طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


تصوير الملائكة والاشباح: نكسة ما بعدها نكبة!


عندما سقط ومات عباس بن فرناس بعد محاولته الطيران ... اختلف كثير من العرب في أمره وانقسموا وكادوا ان يتناحروا ... وتسائلوا ... هل مات شهيدا أم مات منتحرا ... اما الغرب فتسائلوا ... هل بامكان الانسان فعلا ... الطيران يوما ما؟!!! (شكرا فيس بوك) ... فظل العرب الى يومنا هذا منقسمون ينظّرون ويتناحرون وهم يركبون طائرات الغرب بشتى أشكالها وأنواعها وأغراضها ... وفي الوقف الذي قفز الغرب عن الى ما أبعد من 'حلم الطيران' .. بل في امكانية السكن يوما ما في احدى الكواكب المجاورة ... ونحن لا زلنا لا نقوى حتى على صناعة شماخنا... حيث تتنافس دول العالم في التفنن في صناعة حتى ... شماخنا 'تاج راسنا'! تخرج الصحافة من حين لأخر لتنشر أخبار عن رؤية أشباح لشيوخ وملائكه في المساجد وخاصة في المدينه المنورة ومكة المكرمة ... بالأمس القريب تحدثت الصحافه عن رصد لصور الملائكة وهي تنزل باتجاه الكعبة الشريفه .... وحدث اخر يتكلم عن 'ملاك' جالس في الروضه الشريفه ... وبالأمس الأول تعود عينا وسائل الاعلام وتسلط الضوء على رصد الكاميرات 'لشيخ جليل' واقف أمام احد المحلات التجارية في أمانة مكة مؤخرا ... ووزعت على شكل صورة وليس فيديو!! ومن بعد الحادثه بأيام قليلة ... يأتي الخبراء وكذلك علماء المسلمين الأفاضل ... ليدحضوا كل ما جاء به أصحاب ' اللذين لا يعلمون'! للأسف الشديد أننا لازلنا في زمن تكنولوجيا والعولمة والأرقام يخرج علينا من يروج علينا مثل هذه الخزعبلات ... وأنا لا أفهم ماذا يراد من هذا الفعل؟ كيف سيؤثر مثل هذه الصور المقبركه المبني على الخيال والجهل على تعزيز ايماننا بديننا الحنيف المبني على العقل والفكر والتدبر ... وبالتالي على القناعة العقليه في تبني الأفكار والايمان بها لاحقا .... فحاور الله البشر في اكثر من مناسبه في ايات محكمات ... الا يعقلون ... الا يفقهون ... الا يتدبرون ... وخاطب ... أولي الالباب منهم ... وقال جل جلالة ... انما يخشى الله من عباده العلماء ... وهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر أولي الألباب ... وعندما جعل الله الانبياء وخصهم بمنزله عاليه ... جعل العلم والحكمة 'سلاحين' مهمين لتبليغ الرسالة! ونقول للذين 'لا يعلمون' كفاكم استهتارها بعقول الشعوب .. حان الوقت أن تتقوا الله فينا وفي الشعوب ... خاصة للطبقة الأقل حظا وعلما منهم ... لا أعرف ماذا يفعل 'الشيخ الشبح الجليل' ليقف أمام احدى المحلات التجارية؟ ولماذا؟ ولماذا لا يقف أمام الكاميرات بزيه الاسلامي في 'داون تاون' نيويورك ومبنى الامم المتحده ... أو مبنى 'سيرز' في شيكاغو ... أو علقليلة يفعل شيء ليحقن دم الشهداء من الاطفال والشيوخ هنا وهناك ... لماذا يظهر واقف او جالس ... فقط ليتصور في مكة وامام المحلات التجاريه؟!! هذا هو المراد ... والله أعلم! قد يكون المراد من فعل هذه الخزعبلات بالاضافة الى ما ذكر .. هو الغاء العقل .... كلما حاول شيئا ما أن ينهض ... وكذلك لاعادة ترسيخ الاستبداد الفكري والرجعي لشعوب المنظقه .... والايمان 'بالجهل' لا بالعقل والعلم ... للتحقق والتبصر وتحقيق الاماني والطموحات بالكفاءه العقليه والقدرة العلميه. الهروب من مواجهة التحديات الدنيويه اليومية بالفكر والمنطق والعلم يرغم الجاهلون الى تحقيق منالهم بالطرق المختصرة الخرافيه المتبعه! الخاتمة: اتبعوا خطى معلمكم الأول ... القدوة عليه أفضل السلام! عن عائشة رضي الله عنها قالت كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .. واعتقد الناس حينها انها كسفت لموت ابنه ابراهيم ... فقام النبي صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس ثم قام فقال ... 'إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله يريهما عباده فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة'! ما أسهل أن تكون اجابة الرسول ب 'نعم' لتعزيز شأنه ومكانته عند الناس ... ولكنه أبى ونأى بنفسه للدخول لمثل هذه الخزعبلات ... وترك فقط العلم ليتحدث عن ما حصل! ديننا الحنيف والاديان الاخرى التي جاء بها المرسلون ... اعتمدت على ترسيخ مبادئ الاخلاق في المعاملات بين الناس ... والايمان المبني على العقل والمؤسس على التدبر والتفكر ... فاين الجهلون 'الذين لا يعلمون' في القرن 21 من الحكماء اولي الالباب الذين يعلمون في القرن السابع الميلادي! هل نحن بحاجة الى العودة الى الماضي لنبدأ من جديد؟!

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/169607