طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


بين مطرقة الموت وسندان الطهر


نور...هل خالجك شعور في ذلك الصباح أنه سيكون اﻷخير لك في هذه الدنيا...!!! وهل شعرت عندما خرجت من بيتك انك لن تعودي اليه ثانية!!! في ذلك الصباح كان أعداؤك أربعة: الغدر ،العتمة ،البرد وسكين في يد جبانة ﻻ تفرق بين الحق والباطل أو الطهر والفجور. نور...أي رعب تملكك وأنت ترين وحشا غادرته معاني اﻹنسانية يضعك في موقف ليس أمامك حياله إلا خياران إما الموت وإما العار...!  وما بين مطرقة الموت وسندان الطهر اخترت اﻹنعتاق والتحليق والترفع عن آثام البشر. وواجهت الموت بطهر ونقاء. كم من انعدام الضمير احتاج حتى يقترف ما اقترف...!!! وكم من النقاء تجمع في نفسك حتى تنجين بعفتك...!!!  نور...يا ملامحا سكنها اﻷلق وزهرة برية استعصت على الاستباحة...كنت ابنة أم وأب فقط ،فأصبحت ابنة لكل اﻷردنيين واﻷردنيات . ما أصابك هز كل القلوب وطال كل النفوس. قضيتك أصبحت قضية عامة يدافع عنها الجميع وهي تستحق ذلك. فما تعرضت له قد تتعرض له أي فتاة من فتياتنا في أي مكان. وما حدث أقض مضاجع سكينتنا. فما حدث يجعلنا نصحو على مجتمع كان محميا بقيمه وتقاليده الراسخة. فما الذي أوصلنا إلى هنا...؟؟؟ ما الذي دخل على منظومتنا الاجتماعية وقلبها رأسا على عقب..؟؟؟ كان الشاب في مجتمعنا يرى أن الرجولة هي المحافظة على الفتيات وصونهن، فإذا ما حاول شخص إيذاء فتاة حتى ولو بمعاكستها بالشارع ، ينبري الشاب للدفاع عنها حتى لو تأذى بسبب ذلك. كان هذا مظهر من مظاهرالرجولة...فهل أصبحت الرجولة اﻵن في افتراس الفتيات...!!!  ما نوع التنشئة التي تلقاها ذلك المجرم...؟؟؟ إنني أتساءل...هل حدثته أمه يوما عن أعراض الناس...؟ هل حاول أبوه يوما أ ن يغرس في نفسه معاني الشرف؟ هل سمع يوما عن الشهامة والمروءة؟ من أين أتى الخلل...؟ وهل المشكلة هي خرق الأعراف والتقاليد؟  المسألة ليست مسألة عادات وتقاليد فحسب ،فهذه الجريمة حتى لو حدثت بالمجتمع الغربي لقامت الدنيا ولم تقعد. ﻷن أي جريمة فيها إساءة للنساء تحدث في الغرب تتنادى لها كل مؤسسات المجتمع المدني لتضع حدا ﻹنتهاكات حقوق المرأة. فالمسألة إنسانية بالدرجة اﻷولى ﻷنها تسببت في إراقة دماء بشرية بريئة.فما الذي غيب الحس اﻹنساني عن ضمير القاتل؟ لقد أيقظت هذه الجريمة المجتمع من سباته كما هو حري بها ان تفعل. ولكت يجب أن نعيد النظر في منظومتنا التربوية ومناهجنا الدراسية حتى ننمي جيلا معافى أخلاقيا من جهة ومدافعا  عن القيم اﻹنسانية واﻷخلاقية من جهة أخرى. وإعادة النظر في قوانيننا وتعاملنا مع جرائم بهذه البشاعة حتى ﻻ تصبح ظاهرة سائدة في مجتمعنا الرحيم المتآلف ، الذي يأنف الخسة والدناءة ويعلي قيمة الشرف والرجولة والشهامة.  اللهم احم هذا البلد بحماك الذي  ﻻ يرام وعينك التي ﻻ تنام.

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/176106