طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


مرفوض الحرد والتكتل ضد الوطن


عجبت بما أعجب الناس، وغضبت مما أغضب الناس، ولكن ليس انسياقاً وراء كل الناس، فليس الصالح كالطالح ،فالمتبوع قدوة التابع، فالشتاء يخلفه الربيع، فحسن التابع وحسن المتبوع، والنار يخلفها رماد فلا حسن التابع ولا حسن المتبوع. عبد الله بن أبي قحافة تابع لأفضل الخلق محمد، وابن الخطاب تابع للصديق الخليفة،فعظم المتبوع وسعُدَ التابع، بما خططوا وبما أنجزوا وبما أورثوا، نشروا رسالة الهداية، وأنشأوا أمة وصنعوا حضارة. علنا في هذه الأيام نعتبر كيف نخطط للوطن، وقبل هذا لا اعتراض على فرعيات التخطيط، بمعنى كيف يخطط الإنسان لإسعاد نفسه وأسرته، لتأمين حياة كريمة، أو أن تكون له بصمات في إصلاح وجهد مشكور في ذات البين، أو جهد في كسب مشروع يقيه الحاجة وذل السؤال، أو فائض ينعم به على محتاج يقربه درجة الصلاح التي دعى لها الدين الحنيف. ولكن السؤال الذي يبرز هنا، وهو سؤال الامتحان الأوحد، الذي عليه تعطى علامة النجاح والرسوب، والسؤال موجه لكبير القوم وصغيرهم، مرورا بالسائل والمسؤول، بالتابع والمتبوع، من عظم منهم ومن حسن ومن سعد، هل خططنا للوطن كما خططنا لأنفسنا؟ هذا هو السؤال الأهم يجيبه من صلحت نيته وهدي الى رشده، فبه نداء الوطن وبه بناؤه. التخطيط للوطن ليس بالأمنيات وأحلام اليقظة، ولا بالتنظير على الشاشات وفي صدر كل مجلس، وليس بالتبجح والإدعاء وإلقاء اللوم على الآخرين، ولا بالكولسة وحشد المعارضين لغاية في نفس يعقوب، ولا هي باستمرار التلويح بقميص عثمان، ولا هي بالتوقف عن ممارسة الواجبات. ما نراه اليوم من بعض أصحاب الدولة وأصحاب المعالي وغيرهم كثير به لوم وعتب شديد، حين كانوا بالمسؤولية يؤدون الشيء اليسير وحين أصبحوا خارج المسؤولية أصبحوا معاول هدم وسب وشتم، وتحريك للنار تحت الرماد، انتقام لعزل أو ثأر لانتقاد أو حباً في سلطة أو نشوة في خلق فتنة، أو فتح مناخ لفساد جديد، أو هي حماية لفاسدين مارقين ابتلعوا مالاً نفخ بطونهم وما غصت بهم حناجرهم. وأيضاً هناك عتب مر مذاقه كالعلقم على أولئك الذين حردوا، ونأوا بأنفسهم وانزووا في بقعة من الأرض أوصلتهم لها تذكرة الطائر الميمون أو في بيت على رابية من جبل أو في منعزل في أخفض بقعة من الأرض، فكيف يريدون أن يسجلهم الوطن في سجلاته أبطالاً، يتحدث عنهم أجيال وأجيال قادمة، ليس العظمة بالاختباء أو الاختفاء حين الشدة ويوم البأس تحت طائلة الأعذار التي ما أنزل الله بها من سلطان. أفضل تخطيط لبناء الوطن، يبدأ بمحاسبة النفس حساباً جريئاً، وخفقها بدرة عمر، دون التماس الأعذار لها بما يوسوس الوسواس الخناس، المثبط للهمة والمحدث للشر، نعم حساب النفس بما قصرت، عملاً لا قولاً، لا تنظيراً ولا تباكياً على ماضٍ تأسى، ولا بإلقاء اللوم على الآخرين، تعلل النفس الضعيفة الأمارة بالسوء الجبانة ،بالإقبال والشجاعة بالأدبار. ليس المسؤولية على الملك وحده، ذاك النسر الطائر والصقر الحائم، بل نحن له الأجنحة ونحن له الريش، فإن لم نكن كذلك فالقادم على الوطن خطير وخطير ومؤلم، وسنندم حين لا ينفع الندم، وسنغرق ويفرح الشامتون، ويقطع أوصالنا الطامعون، فقد آن أوان الالتحام والتماسك، والنأي عن الخلافات ذات المدلول الضيق، فالصدور أوسع والوطن أعظم ونحن كلنا به وبحمايته أولى. فمرفوض الحرد والتكتل ضد الوطن، وغداً يميز الخبيث من الطيب، ونرى الى أي منقلب .......، جعله الله منقلب خير. حمى الله الأردن وشعبه ومليكه. جريدة الدستور abeer.alzaben@gmail.com

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/129941