المشكلة ليست في الانحدار الذي أصاب نقاشاتنا العامة فقط، وانما المشكلة ايضاً في تراجع قيمنا وأخلاقياتنا العامة، لا يتعلق هذا بالنخب التي اختطفت قضايا الناس واستهبلتهم وتعاملت معهم بمنطق الاستعلاء، وانما بآخرين من طبقات المجتمع المختلفة انتقلت اليهم هذه “العدوى” لدرجة ان بعضهم أصبح مؤمناً بفكرة “الشطارة” بكل ما تحمله من انتهازية ونفعية وانفصام في الشخصية.
ليست صدفة –بالطبع- أن ينقلب بعض الناس على مواقفهم، أو ان يصاب المجتمع بحالة من “الانقسام” حول قضية معينة، قد يبدو هذا مفهوماً في سياقات اجتماعية وسياسية مختلفة، لكن غير المفهوم ان تتحول القيم الاخلاقية الى موضوع للنقاش، أو الى وجهات نظر مشروعة، وان يتحول المجتمع الى “اسفنجة” قادرة على امتصاص كل شيء، او مجرد “معدة” جاهزة لهضم ما يصلها حتى لو كان من النوع غير القابل للذوبان.
لا أدري اذا ما كانت هذه الحالة نتيجة “لجناية” النخب التي تعاملت مع المجتمع بمنطق الوصاية لا بمنطق الشراكة، ولكن من المؤسف أننا –ان شئت معظمنا- استمرأنا ممارسة هذه “اللعبة” وتنازلنا عن كثير من القيم التي كانت تمثل مصدراً لمناعتنا الاجتماعية.
خذ مثلاً، مع كل تشكيلة وزارية يتهافت الناس بالآلاف امام بوابة الرئيس المكلف لتقديم التهاني، وتقديم الاشادات، والتذكير بأنفسهم ومؤهلاتهم، وما ان ينفض “مولد” الحكومة ويعود الرجل الى بيته حتى ينفض الناس من حوله، وبالكاد تجد حوله اشخاصاً لا يتجاوزون عدد اصابع اليدين، ولا تسأل –بالطبع- اذا ما خرج الرجل في ظروف ملتبسة، فلك عندئذ ان تتصور المشهد بكل تفاصيله، ابتداء من تصفية الحسابات الى استذكار الثارات، وكل ذلك بمعزل عن اخلاقيات الخصومة السياسية، او قيم النقد المتعلقة بالموضوع والتجربة لا بالشخص ذاته.
هل يحتاج مجتمعنا الى “اصلاح”؟ وهل نحن جاهزون لاستقبال ذبذبات للديمقراطية في ظل حالة من “ازدواجية الشخصية” انتقلت من النخب الى بعض اطراف المجتمع؟ وهل اصلاح النظام السياسي يكفي لاصلاح اخلاقيات المجتمع، ومن ان نبدأ: باصلاح الناس ام باصلاح السياسة؟
لا يراودني اي شك بان مجتمعنا متعطش للاصلاح، وبانه ما زال يتمتع بجزء كبير من “عافيته” لكنني اشعر احيانا بان ما يطفو على سطح مجتمعنا من صور “الفهلوة” والشطارة قد اخذ الصورة كلها، بحيث اصبحنا نحاكم انفسنا تبعا لما نراه في الظاهر لا لما يتغلغل في الداخل المسكوت عنه، وبوسعنا جميعا ان نتذكر او نستدعي عشرات النماذج التي تقدم لنا دليلاً على حالة “الازدواجية” التي نعيشها في كل المجالات، لكن لا بدّ ان نتذكر ايضاً بأن ما اصابنا ليس صدفة، وانما تراكمات لعقود طويلة من الفساد والتشويه و”اللعب” على الذمم والهويات والقيم... وعلى التعليم والاقتصاد والسياسة ايضا..
الدستور
المشكلة ليست في الانحدار الذي أصاب نقاشاتنا العامة فقط، وانما المشكلة ايضاً في تراجع قيمنا وأخلاقياتنا العامة، لا يتعلق هذا بالنخب التي اختطفت قضايا الناس واستهبلتهم وتعاملت معهم بمنطق الاستعلاء، وانما بآخرين من طبقات المجتمع المختلفة انتقلت اليهم هذه “العدوى” لدرجة ان بعضهم أصبح مؤمناً بفكرة “الشطارة” بكل ما تحمله من انتهازية ونفعية وانفصام في الشخصية.
ليست صدفة –بالطبع- أن ينقلب بعض الناس على مواقفهم، أو ان يصاب المجتمع بحالة من “الانقسام” حول قضية معينة، قد يبدو هذا مفهوماً في سياقات اجتماعية وسياسية مختلفة، لكن غير المفهوم ان تتحول القيم الاخلاقية الى موضوع للنقاش، أو الى وجهات نظر مشروعة، وان يتحول المجتمع الى “اسفنجة” قادرة على امتصاص كل شيء، او مجرد “معدة” جاهزة لهضم ما يصلها حتى لو كان من النوع غير القابل للذوبان.
لا أدري اذا ما كانت هذه الحالة نتيجة “لجناية” النخب التي تعاملت مع المجتمع بمنطق الوصاية لا بمنطق الشراكة، ولكن من المؤسف أننا –ان شئت معظمنا- استمرأنا ممارسة هذه “اللعبة” وتنازلنا عن كثير من القيم التي كانت تمثل مصدراً لمناعتنا الاجتماعية.
خذ مثلاً، مع كل تشكيلة وزارية يتهافت الناس بالآلاف امام بوابة الرئيس المكلف لتقديم التهاني، وتقديم الاشادات، والتذكير بأنفسهم ومؤهلاتهم، وما ان ينفض “مولد” الحكومة ويعود الرجل الى بيته حتى ينفض الناس من حوله، وبالكاد تجد حوله اشخاصاً لا يتجاوزون عدد اصابع اليدين، ولا تسأل –بالطبع- اذا ما خرج الرجل في ظروف ملتبسة، فلك عندئذ ان تتصور المشهد بكل تفاصيله، ابتداء من تصفية الحسابات الى استذكار الثارات، وكل ذلك بمعزل عن اخلاقيات الخصومة السياسية، او قيم النقد المتعلقة بالموضوع والتجربة لا بالشخص ذاته.
هل يحتاج مجتمعنا الى “اصلاح”؟ وهل نحن جاهزون لاستقبال ذبذبات للديمقراطية في ظل حالة من “ازدواجية الشخصية” انتقلت من النخب الى بعض اطراف المجتمع؟ وهل اصلاح النظام السياسي يكفي لاصلاح اخلاقيات المجتمع، ومن ان نبدأ: باصلاح الناس ام باصلاح السياسة؟
لا يراودني اي شك بان مجتمعنا متعطش للاصلاح، وبانه ما زال يتمتع بجزء كبير من “عافيته” لكنني اشعر احيانا بان ما يطفو على سطح مجتمعنا من صور “الفهلوة” والشطارة قد اخذ الصورة كلها، بحيث اصبحنا نحاكم انفسنا تبعا لما نراه في الظاهر لا لما يتغلغل في الداخل المسكوت عنه، وبوسعنا جميعا ان نتذكر او نستدعي عشرات النماذج التي تقدم لنا دليلاً على حالة “الازدواجية” التي نعيشها في كل المجالات، لكن لا بدّ ان نتذكر ايضاً بأن ما اصابنا ليس صدفة، وانما تراكمات لعقود طويلة من الفساد والتشويه و”اللعب” على الذمم والهويات والقيم... وعلى التعليم والاقتصاد والسياسة ايضا..
الدستور
المشكلة ليست في الانحدار الذي أصاب نقاشاتنا العامة فقط، وانما المشكلة ايضاً في تراجع قيمنا وأخلاقياتنا العامة، لا يتعلق هذا بالنخب التي اختطفت قضايا الناس واستهبلتهم وتعاملت معهم بمنطق الاستعلاء، وانما بآخرين من طبقات المجتمع المختلفة انتقلت اليهم هذه “العدوى” لدرجة ان بعضهم أصبح مؤمناً بفكرة “الشطارة” بكل ما تحمله من انتهازية ونفعية وانفصام في الشخصية.
ليست صدفة –بالطبع- أن ينقلب بعض الناس على مواقفهم، أو ان يصاب المجتمع بحالة من “الانقسام” حول قضية معينة، قد يبدو هذا مفهوماً في سياقات اجتماعية وسياسية مختلفة، لكن غير المفهوم ان تتحول القيم الاخلاقية الى موضوع للنقاش، أو الى وجهات نظر مشروعة، وان يتحول المجتمع الى “اسفنجة” قادرة على امتصاص كل شيء، او مجرد “معدة” جاهزة لهضم ما يصلها حتى لو كان من النوع غير القابل للذوبان.
لا أدري اذا ما كانت هذه الحالة نتيجة “لجناية” النخب التي تعاملت مع المجتمع بمنطق الوصاية لا بمنطق الشراكة، ولكن من المؤسف أننا –ان شئت معظمنا- استمرأنا ممارسة هذه “اللعبة” وتنازلنا عن كثير من القيم التي كانت تمثل مصدراً لمناعتنا الاجتماعية.
خذ مثلاً، مع كل تشكيلة وزارية يتهافت الناس بالآلاف امام بوابة الرئيس المكلف لتقديم التهاني، وتقديم الاشادات، والتذكير بأنفسهم ومؤهلاتهم، وما ان ينفض “مولد” الحكومة ويعود الرجل الى بيته حتى ينفض الناس من حوله، وبالكاد تجد حوله اشخاصاً لا يتجاوزون عدد اصابع اليدين، ولا تسأل –بالطبع- اذا ما خرج الرجل في ظروف ملتبسة، فلك عندئذ ان تتصور المشهد بكل تفاصيله، ابتداء من تصفية الحسابات الى استذكار الثارات، وكل ذلك بمعزل عن اخلاقيات الخصومة السياسية، او قيم النقد المتعلقة بالموضوع والتجربة لا بالشخص ذاته.
هل يحتاج مجتمعنا الى “اصلاح”؟ وهل نحن جاهزون لاستقبال ذبذبات للديمقراطية في ظل حالة من “ازدواجية الشخصية” انتقلت من النخب الى بعض اطراف المجتمع؟ وهل اصلاح النظام السياسي يكفي لاصلاح اخلاقيات المجتمع، ومن ان نبدأ: باصلاح الناس ام باصلاح السياسة؟
لا يراودني اي شك بان مجتمعنا متعطش للاصلاح، وبانه ما زال يتمتع بجزء كبير من “عافيته” لكنني اشعر احيانا بان ما يطفو على سطح مجتمعنا من صور “الفهلوة” والشطارة قد اخذ الصورة كلها، بحيث اصبحنا نحاكم انفسنا تبعا لما نراه في الظاهر لا لما يتغلغل في الداخل المسكوت عنه، وبوسعنا جميعا ان نتذكر او نستدعي عشرات النماذج التي تقدم لنا دليلاً على حالة “الازدواجية” التي نعيشها في كل المجالات، لكن لا بدّ ان نتذكر ايضاً بأن ما اصابنا ليس صدفة، وانما تراكمات لعقود طويلة من الفساد والتشويه و”اللعب” على الذمم والهويات والقيم... وعلى التعليم والاقتصاد والسياسة ايضا..
الدستور
التعليقات
احسنت ، هناك مرض نفسي عام اصاب الاردنيين ، لا اقول نقص ب 12 الشامل ، بل نقص اخلاقيات الاختلاف وضبط الاعصاب وادارة الغضب واحترام الاخر . الاردن كان اجمل حين لم يكن فيه تعصب وحين كنا نمتدح الغائب حتى يحضر ، وننتقد المسؤول ونقول للمغادر يعطيك العافية . قبل قوانين الانتخاب نحن بحاجة لمنظومة قيم ، قيم لا تتعلق بغض البصر والمواقع الاباحية كما يعتقد السطحيون ، بل قيم احترام الاخر وتقديره . المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده .
سياسي
ابدعت استاذ حسين
ابراهيم
هذا مقال على الجرح.شكرا للكاتب الذي عودنا دائما على الالتزام بالاخلاق والموضوعية والمصداقية وعدم محاباة اي احد الا ضميره،
قارئ متابع
للتذكير بأخلاقيات الخصومة السياسية فقط!!
طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور
اظهار التعليقات
للتذكير بأخلاقيات الخصومة السياسية فقط!!
المشكلة ليست في الانحدار الذي أصاب نقاشاتنا العامة فقط، وانما المشكلة ايضاً في تراجع قيمنا وأخلاقياتنا العامة، لا يتعلق هذا بالنخب التي اختطفت قضايا الناس واستهبلتهم وتعاملت معهم بمنطق الاستعلاء، وانما بآخرين من طبقات المجتمع المختلفة انتقلت اليهم هذه “العدوى” لدرجة ان بعضهم أصبح مؤمناً بفكرة “الشطارة” بكل ما تحمله من انتهازية ونفعية وانفصام في الشخصية.
ليست صدفة –بالطبع- أن ينقلب بعض الناس على مواقفهم، أو ان يصاب المجتمع بحالة من “الانقسام” حول قضية معينة، قد يبدو هذا مفهوماً في سياقات اجتماعية وسياسية مختلفة، لكن غير المفهوم ان تتحول القيم الاخلاقية الى موضوع للنقاش، أو الى وجهات نظر مشروعة، وان يتحول المجتمع الى “اسفنجة” قادرة على امتصاص كل شيء، او مجرد “معدة” جاهزة لهضم ما يصلها حتى لو كان من النوع غير القابل للذوبان.
لا أدري اذا ما كانت هذه الحالة نتيجة “لجناية” النخب التي تعاملت مع المجتمع بمنطق الوصاية لا بمنطق الشراكة، ولكن من المؤسف أننا –ان شئت معظمنا- استمرأنا ممارسة هذه “اللعبة” وتنازلنا عن كثير من القيم التي كانت تمثل مصدراً لمناعتنا الاجتماعية.
خذ مثلاً، مع كل تشكيلة وزارية يتهافت الناس بالآلاف امام بوابة الرئيس المكلف لتقديم التهاني، وتقديم الاشادات، والتذكير بأنفسهم ومؤهلاتهم، وما ان ينفض “مولد” الحكومة ويعود الرجل الى بيته حتى ينفض الناس من حوله، وبالكاد تجد حوله اشخاصاً لا يتجاوزون عدد اصابع اليدين، ولا تسأل –بالطبع- اذا ما خرج الرجل في ظروف ملتبسة، فلك عندئذ ان تتصور المشهد بكل تفاصيله، ابتداء من تصفية الحسابات الى استذكار الثارات، وكل ذلك بمعزل عن اخلاقيات الخصومة السياسية، او قيم النقد المتعلقة بالموضوع والتجربة لا بالشخص ذاته.
هل يحتاج مجتمعنا الى “اصلاح”؟ وهل نحن جاهزون لاستقبال ذبذبات للديمقراطية في ظل حالة من “ازدواجية الشخصية” انتقلت من النخب الى بعض اطراف المجتمع؟ وهل اصلاح النظام السياسي يكفي لاصلاح اخلاقيات المجتمع، ومن ان نبدأ: باصلاح الناس ام باصلاح السياسة؟
لا يراودني اي شك بان مجتمعنا متعطش للاصلاح، وبانه ما زال يتمتع بجزء كبير من “عافيته” لكنني اشعر احيانا بان ما يطفو على سطح مجتمعنا من صور “الفهلوة” والشطارة قد اخذ الصورة كلها، بحيث اصبحنا نحاكم انفسنا تبعا لما نراه في الظاهر لا لما يتغلغل في الداخل المسكوت عنه، وبوسعنا جميعا ان نتذكر او نستدعي عشرات النماذج التي تقدم لنا دليلاً على حالة “الازدواجية” التي نعيشها في كل المجالات، لكن لا بدّ ان نتذكر ايضاً بأن ما اصابنا ليس صدفة، وانما تراكمات لعقود طويلة من الفساد والتشويه و”اللعب” على الذمم والهويات والقيم... وعلى التعليم والاقتصاد والسياسة ايضا..
الدستور
التعليقات