طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


همام سعيد و"الأسير" الدقامسة


يعرض موقع الإخوان المسلمين على الإنترنت، ملخصا نصيا لمحاضرة ألقاها همام سعيد في إربد، مصحوبا أيضا بتسجيل فيديو. والنص المعروض مليء بالمواقف والإشارات والعبارات التي تعبر عن فكر ممعن في الانفصال، يحتاج إلى توقف ومراجعة. إذ بحسب النص، فإن همام سعيد 'أشار في نهاية كلامه إلى شجاعة البطل الأسير أحمد الدقامسة الذي وقف في وجه أعداء الإسلام، مدينا أقوال سفير الأردن في 'إسرائيل' بأن أحمد الدقامسة رجل قاتل، مطالبا الحكومة بضرورة إطلاق سراح الجندي أحمد'. أحمد الدقامسة أسير؟ ما معنى اعتبار الدقامسة أسيرا؟ هل أسره الأعداء الكفار أو 'العرب الجاهليون' كما يسمينا همام سعيد في محاضرته المشار إليها؟ هل يعتبر همام سعيد نفسه وجماعة الإخوان المسلمين يخوضون معركة الحق والإسلام ضد 'الجاهليين'؟ والجاهليون هم الآخر؛ غير الإخوان المسلمين، والذين كما يقول همام سعيد في محاضرته، كانت لهم كرة بعدما انتصر الرسول عليهم. ولم يوضح النص متى ساد 'العرب الجاهليون'. هم على الأغلب هيمنوا على الأمة والبلاد منذ نهاية عهد الخلفاء الراشدين، ومن يومها والأمة تسدر في غياب الجاهلية، ونحن الآن على أبواب دولة الإسلام التي ستنهي عهد الجاهلية. دولة الإسلام هي دولة همام سعيد 'الإسلامية'، والجاهلية كل ما عداها منذ العام 41 هجري. عندما اعتقل الدقامسة وحوكم، كان همام سعيد عضوا في مجلس النواب 'الجاهلي'، وهو المجلس الذي أقر المعاهدة الأردنية-الإسرائيلية. والدقامسة قتل بالفعل سبع تلميذات إسرائيليات. ولا أعرف، ولعل أحدا يساعدنا في معرفة وإدراك البطولة في قتل تلميذات. وحتى لو كان ذلك عملا صائبا، وليس الهدف هنا مناقشة صواب أو خطأ ما فعله الجندي الدقامسة، فهل يرى همام سعيد أنه لا شرعية للدولة والمعاهدات التي تعقدها، والمحاكمات التي تبرمها، سواء كان ما تقوم به صوابا أو خطأ؟ من الواضح بالطبع أنه لا يرى شرعية للدولة ومؤسساتها ومحاكمها، بل وللمجتمع كله؛ فنحن لسنا سوى 'عرب الجاهلية' مثل أبي جهل، وسوف يخوض همام سعيد معركته معنا كما خاض الرسول والصحابة معركة بدر. ولكن! هل ستطلق دولة همام سعيد 'الإسلامية' بالفعل سراح الدقامسة؟ هل ستلغي معاهدة السلام مع إسرائيل؟ هل ستحارب إسرائيل؟ ليس مهما بالطبع ما سوف تفعله من تحالف أو حرب مع إسرائيل، فهي 'دولة الإسلام' وكفى؛ وليس مهما ما تفعله دولة 'عرب الجاهلية' حتى لو حاربت إسرائيل وألغت المعاهدة. فدولة حماس في غزة، على سبيل المثال، اقتحمت مسجدا يعتصم فيه سلفيون يدعون إلى ما يدعو إليه همام سعيد، وقتلت جميع من في المسجد ودمرته على رؤوسهم! ولكنها 'دولة الإسلام' تجتهد وتقرر ما تراه مصلحة للإسلام والمسلمين! أتمنى بالطبع ان يطلق سراح الجندي أحمد الدقامسة. ولكن من المؤكد أن هذا الخطاب الذي يراه بطلا وأسيرا يضر بقضية الدقامسة، عدا أنه فكر لا يمت إلى الإخوان المسلمين بأدنى صلة! الغد

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/152149