراقبة المشهد السوري الذي أصبح ضحية للعبة الاختراق الدولي والإقليمي.
الفرضية المنطقية تقول: إن التطرف كله عبارة عن لعبة دولية ويشكل بيئة خصبة للاختراق الكبير والعميق من الأجهزة الاستخبارية، على جميع المستويات المحليّة والإقليمية والدولية، وتؤكد التجارب البشرية على امتداد التاريخ أن أفضل بوابات الاختراق الاستخباري تكون من خلال التشدد والتطرف وأصحاب السقوف العالية والخطابات النارية، والمبالغات الشديدة في كيل الاتهامات، والكرم الحاتمي في خلع الأوصاف القاسية والنعوت بالغة القسوة.
لقد أتقنت الأجهزة الاستخبارية العالمية والإقليمية فن التعامل مع المجموعات المتطرفة، واستطاعت بناء نظريات جديدة في كيفية استيعابها وتوجيهها عبر التمويل والتسليح، وتسهيل عمليات النقل والجذب والحشد، وتتفاوت الدول في مستوى القدرة على الاستيعاب وفي مستوى الذكاء في الإخراج، وربما تكون إيران من اكثر الدول مهارة في الاستفادة من هذه الظاهرة ويليها وربما يوازيها النظام السوري، وكانت العراق والحرب العراقية والاحتلال الأمريكي من أكثر العوامل التي ساعدت هذه الدول على توجيه هذه الظاهرة وكيفية الاستفادة منها.
يستطيع المراقب للمشهد أن يقف على جملة من الحقائق المرعبة المتعلقة بنمو هذه الظاهرة الممتدة على الأرض العربية، ومدى عمق الاختراق الشبكي المعقد الذي أدى إلى حروب خفيّة بين الأجهزة، وإلى حروب بالوكالة تظهر في ميادين المواجهة المسلحة، عندما يتم فتح أبوابها الواسعة بفعل قوى متنفذة تملك المال والسلاح، وتملك خطوط التواصل وتستثمر في بيئات القهر والفقر والتخلف والجهل المزري الذي خلفته أنظمة القهر والاستبداد، وأنظمة التسلط والقمع، التي ولدت من رحم الانقلابات العسكرية، ولا تعرف إلّا لغة السجن والاعتقال والسحل والإفناء.
السؤال المهم في علم الجريمة وهو السؤال الأول يقول دائماً: من المستفيد من أجل الإمساك بخيوط المؤامرة، ولذلك كيف نجيب عن السؤال من هو الطرف المستفيد من (داعش) ؟! ولمصلحة من تعمل ؟ والإجابة لا تحتاج إلى قدر كبير من الذكاء، إذْ إنها تحولت إلى يد النظام الباطشة، وأصبحت توجه كل قوتها لتصفية المعارضة، وأصبحت تنوب عن النظام في الحرب التدميريّة، التي تهلك الحرث والنسل، وتضلل الرأي العام العربي والدولي، وتظهر في الوقت نفسه دور النظام في محاربة (الإرهاب المزعوم والمصنوع)، ويصبح النظام في نظر المجتمع الدولي أقل ضرراً على جميع الأطراف الإقليمية والعالمية بما فيها (اسرائيل)!؛ ما يولد قناعة لدى العالم بضرورة الحفاظ على النظام من أجل التخلص من هذا الوحش الضاري، وحماية العالم والإقليم من شبح الإرهاب المرعب!
دفعت الشعوب العربية ثمناً باهظاً خلال السنوات الماضية لضريبة حسن الظن بشعارات المقاومة والممانعة للعدو المحتل، التي لم تكن سوى غطاء مضلل لنهم السلطة والسطو على مقدرات الشعوب ونهب ثرواتها، وسوف تدفع ثمناً غالياً اضافياً لشعارات التطرف والتشدد والقتال الجاذبة للشباب الغاضب، وسوف نبقى جميعاً ندفع الثمن إن لم تسلك الشعوب العربية طريق البناء والتمكين الذاتي القائم على ثورة الوعي والفكر، والعمل البرامجي المنظم الذي يوجه الأجيال المتعلمة ويستثمر في العقل العربي، بعيداً عن التلاعب بالعواطف وبعيداً عن مسارات تضييع الوقت والجهد في صحراء التيه المطلق.
(الدستور)
عندما تتبرأ القاعدة من «داعش»، وعندما تتبرأ كل الأطراف الداخلية والخارجية منها، فهذا يقودنا إلى النتيجة الحتمية المنحصرة في خيار وحيد أنها صناعة النظام السوري دون أدنى مواربة، بالتعاون مع النظام العراقي، والإيراني، وكانت كل المؤشرات تقود إلى هذه الفرضية منذ إندلاع الأحداث على الأرض السوريّة، من خلال رصد مسارها، ومراقبة المشهد السوري الذي أصبح ضحية للعبة الاختراق الدولي والإقليمي.
الفرضية المنطقية تقول: إن التطرف كله عبارة عن لعبة دولية ويشكل بيئة خصبة للاختراق الكبير والعميق من الأجهزة الاستخبارية، على جميع المستويات المحليّة والإقليمية والدولية، وتؤكد التجارب البشرية على امتداد التاريخ أن أفضل بوابات الاختراق الاستخباري تكون من خلال التشدد والتطرف وأصحاب السقوف العالية والخطابات النارية، والمبالغات الشديدة في كيل الاتهامات، والكرم الحاتمي في خلع الأوصاف القاسية والنعوت بالغة القسوة.
لقد أتقنت الأجهزة الاستخبارية العالمية والإقليمية فن التعامل مع المجموعات المتطرفة، واستطاعت بناء نظريات جديدة في كيفية استيعابها وتوجيهها عبر التمويل والتسليح، وتسهيل عمليات النقل والجذب والحشد، وتتفاوت الدول في مستوى القدرة على الاستيعاب وفي مستوى الذكاء في الإخراج، وربما تكون إيران من اكثر الدول مهارة في الاستفادة من هذه الظاهرة ويليها وربما يوازيها النظام السوري، وكانت العراق والحرب العراقية والاحتلال الأمريكي من أكثر العوامل التي ساعدت هذه الدول على توجيه هذه الظاهرة وكيفية الاستفادة منها.
يستطيع المراقب للمشهد أن يقف على جملة من الحقائق المرعبة المتعلقة بنمو هذه الظاهرة الممتدة على الأرض العربية، ومدى عمق الاختراق الشبكي المعقد الذي أدى إلى حروب خفيّة بين الأجهزة، وإلى حروب بالوكالة تظهر في ميادين المواجهة المسلحة، عندما يتم فتح أبوابها الواسعة بفعل قوى متنفذة تملك المال والسلاح، وتملك خطوط التواصل وتستثمر في بيئات القهر والفقر والتخلف والجهل المزري الذي خلفته أنظمة القهر والاستبداد، وأنظمة التسلط والقمع، التي ولدت من رحم الانقلابات العسكرية، ولا تعرف إلّا لغة السجن والاعتقال والسحل والإفناء.
السؤال المهم في علم الجريمة وهو السؤال الأول يقول دائماً: من المستفيد من أجل الإمساك بخيوط المؤامرة، ولذلك كيف نجيب عن السؤال من هو الطرف المستفيد من (داعش) ؟! ولمصلحة من تعمل ؟ والإجابة لا تحتاج إلى قدر كبير من الذكاء، إذْ إنها تحولت إلى يد النظام الباطشة، وأصبحت توجه كل قوتها لتصفية المعارضة، وأصبحت تنوب عن النظام في الحرب التدميريّة، التي تهلك الحرث والنسل، وتضلل الرأي العام العربي والدولي، وتظهر في الوقت نفسه دور النظام في محاربة (الإرهاب المزعوم والمصنوع)، ويصبح النظام في نظر المجتمع الدولي أقل ضرراً على جميع الأطراف الإقليمية والعالمية بما فيها (اسرائيل)!؛ ما يولد قناعة لدى العالم بضرورة الحفاظ على النظام من أجل التخلص من هذا الوحش الضاري، وحماية العالم والإقليم من شبح الإرهاب المرعب!
دفعت الشعوب العربية ثمناً باهظاً خلال السنوات الماضية لضريبة حسن الظن بشعارات المقاومة والممانعة للعدو المحتل، التي لم تكن سوى غطاء مضلل لنهم السلطة والسطو على مقدرات الشعوب ونهب ثرواتها، وسوف تدفع ثمناً غالياً اضافياً لشعارات التطرف والتشدد والقتال الجاذبة للشباب الغاضب، وسوف نبقى جميعاً ندفع الثمن إن لم تسلك الشعوب العربية طريق البناء والتمكين الذاتي القائم على ثورة الوعي والفكر، والعمل البرامجي المنظم الذي يوجه الأجيال المتعلمة ويستثمر في العقل العربي، بعيداً عن التلاعب بالعواطف وبعيداً عن مسارات تضييع الوقت والجهد في صحراء التيه المطلق.
(الدستور)
عندما تتبرأ القاعدة من «داعش»، وعندما تتبرأ كل الأطراف الداخلية والخارجية منها، فهذا يقودنا إلى النتيجة الحتمية المنحصرة في خيار وحيد أنها صناعة النظام السوري دون أدنى مواربة، بالتعاون مع النظام العراقي، والإيراني، وكانت كل المؤشرات تقود إلى هذه الفرضية منذ إندلاع الأحداث على الأرض السوريّة، من خلال رصد مسارها، ومراقبة المشهد السوري الذي أصبح ضحية للعبة الاختراق الدولي والإقليمي.
الفرضية المنطقية تقول: إن التطرف كله عبارة عن لعبة دولية ويشكل بيئة خصبة للاختراق الكبير والعميق من الأجهزة الاستخبارية، على جميع المستويات المحليّة والإقليمية والدولية، وتؤكد التجارب البشرية على امتداد التاريخ أن أفضل بوابات الاختراق الاستخباري تكون من خلال التشدد والتطرف وأصحاب السقوف العالية والخطابات النارية، والمبالغات الشديدة في كيل الاتهامات، والكرم الحاتمي في خلع الأوصاف القاسية والنعوت بالغة القسوة.
لقد أتقنت الأجهزة الاستخبارية العالمية والإقليمية فن التعامل مع المجموعات المتطرفة، واستطاعت بناء نظريات جديدة في كيفية استيعابها وتوجيهها عبر التمويل والتسليح، وتسهيل عمليات النقل والجذب والحشد، وتتفاوت الدول في مستوى القدرة على الاستيعاب وفي مستوى الذكاء في الإخراج، وربما تكون إيران من اكثر الدول مهارة في الاستفادة من هذه الظاهرة ويليها وربما يوازيها النظام السوري، وكانت العراق والحرب العراقية والاحتلال الأمريكي من أكثر العوامل التي ساعدت هذه الدول على توجيه هذه الظاهرة وكيفية الاستفادة منها.
يستطيع المراقب للمشهد أن يقف على جملة من الحقائق المرعبة المتعلقة بنمو هذه الظاهرة الممتدة على الأرض العربية، ومدى عمق الاختراق الشبكي المعقد الذي أدى إلى حروب خفيّة بين الأجهزة، وإلى حروب بالوكالة تظهر في ميادين المواجهة المسلحة، عندما يتم فتح أبوابها الواسعة بفعل قوى متنفذة تملك المال والسلاح، وتملك خطوط التواصل وتستثمر في بيئات القهر والفقر والتخلف والجهل المزري الذي خلفته أنظمة القهر والاستبداد، وأنظمة التسلط والقمع، التي ولدت من رحم الانقلابات العسكرية، ولا تعرف إلّا لغة السجن والاعتقال والسحل والإفناء.
السؤال المهم في علم الجريمة وهو السؤال الأول يقول دائماً: من المستفيد من أجل الإمساك بخيوط المؤامرة، ولذلك كيف نجيب عن السؤال من هو الطرف المستفيد من (داعش) ؟! ولمصلحة من تعمل ؟ والإجابة لا تحتاج إلى قدر كبير من الذكاء، إذْ إنها تحولت إلى يد النظام الباطشة، وأصبحت توجه كل قوتها لتصفية المعارضة، وأصبحت تنوب عن النظام في الحرب التدميريّة، التي تهلك الحرث والنسل، وتضلل الرأي العام العربي والدولي، وتظهر في الوقت نفسه دور النظام في محاربة (الإرهاب المزعوم والمصنوع)، ويصبح النظام في نظر المجتمع الدولي أقل ضرراً على جميع الأطراف الإقليمية والعالمية بما فيها (اسرائيل)!؛ ما يولد قناعة لدى العالم بضرورة الحفاظ على النظام من أجل التخلص من هذا الوحش الضاري، وحماية العالم والإقليم من شبح الإرهاب المرعب!
دفعت الشعوب العربية ثمناً باهظاً خلال السنوات الماضية لضريبة حسن الظن بشعارات المقاومة والممانعة للعدو المحتل، التي لم تكن سوى غطاء مضلل لنهم السلطة والسطو على مقدرات الشعوب ونهب ثرواتها، وسوف تدفع ثمناً غالياً اضافياً لشعارات التطرف والتشدد والقتال الجاذبة للشباب الغاضب، وسوف نبقى جميعاً ندفع الثمن إن لم تسلك الشعوب العربية طريق البناء والتمكين الذاتي القائم على ثورة الوعي والفكر، والعمل البرامجي المنظم الذي يوجه الأجيال المتعلمة ويستثمر في العقل العربي، بعيداً عن التلاعب بالعواطف وبعيداً عن مسارات تضييع الوقت والجهد في صحراء التيه المطلق.
(الدستور)
التعليقات
احتفظ برايك لنفسك فلا تفتي على الاردنيين لانهم يرفضون هذا الكلام البعيد عن الحقيقة ، بل المضحك ؟
اردنيون بدون مقدمات
القاعدة صناعة أمريكية ولا احد علق وكل هل المجرمين صناعة لكن نسمع ..... عندما تكون سوريا وإيران ؟؟؟
د حمود الفاخري
بعد التحية:
ان كانت داعش هى صنيعة النظام السوري و الايراني فكيف تبرر
قتالها للنظام العراقي و السوري كذلك؟؟
أبو محمد
استاذ المحترم ارحيل الغرايبه عندي كم سؤال اريد اجابه 1- لماذا تاخرت تنظيم القاعدة بالتبراء من داعش ومن افعالها من قتل واعدامات بدون محكمه 2- المقاتلون الي يقاتلوا مع داعش القادمون من الدول العربيه والاجنبيه و خصوصا المقاتلون الاجانب لماذا قديموا الى داعش الم يفهموا ان داعش ربيبه النظام السوري و النظام الايراني هؤلاء المقاتلين الاجانب لم يفهموا ان القتال مع داعش غلط هم مبرمجين اريد اجوبه على هذه الاسئله استاذ ارحيل ولكم الشكر
كعابنة حر
المعلق رقم واحد . داعش في العراق تحارب الاهالي وليس نظام المالكي اللذي ما زال يهدد بدخول الفلوجه لقتال داعش ولا يفعل ويتركها ترهب وترعب الناس ليستنجدو بالنهايه بالمالكي ,عداك عن انها اي داعش ساهمت بايقاف الاحتجاجات ضد المالكي بسبب خلطها للاوراق وانشغال العراقيين السنه بها قهرا .
فارس
تحية وبعد، اختلف مع الكاتب المحترم. بداية، فان جبهة النصرة القاعدية هي منتج الدولة الإسلامية في العراق قبل ان تمتد لسوريا، ومن المعروف الان ان أبو بكر البغدادي هو من أرسل الجولاني ل "فتح فرع" سوري للتنظيم. ثانيا، فان الثابت أيضا ان محاولات علنية عديدة تمت لوقف القتال بين الطرفين، بما في ذلك مخاطبات الظواهري العلنية المنشورة والموثقة. ثالثا، ان من يقرا تبرؤ القاعدة من داعش يدرك تماما ان الخلاف تنظيمي بينهما، لا عقائدي. رابعا، اخطر ما أورده الكاتب، وللمفاجأة، اعتباره لتبرؤ القاعدة من داعش ادانة
ابراهين
من هو ولي أمر «داعش»؟!
طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور
اظهار التعليقات
من هو ولي أمر «داعش»؟!
عندما تتبرأ القاعدة من «داعش»، وعندما تتبرأ كل الأطراف الداخلية والخارجية منها، فهذا يقودنا إلى النتيجة الحتمية المنحصرة في خيار وحيد أنها صناعة النظام السوري دون أدنى مواربة، بالتعاون مع النظام العراقي، والإيراني، وكانت كل المؤشرات تقود إلى هذه الفرضية منذ إندلاع الأحداث على الأرض السوريّة، من خلال رصد مسارها، ومراقبة المشهد السوري الذي أصبح ضحية للعبة الاختراق الدولي والإقليمي.
الفرضية المنطقية تقول: إن التطرف كله عبارة عن لعبة دولية ويشكل بيئة خصبة للاختراق الكبير والعميق من الأجهزة الاستخبارية، على جميع المستويات المحليّة والإقليمية والدولية، وتؤكد التجارب البشرية على امتداد التاريخ أن أفضل بوابات الاختراق الاستخباري تكون من خلال التشدد والتطرف وأصحاب السقوف العالية والخطابات النارية، والمبالغات الشديدة في كيل الاتهامات، والكرم الحاتمي في خلع الأوصاف القاسية والنعوت بالغة القسوة.
لقد أتقنت الأجهزة الاستخبارية العالمية والإقليمية فن التعامل مع المجموعات المتطرفة، واستطاعت بناء نظريات جديدة في كيفية استيعابها وتوجيهها عبر التمويل والتسليح، وتسهيل عمليات النقل والجذب والحشد، وتتفاوت الدول في مستوى القدرة على الاستيعاب وفي مستوى الذكاء في الإخراج، وربما تكون إيران من اكثر الدول مهارة في الاستفادة من هذه الظاهرة ويليها وربما يوازيها النظام السوري، وكانت العراق والحرب العراقية والاحتلال الأمريكي من أكثر العوامل التي ساعدت هذه الدول على توجيه هذه الظاهرة وكيفية الاستفادة منها.
يستطيع المراقب للمشهد أن يقف على جملة من الحقائق المرعبة المتعلقة بنمو هذه الظاهرة الممتدة على الأرض العربية، ومدى عمق الاختراق الشبكي المعقد الذي أدى إلى حروب خفيّة بين الأجهزة، وإلى حروب بالوكالة تظهر في ميادين المواجهة المسلحة، عندما يتم فتح أبوابها الواسعة بفعل قوى متنفذة تملك المال والسلاح، وتملك خطوط التواصل وتستثمر في بيئات القهر والفقر والتخلف والجهل المزري الذي خلفته أنظمة القهر والاستبداد، وأنظمة التسلط والقمع، التي ولدت من رحم الانقلابات العسكرية، ولا تعرف إلّا لغة السجن والاعتقال والسحل والإفناء.
السؤال المهم في علم الجريمة وهو السؤال الأول يقول دائماً: من المستفيد من أجل الإمساك بخيوط المؤامرة، ولذلك كيف نجيب عن السؤال من هو الطرف المستفيد من (داعش) ؟! ولمصلحة من تعمل ؟ والإجابة لا تحتاج إلى قدر كبير من الذكاء، إذْ إنها تحولت إلى يد النظام الباطشة، وأصبحت توجه كل قوتها لتصفية المعارضة، وأصبحت تنوب عن النظام في الحرب التدميريّة، التي تهلك الحرث والنسل، وتضلل الرأي العام العربي والدولي، وتظهر في الوقت نفسه دور النظام في محاربة (الإرهاب المزعوم والمصنوع)، ويصبح النظام في نظر المجتمع الدولي أقل ضرراً على جميع الأطراف الإقليمية والعالمية بما فيها (اسرائيل)!؛ ما يولد قناعة لدى العالم بضرورة الحفاظ على النظام من أجل التخلص من هذا الوحش الضاري، وحماية العالم والإقليم من شبح الإرهاب المرعب!
دفعت الشعوب العربية ثمناً باهظاً خلال السنوات الماضية لضريبة حسن الظن بشعارات المقاومة والممانعة للعدو المحتل، التي لم تكن سوى غطاء مضلل لنهم السلطة والسطو على مقدرات الشعوب ونهب ثرواتها، وسوف تدفع ثمناً غالياً اضافياً لشعارات التطرف والتشدد والقتال الجاذبة للشباب الغاضب، وسوف نبقى جميعاً ندفع الثمن إن لم تسلك الشعوب العربية طريق البناء والتمكين الذاتي القائم على ثورة الوعي والفكر، والعمل البرامجي المنظم الذي يوجه الأجيال المتعلمة ويستثمر في العقل العربي، بعيداً عن التلاعب بالعواطف وبعيداً عن مسارات تضييع الوقت والجهد في صحراء التيه المطلق.
(الدستور)
التعليقات
ان كانت داعش هى صنيعة النظام السوري و الايراني فكيف تبرر
قتالها للنظام العراقي و السوري كذلك؟؟