طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


اللي بجرب المجرب عقله مخرب


منذ أن سقط حكم (الإخوان المسلمين) في مصر بعد ثورة 30 حزيران على يد الشعب العربي المصري و انحياز الجيش لإرادة الشعب بدأت شوكة تلك الحركة و غطرستها و تعاليها على الناس و القوى السياسية القومية و اليسارية في المنطقة العربية و خصوصا بلاد الشام و على الحكومات بالتراجع و بدأت حركتهم بالشارع و شعاراتهم بالتراجع أيضا و تخفيف وتيرة مخاطبة الحكومات و خصوصا في الأردن رغم انك تراهم سكارى و ما هم بسكارى متأثرين بتلك الصدمة. و بناءا على ذلك بدأت قيادات تلك الحركة بإطلاق بعض التصريحات كالرسائل للحكم في الأردن على المهادنة و الغزل و التراجع خطوتين للخلف عن شعارات المراقب العام (تغير بنية النظام و المطالبة بالملكية الدستورية) و أطلق حمزة منصور تصريحه الشهير أن الملك يقود الإصلاحات و من ثم أطلق نائب المراقب العام الدعوة للمصالحة الوطنية في الأردن و إعادة العمل بالاشتراك مع كافة القوى السياسية. بالطبع كل إنسان عاقل و/أو مجموعة عاقلة و/أو تنظيم عاقل لا يرفض المصالحة مع أي شخص كان أو جهة كانت ولا يرفض العمل المشترك و لا يرفض العمل بالصيغة الجبهوية ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل سوف تتعامل تلك الحركة كتنظيم سياسي دولي مع كافة القوى السياسية بالأردن على قدم المساواة؟ هل هذه الدعوة صادقة و جادة؟ و هل سوف تشارك بوضع برنامج مشترك للمستقبل؟ أم هي دعوة لإعادة التموضع من جديد في الشارع الأردني؟ و هل الماضي ينبئ عن مستقبل واضح معهم؟ أن الإجابة عن هذه الأسئلة تستدعي استعراض نهج هذه الحركة التاريخي داخل و خارج الأردن: أولا: الجانب العقائدي: 1-أن هذه الحركة و مدرستها القطبية تقسم المجتمع إلى فسطاطين الأول مجتمع أو حزب الله و ينحصر بتنظيم تلك الحركة و الثاني مجتمع الجاهلية و يشمل كل من هو ليس داخل تنظيم الحركة. 2-تنحصر الشرعية و المشروعية بتنظيم الحركة فقط حصرا و تجعل من نفسها هي المرجعية الوحيدة للإسلام و بالتالي فلا شرعية و مشروعية لباقي أبناء المجتمع و قواها السياسية على اختلاف ألوانهم القومية و اليسارية. 3- تعتمد الحركة على تقسيم المسلمين سنة و شيعة و تحصر تمثيل أهل السنة بالحركة فقط و لهذا هاجم الإخوان المسلمين مشيخة الأزهر منذ نشأة هذه الحركة. ثانيا: التطبيق / في مصر أ/ منذ نشأة هذه الحركة هاجمت الأزهر و حاولت تدميره (جامعا و جامعة) و تمثل ذلك بالوقائع التالية: 1-حاول مؤسس الحركة حسن البنا الاستيلاء على الأزهر و استمر ذلك بعد وفاته في حقبة الستينات بقيادة سيد قطب و أعوانه من خلال رفض نهج الأزهر الوسطي و المعتدل و اعترافه بالدولة الوطنية و المجتمع و عدم تكفيرهم لها عكس نهج الحركة و مدرسة سيد قطب و نظرية (الحاكمية) و عدم الاعتراف بالآخر و المستمد من أبي العلا المودودي هندي الجنسية و الذي وباسم الدين قاد انفصال الباكستان عن الهند. 2-مرحلة 25 يناير 2011 و ما بعدها حيث لم يكن موقف شيخ الأزهر واضح من تلك الأحداث و سقوط حسني مبارك و كأن حركة الأخوان هي التي صنعت التحرك الشعبي المصري ضد حكم مبارك و بالتالي هم صناع الثورة و بدأت تهديدات الحركة لمشيخة الأزهر و توعدها بعظائم الأمور إن لم يغادر شيخ الأزهر مكانه و التخلي عنه لحركة الأخوان المسلمين. 3-خلال مرحلة الصراع على الدستور حيث اعتبرت الحركة أن مشيخة الأزهر لم تعلن موقفها من برنامج حركة الأخوان في أسلمة المجتمع المصري و بناء عليه تم شخصنة الصراع من خلال تصريحات شيخ الناتو و الفتنة القرضاوي بأن الأزهر سيبقى ضد الإخوان سواء كانوا في السلطة أم المعارضة. 4-بعد وصول مرسي كمندوب لمكتب الإرشاد في قصر الرئاسة عندما قدمت الحركة أحد أبنائها كمفتي لجمهورية مصر و رفضت هيئة كبار العلماء في مشيخة الأزهر التصويت له و صوتت لشخص آخر. 5-حضور شيخ الأزهر مع بابا الأقباط مناسبة تنحية مرسي من قصر الرئاسة كمندوب لمكتب الإرشاد الدولي. ب/ في السياسة: 1- أعلن التنظيم انه لن يقدم مرشحا لرئاسة الجمهورية و بالواقع العملي قدم مرشحا خلافا للاتفاق المبرم مع باقي القوى السياسية و نجح المرشح بأصوات أبناء التنظيم و أنصارهم وأصوات باقي أبناء الشعب الرافض للمرشح أحمد شفيق و الذي اعتبره الشعب المصري امتدادا لنظام حكم حسني مبارك الأمر الذي استدعى التفاف كافة القوى حول مرشح الحركة لإسقاط أحمد شفيق. 2- بعد نجاح مرسي أدارت الحركة ظهرها الى كافة القوى السياسية و انفردت بالحكم و بدأت مرحلة أخونة الدولة المصرية و أجهزتها الحكومية بدئا من الصف الأول حتى العاشر وعدم الاعتراف بكافة تلك القوى. 3- التحالف مع الحكم الجديد في تونس بقيادة حركة النهضة و مع أردوغان السلطان العثماني الجديد ضد سوريا و الذي استقبل في تونس و مصر استقبال الفاتحين على اعتبار أنه الخليفة القادم لدولة الخلافة بعد تحرير سوريا و ليس فلسطين. ج/ القضية الفلسطينية: الإسلام هو الحل شعار هذه الحركة منذ سنوات عديدة ابتدأ في مصر و امتد لباقي الدول العربية إلا أن مندوب الحركة مرسي في قصر الرئاسة مارس التالي: 1- خاطب بيريز برسالته الشهيرة صديقي العظيم و تمنى له الرغد في بلاده (فلسطين) وختم الرسالة أخوكم الوفي مرسي. 2- اتفاق مرسي مع أوباما على بيع سيناء إلى حركة حماس لإقامة دولة فلسطينية هناك مع غزة. 3- أما راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة (إخوان مسلمين) و تصريحاته في واشنطن و إبرام الاتفاقات مع واشنطن و بالنتيجة لم تعد إسرائيل عدو في نظر حملة شعار الإسلام هو الحل. الأردن: من المعروف أن هذه الحركة نشأت في الأردن بموجب قرار مجلس الوزراء سنة 1946 ابتدأت العمل تحت سقف الحكومة و أجهزتها الأمنية و كانت عصاة الحكومة والأجهزة بوجه التنظيمات القومية و اليسارية و بالنتيجة كانت الطفل المدلل للحكم في الأردن. منذ بداية ما سمي زورا و بهتانا ربيعا عربيا انقلبت هذه الحركة على الحكم و الحكومة و أجهزتها و باسم الإصلاحات و الديمقراطية و التعددية بدأت بطرح شعاراتها المذكورة أعلاه كمقدمة لأهدافها بأن طرحت نفسها بديلا عن الحكم و بالاتفاق مع الأميركي و لذلك مارست التالي: 1- الاجتماعات السياسية و الأمنية مع الأمريكي في أنقرة و برعاية آردوغان و مع باقي قيادات التنظيم الدولي و هنا في عمان مع سفراء أمريكا و بريطانيا و فرنسا. 2- رفع وتيرة المطالب و المتمثلة بالملكية الدستورية /تغير بنية النظام/ إلغاء سلطات الملك الدستورية/ إجراء تعديلات دستورية و قانونية تحقق مصالحهم المباشرة في الانتخابات البرلمانية و المطالبة ب80 مقعدا برلمانيا من أصل 150 مقعد و بتعبير آخر اختزال الأردن و الأردنيين بتنظيم حركة الأخوان المسلمين وأتباع همام سعيد و أعوانه. 3- الابتعاد عن كافة القوى السياسية و الانفراد تمهيدا لاستلام الحكم في الأردن بعد تحرير سوريا. و هذه غيض من فيض و بعد ذلك تخرج قيادات الحركة و تطلب من القوى السياسية القومية و اليسارية إعادة العمل المشترك داخل الأردن تحت عنوان المصالحة الوطنية. وبتدقيق تاريخ هذه الحركة و ممارستها فان دعوتها ( المصالحة الوطنية) ليست صادقة و ليست جادة و ليست بريئة و لهذا فالسؤال المطروح على القوى القومية واليسارية ما يلي: لماذا لا نعود و ننظم صفوفنا و نوحد الصف القومي و اليساري؟ و هل القواسم المشتركة مع تلك الحركة أكثر مما بين القوميين و اليساريين؟ ألم تتضح صورة هذه الحركة الحقيقية و التي هي جزء من التنظيم الدولي؟ الجواب: أولا: أن الخلاف مع تنظيم حركة الإخوان المسلمين ليس على الإسلام كعقيدة وإنما مع نهج هذه الحركة و المستند على الاستئثار و إقصاء الآخر و عدم الاعتراف بالآخر. ثانيا: لنا إسلامنا و النابع من الرسالة المحمدية عليه الصلاة و السلام بأركانه الخمس و أركان الإيمان و الذي يعترف بالعرب و العروبة كحاضنة له و يعترف بعقيدة الآخر و يحترمها و يعترف بالدولة المدنية؟ ثالثا: للإخوان المسلمين و حركتهم إسلامهم الخاص بهم و المستند لفكر المدرسة القطبية التي تحصر العقيدة بأبناء التنظيم و تكفر الآخر و المتناقضة مع العروبة والقومية و تجعل من التنظيم المرجعية الوحيدة للإسلام و أحكامه و تفسير القرآن الكريم. رابعا: أن الأولوية الأولى الواجب إتباعها توحيد الصف القومي و اليساري وتشكيل جبهة العمل القومي و اليساري و نشر ثقافة وحدة بلاد الشام و الرافدين (المشرق العربي) كنواة لوحدة عربية شاملة. و بالنتيجة لا ينطبق علينا نحن معشر القوميين و اليساريين مقولة المثل الشعبي: (اللي بجرب المجرب عقله مخرب) لأننا أصحاب عقول سليمة.

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/177154