طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


" دق " عــــود .. !!!!!


على الرغم من أن معدله في ' التوجيهي العلمي ' لم يؤهله لدخول ' سينما ' إلا ان السيد الوالد ' وبما أن ' الله منعم عليه ومفضل ' أرسله إلى دولة أوروبية كانت في حينها شرقية ليستكمل دراساته الجامعية ليعود إليه طبيبا ليلبي طموحه ويرفع من شانه ومكانته الإجتماعية في ' الجاهات ' و ' العطوات ' والأسواق ويصبح معروفا في ' أبو الدكتور ' من اجل ذلك لم يألو جهدا في تامين ولده ' دكتور الغد ' بالغربة الدراسية في كل متطلباته المالية وحتى الغذائية من ' تنكات الجبنة والمقدوس والزيت والسمن البلدي ' لتساعده في التركيز الذهني والعقلي في دراسته الاكاديمية ...ومضت سنوات طوال تجاوزت العشر سنين والدكتور لم يتخرج بعد بحجة إستكمال الدراسات العليا والسيد ' الوالد ' بسلامته لم يشك في لحظة في حجة أبنه ...في النهاية وبعد إنتهاء العشر السنوات عاد الولد بيمن الله ورعايته سالما أرض الوطن في ظل إستعدادات مهيبة من السيد الوالد من ' الصواويين ' و 'المناسف ' و'الكنافة 'والفرق الموسيقية إحتفالا في هذه اللحظة التاريخية ....بعد ان وصل ' النشمي ' ارض المطار وأستقبله الجميع بالقبل والأحضان ....أخرج الشهادة من الحقيبة واعطاها للسيد الوالد ....اخذها بشغف ولهفة ليقرأ اللقب الذي أنتظره طويلا فإذا به قد تغير لون وجهه من الأبيض إلى الأسود وأنقلبت الضحكة إلى صرخة غضب في وجه ولده ...قائلا إليه وطالبا منه ' إعطيني العود يابا ' اخرج ' العود ' من الحقيبة فما أن اخذ السيد الوالد ' العود ' حتى قام بحركة ' كاراتية ' سريعة بتكسير ' العود ' على رأسه والشتائم تخرج متواليه منه لأبنه ' راجعلي بكالوريوس في دق العود ...الله ( ) والدك ' ...ومنذ تلك اللحظة والوالد يعاني من جلطة قلبية والولد أصبح عازف عود في السهرات والأفراح الشعبية في الحارات ...!!!! ان عواقب ' الدلال ' وحب الوجاهة لا يقتصر على السيد الوالد فيما مضى بل أصبح مستشريا في المجتمع بل وأصبح مألوفا في العمل الحكومي العام للأسف فهنالك البعض من المسؤولين والمكلفين في العمل العام وعلى الرغم من إغداق وتوفير الدولة إليه كل متطلبات السير بالعمل و ' الدلال ' من وسائل إتصالات وأثاث وسيارات وسكرتيرات ومستشارين إلا ان المتأتي من ذلك كله لا يربو سوى ' دق عود ' عزفه علينا هؤلاء في نشرات الأخبار والصحف إلى حد إنبهارنا وإعجابنا فيهم بكل ' طلة ' بهية نشاهدهم فيها يتحدثون فيها عن مشاريع تسيل لعابنا بأننا معهم وبهم سنمضي قدما للامام ونحو مصاف الدول المتقدمة والمتطورة الحديثة ......لن أطيل كثيرا فقط أستذكروا معي بعضا من حفلاتهم – عفوا- مشاريعهم التي غنوا وطبلوا لنا عنها ' كالباص السريع ' و ' مشروع سكن كريم لعيش كريم ' وما آلت إليه من نتائج سلبية وأليمة ..من أجل الله ثم الوطن في كافة رموزه كفانا ' دلالاً ' ...علينا ان نحاسب على التقصير ...!!!!!

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/146126