طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


التربية بين الإعلام وفصاحة الأقلام


يقال أن الإعلام'علم وفن في آن واحد' من حيث أنه يستند على أسس ومنطلقات فكرية مستمدة من مناهج البحث العلمي في إطاره النظري والتطبيقي, كما أنه يهدف إلى التعبير عن الأفكار وتجسيدها في صور بلاغية وفنية لتكون رسالة إعلامية يتحقق نجاحها إن وصلت للناس بوضوح وأظهرت تأثيرا عليهم من خلال ردود أفعالهم سواء كانت ايجابية بقبول تلك الرسالة أو سلبية برفضها. ومن أهم أقسام الإعلام العديدة التي تُعنى بمتابعة القضايا الكثيرة والمثيرة للجدل بمختلف النواحي..الإعلام التربوي الذي يجمع على تعريفه العديد من التربويين والباحثين بأنه الإعلام الشامل للتربية بمفهومها الواسع الحديث ومن بينها الإعلام التعليمي الذي يهتم وبشكل خاص في نقل تراث الأمة وميراثها الاجتماعي من جيل إلى جيل، حيث يلعب دورا كبيرا في تنمية الجوانب المعرفية للمتعلمين وتغيير سلوكهم إلى الأفضل من خلال تعزيز علاقة التفاهم بين الإعلام والتعليم والتي تترسخ في الحوار الهادف بين الجهتين, فالإعلام يقدم خدمات إخبارية تهدف إلى تبصير وتنوير وإقناع الإفراد بينما يهدف التعليم إلى استمرار التراث العلمي والأدبي والاجتماعي للأجيال المتعاقبة مما يؤدي إلى تنمية مهاراتهم وقدراتهم العقلية والبدنية. فالإعلام والتربية دعامتان متلازمتان ، تعملان على توجيه الأجيال لتبني سلوكا علميا واجتماعيا سليما يحقق الرضا لأبناء المجتمع، وهذا لا يتحقق إلا بتضافر جهود متفاعلة ما بين التربية وكل الوسائل الإعلامية، التي تتواصل خاصة مع وزارة التربية والتعليم لتحقيق نجاح للإعلام التعليمي الذي يسير جنبا إلى جنب مع الإعلام التربوي والذي يسهم إسهاماً كبيرا في إنجاح سياسة التعليم من خلال استثمار وسائل الاتصال لتحقيق أهداف تربوية مرسومة في ضوء السياسة التعليمية والإعلامية للدولة الأردنية. وتظهر بصمات النجاح للإعلام التربوي ليس فقط من خلال التركيز على التواصل مع المجتمع من خلال نشر الأخبار وتزويد الناس بالمعلومات الصحيحة عن المشاريع التربوية بل باستطاعتنا تطويع وسائل الاتصال المتعددة لمتابعة سلوكيات الطلاب داخل المدارس وخارجها ومعايشة ظروفهم المجتمعية وترسيخ هذه الوسائل لتكون عونا للمعلمين والآباء والأمهات في تقريب المعلومة وتأكيد المفاهيم الحقيقية واطلاع المجتمع على كل جديد في مسيرة التعليم والتواصل المستمر مع أفراد المجتمع بقضايا التربية والتعليم وجوانب العملية التربوية كالمناهج والمعلمين والطلاب والنشاط المدرسي. ولكي نقود بالإعلام التربوي إلى النجاح لا بد من وضع فلسفة وإستراتيجية متجددة تعتمد على استخدام تقنيات الاتصال في التربية ووضع سياسة ثابتة تتضح وتتبلور فيها الأدوار والمهام وكافة العناصر اللازمة للقيام بالعمل على الوجه الأكمل، ليكون للجهود الإعلامية تأثيرا كبيرا على الرأي العام من خلال توجيه رسائل إعلامية تتسم بالصدق والدقة والصراحة والشفافية والموضوعية مما يزيد في ثقة أبناء المجتمع بالتربية والتعليم في الوطن.

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/146707