يطيب لي أن أعتبر بعض الأصوات التي تصدح في الشارع الأردني داعية ضد النظام ليس أكثر من محاولة للصراخ بصورة غير مألوفة على أمل تحقيق إستجابة أو حتى إلتفاتة للناس في الشارع بدلا من تركيز كل الحواس مع نخبة تكثر من الإقتراحات البائسة بعدما أصبحت عمليا طرفا في الإشكال ولا يمكنها لأسباب واضحة أن تكون طرفا في المعالجة والحل.
شخصيا لم أقابل إطلاقا في الأردن ولو شخصا واحدا يؤمن أو يدعو فعلا لإسقاط النظام أو يصدق بأن ما حصل في دول مجاورة ينبغي ـ لا سمح ألله- أن يحصل في الأردن.
لكني قابلت عشرات المستائين من مؤسسات النظام والحاقدين على رموز النظام وقابلت آلافا من المواطنين والسياسيين الذين يحتفظون بأسئلة معلقة يطرحونها على النظام باحثين عن إجابات أو تفسيرات على أمل إعتمادها كنص للحكاية حتى لو لم يتميز بحبكة منطقية، فالأردنيون ملتصقون تاريخيا بنظامهم بطريقة عجيبة لم تكن يوما قابلة للإختراق.
والإنصاف يتطلب التسجيل بان النظام الأردني لم يتعسف ولم يبطش ولم يسيل الدماء في شعبه ولم يستأصل ولم يوجه ضربات قاضية لاي مواطن أو جهة أو حزب أو عشيرة وكان التسامح والأمن والإستقرار دوما من القوانين غير المكتوبة التي حفظها الأردنيون عن ظهر قلب.
مرر الشعب الأردني رغم عدائه الإيديولوجي والعقائدي لإسرائيل إتفاقية وادي عربه من أجل الملك حسين واحتمل الناس الفقر والجوع والبطالة والفساد وأحيانا الظلم الفردي وغالبا غياب دولة القانون والمؤسسات والمواطنة عشرات السنين في إطار معادلة الأمن والإستقرار ولانهم كسبوا في النهاية دولة آمنة مستقرة صلبة يحترمها رعاياها وتعبر عن مصالحهم المعيشية.
لذلك تجلس المؤسسة العسكرية الأردنية بوقار في قلب ووجدان الأردنيين من شتى الأصول والمنابت فهي لم تكن يوما ذراعا في يد النظام ضد الشعب وبقيت معزولة عن السياق السياسي وخارج حسابات التجاذب وعنوانا لإحترام الأردنيين وتقديرهم.
وقد لمست ذلك مؤخرا مباشرة عندما دعا أحد الزملاء في إجتماع داخل كلية الحرب والأركان لمشاركة العسكر في الإنتخابات فرد عليه أحد الجنرالات قائلا: لا نريد المشاركة في السياسة ..تركناها لكم .. فقط قوموا بواجبكم كما ينبغي وإنجزوا الإصلاح وأبلغونا متى تريدون منا إستخدام البندقية وأين؟
..مثل هذا الجواب العقلاني المثير للإنتباه يعكس في الواقع مستوى التفكير الإيجابي عند مؤسسة الجيش العربي التي يطالب المواطنون برجالها عندما يضطرب الأمر أو عندما يرتكب السياسيون والوزراء وحتى الأمنيون حماقات بيروقراطية أو سياسية.
.. اليوم حصلت أخطاء فادحة لا أحد ينكرها، وهي أخطاء لم ترتكبها المعارضة ولا علاقة لها بالمشروع الصهيوني ولا بالمواطنين المسحوقين بل ارتكبها وتحت الشمس رجال اختارهم النظام لتمثيل الناس عنده وبإسمه وبطريقة غير ديمقراطية.
اللصوص والفاسدون الذين دفعوا الناس للخروج للشارع كانوا دوما من طبقة المحظيين الذين أحيطوا بدلال خاص من مؤسسات النظام، والمديونية التي يطالب الشعب اليوم بإحتمال نتائجها وآثارها تراكمت بسبب أخطاء وزراء وبيروقراطيين لم يتم إختيارهم وفقا لصندوق الإقتراع حتى يتحمل الشعب كلفة إجتهاداتهم.
الحاقدون على النظام اليوم من صداحي الشارع هم حصريا ضحايا ما يسمى بالقبضة الأمنية التي إستخدمت في غير موقعها والمواطنون الذين إنتهك مغامرون متنفذون بإسم النظام والشرعية حقوقهم وبعض المتخصصين بتوتير الأجواء وإلهاب الهتافات والصراخ ليسوا أكثر من أدوات إستخدمتهم مؤسسات أمنية في الماضي لصالح عمليات صغيرة تأسست على الشخصنة وليس على الإعتبارات الوطنية.
الحراك الأردني ليس ربيعا دمويا ولن يكون بإذن إلله ولا يتحرك لوحده وثمة أسباب تدفع الناس للإحتجاج والإعتراض وللصراخ وفي غالب الأحيان للإرتماء في أحضان الإسلاميين وأحيانا التيارات المتطرفة وهذه الأسباب منتجة ومصنعة حصريا في مصانع مؤسسات القرار الرسمي والدولة والنظام الذي بناه الاردنيون بالعرق والدم والجهد.
ثمة هوس في العثور على تفسير لما يجري في البلاد ..أي تفسير من أي نوع لكن لا حياة لمن تنادي فالنظام يراهن فقط على نفس الطبقة الكلاسيكية التي أفسدت طوال عقود علاقته بالناس والساعية لمصالحها الخاصة بعدما عطلت ماكينة صنع النخب والرموز.
الأردن قد تكون الدولة الوحيدة في العالم التي يتميز رجال الحكم فيها بقدرة فائقة على طرد المبدعين والخلاقين وأصحاب الكفاءات للبقاء في الكراسي .
والبلد الوحيد الذي لا تصنع مؤسساته الحاكمة نخبا جديدة للحكم والإدارة فتنشل الرموز من نفس الطنجرة التي أكلها الصدأ وإهترأت ولم تعد تصلح لإعداد الطعام الصحي أو الجيد.
مشكلة أساسية من مشكلات المؤسسة الأردنية تتمثل في قصور فاضح لدى الحلقات الوسيطة التي تحصل على الإمتيازات والرواتب والألقاب والمال حتى تصنع علاقة إيجابية بين الحاكم والمحكوم.
هذه الحلقات إما سقيمة غير منتجة لا تصلح أصلا للوظيفة وإما مرتبكة خائفة تعمل لدى مؤسسة الأمن أكثر من عملها لدى النظام نفسه حتى أن المؤسسة الأمنية نفسها تحتار في الكم الهائل من {المتبرعين} من رجال الدولة الذين يطالبونها بالتدخل ويعرضون عليها التفاصيل ويخطبون ودا لا يدوم وينبغي أن لا يدوم.
لذلك وبناء على كل هذه الإعتبارا ت أحب أن أرى بعض الهتافات الجارحة التي تصدر من بعض الناس في الشارع والتي تخالف ما تربى عليه الناس وتمس بثوابتهم بإعتبارها نداء جديدا للملاذ على أمل الإستجابة وليس دعوة فعلية وحقيقية لإسقاط النظام.
أملي شخصيا بالناس أن تختفي مثل هذه الهتافات تماما ونركز على الدعوة للإصلاح الفعلي.
وأملي في النظام أن يصبر ويوسع صدره فاللحظة تستوجب إظهار قيمة التسامح والصبر على الناس الغاضبين والملك كما يقول مبارك أبو يامين ملك على الجميع .. على الموتورين والمجانين والعاقلين معا وعلى الموالي والمعارض معا على المواطن المحتقن والمرتاح معا. مرة أخرى لا أصدق أن أردنيا يؤمن فعلا بإسقاط النظام .. إنه بإختصار نداء بلغة قاسية ومرفوضة للنظام أملا بالإصلاح وحتى لا نسقط جميعا في الإحتمالات نتمنى أن لا يكون النداء الأخير.
القدس العربي
يطيب لي أن أعتبر بعض الأصوات التي تصدح في الشارع الأردني داعية ضد النظام ليس أكثر من محاولة للصراخ بصورة غير مألوفة على أمل تحقيق إستجابة أو حتى إلتفاتة للناس في الشارع بدلا من تركيز كل الحواس مع نخبة تكثر من الإقتراحات البائسة بعدما أصبحت عمليا طرفا في الإشكال ولا يمكنها لأسباب واضحة أن تكون طرفا في المعالجة والحل.
شخصيا لم أقابل إطلاقا في الأردن ولو شخصا واحدا يؤمن أو يدعو فعلا لإسقاط النظام أو يصدق بأن ما حصل في دول مجاورة ينبغي ـ لا سمح ألله- أن يحصل في الأردن.
لكني قابلت عشرات المستائين من مؤسسات النظام والحاقدين على رموز النظام وقابلت آلافا من المواطنين والسياسيين الذين يحتفظون بأسئلة معلقة يطرحونها على النظام باحثين عن إجابات أو تفسيرات على أمل إعتمادها كنص للحكاية حتى لو لم يتميز بحبكة منطقية، فالأردنيون ملتصقون تاريخيا بنظامهم بطريقة عجيبة لم تكن يوما قابلة للإختراق.
والإنصاف يتطلب التسجيل بان النظام الأردني لم يتعسف ولم يبطش ولم يسيل الدماء في شعبه ولم يستأصل ولم يوجه ضربات قاضية لاي مواطن أو جهة أو حزب أو عشيرة وكان التسامح والأمن والإستقرار دوما من القوانين غير المكتوبة التي حفظها الأردنيون عن ظهر قلب.
مرر الشعب الأردني رغم عدائه الإيديولوجي والعقائدي لإسرائيل إتفاقية وادي عربه من أجل الملك حسين واحتمل الناس الفقر والجوع والبطالة والفساد وأحيانا الظلم الفردي وغالبا غياب دولة القانون والمؤسسات والمواطنة عشرات السنين في إطار معادلة الأمن والإستقرار ولانهم كسبوا في النهاية دولة آمنة مستقرة صلبة يحترمها رعاياها وتعبر عن مصالحهم المعيشية.
لذلك تجلس المؤسسة العسكرية الأردنية بوقار في قلب ووجدان الأردنيين من شتى الأصول والمنابت فهي لم تكن يوما ذراعا في يد النظام ضد الشعب وبقيت معزولة عن السياق السياسي وخارج حسابات التجاذب وعنوانا لإحترام الأردنيين وتقديرهم.
وقد لمست ذلك مؤخرا مباشرة عندما دعا أحد الزملاء في إجتماع داخل كلية الحرب والأركان لمشاركة العسكر في الإنتخابات فرد عليه أحد الجنرالات قائلا: لا نريد المشاركة في السياسة ..تركناها لكم .. فقط قوموا بواجبكم كما ينبغي وإنجزوا الإصلاح وأبلغونا متى تريدون منا إستخدام البندقية وأين؟
..مثل هذا الجواب العقلاني المثير للإنتباه يعكس في الواقع مستوى التفكير الإيجابي عند مؤسسة الجيش العربي التي يطالب المواطنون برجالها عندما يضطرب الأمر أو عندما يرتكب السياسيون والوزراء وحتى الأمنيون حماقات بيروقراطية أو سياسية.
.. اليوم حصلت أخطاء فادحة لا أحد ينكرها، وهي أخطاء لم ترتكبها المعارضة ولا علاقة لها بالمشروع الصهيوني ولا بالمواطنين المسحوقين بل ارتكبها وتحت الشمس رجال اختارهم النظام لتمثيل الناس عنده وبإسمه وبطريقة غير ديمقراطية.
اللصوص والفاسدون الذين دفعوا الناس للخروج للشارع كانوا دوما من طبقة المحظيين الذين أحيطوا بدلال خاص من مؤسسات النظام، والمديونية التي يطالب الشعب اليوم بإحتمال نتائجها وآثارها تراكمت بسبب أخطاء وزراء وبيروقراطيين لم يتم إختيارهم وفقا لصندوق الإقتراع حتى يتحمل الشعب كلفة إجتهاداتهم.
الحاقدون على النظام اليوم من صداحي الشارع هم حصريا ضحايا ما يسمى بالقبضة الأمنية التي إستخدمت في غير موقعها والمواطنون الذين إنتهك مغامرون متنفذون بإسم النظام والشرعية حقوقهم وبعض المتخصصين بتوتير الأجواء وإلهاب الهتافات والصراخ ليسوا أكثر من أدوات إستخدمتهم مؤسسات أمنية في الماضي لصالح عمليات صغيرة تأسست على الشخصنة وليس على الإعتبارات الوطنية.
الحراك الأردني ليس ربيعا دمويا ولن يكون بإذن إلله ولا يتحرك لوحده وثمة أسباب تدفع الناس للإحتجاج والإعتراض وللصراخ وفي غالب الأحيان للإرتماء في أحضان الإسلاميين وأحيانا التيارات المتطرفة وهذه الأسباب منتجة ومصنعة حصريا في مصانع مؤسسات القرار الرسمي والدولة والنظام الذي بناه الاردنيون بالعرق والدم والجهد.
ثمة هوس في العثور على تفسير لما يجري في البلاد ..أي تفسير من أي نوع لكن لا حياة لمن تنادي فالنظام يراهن فقط على نفس الطبقة الكلاسيكية التي أفسدت طوال عقود علاقته بالناس والساعية لمصالحها الخاصة بعدما عطلت ماكينة صنع النخب والرموز.
الأردن قد تكون الدولة الوحيدة في العالم التي يتميز رجال الحكم فيها بقدرة فائقة على طرد المبدعين والخلاقين وأصحاب الكفاءات للبقاء في الكراسي .
والبلد الوحيد الذي لا تصنع مؤسساته الحاكمة نخبا جديدة للحكم والإدارة فتنشل الرموز من نفس الطنجرة التي أكلها الصدأ وإهترأت ولم تعد تصلح لإعداد الطعام الصحي أو الجيد.
مشكلة أساسية من مشكلات المؤسسة الأردنية تتمثل في قصور فاضح لدى الحلقات الوسيطة التي تحصل على الإمتيازات والرواتب والألقاب والمال حتى تصنع علاقة إيجابية بين الحاكم والمحكوم.
هذه الحلقات إما سقيمة غير منتجة لا تصلح أصلا للوظيفة وإما مرتبكة خائفة تعمل لدى مؤسسة الأمن أكثر من عملها لدى النظام نفسه حتى أن المؤسسة الأمنية نفسها تحتار في الكم الهائل من {المتبرعين} من رجال الدولة الذين يطالبونها بالتدخل ويعرضون عليها التفاصيل ويخطبون ودا لا يدوم وينبغي أن لا يدوم.
لذلك وبناء على كل هذه الإعتبارا ت أحب أن أرى بعض الهتافات الجارحة التي تصدر من بعض الناس في الشارع والتي تخالف ما تربى عليه الناس وتمس بثوابتهم بإعتبارها نداء جديدا للملاذ على أمل الإستجابة وليس دعوة فعلية وحقيقية لإسقاط النظام.
أملي شخصيا بالناس أن تختفي مثل هذه الهتافات تماما ونركز على الدعوة للإصلاح الفعلي.
وأملي في النظام أن يصبر ويوسع صدره فاللحظة تستوجب إظهار قيمة التسامح والصبر على الناس الغاضبين والملك كما يقول مبارك أبو يامين ملك على الجميع .. على الموتورين والمجانين والعاقلين معا وعلى الموالي والمعارض معا على المواطن المحتقن والمرتاح معا. مرة أخرى لا أصدق أن أردنيا يؤمن فعلا بإسقاط النظام .. إنه بإختصار نداء بلغة قاسية ومرفوضة للنظام أملا بالإصلاح وحتى لا نسقط جميعا في الإحتمالات نتمنى أن لا يكون النداء الأخير.
القدس العربي
يطيب لي أن أعتبر بعض الأصوات التي تصدح في الشارع الأردني داعية ضد النظام ليس أكثر من محاولة للصراخ بصورة غير مألوفة على أمل تحقيق إستجابة أو حتى إلتفاتة للناس في الشارع بدلا من تركيز كل الحواس مع نخبة تكثر من الإقتراحات البائسة بعدما أصبحت عمليا طرفا في الإشكال ولا يمكنها لأسباب واضحة أن تكون طرفا في المعالجة والحل.
شخصيا لم أقابل إطلاقا في الأردن ولو شخصا واحدا يؤمن أو يدعو فعلا لإسقاط النظام أو يصدق بأن ما حصل في دول مجاورة ينبغي ـ لا سمح ألله- أن يحصل في الأردن.
لكني قابلت عشرات المستائين من مؤسسات النظام والحاقدين على رموز النظام وقابلت آلافا من المواطنين والسياسيين الذين يحتفظون بأسئلة معلقة يطرحونها على النظام باحثين عن إجابات أو تفسيرات على أمل إعتمادها كنص للحكاية حتى لو لم يتميز بحبكة منطقية، فالأردنيون ملتصقون تاريخيا بنظامهم بطريقة عجيبة لم تكن يوما قابلة للإختراق.
والإنصاف يتطلب التسجيل بان النظام الأردني لم يتعسف ولم يبطش ولم يسيل الدماء في شعبه ولم يستأصل ولم يوجه ضربات قاضية لاي مواطن أو جهة أو حزب أو عشيرة وكان التسامح والأمن والإستقرار دوما من القوانين غير المكتوبة التي حفظها الأردنيون عن ظهر قلب.
مرر الشعب الأردني رغم عدائه الإيديولوجي والعقائدي لإسرائيل إتفاقية وادي عربه من أجل الملك حسين واحتمل الناس الفقر والجوع والبطالة والفساد وأحيانا الظلم الفردي وغالبا غياب دولة القانون والمؤسسات والمواطنة عشرات السنين في إطار معادلة الأمن والإستقرار ولانهم كسبوا في النهاية دولة آمنة مستقرة صلبة يحترمها رعاياها وتعبر عن مصالحهم المعيشية.
لذلك تجلس المؤسسة العسكرية الأردنية بوقار في قلب ووجدان الأردنيين من شتى الأصول والمنابت فهي لم تكن يوما ذراعا في يد النظام ضد الشعب وبقيت معزولة عن السياق السياسي وخارج حسابات التجاذب وعنوانا لإحترام الأردنيين وتقديرهم.
وقد لمست ذلك مؤخرا مباشرة عندما دعا أحد الزملاء في إجتماع داخل كلية الحرب والأركان لمشاركة العسكر في الإنتخابات فرد عليه أحد الجنرالات قائلا: لا نريد المشاركة في السياسة ..تركناها لكم .. فقط قوموا بواجبكم كما ينبغي وإنجزوا الإصلاح وأبلغونا متى تريدون منا إستخدام البندقية وأين؟
..مثل هذا الجواب العقلاني المثير للإنتباه يعكس في الواقع مستوى التفكير الإيجابي عند مؤسسة الجيش العربي التي يطالب المواطنون برجالها عندما يضطرب الأمر أو عندما يرتكب السياسيون والوزراء وحتى الأمنيون حماقات بيروقراطية أو سياسية.
.. اليوم حصلت أخطاء فادحة لا أحد ينكرها، وهي أخطاء لم ترتكبها المعارضة ولا علاقة لها بالمشروع الصهيوني ولا بالمواطنين المسحوقين بل ارتكبها وتحت الشمس رجال اختارهم النظام لتمثيل الناس عنده وبإسمه وبطريقة غير ديمقراطية.
اللصوص والفاسدون الذين دفعوا الناس للخروج للشارع كانوا دوما من طبقة المحظيين الذين أحيطوا بدلال خاص من مؤسسات النظام، والمديونية التي يطالب الشعب اليوم بإحتمال نتائجها وآثارها تراكمت بسبب أخطاء وزراء وبيروقراطيين لم يتم إختيارهم وفقا لصندوق الإقتراع حتى يتحمل الشعب كلفة إجتهاداتهم.
الحاقدون على النظام اليوم من صداحي الشارع هم حصريا ضحايا ما يسمى بالقبضة الأمنية التي إستخدمت في غير موقعها والمواطنون الذين إنتهك مغامرون متنفذون بإسم النظام والشرعية حقوقهم وبعض المتخصصين بتوتير الأجواء وإلهاب الهتافات والصراخ ليسوا أكثر من أدوات إستخدمتهم مؤسسات أمنية في الماضي لصالح عمليات صغيرة تأسست على الشخصنة وليس على الإعتبارات الوطنية.
الحراك الأردني ليس ربيعا دمويا ولن يكون بإذن إلله ولا يتحرك لوحده وثمة أسباب تدفع الناس للإحتجاج والإعتراض وللصراخ وفي غالب الأحيان للإرتماء في أحضان الإسلاميين وأحيانا التيارات المتطرفة وهذه الأسباب منتجة ومصنعة حصريا في مصانع مؤسسات القرار الرسمي والدولة والنظام الذي بناه الاردنيون بالعرق والدم والجهد.
ثمة هوس في العثور على تفسير لما يجري في البلاد ..أي تفسير من أي نوع لكن لا حياة لمن تنادي فالنظام يراهن فقط على نفس الطبقة الكلاسيكية التي أفسدت طوال عقود علاقته بالناس والساعية لمصالحها الخاصة بعدما عطلت ماكينة صنع النخب والرموز.
الأردن قد تكون الدولة الوحيدة في العالم التي يتميز رجال الحكم فيها بقدرة فائقة على طرد المبدعين والخلاقين وأصحاب الكفاءات للبقاء في الكراسي .
والبلد الوحيد الذي لا تصنع مؤسساته الحاكمة نخبا جديدة للحكم والإدارة فتنشل الرموز من نفس الطنجرة التي أكلها الصدأ وإهترأت ولم تعد تصلح لإعداد الطعام الصحي أو الجيد.
مشكلة أساسية من مشكلات المؤسسة الأردنية تتمثل في قصور فاضح لدى الحلقات الوسيطة التي تحصل على الإمتيازات والرواتب والألقاب والمال حتى تصنع علاقة إيجابية بين الحاكم والمحكوم.
هذه الحلقات إما سقيمة غير منتجة لا تصلح أصلا للوظيفة وإما مرتبكة خائفة تعمل لدى مؤسسة الأمن أكثر من عملها لدى النظام نفسه حتى أن المؤسسة الأمنية نفسها تحتار في الكم الهائل من {المتبرعين} من رجال الدولة الذين يطالبونها بالتدخل ويعرضون عليها التفاصيل ويخطبون ودا لا يدوم وينبغي أن لا يدوم.
لذلك وبناء على كل هذه الإعتبارا ت أحب أن أرى بعض الهتافات الجارحة التي تصدر من بعض الناس في الشارع والتي تخالف ما تربى عليه الناس وتمس بثوابتهم بإعتبارها نداء جديدا للملاذ على أمل الإستجابة وليس دعوة فعلية وحقيقية لإسقاط النظام.
أملي شخصيا بالناس أن تختفي مثل هذه الهتافات تماما ونركز على الدعوة للإصلاح الفعلي.
وأملي في النظام أن يصبر ويوسع صدره فاللحظة تستوجب إظهار قيمة التسامح والصبر على الناس الغاضبين والملك كما يقول مبارك أبو يامين ملك على الجميع .. على الموتورين والمجانين والعاقلين معا وعلى الموالي والمعارض معا على المواطن المحتقن والمرتاح معا. مرة أخرى لا أصدق أن أردنيا يؤمن فعلا بإسقاط النظام .. إنه بإختصار نداء بلغة قاسية ومرفوضة للنظام أملا بالإصلاح وحتى لا نسقط جميعا في الإحتمالات نتمنى أن لا يكون النداء الأخير.
القدس العربي
التعليقات
مقال رائع.. اللهم احفظ الأردن وقيادتنا الهاشمية الشريفة
صايل القيسـي - مادبـا
بدايةً شكرا على التحليل العميق للازمة الاردنية.. وثانياً اتفق معك ان هنالك مسؤولون يطبقوا ما ذكرته بدافع الانانية والحقد احيانا من رؤية اقارب لهم قد يحلوا مكانهم في مؤسسات الدولة
anas
نعتذر
فلاح
ابدعت و صدقت يا بسام ..
مواطن
نعم الشعب لا يسعى لأسقاط النظام ولكن ماذا قدم النظام للشعب الذي يطالب ليلا ونهارا بتشميس الصوص و........ الذين نهبوا البلد وعاثوا بالارض فسادا واساؤوا للنظام قبل الشعب بالأكاذيب والخداع والمكر والتفنن في التضليل والمراوغة, الشعب مطلبة واضح ولا غموض فية وهو ان لم يجروء او لم يستطيع النظام محسبة الفسدة بالطرق التي يراها الشعب فاليترك الامر للشعب, فالشعب إرادتة فوق الجميع وغضبة سيعم الكل ولن يرحم اذا لم يستجاب لمطالبة الشرعية لأسترجاع المنهوب من اموالة وممتلكاتة ورفع الظلم عن الفئات المهمشة منذ عقود مضت ليتولى الامور من هم اهلا لها.الناس لا يطلبون المحل, فتغير هذة البطانة الفاسدة ببطانة صالحة تتقي اللة وتخافة ليس بمعجزة يصعب تحقيقها فالشعب ما زال لدية فسحة من الصبر ونفاذها قد لا يكون بعيدا
كفرنجاوي
لا حياة لمن تنادي...رغم موافقتي على كل ماذكرت
؟؟؟
الله يجيب الخير ويصلح حالنا ويهدينا ويرزقنا الخير، بالمحبة والإصلاح الجاد والتضحية من أجل الوطن والحوار نصير بالوطن نحو الأفضل ، الأردن غالي وعلينا جميعاً أن نبنيه ونحميه . ((رب إجعل هذا وطناً آمناً))
محمد العابد
تشكر يا بسام على هذة العبارة (الأردن قد تكون الدولة الوحيدة في العالم التي يتميز رجال الحكم فيها بقدرة فائقة على طرد المبدعين والخلاقين وأصحاب الكفاءات للبقاء في الكراسي) .
الدكتور
الله يديم الملك سيدنا ويحفظ ...
ماهر البستنجي
احسنتـــــــــــــــــــــ جدا
امل
شو هدفك من المقال؟ الناس واعية وحياة شيبتك!
شو هدفك من المقال؟ الناس واعية وحياة شيبتك!
..الفاسدين من انسباء النظام الذين اباحو لانفسهم كل شيء الارض والعرض والفضاء دون رادع ولكن سنقف لهم في المرصاد
عشائر
الاخ الكاتب نحن مع الاصلاح ولااحد يرفض الاصلاح ولكن هناك ماخذ على الحراك وهو شخصنة الامور والاساءه الى رموز الوطن بشكل شخصي نحن مع انتقاد سياسات الاشخاص وطريقة تعاملهم مع مقدرات الوطن ولكن لنبتعد عن الاساءه الشخصيه لانها تقود الى النعرات وهذا ليس بمحمود اما اسقاط النظام اعتقد ان ليس هناك مواطن اردني لديه الرغبه بتغير النظام لان الهاشميين هم من ثوابت الوطن ولابديل عنهم
ميمون مجالي
مقال جدا رائع و قد وضعت يدك على الجرح ، الوضع في الاردن خاص و ليس كباقي الدول فعلاقتنا كشعب مع النظام الملكي علاقة وطيدة و تاريخية رسخت بالعرق و الدم و السنين الطوال لذلك من الحماقة كما اشرتم الهتاف ضد النظام او المطالبة بإسقاطه لان النظام الملكي صمام امان في الاردن ، لكن ان الاوان لتغيير حقيقي يحرص على بقاء الحكم الملكي و بنفس الوقت يرفع الظلم و يكافح الفساد و يتجه اتجاه اصلاح سياسي و اقتصادي شامل.
ابوسلطان كلبونه
مقالك رائع اخ بسام
امال عبيدات
كنت من اكثر المعارضين لكتاباتك, الان اصبحت متأكدا ان اجمل ما في الكون ان يخاف الاردني من اصل فلسطيني على استقرار بلده الاردن تماما كاخيه ابن البادية الاردنية. الحمد لله ان وهبنا جيشا يعرف حرمة دماء ابناء شعبه. واسأل الله ان يحمينا من شر الفتن.
سلامة.لندن
واضح انو قلبك عالبلد يا حنون واضح انك تقصد كل خير يا حنون كل اردني شريف فاهمك وعارفك يا حنون صدقني مصيبة انك لا تعرف طبيعة الاردن وماذا يعني لنا العرش الهاشمي وعند الجد صدقني ستكون اول من يعلم.
يا بسام
يوميات بلا مدير عام،
م.ت
جميـــل،،،رائـــع ،،،جميــل ،،
.
ابدعت لقد وصفت حاله عجزت اقلام وعقول الكثير في الاردن وخارج الاردن عن استيعابها وحتى وصفها
علي النوافله - العقبه
شكرا استاذ بسام تحليل واقعي اغلب الاردنين ومن شتى المنابت والاصول حرصهم على النظام اكبر من حرصه على نفسه واما ما يحدث في الشارع فما هي الا عروض لاشكال مختلفه من الديموقراطيه في الاردن
الكرك 1
شكرا استاذ بسام تحليل واقعي اغلب الاردنين ومن شتى المنابت والاصول حرصهم على النظام اكبر من حرصه على نفسه واما ما يحدث في الشارع فما هي الا عروض لاشكال مختلفه من الديموقراطيه في الاردن
الكرك 1
لا انتخابات قبل تعديل المواد ........من الدستور الاردني حتى ..........................
عبدالرؤوف الربيحات ابو البراء -حي الطفايله-عمان
دورك ضمن تعليمات
moving
نعتذر
creep
نعتذر
the .............of jordan
هذا الكلام والتحليل منطقي ولكن لم يصل الى جوهر المعادلة.
فمن اين اتى هؤلاء الفاسدون والذين نهبوا مقدرات الوطن؟ ومن جاء بهم؟ ثم الم يكن بالامكان ايقافهم عند بداية فسادهم ؟ ولماذا لم يتم ذلك؟ من الذي براهم ومن الذي احتضنهم وحصنهم من التحقيق والمساءلة؟
..
عيسى
ابدعت استاذ بسام وانا من المعجبين بكتاباتك .الله يقويك
د.وائل رزوق\الحصن
you are right
تكتور واذرب واطرح وبعدك مش واعي مثل هالحكي !!!
الى 23
تحليل منزوع الدسم.
محايد
بصراحة قل لي ما الهدف من هذا المقال ...لانني اشتم شيئا وراء الاكمة ؟؟؟!!!
ابن فايز ... ابو صخر
الاردن وهتاف إسقاط النظام
طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور
اظهار التعليقات
الاردن وهتاف إسقاط النظام
يطيب لي أن أعتبر بعض الأصوات التي تصدح في الشارع الأردني داعية ضد النظام ليس أكثر من محاولة للصراخ بصورة غير مألوفة على أمل تحقيق إستجابة أو حتى إلتفاتة للناس في الشارع بدلا من تركيز كل الحواس مع نخبة تكثر من الإقتراحات البائسة بعدما أصبحت عمليا طرفا في الإشكال ولا يمكنها لأسباب واضحة أن تكون طرفا في المعالجة والحل.
شخصيا لم أقابل إطلاقا في الأردن ولو شخصا واحدا يؤمن أو يدعو فعلا لإسقاط النظام أو يصدق بأن ما حصل في دول مجاورة ينبغي ـ لا سمح ألله- أن يحصل في الأردن.
لكني قابلت عشرات المستائين من مؤسسات النظام والحاقدين على رموز النظام وقابلت آلافا من المواطنين والسياسيين الذين يحتفظون بأسئلة معلقة يطرحونها على النظام باحثين عن إجابات أو تفسيرات على أمل إعتمادها كنص للحكاية حتى لو لم يتميز بحبكة منطقية، فالأردنيون ملتصقون تاريخيا بنظامهم بطريقة عجيبة لم تكن يوما قابلة للإختراق.
والإنصاف يتطلب التسجيل بان النظام الأردني لم يتعسف ولم يبطش ولم يسيل الدماء في شعبه ولم يستأصل ولم يوجه ضربات قاضية لاي مواطن أو جهة أو حزب أو عشيرة وكان التسامح والأمن والإستقرار دوما من القوانين غير المكتوبة التي حفظها الأردنيون عن ظهر قلب.
مرر الشعب الأردني رغم عدائه الإيديولوجي والعقائدي لإسرائيل إتفاقية وادي عربه من أجل الملك حسين واحتمل الناس الفقر والجوع والبطالة والفساد وأحيانا الظلم الفردي وغالبا غياب دولة القانون والمؤسسات والمواطنة عشرات السنين في إطار معادلة الأمن والإستقرار ولانهم كسبوا في النهاية دولة آمنة مستقرة صلبة يحترمها رعاياها وتعبر عن مصالحهم المعيشية.
لذلك تجلس المؤسسة العسكرية الأردنية بوقار في قلب ووجدان الأردنيين من شتى الأصول والمنابت فهي لم تكن يوما ذراعا في يد النظام ضد الشعب وبقيت معزولة عن السياق السياسي وخارج حسابات التجاذب وعنوانا لإحترام الأردنيين وتقديرهم.
وقد لمست ذلك مؤخرا مباشرة عندما دعا أحد الزملاء في إجتماع داخل كلية الحرب والأركان لمشاركة العسكر في الإنتخابات فرد عليه أحد الجنرالات قائلا: لا نريد المشاركة في السياسة ..تركناها لكم .. فقط قوموا بواجبكم كما ينبغي وإنجزوا الإصلاح وأبلغونا متى تريدون منا إستخدام البندقية وأين؟
..مثل هذا الجواب العقلاني المثير للإنتباه يعكس في الواقع مستوى التفكير الإيجابي عند مؤسسة الجيش العربي التي يطالب المواطنون برجالها عندما يضطرب الأمر أو عندما يرتكب السياسيون والوزراء وحتى الأمنيون حماقات بيروقراطية أو سياسية.
.. اليوم حصلت أخطاء فادحة لا أحد ينكرها، وهي أخطاء لم ترتكبها المعارضة ولا علاقة لها بالمشروع الصهيوني ولا بالمواطنين المسحوقين بل ارتكبها وتحت الشمس رجال اختارهم النظام لتمثيل الناس عنده وبإسمه وبطريقة غير ديمقراطية.
اللصوص والفاسدون الذين دفعوا الناس للخروج للشارع كانوا دوما من طبقة المحظيين الذين أحيطوا بدلال خاص من مؤسسات النظام، والمديونية التي يطالب الشعب اليوم بإحتمال نتائجها وآثارها تراكمت بسبب أخطاء وزراء وبيروقراطيين لم يتم إختيارهم وفقا لصندوق الإقتراع حتى يتحمل الشعب كلفة إجتهاداتهم.
الحاقدون على النظام اليوم من صداحي الشارع هم حصريا ضحايا ما يسمى بالقبضة الأمنية التي إستخدمت في غير موقعها والمواطنون الذين إنتهك مغامرون متنفذون بإسم النظام والشرعية حقوقهم وبعض المتخصصين بتوتير الأجواء وإلهاب الهتافات والصراخ ليسوا أكثر من أدوات إستخدمتهم مؤسسات أمنية في الماضي لصالح عمليات صغيرة تأسست على الشخصنة وليس على الإعتبارات الوطنية.
الحراك الأردني ليس ربيعا دمويا ولن يكون بإذن إلله ولا يتحرك لوحده وثمة أسباب تدفع الناس للإحتجاج والإعتراض وللصراخ وفي غالب الأحيان للإرتماء في أحضان الإسلاميين وأحيانا التيارات المتطرفة وهذه الأسباب منتجة ومصنعة حصريا في مصانع مؤسسات القرار الرسمي والدولة والنظام الذي بناه الاردنيون بالعرق والدم والجهد.
ثمة هوس في العثور على تفسير لما يجري في البلاد ..أي تفسير من أي نوع لكن لا حياة لمن تنادي فالنظام يراهن فقط على نفس الطبقة الكلاسيكية التي أفسدت طوال عقود علاقته بالناس والساعية لمصالحها الخاصة بعدما عطلت ماكينة صنع النخب والرموز.
الأردن قد تكون الدولة الوحيدة في العالم التي يتميز رجال الحكم فيها بقدرة فائقة على طرد المبدعين والخلاقين وأصحاب الكفاءات للبقاء في الكراسي .
والبلد الوحيد الذي لا تصنع مؤسساته الحاكمة نخبا جديدة للحكم والإدارة فتنشل الرموز من نفس الطنجرة التي أكلها الصدأ وإهترأت ولم تعد تصلح لإعداد الطعام الصحي أو الجيد.
مشكلة أساسية من مشكلات المؤسسة الأردنية تتمثل في قصور فاضح لدى الحلقات الوسيطة التي تحصل على الإمتيازات والرواتب والألقاب والمال حتى تصنع علاقة إيجابية بين الحاكم والمحكوم.
هذه الحلقات إما سقيمة غير منتجة لا تصلح أصلا للوظيفة وإما مرتبكة خائفة تعمل لدى مؤسسة الأمن أكثر من عملها لدى النظام نفسه حتى أن المؤسسة الأمنية نفسها تحتار في الكم الهائل من {المتبرعين} من رجال الدولة الذين يطالبونها بالتدخل ويعرضون عليها التفاصيل ويخطبون ودا لا يدوم وينبغي أن لا يدوم.
لذلك وبناء على كل هذه الإعتبارا ت أحب أن أرى بعض الهتافات الجارحة التي تصدر من بعض الناس في الشارع والتي تخالف ما تربى عليه الناس وتمس بثوابتهم بإعتبارها نداء جديدا للملاذ على أمل الإستجابة وليس دعوة فعلية وحقيقية لإسقاط النظام.
أملي شخصيا بالناس أن تختفي مثل هذه الهتافات تماما ونركز على الدعوة للإصلاح الفعلي.
وأملي في النظام أن يصبر ويوسع صدره فاللحظة تستوجب إظهار قيمة التسامح والصبر على الناس الغاضبين والملك كما يقول مبارك أبو يامين ملك على الجميع .. على الموتورين والمجانين والعاقلين معا وعلى الموالي والمعارض معا على المواطن المحتقن والمرتاح معا. مرة أخرى لا أصدق أن أردنيا يؤمن فعلا بإسقاط النظام .. إنه بإختصار نداء بلغة قاسية ومرفوضة للنظام أملا بالإصلاح وحتى لا نسقط جميعا في الإحتمالات نتمنى أن لا يكون النداء الأخير.
القدس العربي
التعليقات
فمن اين اتى هؤلاء الفاسدون والذين نهبوا مقدرات الوطن؟ ومن جاء بهم؟ ثم الم يكن بالامكان ايقافهم عند بداية فسادهم ؟ ولماذا لم يتم ذلك؟ من الذي براهم ومن الذي احتضنهم وحصنهم من التحقيق والمساءلة؟
..