طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


من يعشق المطر لا يخشى البلل


من أراد الاصلاح عليه أن لا يأبه بالشعارات , فليس كل من رفع صوته سجله التاريخ ثورياً , و ليس كل من هاجم الدولة من على المنابر و بوسائل الإعلام بأشكاله صار ناشطاً سياسياً أو اجتماعيا , فالإصلاح حقيقة و بعض الشعارات وهم , تذوب أمام همة الوطنيين , الذين لا تنثني عزائمهم , و لكنهم كما عكّا لو خشيت هدير البحر لرحلت . الشغب و المشاغبة عمليات مستمرة لن تتوقف (تحديداً في هذه الفترة الزمنية ) فالأولى أن تعرف بواعثها بشكل دقيق و صحيح , فإذا كان مرادها الإصلاح , فعليها التوقف , لأن بوادره ظهرت للعيان و خط مسيره رسم , من رأس هرم النظام مروراً بالسلطات الثلاث , و نشطاء الحراك الأنقياء , و أحزابه الصافية مشاربهم , و اقتنعت به و أيدته طبقات الشعب كافة . و إن كان الشغب بدوافع خارجية , مخطط أساليبه و محددة أهدافه , فإنه سيستمر حتى يحين قطافه , وقت نضوج ثماره , و لا أحد يعرف ذلك إلا أسياد العالم الذين تمكنوا بحنكة و مهارة , من خلط أوراق الربيع , في دول العرب , ما ظهر منها و ما لم يظهر بعد , و أدخلوا الشعوب في فوضى أسموها الخلاقة و هي الهدم (بعينه و أنفه!) . شبعنا و أشبعت الأجيال السابقة و ستلحق بها الأجيال اللاحقة , من قواميس الاصطلاحات الزائفة , فكان أن سمعنا في مراحل زمنية سابقة عن شعارات الثورة و الثوار , شعارات الرجعية و التقدمية , شعارات العروبة و القومية , شعارات اليمين و اليسار , التي ما كانت شعارات حقيقية نابعة من إيمان حقيقي في قلوب أبناء الأمة , و لكنهم رددوها على الألسن مستعذبين حلاوة ألفاظها , غير مدركين لخطورة أهدافها , و مرارة طعم مذاقها , ثم تبخرت حين انتهى زمانها و صلاحها و لم يعد لها تأثير في نفوس الشباب المتحمس , حتى و إن قرأنا التاريخ الآن , سنجد أنه أذاب من طبعاته الكثير من هذه الاصطلاحات , استنكاراً لبشاعة صنيعها بأهل لغة الضاد . في زمان هذا الجيل ظهرت مصطلحات جديدة , ستذهب بها الريح بعد حين , انتشرت في كل الفضاء العربي , في إذاعاته و قناواته المتلفزة , و على لسان الهتافين و أهل ندوات التنظير , فكان أن ظهرت اصطلاحات , مقاتلو المعارضة , الجيش الحر , معارضة الخارج , النشطاء , كلها مصطلحات لا تقدم ولا تأخر من حيث أسمائها و شعاراتها , و لكن الخطر يكمن في مخبوء مضامينها , المرسومة بأيدي أعداء الأمة , الذين ما أرادوا لها إلا الخراب و التدمير و نهب ثراواتها , فهل من صحوة بعد غفوة ؟! حمى الله الأردن و شعبه و مليكه. abeer.alzaben@gmail.com الدستور

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/147636