طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


سماسرة الحراك ضد قانون الانتخاب * ايهاب الدهيسات


يشكل قانون الانتخاب المقر أخيراً مرحلة رئيسية في رحلة الاصلاح الحقيقي التي شهدتها المملكة منذ عام ونصف تقريبا, حيث البدايات بتشكيل لجنة الحوار الوطني ولجنة اعادة صياغة الدستور وهو ما قاد الوطن للتحليق عاليا في فضاء الحرية ليتخذ بعدها قرارا بانشاء نقابة للمعلمين وفتح ملفات الفساد الرئيسية والاعلان عن ذلك من خلال الاعلام الرسمي الذي شهد انفتاحاً حقيقياً على الحدث بعدما احيط لسنوات عديدة باللون 'الاحمر' الى أن وصل الجميع الى نقطة التقاء فيما عدا جهة واحدة 'تعهدت' بالمقاطعة واعتلاء الموج وسرقة المشهد ضمن اجواء ضبابية وحراك 'متمرس' على وضع السلبيات تحت المجهر متناسياً اي انجاز ينسب لهذا الوطن على مر السنين . الامر يتعلق بقانون الانتخاب والمعدل بقائمة وطنية بـ17 مرشح وصوت للدائرة يتيح الفرصة للجميع بالمشاركة وكنا قبل ذلك نطمح بانتخابات 'نزيهة فقط' دون اي تعديل على القانون, وكان الاخوان وباعتراف قياداتهم يتفاوضون على عدد يسير من المقاعد تحت الطاولة وكنا معا ضحايا التزوير الى ان تغيرت قوانين اللعبة التي منحتهم الثقة في التصعيد والجلوس على الطرقات وأصبح صوت هيلاري كلنتون يبث الرجولة والشجاعة في كل مكان, فيما الموقف الامريكي 'يثبت اقدامهم' ويحثهم على الدخول كحصان طروادة الى الوطن الذي يحكي اشقائه المسبوغين بنعمة الربيع الدموي عن نعمة الامن والاستقرار فيه بعدما شهدت اوطانهم سماسرة حراك ومتعهدي فتنة لا ينظرون الا لمصلحتهم الضيقة فهذا القانون يتساوى فيه الجميع ويقطع الطريق على كل من يفكر باستحواذ السلطة ليبدأ بعدها بسن قوانين العزل والاقصاء كما هي الحال لدى اقرانهم فالتنظيم يعني التمثيل بالنسبة لهم. أن تكون منظما في حزب أو أن يكون حزبك هو الاكثر تنظيما فهذه الصفة لم تعد ايجابية على الاطلاق, اذ لم يشهد التاريخ حزبا منظما أكثر من الحزب 'النازي' ولا قيادة حزبية أكثر تنظيما من هتلر نفسه والذي وعد روسيا وستالين بالسلام!!, وها هو الحاضر يحكي لنا قصة الاخوان في مصر عندما وعدوا بعدم خوض انتخابات الرئاسة ومجلس النواب علما ان نشاطهم السري يبقى ضمن 'بروتوكولات' واملاءات تفوق حجم وقدرات الحزب المنظم والذي يقابله في الاردن عشرة الاف منتسب يستعدون للمشهد ذاته . احوال الشارع الاردني تحملني على التكذيب وبالرجوع للحراك الذي كنت حاضرا فيه لاكثر من سنتين وجدت أن كل ما يثار في الشارع لا يستند الى اي دليل وانما الى اشاعات واقاويل وروايات ليس لها أساس من الصحة فهم يصدقون اي شيء لمجرد سماعهم الصراخ والعويل في صفوف الدبيكة وجوقة الهتيفة ضد القانون مع العلم ان كم الابتذال واللطم في صفوف سماسرة المعارضة يدعو للسخرية فالمشهد برمته يصاغ بدراما الكوميديا السوداء التي يمتهنها الراعي في قصة الاستنجاد الشهيرة, وهو ما يحدث تماما في دبكة ' رفض قانون الانتخاب ' فهذه المرة بات السماسرة مطالبين بأية فتنة والا فان ذئب السفارات قادم على الموعد الذي ضربوه ولن يجد سواهم ليلتهمه .

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/123843