طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


"تصليحة" هاشم


المطاعم الشعبية جميعها اكتسبت شهرتها من جيوب الفقراء وبنت مجدها الحاضر على هذه الجيوب وهي حالها كحال الحكومات عندما ترفع الاسعار التي يتضرر منها الفقراء باستمرار وقد وجدت هذه المطاعم ضالتها بين الحارات والكراجات وفي دخلات وادراج وسط البلد واذا بها تفتح الفروع تلو الفروع في مختلف المناطق الراقية في العاصمة. ومن هذه المطاعم مطعم هاشم في وسط البلد والذي رغم ذلك يعتبر من اقل هذه المطاعم الشعبية اندلاقا على المناطق الراقية فلم يفتح له الا فرعا واحدا ولا يزال يحافظ على مكانه الاول ولم يغيره ويعتبر ان اصله هو اصله بعكس من كان داخل منطقة صناعية واصبح مطعمه الشعبي مطعما سياحيا راقيا وبكلفه ملايين الدنانير. الم يضلم هذا الشخص شعبية الطعام عندما جعل مكانه بأسعار الملايين وقد كلفه ذلك فعلا والبداية كانت من جيوب اصحاب الكراجات وغيره كثيرون فتجدهم في المناطق الراقية وفي كل مكان رغم ان بداياتهم كانت بسيطة وشهرتهم اتت من البسطاء، وليس من الاغنياء. ما جعلني اتطرق لهذا الموضوع هو لجوء اصحاب المطاعم الشعبية لرفع اسعارهم بشكل جنوني مستغلين ما تقوم به الحكومة من اجراءات رفع الاسعار بين الفينة والاخرى، فكل زيادة في اسعار المحروقات تتبعها زيادة في سعر حبة الفلافل التي اصبحت عند البعض بستة قروش وصحن الحمص والفول باسعار تصل الى دينار او اكثر لأصغرها. هؤلاء الذين زادوا الاسعار وقودهم اسطوانة الغاز والتي تم رفعها لمرة واحدة وكان بامكانهم التوقف عن الرفع لانهم لا يستخدمون لا السولار ولا البنزين ولا الكاز فهم يستخدمون الغاز. هناك مطاعم من انظف المطاعم وافضلها صحة للانسان ولديها زبائن اكثر من بعض من غيروا في اتجاهاتهم وبقيت على ما هي عليه وفي مناطق غير شعبية بل من مناطق عمان الغربية وتبيع باسعار قليلة جدا قياسا مع هذه المطاعم وبنصف السعر ولم تتغير ولم تتبدل سندويشة الفلافل بربع دينار ومن يرفعون الاسعار تجاوزت الستين قرشا للسندويشة او صحن الحمص والفول بنصف دينار مقابل اكثر من دينار لرافعي الاسعار. الفول والحمص والفلافل اكلات للناس البسطاء ولكن حولها اصحاب بعض المطاعم لتكون اكلات للطبقات العليا من المجتمع وزادوا في الاسعار ولسان حالهم يقول لمن كانوا هم السبب في وصولهم الى ما وصلوا اليه' نحن اغتنياء منكم عندما كنا منكم ولما شبعنا منكم ذهبنا لمن اصبحنا منهم'. هل تذكرون 'التصليحة' عند هاشم؟ لا ادري ان كان لا يزال يصلح بها ام لا ولكنها كانت تعبير عن موقف انساني مع الفقير فلا يخرجه من مطعمه الا شبعانا، والتصليحة لمن لا يعرفها هي بعد ان يكمل الزبون صحنه ولم يصل لمرحلة الشبع عليه الطلب من القرسون تصليحة اي لحسة حمص او ملعقة فول ليكمل رغيفه 'بالغموس'.

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/147643