طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


" أسطمبة " .. لكل مواطن


'الإسطمبة' لمن لا يعرفها هي الأداة المحبرية التي يستخدمها ' الأمي ' الذي لا يجيد القراءة ولا الكتابة ولا تفارق جيبه في ذهابه وإيابه وخصوصا عند مراجعة الدوائر الحكومية او أي جهة اخرى التي تتطلب منه معاملاتها الإمضاء والتوقيع ، فما عليه حين التوقيع سوى أن ' يلحس ' إبهام أصبعه الأيمن ثم يغمسه في ' الإسطمبة ' ليقوم بعدها بحركة ملعوبة وجريئة بطبع إبهامه على الورقة المطلوب منه التوقيع والإمضاء عليها ، وبالنسبة للأمي مشكلته في الحياة لن تحل فقط من خلال ' الإسطمبة ' ، فهو بنظري بحاجة ' لترجمان' متنقل يذهب معه في كل تحركاته ليقرأ إليه كل كلمة كبيرة وصغيرة في اليافطات المستخدمة على الشوارع والأجهزة الخدمية والمؤسسات والشركات والأسواق ، ' والله يجيبك يا طولة الروح ' إذا ذهب ليراجع مؤسسة ما خاصة أو حكومية للحصول على خدمة يتطلب الحصول عليها قراءة الشروط والمعايير للحصول عليها ، فلك ان تتخيل كمية الوقت والجهد الذي سيستغرقه هذا الشخص الأمي للتعرف والإطلاع من وقت الموظف وعلى حساب وقت المراجعين ، فالأمي الذي لا يجيد القراءة والكتابة مصيبتنا كدولة ومجتمع ستكون من اكبر المصائب فيه يدفع كلفتها المسؤول والمواطن إقتصاديا وإجتماعيا وثقافيا وسياسيا . مؤخرا صرح وزير التربية والتعليم مشكورا عن حقيقة مؤلمة ومفزعة ألا وهي ان ' 100000 ' طالب لا يجيدون القراءة والكتابة في المرحلة المدرسية الثلاتة الأولى الامر الذي يعكس وبلا رتوش او غموض ان حال التعليم وللأسف الشديد بات في تراجع مستمر ونحن الذين كنا نعتبر من الدول العربية الأولى المتقدمة في أعداد من يعاني الأمية ، ولك ان تتخيل ان اطفالنا هؤلاء يذهبون للمدارس يحملون أوزان ثقيلة على ظهورهم وعقولهم خاوية من معرفة الحروف الأبجدية الاولى في اللغة العربية لغة قرآنهم الشريف واللغة التي تربطهم برياط قومي وعروبي مع الامة العربية الواحدة ، والمأساة الأشد إيلاما أيضا حجم الإنفاق الأسري والحكومي الذي ينفق ماليا على هؤلاء بشكل يومي من مصروفات مادية تستنزف من الدخل القومي والشخصي لكل من هو معني في تلبية حوائجهم أثناء المرحلة الدراسية في حين ان العائد المتوقع من هؤلاء هو صفر فأي مستقبلا أسودا يحيط بنا . لا شك ان الحكومات المتعاقبة تحمل وزرا كبيرا في هذه الأزمة الحقيقة من خلال سياسات تعليمية للأسف باتت باليه وينبغي إعادة النظر فيها جملة وتفصيلا على مستوى المناهج والتربية الصفية والمعلم فينبغي علينا أن نقرع الأجراس لندرك هذا الخلل المفزع وعلى كل اسرة في المجتمع ان تتقي الله في أبناءها فعلى ما يبدو ان البعض ومن خلال ضخامة هذا الرقم المفزع نظرته للمدرسة أصبحت قاصرة على انها حضانة أو مأوى يقضي فيها أطفالهم اوقاتهم تاخذهم جانبا عن الجلوس في الشوارع فلكل راع في هذا الوطن في الحكومة او البيت ادركوا ابناءنا سريعا وإلا سيكون سوق 'الإستمباط ' زاهرا ويحمل آلاما كبيرة من الخسارة للوطن والمواطنين .

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/177723