طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


شتّام !


إتخذ أحد المدافعين عن حماس في الأردن قرارا و فتوى سياسية أعلنها الى الأن على صفحات التواصل الاجتماعي مفاده ' أن من لا يقبل بحماس في الاردن فهو مأفون و طائفي و عنصري' و هذا ينطبق على الجميع طبعا طالما انهم لا يقبلون بوجود حماس في الاردن . يا للهول! لم يعد عند هذا الكاتب سوى الشتائم ليعبر من خلالها عن مواقفه! هذا يعني – بحسب الفتوى – أني مأفون . هذا يمكن فهمه ! لكن ما لا يمكن فهمه كيف أكون ' طائفيا ' ؟ حسنا ، إذا نظرنا للتقسيم الديني السائد و أُجبرت على القبول بأني ' سني ' نظرا لأن أبواي كذلك فكيف أكون ' طائفيا ' ؟! سيما أن حماس ذاتها ' سنية ' ؟ و إذا تحررت – بالأصح تجرأت و جازفت - من التقسيمات الدينية و أعلنت انحيازي لإنسانيتي و عقلي و ضميري فاني علماني يحترم كل البشر ولا يقيمهم بناء على دياناتهم و وطوائفهم فكيف اذا أصبح طائفيا و انا لا أقبلها بالأساس. يا الهي ، ' مأفون و طائفي ' كل من لا يقبل بحماس ... تحديدا على أرض الأردن' ! و قريبا سيصبح ' مأفون و طائفي ' من لا يقبل بتوطين كل الفلسطينيين و اللاجئين السوريين و العراقيين لربما في الأردن و ' مأفون و طائفي ' كل من لا يقبل بإعطاء كل مقاعد مجلس النواب لعمان و الزرقاء ! و ' مأفون و طائفي ' كل من لا يقبل ان تذهب كل الموارد لعمان والزرقاء فقط . تأملوا في جوهر تفكير هؤلاء، و في عقولهم .. في الواقع من المنصف عدم القول ' عقولهم ' بل الأجدر القول جهازهم العصبي فحسب لأن التكفير الديني و السياسي لا ينم عن عقل خصوصا حينما ينتصر لتنظيم على حساب وطن. هل أنا و سواي من الاردنيين و الفلسطينيين معا مجبرين على القبول بحماس ليس في الاردن فحسب لا بل على الأرض التي يجب أن تكون عليها ؟ و إذا قبلنا بحماس اليس من العدل و المنطق ان نقبل بسواها من التنظيمات الأخرى ؟ لماذا حماس بالذات و قد عقرت من مد لها يد العون حينما كان نهجها مختلفا! خالد مشعل مواطن أردني لكنه على رأس تنظيم فلسطيني فكيف نتعامل معه ؟ سؤال موجه للأردنيين و اشقائهم الفلسطينيين،للسياسيين و الحقوقيين ، لدعاة فك الأرتباط، حفاظا على عروبة فلسطين و منعا لأي توتر ديموغرافي في الأردن و لدعاة التوطين و المحاصصة المتآمرين على عروبة فلسطين و عملاء مشروع التفريغ كيف نتعامل مع تنظيم فلسطيني يرأسه مواطن أردني ؟ أنقبل التنظيم لمجرد تزعمه من قبل مواطن أردني أم نرفض وجود التنظيم على ارضنا – لا التنظيم ذاته – لأنه ليس أردنيا ؟ بالمناسبه انا ضد إبعاد مشعل عن الاردن لأنه مواطن و الدستور نص صراحة على عدم جواز إبعاد الاردني عن دياره لكنها حالة معقدة تلك التي يمثلها مشعل و حماس و يجب ان نفكر فيها بهدوء بعيدا عن اتهامات الاقليمية و التكفير الذي تتحفنا به الجماعات الإسلامية و التوطينية. من غير المنطقي أنه في كل مره يحضر فيها خالد مشعل لزيارة أقرباءه في الأردن تتحفز الدولة الاردنية بكاملها و على كافة مستوياتها لاستقباله . من غير المنطقي ان تستقبل جهات عليا مواطنا اردنيا لتناقش معه قضايا سياسية تمس الدولة الاردنية بالتفاهم مع التنظيم غير الاردني الذي يتزعمه. ' حماس ' أصبحت بامتياز موضع شك بعدما انحازت لطرف على حساب أخر في سوريا في حين كان بإمكانها أن تكون محايدة ' و تعتبر أن ما يحدث بسوريا شأن داخلي و تحاول قدر الإمكان لعب دورا حميدا لحقن الدم هناك. كيف أستكين إذا ' لحماس ' في الأردن في ظل علاقة جنينية مع تنظيم الإخوان هنا ؟! و في ظل وضع داخلي ملتهب معرض للانفجار في إي لحظة سيما أن الخطايا السياسية الداخلية الرسمية تتراكم و الاوضاع المعيشية تنحدر. لماذا نضطر للقبول ب 'حماس ' على أرضنا ؟ فهي ليست حزبا اردنيا و لا يكفي ان يكون زعيمها مواطنا اردنيا ليبرر ذلك سيما انها تبحث عن قبول الامريكان والصهاينة لها كبديل مناسب للمرحلة الملتحية ! أم أن نجاح الصفقة كفيل بإرضاء الجناح الحمساوي المسيطر في جماعة الاخوان و يمهد الطريق لتفاهمات داخلية أخرى و يشكل تعويضا عما فات الجماعة لا يشكل ضربة قوية للتيار الوطني في تنظيم الجماعة المتمثل بمبادرة ' زمزم ' الذي يشكل ازعاجا جديا لمعظم تيارات الجماعة و اجهزة الدولة معا . لطالما دافعنا عن التفاهم مع ' حماس ' المقاومة من منطلق المصلحة الوطنية المتمثل بنهج ' حماس ' الرافض للتوطين و لإفراغ الضفة و عدم التدخل بالاوضاع الداخلية للدول العربية اما اليوم فمن اواضح أنها اختارت طريقا أخر في ظل أستيلاء الاسلاميين على السلطة في أعقاب ثورات لم يقدموا فيها جرحى و ليس شهداء و وصولوا عبر نتائج صناديق مجتمع يخشى عقاب الله ان لم ينتخب الملتحين ! القبول بوجود حماس موضع شك و مريب حقا و ليس من صالح الدولة الأردنية و لا حتى الفلسطينية سيما أن ' حماس' تريد ان تصبح ' حمام ' ! و من واجب الجهات الامنية – ان كانت وطنية حقا – أن تلجم محاولات أي طرف في الدولة يريد القضاء عليها كليا بعد ان أبدع في نفض جيوبها و تزييف وعي أهلها . عموما تأملوا بعقلية ' مأفون و طائفي و عنصري ' التي من خلالها نذهب الى جهنم الدنيا و الاخرة معا !

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/143756