طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


أخي سامي .. هل مهدت التراب جيدا تحت رأسهم؟


خضت التجربة للأسف في شهر تموز العام الماضي عندما فجعت وأنا خارج البلاد برحيل أغلى الأصدقاء ورفيق العمر وحبيب القلب عمر الزين رحمه ألله وأسكنه فسيح جنانه. يومها شعرت بسجن لا مثيل له يشمل الجسد والروح فقد شاء ألله أن يحرمني وقد كنت في قارة أخرى من المشاركة في وضع رأسه على التراب ...بكيت ثلاثة أيام ولم أهدأ إلا بعدما نعيته بأحرفي ..لحظتها إستقرت الحقيقة الموجعة فما تبقى من حياتي لا مكان فيه لعمر الزين. لكن صدقوني أني أرى وجه رفيقي الراحل في كل مكان مررنا به أو زرناه يوما ..ثمة تفاصيل شخصية جدا في الغرفة المغلقة لأي منا ...تفاصيل لا يعرفها إلا ألله ورفاقنا الراحلون ونحن الذين نبقى بعدهم بلا معنى . الدنيا ضاقت علينا أكثر بعد رحيل عزيزنا وفقيدنا سامي الزبيدي والأماكن الموحشة تضاعفت . أمكنة وقصص وقضايا وحوارات وخلافات وأشياء كثيرة جمعتني بالراحل الفقيد والصديق سامي زبيدي عليه رحمة ألله ..بصراحة لا أعرف ما الذي يمكنه أين يفعله أي إنسان عندما يفقد عزيزا بكل هذه التفاصيل ؟..هل يمكن تخبئتها ودفنها مع الراحلين ؟. أشخاص كثيرون وأماكن كثيرة في حياتي لا أعتقد بإمكانية إستعادتها بدون سامي الزبيدي فقد تعودت عليه معها وعبرها مثلا {دوار}أبو فيصل ..برندة ممدوح العبادي ..عيادة الدكتور عرفات الأشهب ..مقهى الشريف وإجتماعات المواقع وباسل العكور وناصر قمش ..ممرات الرأي وبيت أستاذنا سكجها في دبين ومكتب الخطايبة ومزرعة الخال المدهش في سوف عبدلله العتوم وسلسلة طويلة من الأماكن التي لا يمكنك زيارتها إلا وتشعر بأن سامي كان هنا للتو أو رحل من هنا قبل قليل . طريق عمان المفرق وطريق عجلون التي وصفها سامي يوما بأنها تشبه جبال سويسرا ..شاطيء العلاجي في البحر الميت وبعض العقبة وكل نقطة في عمان يمكن أن يمر بها صحفي أو يعبرها سياسي تشتم فيها رائحة سامي الزبيدي ...طلوع الويبده وشارع الرينبو ووسط البلد وجوار الجامعة والجبيهة وطلعة البلاستيك. تأخرت في نعي زميلي ودفعتي وصديقي المناكف المحب للحياة سامي الزبيدي لإني بصراحة لم أكن أعرف كيف يمكن أن ننعاه ونجول الأماكن بعده . الراحلون أنواع بعضهم لا يمكن ترحيله وسامي من هؤلاء ..شخصيا لم أرى محبا للحياة على طريقته رغم أنها لم تمنحه إلا القليل ولم أرى ذكيا لماحا حيويا مثله في الوسط الذي نعيش فيه . سامي حايل الموت ولاعبه عدة مرات وأفلت منه ببراعة لكن مشيئة الخالق القدير قدرت بأن يرحل زميلنا ورفيقنا بصحبة من أحب حتى تبقى الحسرة واللوعة فينا فقط نحن من ألفناه وعرفناه وتعودنا إليه. فجعنا برحيلك أبا خالد وليشهد ألله وفجعنا أكثر بمغادرة صحبك وأطفالك لعلكم تستقبلونا يوما ما بين يدي من يغفر ولا يضر العباد. أحسب أنك وقفت مباشرة بعدما غادرت خطى الرجال تحت القبر وإندفعت تمهد التراب جيدا تحت رأس شام وكندة وخالد وأمهم وخالهم رحمهم ألله جميعا ...إنا على فقدانكم آل سامي لمحزونون ولله العظيم. لكن أنتم الأن في دار الحق ونحن مستقرون في دار الباطل وعزائنا أنك تركت فينا سيرة تؤكد بأننا ينبغي أن لا نترك لهم العالم ونندفن .... أنت تعلم صديقي الراحل أبدا من هم هؤلاء...تغمدك وأطفالك وصحبك في الرحلة الأخيرة وصديقي الذي سبقك عمر الزين ملك الملوك بواسع رحمته ومغفرته .

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/143319