طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


ميثاق الجنوب .. وقفة الرجال في زمن النكوص


في ظل استمرار التغاضي عن مشاكل الوطن المزمنة منها وحتى الملحة من قبل الدولة العتيدة، وغض الطرف عن اﻷزمات التي تعصف بالبنية اﻹجتماعية وهي الأخطر ﻷنها تهدد اللحمة في النسيج الواحد،وفي خضم قتامة هذا الوضع الهجين علينا نحن الشعب اﻷردني الذي يتنادى ويتكاتف حتى في أبسط اﻷمور، فإن هذا اﻹنفصال العضوي للحكومة عن الشارع يخلق أزمة ولاء بين الحاكم والمحكوم. إن طبيعة الشعب الأردني هي اﻹعتداد بالنفس ورفض التعالي عليه والتعامل معه بفوقية..وقمة التعالي هنا يكمن في تجاهل أوجاعه وكأن هذه الحكومة ليست حكومة له وإنما لكوكب المريخ. العنف في الجامعات، مسألة تناولها كثيرون وأمعنوا فيها تحليلا وتشخيصا دون الوصول إلى آلية لحل هذه المعضلة.وتفجرت هذه المشكلة بأشد وجوهها وجعا عندما برزت في الجنوب المعروف بالحدة واﻷنفة فأدت إلى وضع متأزم ،وانتظر الناس ان تقوم الحكومة بجهد ما من اجل حقن الدماء وإصلاح ذات البين ولكنها ﻻذت بالنكوص. وبما ان العنف الجامعي كان هذه المرة في قلب الجنوب، فقد جاء الحل جنوبيا، عندما قام النائب عاطف الطراونة بمبادرة عكست إحساسه العالي بالمسؤولية تجاه الوطن عموما والجنوب خصوصا،فدعا خيرة من شخصيات عامة ووجهاء فاضلين من رجال الجنوب بمبادرة مدروسة بعناية من أجل وضع ميثاق شرف يرد للعشيرة هيبتها وثقلها اﻹجتماعي للنهوض بتحمل المسؤولية التي كانت تقوم بها في السابق قبل تهميش دورها. قام بصياغة هذه المبادرة أشخاص معروفون بأقلامهم الرصينة ورؤيتهم الواقعية فجاءت متكاملة ومعمقة ووضعت حلولا قابلة للتطبيق على اﻷرض مراعية لخصوصية مجتمعنا وطبيعته . ووضعت توصيات تضمن تفعيل وديمومة العمل بهذا الميثاق من أجل التعافي من هذه الظاهرة ويا حبذا لو تؤخذ هذه المبادرة على محمل التنفيذ لتكمل مسارها في القنوات التي رسمت لها لتجنى ثمارها. فطوبى للرجال الذين نهضوا بحمل هذا العبء ، مؤتزرين بالرجولة الحقيقية والهمة التي تطاول اﻵفاق. إننا نتيه فخرا بهم ونشد على أيديهم المباركة ،ونبارك خطواتهم النبيلة فهم حملوا الهم العام على عاتقهم ولم يسكتوا على ما يحيف بهذا الوطن من أخطاء فادحة. فقد كانوا مشاعل ساطعة بددت حلكة الظلام.

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/154040