طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


لَكِ يَا منازلُ في القلوبِ منازلُ - أحمد الطراونة


استوقفني ما جاء في تعقيب معالي رئيس مجلس النواب الموقر على كلمة دولة رئيس الوزراء الأفخم في جلسة الثقة؛ ذلك التوجيه إلى قراءة قصيدة الشاعر العظيم أبي الطيب المتنبي التي مطلعها: لك منازلُ في القلبِ منازلُ أقفرت أنت وهن منك أواهل وهذا يعطي دلالة على سعة ثقافة رئيس المجلس، وهو المحامي العريق والسياسي المحنك في استخدام اللغة الإشارية وأقنعة النص . كما أننـي لأخفي إعجابي بلغة رئيس المجلس وفصاحته وبيانه وسلامة لفظه. وتلك ملكات أنضجتها التجربة من خلال الممارسة والثقافة. وأود أن أشير إلى أن هذه القصيدة تحمل في طياتها إشارات وكنايات، حيث تذكر كتب الأدب، أن مجلساً ضم الشاعر الشريف الرضي وعدداً من الأدباء والشعراء، وجرى ذكر المتنبي، فتناول الشريف شعره بالنقد والتجريح والذم، ومالأ القوم الحضور الشريف الرضي فيما ذهب إليه، وكان من بين الحضور الشاعر أبو العلاء المعري، الذي كان من أشدّ المعجبين بالمتنبي، وقد ساءه مما نال شعر المتنبي من الذم والسخط. فبادر بالتوجه إلى الشريف الرضي قائلاً: يا سيدي لو لم تكن له إلاّ هذه القصيدة لشفعت له ، وذكر مطلع القصيدة فقط. لك يا منازل في القلوب منازل فغضب الشريف الرضي، وقال: اطردوا هذا الأعمى فقد شتمني، فما ذكر هذه القصيدة إلا لقول المتنبي فيها: وإذا اتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأنّي كامل ولا أميل إلى الأخذ بمبدأ التناص في استعارة الحكاية لتبيان ذوي النقص والكمال في معرض تقدير جهود المجلس النيابي الكريم في آخر محطاته. وسأكتفي بالوقوف عند المطلع ، دون الخوض في غمار التأويل عند قراءة القصيدة كاملة، وعلى مبدأ حسن الظن أرى بأن المطلع فيه إشارة طللية إلى مغادرة القوم مجلس الأمة ولهم في قلوبنا منزلة ستظل قائمة، وأنحو باللائمة على أبي الطيب المتنبي الذي مازال يثيـر الخلاف بيننا، وينام ملء جفونه عن شواردها، ويسهر الخلق جرّاها ويختصمُ . أحمـد الطراونـة

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/121518