طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


الامير الحسن رئيسا للوزراء


يستطيع سمو الأمير الحسن ان يقوم بدور الحكيم المعين والمرشد المؤتمن صاحب التجربة والخبرة والسيرة الطيبة دون أن يكون رئيسا للوزراء ودون ان يتولى ايا من المناصب المرتبطة بالقرارات ,فهذا المنصب تنفيذي وعرضة للمسائلة من كل من هب ودب وبرهنت تجربة العشرين سنة الماضية ان رئيسا واحدا لم ينجو من هجمات الاعلام والتكتلات الاقتصادية والنخب السياسية واصحاب الاجتهادات المختلفة ورواد الصالونات ,وبالتالي فالمنصب لا يليق بأمير هاشمي بمواصفات الأمير الحسن الذي واكب نهضة هذا الوطن وساهم في بنائه بمشورته وافكاره دون أن يضع نفسه في الواجهة. اليوم يكثر الحديث عن عودة الأمير الحسن الى المشهد المحلي بتشكيله حكومة المرحلة القادمة ولا يتردد البعض في اعتبارها حكومة انقاذ وطني مما يلقي عليها بالمزيد من المسؤوليات ويفتح الافاق واسعة امام آمال عريضة قد لا يتحقق منها شيئا لاسباب لا علاقة لقدرات الرؤساء والوزراء بها ,ولكنها تخضع لعوامل ومؤثرات خارجية وأخرى داخلية تبطئ من العمل وتربكه وتقلل المنتج حتى لا يكاد المواطن العادي يراه او يتلمسه ,ونعلم فوق ذلك ايضا أن حكومة المرحلة القادمة قد لا تعمر لشهرين من الزمن ,فامامها استحقاق كبير هو تجاوز الثقة في مجلس نواب مختلف – او هكذا يفترض أن يكون – وليس من اليسير على اي رئيس حكومة – حتى لو كان الأمير الحسن - ان يقدم نفسه لنواب منتخبين فعليا من رحم حالة عامة من الغضب او عدم الرضا في احسن الاحوال ,فهذه المهمة تحتاج ليس فقط الى البرامج والخطط والافكار ,بل الى العلاقات العامة والروابط الشخصية والاجتماعية والى صبر جميل ودقة في التعامل مع مكونات اجتماعية متحفزة تتمثل في شخص النائب المنتخب والذي يدخل البرلمان معززا بثقة انه لم يأت نتيجة التزوير وبالتالي فليس عليه أن يرد الجميل لأحد. الأمير الحسن شخصية اجتماعية وسياسية مرموقة ومن صلب هذا الشعب ,وقد عرف دائما بألامير المحبوب نظرا لقربه من الناس واستجابته لتطلعاتهم ,وفي زمن الربيع الاردني يضع الامير الحسن خبراته ومعارفه وتجاربه في خدمة الدولة الاردنية وينسجم في كل خطوة له مع افكار وخطط وطموحات جلالة الملك عبد الله ,ولكن المتغيرات التي اصابت المجتمع الاردني قلبت شكل العلاقات من اسسها سواء بين الناس فيما بينهم او بينهم وبين مؤسسات الحكم بشكل عام والحكومات منها على وجه الخصوص ,ويبقى الأمير الحسن بمنأى عن اندفاع النواب والصحافة لمحاسبة الحكومات والتحرش بها وانتقادها بغض النظر عما اذا كان لذلك اسباب منطقية ام لا ,فالمرحلة القادمة ستكون هي الاخرى مختلفة وستشهد ازمات شتى خاصة على صعيد العلاقة بين الحكومات من جهة والشعب بمناطقه وعشائره ومكوناته الاجتماعية والبرلمانات والصحافة والاحزاب ومنظمات المجتمع المدني من جهة أخرى , فالاردن يدخل للتو ميدان الجدل الحقيقي حول المستقبل والمصير ,ويشرع الابواب مجبرا امام اجتهادات حادة ومتقاطعة بعضها خارج العصر ولا ينتمي الى زمن الاصلاح والديمقراطية ,وبعضها الآخر لا يخلو من التطرف والعصبية الكريهة ,ولكن الخيار الآخر اشد مرارة وقد جربناه طوال عقود من الزمن ,فالرأي الواحد لم يعد يملأ الفراغ بل يترك اهوارا مفتوحة لكل صاحب رأي بما في ذلك الغلاة والعصبويين والجهويين ,لكل ذلك فالشاغر المتاح الآن ليس لرئيس وزراء تقليدي ,وانما لمغامر يكلف بمهمة وطنية في الوعر وعليه ان يتحمل اعباء جسيمة من بدنه وهيبته وسمعته .

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/131758