طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


تكريم المحال الى التقاعد لا اهانته !


تجسد احالة الموظف الى التقاعد محطة وظيفية طبيعية لا بد للموظف ان ينهي مشواره الوظيفي بها . فكل موظف يعين بوظيفة يعرف سلفا بانه لا بد ان يأتي اليوم الذي يحال به الى التقاعد ، وهذه هي سنة الحياة الوظيفية , والوصول الى هذه المحطة في الغالب يستغرق خدمة زمنية ليست بالقصيرة يعطي فيها الموظف من وقته وعمره وجهده الشيء الكثير . ويفترض بالشخص الذي يصل الى هذه المحطة الاجبارية بعد هذا المشوار المجهد والشاق والطويل ان يكون موضع تقدير واحترام وتكريم من قبل المسؤولين في المؤسسات الوظيفية التي يعمل بها. وبما ان الحديث سينصب على موظف القطاع العام الذي يعمل في مراكز وظيفية عليا ومتقدمة مع الاحترام لبقية الموظفين ، فمن المفترض ان يتم تكريمه من قبل الدولة باجهزتها الرسمية المختلفة خاصة الحكومة . وان يتمثل اقل انواع التكريم في الطريقة التي يتم ابلاغه بها باحالته الى التقاعد ، بحيث تكون طريقة محترمة وانسانية تراعي سنوات خدمته الطويلة التي قضاها في خدمة الوطن. كأن يتم استدعاء الشخص الذي سيحال الى التقاعد الى مكتب المسؤول ، ليبلغه بالقرار وسط عبارات من الثناء والشكر والمديح على ما قدمه خلال مشواره الوظيفي ، وان يقترن ذلك بتنظيم حفل وداع اعترافا وتثمينا لدوره في خدمة وطنه . لا ان نتركه يعلم بقرار الاحالة بطريقة مهينة وغير لائقة ، كأن يعلم به عن طريق زميله او سائقه او احد افراد اسرته او احد معارفه او اقاربه او عن طريق الصحافة والمواقع الاخبارية او وهو في طريقه الى عمله ويكون اخر من يعلم او ان يتم اتخاذ القرار وهو في الخارج في مهمة رسمية . وان كنا نتطلع الى وجود ألية وظيفية معينة يتحدد على اساسها مسار الموظف الوظيفي بحيث يكون على علم مسبق بتاريخ احالته الى التقاعد ، بعيدا عن المزاجية والمحسوبية . او ان يكون ضحية اجندات خاصة وعملية انتقام وتصفية حسابات شخصية من قبل مسؤول غير مؤهل وغير كفوء قادته الصدفة والحسابات الخاطئة الى المنصب، هذا ان لم يكن من المسؤولين الذين تدور حولهم شبهات فساد . اسوق هذا الكلام واحذر منه ومن عواقبه على خلفية جلسة نقاش على هامش احدى المناسبات الاجتماعية ، ضمت شخصيات قيادية وطنية احيلت الى التقاعد وتتمتع بسيرة وظيفية مشرفة . وقد كان العتب والغضب والكلام القاسي يجسد القاسم المشترك بين اطراف الحديث من هذه الشخصيات ، جراء الطريقة ( المهينة وغير المحترمة ) التي احيلوا بها الى التقاعد ومن قبل اشخاص مسؤولين قدموا مصالحهم الشخصية على مصالح الوطن ، عندما وظفوا جلوسهم الطارىء على كراسي المسؤولية في تصفية حساباتهم الشخصية . فكان الثمن ان خسر الوطن هذه الكفاءات القيادية من ابنائه الاوفياء المخلصين لحسابات خاصة . واكثر ما لفت انتباهي في جلسة النقاش ، كترجمة وتعبير عن حالة الغضب التي انتابت بعض هذه الشخصيات بفعل الطريقة التي احيلوا بها الى التقاعد ، اعلان البعض وبصراحة بانه يشعر بالندم على السنوات التي قضاها في الوظيفة العامة. ولا اريد ان اذهب بتفاصيل المشهد الى ابعد من ذلك . مؤكدا على اهمية ان نحترم هذا البعض وسجله الوظيفي المشرف من خلال اخراج عملية التقاعد بطريقة محترمة ولائقة تليق به وبكل لحظة وظيفية قضاها في موقعه الوظيفي وكرسها في سبيل خدمة وطنه ، بحيث تقوم على اسس وظيفية علمية ( ووطنية ) نراعي بها البعد الانساني والوطني في مسيرة هذا البعض الوظيفية ، حتى لا نخسره وندفع به للانضمام الى صفوف الحاقدين الجاحدين من اصحاب الافكار السوداوية والاجندة المغرضة والهدامة الذين لا يريدون الخير لوطننا ويسعون الى تشويه صورته الجميلة وتاريخه المشرق .

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/125511