ثمة لغط سياسي ضد الاخوان المسلمين في هذه المرحلة السياسية سببه المباشر الربيع العربي والصراع القديم الجديد ما بين العلمانيين والقوميين العرب من جهة والاسلاميين من جهة اخرى, فكثير من الاصوات اساءت لهم وقليل منهم اصاب, فالحركة الاسلامية عندنا ليست مماثلة لكل الحركات في الوطن العربي, ونقول ان 'الاخوان المسلمين' لهم علينا وعليهم ايضا, ويمكننا الاشارة الى:
ما للاخوان المسلمين عندنا كثير وكثير أهمه دورهم في الانحياز للنظام فترة الخمسينات, حيث كان المد الشيوعي والحركات اليسارية العربية تطيح بانظمتها, وكان الاسلاميون عندنا عقلانيون, فقد اختاروا الوقوف علنا الى جانب 'الدولة والنظام', وابعدونا عن السقوط في متاهات الانقلابات الدموية وغيرها, كما ان لهم علينا ايضا دورهم في الشؤون الاجتماعية والاقتصادية حيث لهم مؤسسات مالية عتيدة, ولهم مدارس وجامعات وغير ذلك, وفي هذا يسجل لهم دورهم الى جانب الدولة في ايصال الخدمات للمواطنين بمختلف المناطق, كما ان لهم دور تنموي واضح, وفي هذا ايضا نشير ايضا الى اصوات المعتدلين عندهم طيلة السنوات الماضية, حيث ساهمت في اخماد اصوات النشاز التي كانت تغرد ضد الوطن والشعب, ولهذا صار للاخوان عندنا صورة وسطية معتدلة ومحببة عند الغالبية, وهنا لا ننسى الدور الهاشمي في منحهم الفرصة ليكونوا حاضرين في المشهد الاردني بعكس الانظمة العربية الاخرى التي حرمتهم من هذا الدور, وهنا نقول ان الاسلاميين عندنا يختلفون تماما عن غيرهم في البلاد العربية.
< ما على الاخوان 'كثير وكثير ايضا', فجيل الشباب عندهم اي قيادات الصف الثالث والرابع يحملون افكارا متشددة تجاه الوطن وأهله, , ولا يحبذون اللقاء مع النظام بمنتصف الطريق, ,لهذا يرشقهم العلمانيون والقوميون بانهم عملاء امريكيا واسرائيل, ,انهم ناكرون للجميل الهاشمي, وانهم غلاة متطرفون وغير ذلك الكثير, لكن الحقيقة هي ان بعض قيادات الجيل الجديد تحاول انتزاع افضل التنازلات لها من اجل المشاركة في مسيرة الاصلاح السياسية ولهذا اسباب بعضها مرتبط بالجماعة وبعضها مرتبط بالشارع, والمحصلة هي ان السجال السياسي القائم بين المؤيدين والمعارضين للاخوان ذهب الى طريق الشتائم والنقد اللاأخلاقي والكلام الموتور, وهو ما اجج مشاعر الناس عامة وزاد من حالة الاحتقان الداخلي.
< المشهد الاردني لن ينتهي بقبول الاخوان مبدآ الحوار والانخراط في مسيرة الاصلاح السياسي, ولن ينتهي بمشاركتهم في الانتخابات النيابية لسبب بسيط وهو ان العلمانيين والقوميين لن يتركوهم في حالهم, فالمشكلة القائمة ليست بسبب مواقفهم السياسية وليست وليدة ظروف ومستجدات راهنة, بل هي مواقف مسبقة وتستند الى خلافات جوهرية في مشاريع الطرفين السياسية, وخير دليل على ما نقوله هو الحالة الفلسطينية, إذ ان حماس ومعها فصائل اسلامية ما زالت تناصب العداء لقيادات حركة فتح والفصائل الاخرى, ولهذا يمكننا القول ان العلمانيين والقوميين وغيرهم مرتاحون جدا لتصلب 'الاخوان المسلمين' عندنا, ولا يحبذون مصالحتهم مع النظام ولا يريدون مشاركتهم بالانتخابات, ولا يرْون فيهم شركاء لهم بمسيرة الاصلاح السياسي, وهذا الامر لا يدركه الجيل الجديد في قيادة الاخوان الذين يقفون بقصد او بغير قصد الى جانب اعدائهم, تاركين النظام الهاشمي حليفهم التقليدي وحيدا ويسعون الى اضعافه في هذه الظروف عبر الضغط عليه لتقديم تنازلات سياسية ليست ذات اهمية, فالاجدر بهم اذا ارادوا الانتصار لذاتهم وللشعب والوطن ان يبادروا الى قبول الاصلاحات الهاشمية واعتبارها مقدمة للمشاركة في الانتخابات دون اي شروط, واذا حصل ذلك فانهم يحسنون قراءة المشهد بكل تفاصيله, ويفوتون الفرصة على اعدائهم العلمانيين والقوميين الذين يراهنون على انعزالهم وخروجهم من الساحة السياسية والبقاء في الشارع لوحدهم.
الديار
ثمة لغط سياسي ضد الاخوان المسلمين في هذه المرحلة السياسية سببه المباشر الربيع العربي والصراع القديم الجديد ما بين العلمانيين والقوميين العرب من جهة والاسلاميين من جهة اخرى, فكثير من الاصوات اساءت لهم وقليل منهم اصاب, فالحركة الاسلامية عندنا ليست مماثلة لكل الحركات في الوطن العربي, ونقول ان 'الاخوان المسلمين' لهم علينا وعليهم ايضا, ويمكننا الاشارة الى:
ما للاخوان المسلمين عندنا كثير وكثير أهمه دورهم في الانحياز للنظام فترة الخمسينات, حيث كان المد الشيوعي والحركات اليسارية العربية تطيح بانظمتها, وكان الاسلاميون عندنا عقلانيون, فقد اختاروا الوقوف علنا الى جانب 'الدولة والنظام', وابعدونا عن السقوط في متاهات الانقلابات الدموية وغيرها, كما ان لهم علينا ايضا دورهم في الشؤون الاجتماعية والاقتصادية حيث لهم مؤسسات مالية عتيدة, ولهم مدارس وجامعات وغير ذلك, وفي هذا يسجل لهم دورهم الى جانب الدولة في ايصال الخدمات للمواطنين بمختلف المناطق, كما ان لهم دور تنموي واضح, وفي هذا ايضا نشير ايضا الى اصوات المعتدلين عندهم طيلة السنوات الماضية, حيث ساهمت في اخماد اصوات النشاز التي كانت تغرد ضد الوطن والشعب, ولهذا صار للاخوان عندنا صورة وسطية معتدلة ومحببة عند الغالبية, وهنا لا ننسى الدور الهاشمي في منحهم الفرصة ليكونوا حاضرين في المشهد الاردني بعكس الانظمة العربية الاخرى التي حرمتهم من هذا الدور, وهنا نقول ان الاسلاميين عندنا يختلفون تماما عن غيرهم في البلاد العربية.
< ما على الاخوان 'كثير وكثير ايضا', فجيل الشباب عندهم اي قيادات الصف الثالث والرابع يحملون افكارا متشددة تجاه الوطن وأهله, , ولا يحبذون اللقاء مع النظام بمنتصف الطريق, ,لهذا يرشقهم العلمانيون والقوميون بانهم عملاء امريكيا واسرائيل, ,انهم ناكرون للجميل الهاشمي, وانهم غلاة متطرفون وغير ذلك الكثير, لكن الحقيقة هي ان بعض قيادات الجيل الجديد تحاول انتزاع افضل التنازلات لها من اجل المشاركة في مسيرة الاصلاح السياسية ولهذا اسباب بعضها مرتبط بالجماعة وبعضها مرتبط بالشارع, والمحصلة هي ان السجال السياسي القائم بين المؤيدين والمعارضين للاخوان ذهب الى طريق الشتائم والنقد اللاأخلاقي والكلام الموتور, وهو ما اجج مشاعر الناس عامة وزاد من حالة الاحتقان الداخلي.
< المشهد الاردني لن ينتهي بقبول الاخوان مبدآ الحوار والانخراط في مسيرة الاصلاح السياسي, ولن ينتهي بمشاركتهم في الانتخابات النيابية لسبب بسيط وهو ان العلمانيين والقوميين لن يتركوهم في حالهم, فالمشكلة القائمة ليست بسبب مواقفهم السياسية وليست وليدة ظروف ومستجدات راهنة, بل هي مواقف مسبقة وتستند الى خلافات جوهرية في مشاريع الطرفين السياسية, وخير دليل على ما نقوله هو الحالة الفلسطينية, إذ ان حماس ومعها فصائل اسلامية ما زالت تناصب العداء لقيادات حركة فتح والفصائل الاخرى, ولهذا يمكننا القول ان العلمانيين والقوميين وغيرهم مرتاحون جدا لتصلب 'الاخوان المسلمين' عندنا, ولا يحبذون مصالحتهم مع النظام ولا يريدون مشاركتهم بالانتخابات, ولا يرْون فيهم شركاء لهم بمسيرة الاصلاح السياسي, وهذا الامر لا يدركه الجيل الجديد في قيادة الاخوان الذين يقفون بقصد او بغير قصد الى جانب اعدائهم, تاركين النظام الهاشمي حليفهم التقليدي وحيدا ويسعون الى اضعافه في هذه الظروف عبر الضغط عليه لتقديم تنازلات سياسية ليست ذات اهمية, فالاجدر بهم اذا ارادوا الانتصار لذاتهم وللشعب والوطن ان يبادروا الى قبول الاصلاحات الهاشمية واعتبارها مقدمة للمشاركة في الانتخابات دون اي شروط, واذا حصل ذلك فانهم يحسنون قراءة المشهد بكل تفاصيله, ويفوتون الفرصة على اعدائهم العلمانيين والقوميين الذين يراهنون على انعزالهم وخروجهم من الساحة السياسية والبقاء في الشارع لوحدهم.
الديار
ثمة لغط سياسي ضد الاخوان المسلمين في هذه المرحلة السياسية سببه المباشر الربيع العربي والصراع القديم الجديد ما بين العلمانيين والقوميين العرب من جهة والاسلاميين من جهة اخرى, فكثير من الاصوات اساءت لهم وقليل منهم اصاب, فالحركة الاسلامية عندنا ليست مماثلة لكل الحركات في الوطن العربي, ونقول ان 'الاخوان المسلمين' لهم علينا وعليهم ايضا, ويمكننا الاشارة الى:
ما للاخوان المسلمين عندنا كثير وكثير أهمه دورهم في الانحياز للنظام فترة الخمسينات, حيث كان المد الشيوعي والحركات اليسارية العربية تطيح بانظمتها, وكان الاسلاميون عندنا عقلانيون, فقد اختاروا الوقوف علنا الى جانب 'الدولة والنظام', وابعدونا عن السقوط في متاهات الانقلابات الدموية وغيرها, كما ان لهم علينا ايضا دورهم في الشؤون الاجتماعية والاقتصادية حيث لهم مؤسسات مالية عتيدة, ولهم مدارس وجامعات وغير ذلك, وفي هذا يسجل لهم دورهم الى جانب الدولة في ايصال الخدمات للمواطنين بمختلف المناطق, كما ان لهم دور تنموي واضح, وفي هذا ايضا نشير ايضا الى اصوات المعتدلين عندهم طيلة السنوات الماضية, حيث ساهمت في اخماد اصوات النشاز التي كانت تغرد ضد الوطن والشعب, ولهذا صار للاخوان عندنا صورة وسطية معتدلة ومحببة عند الغالبية, وهنا لا ننسى الدور الهاشمي في منحهم الفرصة ليكونوا حاضرين في المشهد الاردني بعكس الانظمة العربية الاخرى التي حرمتهم من هذا الدور, وهنا نقول ان الاسلاميين عندنا يختلفون تماما عن غيرهم في البلاد العربية.
< ما على الاخوان 'كثير وكثير ايضا', فجيل الشباب عندهم اي قيادات الصف الثالث والرابع يحملون افكارا متشددة تجاه الوطن وأهله, , ولا يحبذون اللقاء مع النظام بمنتصف الطريق, ,لهذا يرشقهم العلمانيون والقوميون بانهم عملاء امريكيا واسرائيل, ,انهم ناكرون للجميل الهاشمي, وانهم غلاة متطرفون وغير ذلك الكثير, لكن الحقيقة هي ان بعض قيادات الجيل الجديد تحاول انتزاع افضل التنازلات لها من اجل المشاركة في مسيرة الاصلاح السياسية ولهذا اسباب بعضها مرتبط بالجماعة وبعضها مرتبط بالشارع, والمحصلة هي ان السجال السياسي القائم بين المؤيدين والمعارضين للاخوان ذهب الى طريق الشتائم والنقد اللاأخلاقي والكلام الموتور, وهو ما اجج مشاعر الناس عامة وزاد من حالة الاحتقان الداخلي.
< المشهد الاردني لن ينتهي بقبول الاخوان مبدآ الحوار والانخراط في مسيرة الاصلاح السياسي, ولن ينتهي بمشاركتهم في الانتخابات النيابية لسبب بسيط وهو ان العلمانيين والقوميين لن يتركوهم في حالهم, فالمشكلة القائمة ليست بسبب مواقفهم السياسية وليست وليدة ظروف ومستجدات راهنة, بل هي مواقف مسبقة وتستند الى خلافات جوهرية في مشاريع الطرفين السياسية, وخير دليل على ما نقوله هو الحالة الفلسطينية, إذ ان حماس ومعها فصائل اسلامية ما زالت تناصب العداء لقيادات حركة فتح والفصائل الاخرى, ولهذا يمكننا القول ان العلمانيين والقوميين وغيرهم مرتاحون جدا لتصلب 'الاخوان المسلمين' عندنا, ولا يحبذون مصالحتهم مع النظام ولا يريدون مشاركتهم بالانتخابات, ولا يرْون فيهم شركاء لهم بمسيرة الاصلاح السياسي, وهذا الامر لا يدركه الجيل الجديد في قيادة الاخوان الذين يقفون بقصد او بغير قصد الى جانب اعدائهم, تاركين النظام الهاشمي حليفهم التقليدي وحيدا ويسعون الى اضعافه في هذه الظروف عبر الضغط عليه لتقديم تنازلات سياسية ليست ذات اهمية, فالاجدر بهم اذا ارادوا الانتصار لذاتهم وللشعب والوطن ان يبادروا الى قبول الاصلاحات الهاشمية واعتبارها مقدمة للمشاركة في الانتخابات دون اي شروط, واذا حصل ذلك فانهم يحسنون قراءة المشهد بكل تفاصيله, ويفوتون الفرصة على اعدائهم العلمانيين والقوميين الذين يراهنون على انعزالهم وخروجهم من الساحة السياسية والبقاء في الشارع لوحدهم.
الديار
التعليقات
المقال موضوعي وسليم
غريب
صحيح الكلام يا ريت الاخوان يسمعوا
حبيب الشعب
الاخوان مرجغيتهم اميركا اليوم
هايل لبنان
الاخوان باقيين في الشارع حتى جر الناس للشارع
فاطمة الاردن
انافهمت هذا المقال مشغول عليه
قاسم
لا لا المقاطعة افضل للاخوان
فهد
ذكرت ان على الاخوان الكثير الكثير , ولم تذكري الا تشدد جيل الشباب منهم وهذه ظاهرة حيوية في كل الحركات انما المعول على القرارات النهائية للحركة
المفرقاوي
أبدعتي يا العنود ولكن هل من يسمع ؟
نتمنى ذلك .
وشكرا .
الأردني
انا اؤيد ان يبقى الاخوان مقاطعون. ويا ريت ما يطلعو من بيوتهم يوم الانتخابات. فهناك مليون ونص مواطن مسجلين بالاتخابات وهؤلاء بكفو وبزيدو وهؤلاء يمثلونا اكثر مما يمثلنا 2000 شخص يخرجو في مظاهرة... خاصة وان النائب بحاجة لالفين صوت للوصول الى البرلمان
محمد علي
مقال فيه شيئ من العقلانية وغير متحامل بالكلية كمقالات بعض من يدعون انهم كتاب ولكن اقلامهم ترشح سما.
اردني موالي واصلاحي
رفيقة الدرب والزميلة والاخت الفاضلة :كل الاحترام والتقدير لكي وللأفكارك النيرة ولأطلالتك الرائعة ، قد نختلف في بعض التفاصيل الختامية ،لكن توهج أفكارك في هذه المرحلة الحساسة ينم عن رقيك العلمي والادبي ،مقال رائع يتواكب مع روعة مستقبلك الزاهر.
معاوية عبدالله المجالي
رفيقة الدرب والزميلة والاخت الفاضلة :كل الاحترام والتقدير لكي وللأفكارك النيرة ولأطلالتك الرائعة ، قد نختلف في بعض التفاصيل الختامية ،لكن توهج أفكارك في هذه المرحلة الحساسة ينم عن رقيك العلمي والادبي ،مقال رائع يتواكب مع روعة مستقبلك الزاهر.
معاوية عبدالله المجالي
المقال متوازن وفيه توجيه حذر
عادل
ما زال الاخوان لهم الكثير الكثير خاصة في دفاعهم عن المواطن الذي انهكه الفساد والفاسدين والمحسوبية ورؤيتهم الشاملة للاصلاخ المتكامل
ام محمد
مقاله رائعه وعقليه ناضجه ومنفتحه مقال موضوعي وهام جدا وفيه الحكمه من شابه صغيره في العمر وكبيرة في العقل واتمنى من الكتاب ؟ الكثر ان يتعلموا من عنود الحباشنه وآدابها مع العلم انا لست اخواني ولا غيره ولن اكون ولكن احترم أصحاب الافكار الناضجه والمحترمه بقول كلمة حق .ولو كانت لعدو .فكيف اذا كانت كلمة الحق لاخوه وأبناء بلد .
عالمكشوف / منذر العلاونة
لاغبار أبدا .. كل المنطق والموضوعية.
حموري
كله صح مع اني ما قرات المقال نشميه والله
حي النشميه
مقال رائع متزن -ياريت الجماعة الاسلامية يتركوا العنجهية والاجندة الخارجية ويتمسكوا باجندة الوطن
معايطة
(الاخوان) ما لهم وما عليهم
طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور
اظهار التعليقات
(الاخوان) ما لهم وما عليهم
ثمة لغط سياسي ضد الاخوان المسلمين في هذه المرحلة السياسية سببه المباشر الربيع العربي والصراع القديم الجديد ما بين العلمانيين والقوميين العرب من جهة والاسلاميين من جهة اخرى, فكثير من الاصوات اساءت لهم وقليل منهم اصاب, فالحركة الاسلامية عندنا ليست مماثلة لكل الحركات في الوطن العربي, ونقول ان 'الاخوان المسلمين' لهم علينا وعليهم ايضا, ويمكننا الاشارة الى:
ما للاخوان المسلمين عندنا كثير وكثير أهمه دورهم في الانحياز للنظام فترة الخمسينات, حيث كان المد الشيوعي والحركات اليسارية العربية تطيح بانظمتها, وكان الاسلاميون عندنا عقلانيون, فقد اختاروا الوقوف علنا الى جانب 'الدولة والنظام', وابعدونا عن السقوط في متاهات الانقلابات الدموية وغيرها, كما ان لهم علينا ايضا دورهم في الشؤون الاجتماعية والاقتصادية حيث لهم مؤسسات مالية عتيدة, ولهم مدارس وجامعات وغير ذلك, وفي هذا يسجل لهم دورهم الى جانب الدولة في ايصال الخدمات للمواطنين بمختلف المناطق, كما ان لهم دور تنموي واضح, وفي هذا ايضا نشير ايضا الى اصوات المعتدلين عندهم طيلة السنوات الماضية, حيث ساهمت في اخماد اصوات النشاز التي كانت تغرد ضد الوطن والشعب, ولهذا صار للاخوان عندنا صورة وسطية معتدلة ومحببة عند الغالبية, وهنا لا ننسى الدور الهاشمي في منحهم الفرصة ليكونوا حاضرين في المشهد الاردني بعكس الانظمة العربية الاخرى التي حرمتهم من هذا الدور, وهنا نقول ان الاسلاميين عندنا يختلفون تماما عن غيرهم في البلاد العربية.
< ما على الاخوان 'كثير وكثير ايضا', فجيل الشباب عندهم اي قيادات الصف الثالث والرابع يحملون افكارا متشددة تجاه الوطن وأهله, , ولا يحبذون اللقاء مع النظام بمنتصف الطريق, ,لهذا يرشقهم العلمانيون والقوميون بانهم عملاء امريكيا واسرائيل, ,انهم ناكرون للجميل الهاشمي, وانهم غلاة متطرفون وغير ذلك الكثير, لكن الحقيقة هي ان بعض قيادات الجيل الجديد تحاول انتزاع افضل التنازلات لها من اجل المشاركة في مسيرة الاصلاح السياسية ولهذا اسباب بعضها مرتبط بالجماعة وبعضها مرتبط بالشارع, والمحصلة هي ان السجال السياسي القائم بين المؤيدين والمعارضين للاخوان ذهب الى طريق الشتائم والنقد اللاأخلاقي والكلام الموتور, وهو ما اجج مشاعر الناس عامة وزاد من حالة الاحتقان الداخلي.
< المشهد الاردني لن ينتهي بقبول الاخوان مبدآ الحوار والانخراط في مسيرة الاصلاح السياسي, ولن ينتهي بمشاركتهم في الانتخابات النيابية لسبب بسيط وهو ان العلمانيين والقوميين لن يتركوهم في حالهم, فالمشكلة القائمة ليست بسبب مواقفهم السياسية وليست وليدة ظروف ومستجدات راهنة, بل هي مواقف مسبقة وتستند الى خلافات جوهرية في مشاريع الطرفين السياسية, وخير دليل على ما نقوله هو الحالة الفلسطينية, إذ ان حماس ومعها فصائل اسلامية ما زالت تناصب العداء لقيادات حركة فتح والفصائل الاخرى, ولهذا يمكننا القول ان العلمانيين والقوميين وغيرهم مرتاحون جدا لتصلب 'الاخوان المسلمين' عندنا, ولا يحبذون مصالحتهم مع النظام ولا يريدون مشاركتهم بالانتخابات, ولا يرْون فيهم شركاء لهم بمسيرة الاصلاح السياسي, وهذا الامر لا يدركه الجيل الجديد في قيادة الاخوان الذين يقفون بقصد او بغير قصد الى جانب اعدائهم, تاركين النظام الهاشمي حليفهم التقليدي وحيدا ويسعون الى اضعافه في هذه الظروف عبر الضغط عليه لتقديم تنازلات سياسية ليست ذات اهمية, فالاجدر بهم اذا ارادوا الانتصار لذاتهم وللشعب والوطن ان يبادروا الى قبول الاصلاحات الهاشمية واعتبارها مقدمة للمشاركة في الانتخابات دون اي شروط, واذا حصل ذلك فانهم يحسنون قراءة المشهد بكل تفاصيله, ويفوتون الفرصة على اعدائهم العلمانيين والقوميين الذين يراهنون على انعزالهم وخروجهم من الساحة السياسية والبقاء في الشارع لوحدهم.
الديار
التعليقات
نتمنى ذلك .
وشكرا .