طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


أيوه بغير * باتريشيا الحجاوي


قبل عدة أيام نظمت مجموعة حراكات حقوقية ومنظمات مجتمع مدني من مختلف الجنسيات ومن كلا الجنسين ' سلسلة بشرية ' جاءت تحت عنوان ' زيي زيك ' تأكيدا على حقوق المرأة وحقها في المساواة مع الرجل وحق المرأة الأردنية بمنح جنسيتها لأولادها, ورفض القتل بداعي الشرف وتزويج المغتصبة للجاني ومنع التحرش. وقد رفع المشاركون في ' السلسلة ' العديد من الشعارات, وكوني أحد الذين تابعوا هذه الشعارات أقسم أن بعضه, لا لا ليس بعضها بل معظمها جعلني أقف بذهول أمامها رأيت فيها امتهاناً للمرأة وليس العكس, الرسالة سامية لكنها قدمت بطريقة قلبت الأمور, نحن بحاجة لتعديل القوانين لكن ' ليس هكذا تورد الإبل '. قرأت بعض المقالات والتعليقات التي كتبت بهذا الشأن ' اقصد سلسله (زيي زيك) ' وما لفت نظري منها ما جاء بأسلوب توبيخي ساخر و ' ليس هكذا تورد الإبل '. بدلاً من الدعوة لحقوق المرأة والمساواة كنت أفضل لو كانت الدعوة لبيئة مجتمعية أكثر ايجابية, وضمنيا هذه الأطر تتضمن احترام المرأة واحترام أنوثتها وكرامتها .. .. لا يغرركم دعاة حقوق المرأة من المجتمع الغربي, هل تعلمن أن 33 % من البريطانيات يفكرن في ترك العمل بسبب التحرش؟ ما سبب التحرش ؟؟ هذا ردا على ' شو الك عندها شو لابسه ', تأمل هذا فقط بينك وبين ذاتك. سؤال آخر فيما يتعلق بطلب المساواة ' هل تستطيعين التخلي عن أنوثتك ؟!؟! ' هذا ما تعنيه المساواة بحق, فازدواجية المعايير مرفوضة.. دعوني أتحدث قليلا عن الحقوق بشكل عام التي يدعونا إليها الغرب, إن حقوق الإنسان كما بيَّن لنا ساسة الغرب أكثر من مرة نظرية غير قابلة للتطبيق حتى عند من يزعم أنه يتبناها ويدافع عنها. فتلك الحقوق فكرة مطاطية بين يدي الساسة يؤولونها وفق هواهم؛ إنها في حقيقتها حق السياسي الغربي في أن يحدد الحق للإنسان العربي ذكرًا كان أم أنثى, وعلى هذا الإنسان أن يشكر السياسي الغربي إذا أعطاه حقًّا؛ لأن الجنس الأوروبي - كما قال الفيلسوف رينان - جنس يلد السادة والأبطال, وأما العربي وعلى وجه الخصوص المسلم فيكفيه أن مَنَّ السياسي الغربي عليه بحقِّه في الأكل والشرب. فساسة الغرب ينتهكون حقوق الإنسان, وفق تصريحات المنظمات المتخصصة في هذا الشأن, ومع ذلك يتشدقون بالدفاع عن حقوق الإنسان. وساسة الغرب ينتهكون قواعد الدستور والحرية وقيم مبادئهم الأساسية ومع ذلك يريدون منا احترام الدستور واعتناق قيمهم. فهل بعد هذا التناقض من تناقض؟ في فرنسا رائدة الحرية المزعومة تعرضت إحدى المسلمات المحجبات لجريمة عنصرية؛ حيث قام أحد المجهولين باستهدافها بالسباب, وتهديدها بسلاح أبيض أثناء خروجها من وكالة للتوظيف. وفي الإكوادور كانت هناك طالبة شابة وُلدت وتربَّت في أحضان أسرة كاثوليكية في الإكوادور, حصلت على الثانوية في معهد كاثوليكي وأكملت دراستها الجامعية في جامعة كاثوليكية, ولكن في منتصف مسيرتها الدراسية قامت الجامعة بإنهاء منحتها وذلك لاعتناقها الدين الإسلامي. وفي إيطاليا تَعَرَّضَت امرأتان تونسيتان مسلمتان للسب ثم الضرب أثناء سيرهما في الشارع بسبب حجابهما، وذلك في بلدية 'مونتهروتوندو'. وأخيرًا إخوتي أخواتي أبناء أمتي أفيقوا ولا تنخدعوا بالشعارات البراقة الجوفاء التي ينادي بها أدعياء حقوق الإنسان والحريات. ودعوني أهديكم ما قاله هشام الجخ ايوه بغير

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/125030