لم يدّعِ بطولة، لكنه سار مع الأردنيين الطيبين في كل صباح ومساء يطارد أبناء البدو ليعلمهم في بواديهم، ولم يكن يطمح أن تهديه وزارة التنمية بيتا، لأنه حين بني البيت اتصل بي قائلا: يا دكتور أنا شغلتي أطارد وراء «العقب» لأعلمهم..». كان رجلا دمثا محبا وصاحب خلق، لكنه وري الثرى دونما ضوء يسلط على وفاته، مع أنه قد يكون من أكثر الأردنيين إبداعا في زماننا.
ولأنه عبد من عباد الله الصالحين، لم يشته الإعلام أكثر مما كتب عنه، وقد أجرت قناة الجزيرة الانجليزية تحقيقا عنه أعدته الزميلة نسرين الشمايلة، في مقر تعليمه للأطفال في الجفر وفي منطقة باير.
هو محمد عيد الدمانية الحويطات، الذي توفي قبل نحو شهر ونصف عن عمر يناهز 66 سنة، ولم اعرف إلا متأخرا بطريق الصدفة، حيث أنه تعرض لحادث، أودى بحياته، بعدما كان قد وهب كل ما بوسعه وما لديه من اجل تعليم أبناء البدو، في كتّابه الجميل المكون من خيمة لم يكن بها من الأثاث إلا سجادة وبضع مخدات/ وسائد يستخدمها الطلبة في الجلوس ويتكئون عليها.
محمد عيد الدّمانية أردني عروبي، كرس حياته بنبل وخلق لتحقيق حلمه بأن يعلم كل طفل بالبادية، كي لا يفوته قطار العلم، وكان له نصيب وسجل وافر من العطاء، وسيظل أثره حاضرا عند من كان له فضل عليهم، وهو الساعي للتعليم بكل حب وشغف وحرص، وإن تعرف إليه المرء فإنه سيجده مهندسا في فن التواصل، ومتابع جيد لإذاعة bbc، ويتابع ويتصل ويخبر ويقيم كل من يتحدث عن الأردن ويغضب إذا كان الخبر أو الرأي متحامل على الأردن برأيه.
ليس له مجد من بناء أو منصب أو أثاث قصر، أو شركة، بل شركته المساهمة العامة كانت في خيمته التي ستفتقده بلا شك، وأولئك الصبية الذين كانوا ينتظرون ويفضلون كتابه على المدرسة، والسبب كما يقول أحد في شريط الفيديو الذي زودني به قبل ثلاثة أعوام: «لأنهم يتعلمون منه بشكل أفضل».
أبو عيد كان نموذجا أردنيا طيبا في العطاء، ليس بوسع احد أن يدعي صلة به أو سبب في الكتابة عنه غير الزميل د باسم الطويسي الذي عرفني به، وهو الوحيد الذي كتب عنه عند الممات، وباسم مثال في الطيبة والخلق والوفاء، وليس هذا بغريب عليه.
محمد عيد الدمانية الحويطات ترك ثروة من أعلى الأسهم قيمة في تاريخ الشركات الأردنية، وهو سهم العِلم الذي لن ينقطع والذي سيتواصل في طلابه، من أبناء الجفر والصحراء الجنوبية والوسطى، وعددهم ممن حفظتها سجلاته نحو 600 طالب درسهم وعلمهم بدون أجر أو ابتغاء شكر.
كان أبو عيد متواضع الطموح، فقط فرح قبل وفاته بأشهر بتركيب طقم أسنان تبرع به زملاء في مستشفى الجامعة الأردنية لا نذكر اسمهم ليستمر الفضل فيهم، وحين ركب الطقم فرح واتصل يشكر ويفخر بالأطباء وبأنهم قدروه واحترموه وهو دأبهم دوما في مستشفى الجامعة، وهو لم يدّع معرفة بأي مسؤول، ولم يكن يرغب بمعرفة الأكابر، فقط كان إذا ما جاء لعمان يستعجل المغادرة منها، قائلا: ورأي جهال يا دكتور بدهم تعليم...» وهو أب بكل ما في الأبوة من عطاء وصدق، برغم انه لم يتزوج.
لم يحظ أبو عيد بالاهتمام الكافي في حياته، لكن يليق به أن تسمى مدرسة باسمه، هو لم يعرف أي رئيس حكومة، ولم يدّع ذلك، ولكنه كان يعرف أن الأردن وطن بني على قوة الحرف والمعرفة. فرحمه الله وغفر له، إنه سميع مجيب.
Mohannad974@yahoo.com
الدستور
لم يدّعِ بطولة، لكنه سار مع الأردنيين الطيبين في كل صباح ومساء يطارد أبناء البدو ليعلمهم في بواديهم، ولم يكن يطمح أن تهديه وزارة التنمية بيتا، لأنه حين بني البيت اتصل بي قائلا: يا دكتور أنا شغلتي أطارد وراء «العقب» لأعلمهم..». كان رجلا دمثا محبا وصاحب خلق، لكنه وري الثرى دونما ضوء يسلط على وفاته، مع أنه قد يكون من أكثر الأردنيين إبداعا في زماننا.
ولأنه عبد من عباد الله الصالحين، لم يشته الإعلام أكثر مما كتب عنه، وقد أجرت قناة الجزيرة الانجليزية تحقيقا عنه أعدته الزميلة نسرين الشمايلة، في مقر تعليمه للأطفال في الجفر وفي منطقة باير.
هو محمد عيد الدمانية الحويطات، الذي توفي قبل نحو شهر ونصف عن عمر يناهز 66 سنة، ولم اعرف إلا متأخرا بطريق الصدفة، حيث أنه تعرض لحادث، أودى بحياته، بعدما كان قد وهب كل ما بوسعه وما لديه من اجل تعليم أبناء البدو، في كتّابه الجميل المكون من خيمة لم يكن بها من الأثاث إلا سجادة وبضع مخدات/ وسائد يستخدمها الطلبة في الجلوس ويتكئون عليها.
محمد عيد الدّمانية أردني عروبي، كرس حياته بنبل وخلق لتحقيق حلمه بأن يعلم كل طفل بالبادية، كي لا يفوته قطار العلم، وكان له نصيب وسجل وافر من العطاء، وسيظل أثره حاضرا عند من كان له فضل عليهم، وهو الساعي للتعليم بكل حب وشغف وحرص، وإن تعرف إليه المرء فإنه سيجده مهندسا في فن التواصل، ومتابع جيد لإذاعة bbc، ويتابع ويتصل ويخبر ويقيم كل من يتحدث عن الأردن ويغضب إذا كان الخبر أو الرأي متحامل على الأردن برأيه.
ليس له مجد من بناء أو منصب أو أثاث قصر، أو شركة، بل شركته المساهمة العامة كانت في خيمته التي ستفتقده بلا شك، وأولئك الصبية الذين كانوا ينتظرون ويفضلون كتابه على المدرسة، والسبب كما يقول أحد في شريط الفيديو الذي زودني به قبل ثلاثة أعوام: «لأنهم يتعلمون منه بشكل أفضل».
أبو عيد كان نموذجا أردنيا طيبا في العطاء، ليس بوسع احد أن يدعي صلة به أو سبب في الكتابة عنه غير الزميل د باسم الطويسي الذي عرفني به، وهو الوحيد الذي كتب عنه عند الممات، وباسم مثال في الطيبة والخلق والوفاء، وليس هذا بغريب عليه.
محمد عيد الدمانية الحويطات ترك ثروة من أعلى الأسهم قيمة في تاريخ الشركات الأردنية، وهو سهم العِلم الذي لن ينقطع والذي سيتواصل في طلابه، من أبناء الجفر والصحراء الجنوبية والوسطى، وعددهم ممن حفظتها سجلاته نحو 600 طالب درسهم وعلمهم بدون أجر أو ابتغاء شكر.
كان أبو عيد متواضع الطموح، فقط فرح قبل وفاته بأشهر بتركيب طقم أسنان تبرع به زملاء في مستشفى الجامعة الأردنية لا نذكر اسمهم ليستمر الفضل فيهم، وحين ركب الطقم فرح واتصل يشكر ويفخر بالأطباء وبأنهم قدروه واحترموه وهو دأبهم دوما في مستشفى الجامعة، وهو لم يدّع معرفة بأي مسؤول، ولم يكن يرغب بمعرفة الأكابر، فقط كان إذا ما جاء لعمان يستعجل المغادرة منها، قائلا: ورأي جهال يا دكتور بدهم تعليم...» وهو أب بكل ما في الأبوة من عطاء وصدق، برغم انه لم يتزوج.
لم يحظ أبو عيد بالاهتمام الكافي في حياته، لكن يليق به أن تسمى مدرسة باسمه، هو لم يعرف أي رئيس حكومة، ولم يدّع ذلك، ولكنه كان يعرف أن الأردن وطن بني على قوة الحرف والمعرفة. فرحمه الله وغفر له، إنه سميع مجيب.
Mohannad974@yahoo.com
الدستور
لم يدّعِ بطولة، لكنه سار مع الأردنيين الطيبين في كل صباح ومساء يطارد أبناء البدو ليعلمهم في بواديهم، ولم يكن يطمح أن تهديه وزارة التنمية بيتا، لأنه حين بني البيت اتصل بي قائلا: يا دكتور أنا شغلتي أطارد وراء «العقب» لأعلمهم..». كان رجلا دمثا محبا وصاحب خلق، لكنه وري الثرى دونما ضوء يسلط على وفاته، مع أنه قد يكون من أكثر الأردنيين إبداعا في زماننا.
ولأنه عبد من عباد الله الصالحين، لم يشته الإعلام أكثر مما كتب عنه، وقد أجرت قناة الجزيرة الانجليزية تحقيقا عنه أعدته الزميلة نسرين الشمايلة، في مقر تعليمه للأطفال في الجفر وفي منطقة باير.
هو محمد عيد الدمانية الحويطات، الذي توفي قبل نحو شهر ونصف عن عمر يناهز 66 سنة، ولم اعرف إلا متأخرا بطريق الصدفة، حيث أنه تعرض لحادث، أودى بحياته، بعدما كان قد وهب كل ما بوسعه وما لديه من اجل تعليم أبناء البدو، في كتّابه الجميل المكون من خيمة لم يكن بها من الأثاث إلا سجادة وبضع مخدات/ وسائد يستخدمها الطلبة في الجلوس ويتكئون عليها.
محمد عيد الدّمانية أردني عروبي، كرس حياته بنبل وخلق لتحقيق حلمه بأن يعلم كل طفل بالبادية، كي لا يفوته قطار العلم، وكان له نصيب وسجل وافر من العطاء، وسيظل أثره حاضرا عند من كان له فضل عليهم، وهو الساعي للتعليم بكل حب وشغف وحرص، وإن تعرف إليه المرء فإنه سيجده مهندسا في فن التواصل، ومتابع جيد لإذاعة bbc، ويتابع ويتصل ويخبر ويقيم كل من يتحدث عن الأردن ويغضب إذا كان الخبر أو الرأي متحامل على الأردن برأيه.
ليس له مجد من بناء أو منصب أو أثاث قصر، أو شركة، بل شركته المساهمة العامة كانت في خيمته التي ستفتقده بلا شك، وأولئك الصبية الذين كانوا ينتظرون ويفضلون كتابه على المدرسة، والسبب كما يقول أحد في شريط الفيديو الذي زودني به قبل ثلاثة أعوام: «لأنهم يتعلمون منه بشكل أفضل».
أبو عيد كان نموذجا أردنيا طيبا في العطاء، ليس بوسع احد أن يدعي صلة به أو سبب في الكتابة عنه غير الزميل د باسم الطويسي الذي عرفني به، وهو الوحيد الذي كتب عنه عند الممات، وباسم مثال في الطيبة والخلق والوفاء، وليس هذا بغريب عليه.
محمد عيد الدمانية الحويطات ترك ثروة من أعلى الأسهم قيمة في تاريخ الشركات الأردنية، وهو سهم العِلم الذي لن ينقطع والذي سيتواصل في طلابه، من أبناء الجفر والصحراء الجنوبية والوسطى، وعددهم ممن حفظتها سجلاته نحو 600 طالب درسهم وعلمهم بدون أجر أو ابتغاء شكر.
كان أبو عيد متواضع الطموح، فقط فرح قبل وفاته بأشهر بتركيب طقم أسنان تبرع به زملاء في مستشفى الجامعة الأردنية لا نذكر اسمهم ليستمر الفضل فيهم، وحين ركب الطقم فرح واتصل يشكر ويفخر بالأطباء وبأنهم قدروه واحترموه وهو دأبهم دوما في مستشفى الجامعة، وهو لم يدّع معرفة بأي مسؤول، ولم يكن يرغب بمعرفة الأكابر، فقط كان إذا ما جاء لعمان يستعجل المغادرة منها، قائلا: ورأي جهال يا دكتور بدهم تعليم...» وهو أب بكل ما في الأبوة من عطاء وصدق، برغم انه لم يتزوج.
لم يحظ أبو عيد بالاهتمام الكافي في حياته، لكن يليق به أن تسمى مدرسة باسمه، هو لم يعرف أي رئيس حكومة، ولم يدّع ذلك، ولكنه كان يعرف أن الأردن وطن بني على قوة الحرف والمعرفة. فرحمه الله وغفر له، إنه سميع مجيب.
Mohannad974@yahoo.com
الدستور
التعليقات
رحمه الله وبارك الله فيك يا دكتور في هذا الزمن يحب ان نتذكر الجميع حتى لا نفقد اصالة وخصوصية المجتمع الاردني وان نعمل على تكريمهم
المحامي سعد حياصات
بارك الله فيك يا دكتور مهند ورحم الله ابو عيد وكافة المربيين الافاضل الذين ساهموا في الاستثمار في قيمة الحرف ورفع اسم الاردن عاليا. ما قام به ابو عيد وكافة من ساهم في رفع سوية ابناء هذا البلد وأبنائه فهو صدقة جارية جعلها الله في ميزان حسناتة يوم لا ينفع الا العمل الصالح.
د. عامر الجبارين
فعلا بحق كان وزارة تربية وتعليم متنقلة ..رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه..من لا يشكر الناس لا يشكر الله ...على المعنيين في الدولة تكريم هذا الرجل معنويا بإطلاق إسمه على مدرسة ..حتى نرد ولو جزء بسيط من جميله على بلدنا العزيز
عطاالله مطيلة
رحمه الله رحمة واسعه واسكنه فسيح الجنان
ابو سند
هكذا هم الاردنيون اهل نخوة وشهامه وغيره على تراب الاردن
الاردن بحاجه الى امثال هولاء الجنود المجهولين لكــــــــــــــــــن مـــــــــــــــــــــــــع الاسف
لا نعرف هولاء الشرفاء تعرفون منهم المشاهير في الاردن
اسالوا التلفزيون الاردني كل يوم يطل علينا الفاسدين الذين نهبوا البلاد وينظرون علينا في الوطنيه والانتمـــــــــــــاءوهم من نهب وخان وسرق واوصل الاردن الى هذا المستوى المنحدر
الله سبحانه وتعالى لا ينسى المخلصين امثال الدماني وسيقتص من المجرمين
'طراونه
رحم الله الفقيد محمد عيد الدمانية الحويطات واسكنة فسيح جنانة...........وكل الشكر دكتور مهند .
يوسف الصرايره ابوصخر
اثرت فينا الشجن يا ابا احمد فقد ذهب الذين نحبهم ونعزهم،اردنى عربى،" قح" وبامتياز، بدوي تاسرك لهجته العذبة ا حترف العبقرية بالفطرة،يمتلك من عزة النفس ما يجعلك تحسبه غنيا من التعفف ،يداهمك صوته على الهاتف يلح عليك بتلبية الدعوة لزيارته.شغلتنا الدنيا عن زيارتك يا ابا عيد لترحل ونصبح من النادمين
د ابراهيم ابو طاحون
كان الأجدر بك يا دكتور ان تذكر اسم الرجل في عنوان المقال
اعلامية
أمثال هذا الرجل هم العظام حقا.
غسان
الله يرحمه
غ غ
الى صاحبة التعليق رقم 5 كان الاجد بكي ان تتكلمي عن الراحل العظيم معلم الاجيال محمد عيد وليس ان تنتقد عنوان المقال.امثالك هم سبب ابتعاد اعلامنا عن واقعنا.كل الشكر لك د.مهند ورحم الله الفقيد
ابن الكرك
الله يرحمه ويحسن اليه ويكثر من امثاله قي وطني الحبيب
ايدي شاهر بينو
جعل الله مأواه الجنة ان شاء الله وامثاله لا يحتاجون لتعريف فهم معروفين عند ربهم ومن اعمالهم الخيرة .
نشكر الدكتور مهند الرائع دائما بكتاباته وابداعاته الجميله وهذه عادتنا دائما ننسى الرجال الرجال ونركز اعلامنا واهتمامنا على اشباه الرجال.................
هاله الجامعه الاردنيه
اخي د مهند جزاك الله خيرا ان سلطت مقالك على نموذج اردني يجب من الجميع ان يحذو حذوه وان العمل هو العيار الاهم للانتماء رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته
عبدالهادي الفلاحات
تختار موضوعاتك بعناية بارك الله فيك
كركي
... رحم الله الاستاذ عيد الدمانية الحويطات، وادخله فسيح جنانه ... مقال رائع د.مهند سلطت فيه الاضواء على رجل مجهول خدم وطنه دون البحث عن نرجسية الانا خدم وطنه بعيدا عن اضواء الشهرة والمزايف والكذب احب ان يكون اسمه نظيفا دون أي تشكيك فيه ان لله وانا اليه راجعون
المهندس معتز العطين
رحمة الله تتنزل على روحه العطره ،وبارك الله فيك دكتور مهند .
معاوية المجالي
رحم الله الأستاذ عيد الدمانية الحويطات، وادخله فسيح جنانه، واكثر الله من امثاله ، وكل الشكر للدكتور مهند على تسليط الضوء غلى شخصية معطاة تستحق منا الكثير .
خلف الحلبا الحمّاد
... رحم الله الاستاذ عيد الدمانية الحويطات، وادخله فسيح جنانه هؤلاء هم الأردنيين الجبارين القابضين على جمر الوطن
اكتب عن الأردنيين
مقالاثك دائما في غاية السمو والرفعة دمت ودام قلمك الجميل
حويطي ومبيضين
لا معنى ولا رائحة !!
محمد المبيضين
رحمه الله عليه .. وكم مثله لم نعرف عنهم
الياس جنكات
رحمه الله وجعله قدوة لنا وبارك الله فيك دكتور مهند
الدكتور أمين عبدون الكساسبة \ دبي
أغنى رجالنا مات دونما أضواء
طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور
اظهار التعليقات
أغنى رجالنا مات دونما أضواء
لم يدّعِ بطولة، لكنه سار مع الأردنيين الطيبين في كل صباح ومساء يطارد أبناء البدو ليعلمهم في بواديهم، ولم يكن يطمح أن تهديه وزارة التنمية بيتا، لأنه حين بني البيت اتصل بي قائلا: يا دكتور أنا شغلتي أطارد وراء «العقب» لأعلمهم..». كان رجلا دمثا محبا وصاحب خلق، لكنه وري الثرى دونما ضوء يسلط على وفاته، مع أنه قد يكون من أكثر الأردنيين إبداعا في زماننا.
ولأنه عبد من عباد الله الصالحين، لم يشته الإعلام أكثر مما كتب عنه، وقد أجرت قناة الجزيرة الانجليزية تحقيقا عنه أعدته الزميلة نسرين الشمايلة، في مقر تعليمه للأطفال في الجفر وفي منطقة باير.
هو محمد عيد الدمانية الحويطات، الذي توفي قبل نحو شهر ونصف عن عمر يناهز 66 سنة، ولم اعرف إلا متأخرا بطريق الصدفة، حيث أنه تعرض لحادث، أودى بحياته، بعدما كان قد وهب كل ما بوسعه وما لديه من اجل تعليم أبناء البدو، في كتّابه الجميل المكون من خيمة لم يكن بها من الأثاث إلا سجادة وبضع مخدات/ وسائد يستخدمها الطلبة في الجلوس ويتكئون عليها.
محمد عيد الدّمانية أردني عروبي، كرس حياته بنبل وخلق لتحقيق حلمه بأن يعلم كل طفل بالبادية، كي لا يفوته قطار العلم، وكان له نصيب وسجل وافر من العطاء، وسيظل أثره حاضرا عند من كان له فضل عليهم، وهو الساعي للتعليم بكل حب وشغف وحرص، وإن تعرف إليه المرء فإنه سيجده مهندسا في فن التواصل، ومتابع جيد لإذاعة bbc، ويتابع ويتصل ويخبر ويقيم كل من يتحدث عن الأردن ويغضب إذا كان الخبر أو الرأي متحامل على الأردن برأيه.
ليس له مجد من بناء أو منصب أو أثاث قصر، أو شركة، بل شركته المساهمة العامة كانت في خيمته التي ستفتقده بلا شك، وأولئك الصبية الذين كانوا ينتظرون ويفضلون كتابه على المدرسة، والسبب كما يقول أحد في شريط الفيديو الذي زودني به قبل ثلاثة أعوام: «لأنهم يتعلمون منه بشكل أفضل».
أبو عيد كان نموذجا أردنيا طيبا في العطاء، ليس بوسع احد أن يدعي صلة به أو سبب في الكتابة عنه غير الزميل د باسم الطويسي الذي عرفني به، وهو الوحيد الذي كتب عنه عند الممات، وباسم مثال في الطيبة والخلق والوفاء، وليس هذا بغريب عليه.
محمد عيد الدمانية الحويطات ترك ثروة من أعلى الأسهم قيمة في تاريخ الشركات الأردنية، وهو سهم العِلم الذي لن ينقطع والذي سيتواصل في طلابه، من أبناء الجفر والصحراء الجنوبية والوسطى، وعددهم ممن حفظتها سجلاته نحو 600 طالب درسهم وعلمهم بدون أجر أو ابتغاء شكر.
كان أبو عيد متواضع الطموح، فقط فرح قبل وفاته بأشهر بتركيب طقم أسنان تبرع به زملاء في مستشفى الجامعة الأردنية لا نذكر اسمهم ليستمر الفضل فيهم، وحين ركب الطقم فرح واتصل يشكر ويفخر بالأطباء وبأنهم قدروه واحترموه وهو دأبهم دوما في مستشفى الجامعة، وهو لم يدّع معرفة بأي مسؤول، ولم يكن يرغب بمعرفة الأكابر، فقط كان إذا ما جاء لعمان يستعجل المغادرة منها، قائلا: ورأي جهال يا دكتور بدهم تعليم...» وهو أب بكل ما في الأبوة من عطاء وصدق، برغم انه لم يتزوج.
لم يحظ أبو عيد بالاهتمام الكافي في حياته، لكن يليق به أن تسمى مدرسة باسمه، هو لم يعرف أي رئيس حكومة، ولم يدّع ذلك، ولكنه كان يعرف أن الأردن وطن بني على قوة الحرف والمعرفة. فرحمه الله وغفر له، إنه سميع مجيب.
Mohannad974@yahoo.com
الدستور
التعليقات
الاردن بحاجه الى امثال هولاء الجنود المجهولين
لكــــــــــــــــــن مـــــــــــــــــــــــــع الاسف
لا نعرف هولاء الشرفاء تعرفون منهم المشاهير في الاردن
اسالوا التلفزيون الاردني كل يوم يطل علينا الفاسدين الذين نهبوا البلاد وينظرون علينا في الوطنيه والانتمـــــــــــــاءوهم من نهب وخان وسرق واوصل الاردن الى هذا المستوى المنحدر
الله سبحانه وتعالى لا ينسى المخلصين امثال الدماني وسيقتص من المجرمين