طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


شباط اللعين


في مثل هذه الايام من أعوام كثيرة أصاب بالملل و القلق و الخوف و الاضطراب ، في شباط اللعين دائما أخسر أشياء جميلة ومؤثرة في حياتي . رحلت حبيتي في أيام من شباط الحالي دون أن تطمئن على بقيتها في الوطن الكبير 'الاردن ' تركتني وحيدا كأنها تريد أختبار حبي لها ، رحلت وكأنها تريد التأكيد لي على صعوبة كمال أي علاقة أنسانية ، رحلت دون أنذار سابق أو تحذير وبهدوء لم أتخيله على هذا الشكل اللعين . في شباط اللعين أشعر دوما بقرب الموت ، لم يسبق لي أن تعرفت على الموت مدويا و خافتا ومخيفا كما هو في شباط ، لم أشعر بتقدم عمري الا في شباط ، لم أشعر بغزارة الشيب ، و أن الحواس من حول عقلي تقودني الى الموت والنهايات صاغرا ومسلما بلا أمل أو قدرة على المقاومة . خوفي من الموت يسلبني الاحساس باشياء جميلة من حولي ، يمنع عني الامل و التمتع بلذات و شهوات الحياة وجمالها ، قصاص لئيم وقاسي أعاني منه كلما حل شباط اللعين ... حيث رحلة الاقتراب من الموت تبدء و يتضاعف مفعولها على نفسي الاليمة ... في شباط اللعين تخال أنك وصلت الى المعرفة الحقيقية و المطلقة لتميز بين 'الحق و الظلم' و' الخطأ و الصواب ' ، شهر فيه دليل و نور ، تظل في رحلة شقاء و تعب وتجديد يومي للبحث عن الحق و العدل و الوضوح ، سجال معرفي يومي مع العقل لكشف ما هو مستور من أجل مسيرة أكثر دقة و أمان وعدالة و ووضوح . صورة الموت تلاحقني في المنام و المعاش ، و أن موعده لم يحن بعد ، الا أن السؤال الحقيقي يبقى عن معنى الحياة في صراعها الواضح و المكشوف و المهزوز مع الموت ، عندما يضيع و يفقد الاحساس بالانتصار ، ولا يبقى الا الرضا و قليل من الامل ، و لايشعر المرء بذلك ، الا عندما تعطل قدرته على المحاولة من جديد و ينتصر الموت.

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/146203