طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


اللامفكر فيه في الدعوة للجهاد على سورية


من مطلق حُسن النية، أفترض أن دعوة كل من المشايخ القرضاوي والعريفي وصفوت حجازي ومحمد حسان، ومن لف لفهم، للجهاد المقدس في سورية، تنم عن عدم معرفة دقيقة بالمجتمع العربي ولا التاريخ العربي، وأن هؤلاء الداعين للجهاد ضد الشيعة الروافض، ينسون أن الأقطار العربية، وخصوصا في الخليج والعراق، تعج بالإخوة من الطائفة الشيعية؛ وهم الذين يفترض أنهم -قبل قصة المذاهب والطوائف- مسلمو أولا، ومواطنون ثانيا، ساهموا في بناء أوطانهم، ويساهمون من منطق إيمانهم بها، وأن الشيعة عصب أساسي في استقرار دولهم، ويسعون للحفاظ عليها، ويؤمنون أن السلم الاجتماعي وحب الوطن هو ما يوحدهم. ولكن كل هذه المعطيات تم القفز فوقها. وتزامن هذا مع دعوة تسليح المعارضة السورية من عمهم 'سام'. فماذا لو أن مشايخ الشيعة ممن هم على صورة من ذكرنا آنفاً في البلدان المذكورة، دعوا لنفير الجهاد ضد الطائفة السنية؟ ما هي النتائج التي ستترتب على مثل هذه الدعوات؟ وكيف سينعم السني قبل الشيعي بالاستقرار؟ المشهد سيكون بحرا من الدماء تعج به المنطقة. وقد أصبح القتل والفوضى عنوان هذه الدول. فهل استوعب الداعون لهذه الحرب غير المقدسة خطورة مواقفهم اللاعقلانية التي أطلقوها؟ وهل يقرأون التاريخ 'أم أن على قلوب أقفالها'؟ هذه المعطيات وغيرها تدفعنا إلى التشكيك في كل ما يدور من حولنا، ويجعلنا نعتقد جازمين أن الدعوات للحرب على أسس طائفية هي دعوات مشبوهة، تسعى إلى تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ، والعودة بمجتمعاتنا إلى ما قبل الدولة، لتسهيل السيطرة عليها، وإيجاد الأرضية المناسبة لتكريس يهودية الدولة الصهيونية في فلسطين المحتلة. ففي ظل وجود هذه الإمارات المتناحرة طائفيا، سيكون من السهل جدا قبول فكرة يهودية الدولة الصهيونية، طالما أن المحيط العربي تحول إلى محيط طائفي، يسبح فوق بحر من الدماء. تجد هذه الدعوات الطائفية صدى سياسيا كبيرا، فلم يلبث الرئيس المصري محمد مرسي، أن استجاب فورا لدعوة الجهاد على أسس طائفية عبر كبار مستشاريه. ولم يكتف بهذا القدر، بل أغلق السفارة السورية، وقطع علاقاته بسورية. ويبدو أن موقف الرئاسة المصرية المنحاز لقرار الإخوان المسلمين، وليس لإرادة الجيش والدولة المصرية، هو الذي دفعه إلى التصرف بهذه الطريقة. وقفز مرسي على إرادة المصريين التي تدعو بضرورة وضع حد للعنف في سورية عبر المصالحة والحوار السياسي، وليس عبر إرسال المقاتلين! ولكن يبدو أن الموقف من قطع العلاقات مع سورية هو محاولة من مرسي للهروب إلى الأمام، بعد مرور ما يقارب العام على حكمه وحكم الإخوان المسلمين لمصر، والذي لم يسجل فيه سوى أزمات اقتصادية واجتماعية، وتغول للقوى الإقليمية على مصر، وخصوصا التي لم يكن أحد يحسب حسابها في عهد الزعيم جمال عبدالناصر، أو حتى في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، مثل أثيوبيا! jihad.almheisen@alghad.jo الغد

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/156918