طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


ميت .. وشاهد على الحياة؟!


شاهد ميت ...'يبيع' صكوكا للحياة! لم يقوى على كبح 'جموح شهامته' ... وخيّل له انه من المخلدين ... فامتطى خيل مرؤته وانطلق بها مسرعا يسابق الأزمنا ... و'استل' قلمه ولوححّ به عاليا ... وهو يصيح... ابشري يا 'حجه'... انا من نافس نوحا في الاعمارا ... هذا قلمي امامك...اذ يخط ... يقسم الأقدارا والأزمانا... فأنشأ يوقع شاهدا ... لزمان غير زمانه... ولجيل غير جيله ... الورقه تلو الاخرى بعزم وثغره واثق باسم... ويدعو للحجه بطول العمر ولو علم الغيب لأيام...لدعى لنفسه أولا.. ويعود ليقول 'لها' ... هل من مزيد؟! فأتته الحجه من الأوراق ما عجزت عن ضمها رفوف المكتبات .... فوقع لها من اوراق شهادات على الحياة لسنين قادمة... فاق ما وقع عليه سماسرة الوطن على كنوزها في العقود السابقه...ويزيد! لم تمض اسابيع قليلة على 'حادثة التواقيع'... حتى نطق قلم السماء بأمره... فتحرر القلم من قبضة سيده... فسقطت اليد ... واستسلم القلم ...و'صاحب القلم' ... الى صاحب القلم !! ... أين المفر!! 'صاحب القلم' ... يرقد الان وحيدا في قبره ..وقلمه اليوم وحيدا يقول ... نفسي نفسي... ومداد تواقيعه ما زالت ممدة ... حية ترزق الى اليوم ... وكأنها ترتعد خوفا ... اذ تخلى عنها خليليها ... القلم وصاحب القلم ... شاهده مشفتش حاجه!! لا أعرف هل أُشفق على قلم صاحبنا ... أم على صاحب القلم ... أم على مداد التواقيع 'الظالمة المظلومة'؟! الشركاء الأحبه الثلاثه .. الذين تجمعوا في الامس... افترقوا اليوم... وكأن حال كل منهم يقول ...'يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا'... قدمت لي الحجه الاوراق... وشاهدت بأم عيني شهادته وتوقيعه لواحده من الأوراق والشهادات المستقبليه ... لتقول بأن 'الحجه' ما زالت على قيد الحياة ومؤرخه في 1/6/ 2013!! عندها أزرق وجهي ... وبلغت عندي القلوب الحناجر... عند مشاهدة امضاءه وشهادته .. ممدة على استحياء... انظرها ولا تنظرني... حية أمامي!! وقلت في نفسي 'ليتك يا حجه' دعوت له 'بطول العمر' حينها ... بدلا من القهوه والشاي! عندما يضحك الله : أظنها احداها! جاء في الأحاديث النبويه أن الله عز وجل يضحك في اكثر من مناسبه, احداها 'لرجل قام في ليلة باردة من فراشه ولحافه ودثاره.. فتوضأ ثم قام الى الصلاة.. فيقول الله عزوجل لملائكته: ما حمل عبدي هذا على ما صنع؟ فيقولون: ربنا رجاء ما عندك .. وشفقة مما عندك .. فيقول: فاني قد اعطيته ما رجا ..وامنته مما يخاف '... وانا لا استغرب ان كانت حادثة هذا الشاهد وقلمه ومداده ... لتكون مناسبه اخرى!! ما من شك ان الله رحمن رحيم وجاءنا برحمة 'انما الاعمال بالنيات' ..حيث نية هذا الرجل الخير والمساعده لا أكثر... خاصة واني قد سمعت انه لم يترك صلاة الفجر جماعة قاطبة منذ عشرين عاما, تاركا فراشه ولحافه ودثاره في ليالي بارده لوجهه الكريم ... فهل سيضحك الله مرتين عند هذا الرجل الطيب .. واحدة في الدنيا والثانيه في الاخره؟! الخاتمه: أنك ميت ... وانهم ميتون! كل منّا يوقع اليوم ويمضي... في كل ساعه ...في كل دقيقة ... في كل لحظه... بقلمه وفمه وبقلبه ... كلنا شاهد ... وكلنا مشهود عليه... ولكن هناك دائما قلم اخر ايضا يوقع علينا ... ولكنه لا يمضي ..رقيب عتيد! أكاد أجزم أن أكثر 'التواقيع' تترك اثرا ... هي التواقيع التي تضمرها القلوب! هاهي 'امضاءات' الالسنه و خطابات ومهرجنات الرسميه الرنانه ... ماذا جلبت لنا؟! لم يصدق عندنا اللسان مع القلب ..فوصلنا الى ما نحن عليه! ندعو الله ان يثبتنا على قول الحق وان يثبت قلوبنا في يوم تتقلب فيه القلوب والابصار ... ورحم الله اخانا وتاب عليه وتجاوز عن ذنوبه .... وخاصة تواقيعه للحجه... انه سميع الدعاء.

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/154222