طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


الوجاهة


مع كل الاحترام لموظفي الدولة، في السلطتين التنفيذية والقضائية، وجل الاحترام الى السيدات والسادة الأعيان و النواب ، و هم الحريصون على بناء الدولة والمكلفون بها ، دون الانتقاص من دور الأكارم في القطاع الخاص ، إضافة إلى إدارة الشؤون العامة وخدمة المواطنين دون منَة أو تعالٍ ، وهم الذين يشد لهم المواطن رحالهُ عند فقره أو ظلمه ، عله يجد من يواسيه ، بشعور صادق و إيمان عميق ، خال من الرياء والتكلف ، دون نفاق أو تمثيل و التخدير. إلا أننا نلمس و نرى بوضوح الصورة، أبشع من صورة الماضي قبل الربيع ، نرى ان الوجاهة و العنجهية و الغطرسة اصبحت هي السمة ألأبرز ، وإن الجلوس على كراسي الصف الأول هي المبتغى والمراد ، وأن عشق الشاشات والكاميرات هو الهدف المنشود ، و المبارزة بالقصيد والنشيد و حسن الخطاب ، أذهلت شعراء المعلقات في سوق عكاظ ، وأهل الموشحات في بلاد الأندلس ، والطرب على أنغامها ما لم يحققه عود زرياب في رؤوس و قلوب أهل الطرب. ليس الوصول للوجاهة المبتغاة باللغو في الكلام والصراخ بالأصوات والتطرق للقضايا الفرعية والمتفرعة الهزيلة ، التي تصب في المصالح الشخصية ، فإن الماء الهادر لايخيف، و ليس بذي خطر، فإجتيازه سهل ، و إنحرافه عن مجراه أسهل ، و اللعب و التسلية به متعة الأطفال . الوجاهة الفارغة من كل المضامين تهدم و لاتبني، و هي موضع التندر والتسلية من قبل الاخرين ، وإن جاملوا صاحبها فلا بد انهم طاعنوه لا محالة، مبغضون له في لحظة إنتفاء الحاجة إليه ، سمات بدت تظهر على محيا الكثيرين ممن رأينا في مناسبات شتى في ساحات الوطن وجغرافيته. وللأمانة والإنصاف، فإن ما ذهبنا إليه في سالف الكلام ، لا يعمم ، و أن هناك صادقين يفتخر بهم و يشار إليهم ( علما وثقافة و وعيا و ولاءً وانتماءً) أهدافهم عميقة ، يفهمون العالم كيف يسير و كيف يخطط و ينفذ ، ليسوا قبليين ولا طائفيين ولا فئويين ،تكتمل بهم معايير القدرة والاقتدار ، والكفاءة و صفات القيادة ، مبدعين كرسوا جهدهم و وقتهم للبناء والتعمير ، فهؤلاء هم الذين يكرهون الوجاهة ولها رافضون . وبالعودة للباحثين عن الوجاهة ، المقتنصين للفرص ، الاقوياء بالكراسي الدوارة ، فالقول الذي يقال لهم: إن سقف الوعي قد أرتفع ، وبأخص الأخص عند الشباب ، فلم تعد تنطلي بعد اليوم ، الاستعراض و تنميق الكلام، ووراء الاكمة ما وراءها ! ، فقد تكونت الصورة عن الجمع والفرد سواء بسواء ، وعرف محتواها و مضمونها ، و طبق القول ، من قبّع قبع ، ومن ربع ربع ، وكل يأكل مما عملت يداه ، والحكم هو الجمهور ، وقد حكم وكان حكمه قطعيا فلا استئناف ولا تمييز ، هنيئا لمن فاز بمفازه . ايها الباحثون عن الوجاهة ، إعلموا انها ليست سلعة تباع في الأسواق ، تشترى و إن غلا الثمن ، ليس بكثرة المال و العيال و العزوة ، إنها شيء معنوي قوامه المعرفة ، علم وثقافة ، وانعكاساتها عمل نافع للوطن و المواطن ، قاتل الله حب الذات و الأنا ، فما نراه في هذا الزمان ، الذات والأنا و حب الوجاهة والصف الأول . حمى الله الاردن وشعبه ومليكه الدستور

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/151282